أكد الدكتور أحمد الحسنات، مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، أن الإسلام جاء ليكون دينًا عالميًّا ودعوةً شاملةً للبشرية جمعاء، مضيفًا أن الله تعالى أرسل نبيه الكريم رحمة للعالمين. 

مفتي تونس: مقدساتنا مستهدفة وقبلتنا الأولى ينكل فيها بشعب شقيق مفتي كرواتيا: التطورات المتسارعة تسببت في وجود خلل بالبناء الأخلاقي وظهور العديد من التحديات

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء.

وأشار الدكتور الحسنات إلى أن أمة الإسلام قد ابتعثها الله لترسيخ قيمة الإنسان وكرامته، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

وأوضح أن خيرية الأمة الإسلامية تنبع من قدرتها على التفاعل والتشارك مع أبناء المجتمع الإنساني، مما ينقلهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن التخلف إلى أعلى درجات الرقي، مستدلًا بقول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الجلسة العلمية الأولى التي جاءت تحت عنوان: "البناء الأخلاقي في الإسلام ودور الفتوى في تعزيزه"، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء.

دور الإسلام في الحضارة الإنسانية

وفيما يخص دور الإسلام في الحضارة الإنسانية، شدد المفتي على أن الإسلام لم يأتِ لهدم الحضارات الإنسانية أو إلغائها، بل ليكون لبنةً تشتبك مع غيرها في بناء صرح الإنسانية، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لَبِنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين".

وأكد مفتي الأردن على أن الأخلاق الحسنة هي أساس تفوق الأمم وتميزها، موضحًا أن رسالة الإسلام ركزت على تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع. واستشهد بقول الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق".
 

دور الفتوى في الحفاظ على البناء الإنساني المبني على القيم الأخلاقية


وفيما يتعلق بدور الفتوى في الحفاظ على البناء الإنساني المبني على القيم الأخلاقية، أوضح الدكتور الحسنات أن الفتوى تحتل مكانة عظيمة في حياة المسلمين منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وذكر أن الفتوى هي إخبار عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة، وتبيين الحكم الشرعي لمن يسأل عنه.

وأكد أن الأحكام الشرعية تهدف إلى ترسيخ مفهوم الأخلاق المشتركة بين جميع الأمم والعيش على أساس الكرامة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الفتوى تلعب دورًا مهمًّا في حفظ الأمن الاجتماعي من خلال القواعد العامة والأحكام الفرعية، وعلى رأسها الضرورات الخمس أو المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية: حفظ النفس، والنسل، والدين، والعقل، والمال.

واختتم مفتي الأردن كلمته بالتأكيد على ضرورة التنسيق والتكامل بين المؤسسات الإفتائية والقادة الدينيين لبناء إنساني مبني على القيم الأخلاقية، مشيرًا إلى أهمية توحيد جهود مؤسسات الإفتاء في العالم لتوجيه الأمة نحو مصالحها، مؤكدًا أن التعاون والتكامل بين المؤسسات الإفتائية يساهم في تحقيق الأمن الاجتماعي والحفاظ على البناء الإنساني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الأردن الفتوى القيم الأخلاقية الإفتاء المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء الأردن القیم الأخلاقیة دور الفتوى فی الله تعالى

إقرأ أيضاً:

العالمي للفتوى يوجه رسالة لكل من يُعاني من إبتلاء

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه جَرَتْ سُنَّة الله تعالى في الكَون أن يمتحن خَلقه بألوان البلاء ليستشعروا معاني القرب منه سبحانه والتوكل عليه، وتفويض الأمر إليه.

أعظم أوجه الإحسان والبر.. يكشفها العالمي للفتوى وكيل الأزهر: الناس في حاجة ماسة إلى فتوى بصيرة واعية تحمل قدرا من التفاؤل والأمل

وأضاف المركز العالمي للفتوى عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن الله يبتلى الناس بألوان الإختبارات أيضًا ليتعبدوا  بالصبر على ما يكرهون واليقين في حكمته وتدبيره، ثم الشكر بعد رفع البلاء عنهم، واحتساب أجر صبرهم عليه.

ووجه المركز نصحية لمن يمر فترة ابتلاء أن ينظر لحكمة الله تعالى من محنته، ويكون عند مراده منه في البلاء، وليَعلَم أن الله تعالى أرحم من أن يضيق على عبده دون غاية؛ فعنْ عَبْدِ اللَّهِ، أن رسول الله ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا». [متفق عليه]

الحث على الصبر على البلاء وإن طال وقته

وقد وضحت دار الإفتاء المصرية أن الإبتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً».

وتابعت أنه ابتلاء الله تعالى لعباده لا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع؛ لانطوائه على أسرار غيبية وأحكامٍ علوية لا يعلم حقيقتها إلَّا رب البرية؛ قال تعالى: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف: 168].

فليس المقصود هو الحكم بظاهر الابتلاءات؛ بل العلم بقدرة الله تعالى، والإسراع في الرجوع إليه، وأن يتفقد الإنسان نفسه بالسكون إلى قضاء الله تعالى والإذعان إلى مراده؛ قال سبحانه: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾ [الأنعام: 43]، وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ﴾ [المؤمنون: 76].

واختتمت دار الإفتاء حديثها بقول الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد"[لولا محن الدنيا ومصائبها: لأصاب العبد -من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب- ما هو سبب هلاكه عاجلًا وآجلًا، فمن رحمة أرحم الراحمين: أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب، تكون حِمْيَةً له من هذه الأدواء، وحفظًا لصحة عبوديته، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحان مَن يرحم ببلائه، ويبتلي بنعمائه] اهـ. وممَّا سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

 

مقالات مشابهة

  • واقع الحال
  • مصطفى حسني: اسم الله الضار لا يوجد في القرآن
  • العالمي للفتوى يوجه رسالة لكل من يُعاني من إبتلاء
  • علي جُمعة: النور المحمدي أول شيء خلقه الله تعالى
  • الإخوان المسلمون بين السياسة والحزبية والمنافسة على السلطة
  • الاستعداد لميلاد سيد العباد
  • وقت غير مشهور مستجاب فيه الدعاء
  • حزب الله: المقاومة فرضت معادلة الردع على العدو وهي ماضية في تحمّل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والإسلامية
  • كيف تعامل النبي مع زوجاته؟.. مركز الفتوى الإليكترونية يوضح
  • هل الجاثوم له علاقة بالجن.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)