أعرب السيد سامي، المدير الفني لـمحمد السيد لاعب منتخب مصر لسلاح سيف المبارزة، عن سعادته بتتويج نجله بالميدالية البرونزية في منافسات الفردي بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، بعد الفوز على المجري أندراسفي تيبور.

وقال سامي إن محمد السيد منذ أن حضر إلى باريس وهو على يقين بحصد ميدالية أولمبية، موضحا أن الهدف كان الميدالية الذهبية إلا أنه سعيد للغاية بحصد البرونزية لكونه حلم كبير تحقق بعد تعب سنوات وتضحيات كثيرة.

وأشار إلى أن محمد السيد اجتهد كثيرا في السنوات الماضية، وتكلل مجهوده بالميدالية الأولمبية، متابعًا "لقد حقق إنجازات محلية وقارية لذلك كان من حقه بعد أن صمم أن يحلم بالوصول للقمة، وهو ما تحقق بالفعل".

وشدد على أن نجله ذاكر جيدا ليحقق أول ميدالية أولمبية هي الأولى في تاريخ مصر بسلاح سيف المبارزة، مضيفا "ما تحقق فخر وشرف للمنظومة الكبيرة التي ساعدت على الوصول إلى هذا الحلم".

واختتم تصريحاته بأن الإعداد النفسي الجيد، والتركيز في يوم المباراة يساهمان في التتويج بالميداليات، لذلك سيكون عاملا مهما في المباريات المقبلة التي ستكون استكمالا لوصول محمد السيد إلى منصة التتويج بأول ميدالية في باريس.

وفاز محمد السيد، المصنف العاشر عالميا، على المجري أندراسفي تيبور بنتيجة 8 - 7، ليحصد الميدالية البرونزية في منافسات سلاح سيف المبارزة في أولمبياد باريس 2024.

وتقام دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 خلال الفترة من 26 تموز/يوليو الجاري حتى 11 أغسطس المقبل.

ويشارك في أولمبياد باريس أكثر من 206 دول، ممثلة في نحو 10500 رياضي، يتنافسون في 32 لعبة مختلفة.

وجاءت قائمة الألعاب الرياضية التي تشارك فيها مصر كالتالي: ألعاب القوى، كرة القدم، كرة اليد، كرة الطائرة وكرة الطائرة شاطئية، ألعاب الماء (السباحة، والغطس والسباحة التوقيعية)، شراع، تجديف، ملاكمة، تايكوندو، جودو، مصارعة، رفع الأثقال، تنس، تنس طاولة، الخماسي الحديث، السلاح، الجمباز، الرماية، القوس والسهم، الدراجات، الفروسية، الكانوي والكياك.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: دورة الألعاب الأولمبية أولمبياد باريس محمد السيد أولمبياد باريس 2024 السيد سامي محمد السید

إقرأ أيضاً:

بين اللغة والتحليل النفسي

لا يتناول كثيرون في البلاد العربية مسألة علاقة اللغة بعلم النفس أو بالتحليل النفسي خصوصا، مع أن هذا الأخير لا يكاد يكون ممكنًا من غير فهم جيد للغة؛ فكيف قد يستطيع طبيب نفسي أن يشخّص أحدًا دون جملة من الأسئلة يطرحها عليه ليسبر أعماقه ويلقي نظرة فاحصة إلى مكنونه؟

وأعتقد أن قصور الاهتمام في مواضيع كهذه ليس في الحقيقة نابعا من صعوبتها في السياق الأكاديمي ولا من تعذّر آلات التحليل فيها، وإنما هو نابع برأيي من أمرين اثنين: الأول هو النظرة السطحية إلى اللغة بوصفها مجرد وعاء لأفكار الإنسان شأنها شأن الإناء الذي يُحمَل فيه الطعام، وهذه نظرة مجردة بعيدة عن الصحة في سياق اللغة؛ فرغم اختلاف باحثي وعلماء اللسانيات في هذا الشأن، إلا أن أكثر الخلاصات البحثية تثبت وجود تشابك أعمق بين اللغة وتفكير الإنسان، وتأثير أبعد مدىً للمدخلات اللغوية في سلوكيات البشر. أما السبب الثاني فهو البُعد الأسطوري في مسألة اللغة العربية تحديدا، فالخلاف قديم في مسألة نشأة اللغة، ولكن سهولة الرأي القائل بأن اللغة إنما هي وحيٌ وتوقيف ألهمها الله آدم، جعلته أوسع انتشارًا وقبولا، وأقعدت العرب عن دراسة جوهر لغتهم ومحاولة فهم تجذُّراتها في النفس البشرية. ولا يفوتني أن أضيف الثورات التقنية والصناعية التي يشهدها العالم منذ قرون كسببٍ بالغ الأثر في انصراف الناس عن غالب فروع العلوم الإنسانية، وبما أن الريادة في الصناعة والتقانة أصبحت اليوم من نصيب غير العرب فلا عجب أن تتذيّل اللغة قائمة اهتماماتنا، ونلهث في محاولة اللحاق بفتات العلوم التجريبية من هندسة وحوسبة كي لا نُوصم بالرجعية. وهكذا أُخذنا بالكون الذي هو خارجنا عن الكون الذي هو داخلنا، ولم تعد محاولة فهم الإنسان تشغلنا، «أتحدث عن الإنسان وأعلم أنني أتحدث عن أشد الأشياء تعقيدا في هذا العالم» كما قال روسو.

ولا يمكننا الحديث عن علم النفس دون ذكر (سيغموند فرويد)، الطبيب النمساوي المؤسس للتحليل النفسي ورائد علم النفس الحديث، ولكن حتى فرويد نفسه أسيئت قراءته من قبل كثير من دارسيه، الأمر الذي جعل هذه العلاقة التي لم ينفكّ فرويد يصرّح ويلمّح بها في كتبه غائبةً عن دائرة الضوء، حتى جاء المحلل النفسي الفرنسي (جاك لاكان) الذي أعاد قراءة فرويد قراءة فاحصة لم يستطع خلالها إلا الانبهار بهذا التشابك الهائل بين شؤون الكلمات وشؤون النفس في مؤلفات النمساوي فرويد، لاسيما فيما يتعلق بالجزء اللاواعي من النفس «اللاشعور منتظم بنيويًّا على هيئة لغة». وفي هذا يقول لاكان عن كتاب تفسير الأحلام لفرويد: «افتحوا أي صفحة من صفحات هذا الكتاب، فلن تجدوا فيها إلا حديثا عن شؤون الكلمات»، بل إنه يصل للقول إن مؤسس اللسانيات البنيوية (دي سوسير) لم يكن إلا «ناقلاً متحمّسًا» وليس مخترعًا لقوانين البُنية، وإنما يعود الفضل في ذلك إلى مؤسس التحليل النفسي. كما أنّ الفرنسي لاكان خلَص إلى فكرة مثيرة للاهتمام وهي أن اللغة سابقة على الذات، وأن الطفل على حد قوله لا يصبح ذاتًا إنسانية إلا بعد دخوله النسق الرمزي للثقافة وهو اللغة، وهو جواب لاكان عن سؤال: أيهما يصنع الآخر، هل الإنسان يصنع اللغة أم اللغة تصنع الإنسان؟ فاللغة عند لاكان ليست مجرد أداة يستخدمها الإنسان للتعبير، بل هي التي تشكّل ذاته وهويّته، وفي ذلك قال: «الدالّ هو ما يمثّل الذات لدالٍّ آخر» مشيرًا إلى أن هوية الإنسان وذاته تتشكل من خلال شبكة الدوال (الكلمات والرموز) التي تتفاعل فيما بينها.

ولكن ما هي مظاهر هذا التشابك بين اللغة والنفس وكيف بوسعنا أن نفيد منها؟ وجد فرويد أن اللغة تشبه القناة التي تتسرب منها مكونات اللاوعي الإنساني، وقد تجلى ذلك في عدة ظواهر لغوية، منها مثلاً زلّات اللسان، تلك الأخطاء العفوية التي اعتبرها فرويد خيانات من اللاوعي تكشف عن مخاوف أو رغبات مكبوتة. وبالحديث عن أبعاد العلاقة بين اللغة وعلم النفس تجدر الإشارة إلى دورين مهمّين تلعبهما اللغة في هذا الحقل، دور تشخيصي ودور علاجي، فبالنسبة للأول تمثل اللغة أداة تشخيصية بالغة الأهمية في التحليل النفسي، ومن أشكال ذلك: تحليل المحتوى للموضوعات التي يتحدث عنها المريض وتلك الموضوعات التي يتجنبها، ودراسة الأسلوب اللغوي الذي يكشف عن سمات الشخصية واضطراباتها، مثل الخطاب المتشظي عند مرضى الذهان، والخطاب المتماسك ظاهرياً لكنه فارغ دلالياً عند مرضى الهستيريا، والدقة المفرطة والتكرار عند الوسواس القهري. وبالنسبة للعلاج، فإن العملية العلاجية في التحليل النفسي تعد لغوية بامتياز، ومن خطواتها: تحويل المعاناة من حالة جسدية أو عاطفية غامضة إلى كلمات، ثم يأتي دور إعادة الصياغة حيث يساعد المعالج المريض على إعادة صياغة قصته الشخصية بلغة جديدة وفهم إيجابي مختلف لتجاربه، كما من المهم كسر الصمت، ومحاولة إثارة الحديث عن الصدمات التي ظلت حبيسة الكتمان طويلا. ومع تطور علم النفس اللغوي ظهرت تطبيقات عصرية في كلا الجانبين التشخيصي والعلاجي، أفادت من السجلات الكثيرة للمرضى لملاحظة أنماط تشخيصية، لتفحص لغة المريض بشكل أكثر دقة وترفد المعالج بوسائل لغوية تمثل طرقا أنجع للعلاج.

وهذا غيض من فيض يصوّر لنا أهمية اللغة ومحوريّتها في فهم النفس البشرية وحتى في صنع الشخصية وبنائها، فكم لها من تطبيقات عملية ينتبه لها البعض ويغفل عنها الكثيرون، وكم استُخدمت تطبيقات علم اللسانيات لبناء وعيٍ وهدم آخر، ونخر حضارة وإرساء أخرى، وهذا ما يجعل دول الاستعمار أكثر ريادةً في أبحاث علم اللسانيات لمعرفتها بقوة هذا السلاح، فمن لا لغة له لا ذاكرة له، ومن لا ذاكرة له لا حضارة له.

مقالات مشابهة

  • الخيالة السلطانية تحصد الميدالية البرونزية في جولة الجياد العربية
  • مسجد السيد هاشم جد النبي محمد ﷺ.. إرث تاريخي لا ينطفئ في غزة
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • سويلم يتابع موقف الإعداد لمشروع إعادة تأهيل نظام الري في وادى النقرة بأسوان
  • محمد بن سلمان وزيلينسكي يستعرضان جهود تحقيق سلام دائم بأوكرانيا
  • «أبو العينين»: مصر تحقق انتصارات يوميا بالصمود في مواجهة مخططات تفكيك الدولة
  • أبو العينين: مصر تحقق انتصارات يوميا بالصمود في مواجهة مخططات تفكيك الدولة
  • بين اللغة والتحليل النفسي
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • الكابتن محمد المنياوي يروي كواليس رحلته الأولمبية في رفع الأثقال ببودكاست "بداية جديدة"