كيف وجهت شرطة دبي ضربة موجعة لمنظة «ملائكة الموت»؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
في الوقت الذي أشاد رئيس وزراء هولندا ديك شوف، بجهود دولة الإمارات وتعاونها الأمني في مكافحة الجريمة المُنظمة العابرة للحدود الدولية، وذلك عقب تسلم السلطات الأمنية الهولندية من شرطة دبي المطلوب لديها «فيصل تاغي»، فقد سلطت تقارير إعلامية دولية الضوء على تاغي، وهو الابن الأكبر لرضوان تاغي زعيم منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية، المسؤولة عن أكثر من 300 جريمة مختلفة في أوروبا منها جرائم الاغتيال والقتل.
الشاب الخجول زعيم عصابة
وولد الأب رضوان تاغي بالمغرب عام 1977 قبل أن يسافر إلى هولندا بعمر الثلاث سنوات. واشتهر رضوان بكونه شاباً يتصف بالخجل، قبل أن يتحول إلى زعيم أخطر عصابة في هولندا.
وانضم رضوان إلى منظمات إجرامية بعد مسار دراسي متعثر، حيث اتهم خلال ما بين عامي 2015 و2019 بعدة جرائم قتل، ثم اعتبرته هولندا «المطلوب الأخطر»، حتى تم إدراجه على قوائم «الإنتربول»، ثم تمكنت شرطة دبي من القبض عليه وتسليمه للشرطة الهولندية عام 2019.
وأصبح رضوان تاغي المطلوب الأول، بعد سلسلة جرائم هزت المجتمع الهولندي، والتي أشارت أصابع الاتهام إليه في ارتكابها، وتمثلت في مقتل مراسل الجريمة الشهير بيتر دي فريش ثم شقيق «شاهد دولة» في قضية شهيرة عام 2018، ثم محامي الشاهد ديرك فيرسوم عام 2019.
اعتقال تاغي الأبوبالعودة لعام 2019، تمكنت شرطة دبي من القبض على رضوان تاغي، والذي كان يعد أحد أخطر العناصر الإجرامية المطلوبة عالمياً، والمُدرجة على قوائم «الإنتربول»، والذي وصفته السُّلطات الهولندية إلى وصفه بـ «المجرم الأخطر». وقد رصدت هولندا في ذلك الوقت مكافأة مالية قدرها 100 ألف يورو للحصول على أي معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه إلى أن تم ذلك على يد شرطة دبي، ويقضي حالياً عقوبة السجن المؤبد في هولندا.
وأشارت قيادة شرطة دبي آنذاك إلى أن المتهم كان «يقيم في إحدى الفلل السكنية في إمارة دبي، حيث جرى القبض عليه بعد تعاون مع كل من الشرطة الهولندية والإنتربول».
وكشفت شرطة دبي أن «المشتبه به دخل الإمارات عبر مطار دبي مستخدماً وثائق رسمية (جواز سفر رسمي وتأشيرة سفر) بهوية غير هويته، قادماً من هولندا، وتمكن من الدخول قبل التعميم عليه من قبل السلطات المعنية في دولته».
وأضافت أن «المتهم يحمل الجنسية الهولندية ويعتبر من أخطر المجرمين في هولندا نظراً لخطورة الجرائم المنسوبة إليه والتي تتنوع بين جرائم القتل والاتجار في المخدرات، من خلال رئاسته لمنظمة تحمل اسم (ملائكة الموت)، وهي كذلك من المنظمات الإجرامية الخطرة في هولندا لا سيما لانخراطها في مجال تجارة المخدرات، وارتكب جرائم عدة في أوروبا وأفريقيا وتمكن من تفادي الأجهزة الأمنية، نظراً للجوئه لانتحال هويات مختلفة وتخفيه الدائم عن أعين رجال الأمن».
في الوقت الذي أعربت ولية عهد هولندا عن خوفها من العيش في بلادها بسبب عصابة «ملائكة الموت»، فقد سلطت تقارير إعلامية هولندية الضوء على محاكمة رضوان تاغي في هولندا وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، بل وشملت الاتهامات الموجهة إليه التخطيط للنيل من رئيس الوزراء الهولندي آنذاك مارك روته، كما هدد كذلك بخطف الابنة الكبرى للملك وليام ألكسندر، ما اضطر ابنتهما الأميرة الشابة كاتارينا أماليا للهرب إلى إسبانيا. والتي كشفت أنها أمضت أكثر من عام في مدريد، بعد تحذيرات أجهزة الأمن من تعرضها لتهديد من مافيا للمخدرات، وفقاً لصحيفة De Telegraaf المحلية.
بعد القبض على رضوان، تم إيداعه أحد السجون الأكثر حراسة في هولندا، لقضاء عقوبة المؤبد، إذ تشتهر المؤسسة المؤمنة للغاية (ebi) في فوغت بعزلتها الشديدة.
أما فيصل تاغي الذي يحمل كذلك الجنسية الهولندية، والبالغ من العمر 24 عاماً، فتنامى دوره كزعيم للعصابة بعد القبض على والده، إلى أن تمكنت شرطة دبي أيضاً من إلقاء القبض عليه، قبل تسليمه للسلطات الهولندية، عقب صدور مُذكرة قبض دولية بحقّه بتهمة جرائم الاتجار بالمخدرات، وغسل الأموال، والاتجار بالبشر، وإدارة منظمة إجرامية.
وتحركت شرطة دبي لإلقاء القبض على «فيصل تاغي» بعد تلقيها مذكرة ضبط دولية وردت من السُّلطات الهولندية إلى إدارة التعاون الدولي بوزارة العدل الإماراتية بصفتها السُّلطة المركزية المعنية بتلقي طلبات التعاون الدولي الرسمي حيث تم تحويله إلى النيابة العامّة في دبي وتسليمه إلى السُّلطات القضائية المعنيّة وفق الإجراءات القانونية.
يعد إلقاء القبض على فيصل تاغي، الابن الأكبر لرضوان، خطوة قوية للقضاء على منظمة «ملائكة الموت» الإجرامية، إذ ازداد دور فيصل في قيادة المنظمة خلفاً لوالده، حتى تم القبض عليه.
وفيصل مولود في مدينة نيوجين الهولندية، كان يعتبر «الرجل الثاني» على رأس العصابة بعد والده، حيث ظل رضوان يدير العصابة عن طريق قناة تواصل، مع محاميه وابن عمه يوسف تاغي، وقد أدى ذلك إلى الحكم على يوسف بالسجن لمدة خمسة أعوام ونصف العام.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات شرطة دبي هولندا فيصل تاغي رضوان تاغي رضوان تاغی القبض علیه فی هولندا القبض على شرطة دبی
إقرأ أيضاً:
حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
من جديد وبشكل متكرر، تواصل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بإرسال الرسائل والمفاجأة إلى إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو كما الشعب لديه و الدول الغربية بطرق مختلفة.
وكان مشهد تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين الخميس محمَّلا بالرسائل التي أرادت المقاومة الفلسطينية إيصالها للاحتلال، والتي كانت تذكر في مجملها بما تكبدته إسرائيل من خسائر خلال حربها على قطاع غزة.
وتم تسليم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أول دفعة من جثث الأسرى المقرر تسليمها ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وسلمت المقاومة جثث 4 أسرى إسرائيليين، بينها أم وطفلاها ينتمون لعائلة بيباس، وقد قتلوا جميعا بنيران الاحتلال خلال محاولات استعادتهم بالقوة، كما قال مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام.
ووضعت الجثث في توابيت سود وعلى كل واحد منها صورة وبيانات صاحبه، وذلك على منصة حملت صورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتيناهو كمصاص دماء. وفوق هذه الصورة، كتبت المقاومة إن المجرم نتنياهو وجيشه قتلا هؤلاء بصواريخهم النازية.
وعلى أسطح البيوت المهدمة بمنطقة بني سهيلا في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، رفعت المقاومة لافتات تشير للكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال في عدد من مناطق القطاع خلال الحرب.
ومن بين الكمائن التي نشرت المقاومة صورا لها، كمين الفراحين الذي وقع بمنطقة الزنة شرقي مدينة غزة، وقد كتبت المقاومة على اللافتة أنه لم يكن نزهة، بل محرقة. وكانت الصور تشير إلى أن هذا الكمين قد أوقع 8 قتلى إسرائيليين.
وكان بعض مقاتلي القسام يحملون أسلحة من التي تم استخدامها في هذه العمليات، والتي ظهرت كثيرا في الفيديوهات التي كانت تبثها المقاومة للعمليات قبل وقف إطلاق النار.
كما ألقى أحد المقاتلين بيانا بالعمليات التي وقعت شرقي مدينة غزة خلال الحرب وتفاصيلها والطريقة التي تمت بها والخسائر التي تكبدها الاحتلال فيها.
وفي وسط ميدان التسليم، نشرت المقاومة لافتات تحمل صور توابيت وإحصائيات للعمليات والخسائر الإسرائيلية فيها، وصورا أخرى تعبر عن مواجهة المقاتلين للآليات الإسرائيلية.
كما رُفعت لافتة في المنطقة حملت عبارة “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر الأسرى الإسرائيليين في غزة إن قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العودة للحرب مجددا.
ونقل مراسل الجزيرة أشرف أبو عمرة عن أحد قادة المقاومة أن القسام نفذت العديد من العمليات المعقدة ضد قوات الاحتلال شرقي مدينة غزة.
ووفقا للقيادي القسامي، فقد شهدت هذه المنطقة خلال الحرب تفجير 6 بيوت كان تتمترس فيها قوات إسرائيلية بقذائف مضادة للأفراد، إضافة إلى 26 عملية استهداف مختلفة و21 عملية قنص وصفها بالمعقدة وضرب 20 دبابة بقذائف الياسين.
وقام قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام بتسليم الأسرى للصليب الأحمر، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال الحرب، كما حضر عملية التسليم أيضا قائد الكتيبة الشمالية الذي حاولت إسرائيل اغتياله.
ووضعت المقاومة أيضا لافتات كتب عليها “النازية الصهيونية في أرقام”، وعليها كتبت أعداد الشهداء المدنيين الذين قتلهم الاحتلال خلال الحرب، وكذلك الإصابات والمجازر التي نفذها في مختلف المناطق.
وشملت هذه الأرقام تفصيلا بأعدد الشهداء من النساء والأطفال والعائلات التي تم استهدافها وأخرى مسحت بأكملها من السجلات المدنية. ووفقا لما كان منشورا، فإن 61 ألفا استشهدوا خلال الحرب بينهم 13 ألفا لا يزالون تحت الأنقاض.
وأمس الأربعاء جرى الحديث عن أن عملية تسليم الجثث لن تشهد أي مظاهر احتفالية، لكن العملية تمت كسابقاتها بحضور شعبي وعسكري، واعتلى كثيرون أسطح البيوت شبه المهدمة في منطقة التسليم.
وتوقع مراسل الجزيرة في فلسطين أن يحدث وصول جثث الأسرى قلقا في الشارع الإسرائيلي، وقال إن لجنة ستقوم بفحص هذه الجثث لمعرفة سبب وفاتها بشكل صحيح.
وقال كرام إن الجيش الإسرائيلي سيتسلم الجثث في نقطة لا تزال تحت سيطرته داخل القطاع، مشيرا إلى أنه سيحظون بمراسم جنائزية يهودية قبل نقلهم إلى معهد الطب الشرعي جنوبي مدينة تل أبيب.
وفي معهد الطب الشرعي ستبدأ عملية تشخيص أسباب الوفاة، التي قال كرام إنها قد تستمتر 7 ساعات، كونها تتعلق بفحص الحمض النووي وتصوير الأشعة الطبقية وإشاعات الأسنان.
وتمتلك السلطات ملفات صحية لكافة أسرى عملية طوفان الأقصى لتسريع عمليات تشخيص أسباب وفاتهم التي ستحدد الجهة المسؤولة عن موتهم، كما قال كرام، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يعزز الفشل العسكري الإسرائيلي.
فقد كانت هناك صور تؤكد أن عائلة بيباس -التي تم تسليم جثثها- كانت على قيد الحياة في أول الحرب، وفق كرام.
ونشرت حماس بيانا قالت فيه إنها حاولت الحفاط على حياة الأسرى بكل الطرق، متهمة الاحتلال بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات الإسرائيلية.
ووجهت رسالة لعائلات بيباس وليفشتس، قالت فيها إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء بيد أن الاحتلال فضل قتلهم وقتل معهم 17 ألف طفل فلسطيني.
وأكدت الحركة أنها حافظت على حرمة جثث هؤلاء القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم بنيامين نتيناهو يتباكى على قتلاه لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.