سواليف:
2025-03-18@04:11:38 GMT

الأديان والشرائع

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

#الأديان و #الشرائع

مقال الإثنين: 29 /7 /2024

بقلم: د. #هاشم_غرايبه
الدين لغويا مشتقة من دان أي اعتقد واقتنع واتبع، وهو اصطلاحا نظام اجتماعي ثقافي يحدد لمتبعه منظومة من السلوكيات والممارسات المعينة، والأخلاق، والأفكار والمعلومات.
مصدر الدين أصلا من الخالق، وابتدأ الإنسان اتباعه منذ الإنسان الأول آدم، لكن مع تقادم الأزمان وغلبة الأهواء والمصالح ، أخذ البشر في الانحراف عنه شيئا فشيئا، حتى وصل بالمنتفعين من تحريفه وهم فئات الكهان والعرافين والزعماء الى جعل أنفسهم وسطاء بين الله والخلق، ثم حوره محتكرو الحكم الى جعل أنفسهم مكلفين من الخالق بالحكم، فظهر مفهوم العائلات الحاكمة سليلة الآلهة.


ولأن الله خفي عن إدراك البشر، فقد ابتدع هؤلاء المحرفين الأوثان، كرموز مادية تدل عليه منحوتة من الحجر، ثم تطور الأمر الى اعتبارها هي الإله، ولتعدد الأقوام عددوا الآلهة.
بلغ الانحراف منتهاه عندما أخذ الناس يعبدونها من دون الله وليس تقربا له، فأرسل الله رسالات هادية مرشدة عبر رجال انتقاهم من خيرة كل قوم حتى يصدقوهم، وبالطبع فلأن المرسل واحد، فلا يمكن أن يرسل رسالات متباينة، ويطلب من البشر اتباع أديان متعددة، بل جميعها مبنية على مبدأ واحد هو الإيمان بالخالق إلها واحدا، وبيوم الحساب لأجل أن يحرصوا على الأعمال الصالحة ويجتنبوا الإثم والعدوان.
ولأن معارف الإنسان ومتطلباته المعيشية متطورة متغيرة عبر العصور، وبحسب تباينات المكان، لذلك جعل لكل رسالة تشريعات تلائم المرسل إليهم، فكانت هنالك اختلافات بسيطة في بعض التشريعات، لكن الأصول والمبادئ التي هي الدين واحدة لم تتغير.
من هنا يخطئ من يقول بالأديان السماوية، فالدين واحد أنزله الله عبر كل كتبه ورسالاته، وأما العقائد الزائغة من معتقدات مزورة للدين فلا تعتبر دينا إلا من باب المجاز، ولذلك لم يذكر الله تعالى الدين الا بالمفرد، لأنه واحد لا يتعدد، وحتى عندما ذكر تميزه عن المعتقدات الأخرى لم يقل الأديان الأخرى بل (الدين كله): “هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ” [الصف:9].
السؤال هنا: من أين إذاً جاءت التسميات: الدين اليهودي والدين المسيحي والدين الاسلامي؟.
عندما أنزل الله الرسالات على أنبيائه ليبلغها كل الى قومه، جميعهم كانوا يهدون الى افراد الله بالعبودية والربوبية والاستقامة، ومبشرين ومنذرين، لكن لم ينزل معهم جميعم تشريعاته التي هي مع العقيدة قوام الدين، بل خمسا منهم سماهم أولو العزم، أنزل معهم الدين المحتوي على أساسيات العقيدة والتشريعات الخاصة بذلك العصر وأولئك القوم، وسمى البدايات الصحف الأولى، وهي صحف ابراهيم وموسى، وبيّن محتواها في سورة الأعلى، كما أكدها ثانية في سورة النجم الآيات (36-42)، وكانت تشريعات التوراة أوسع وأعم، وظل يعمل بها الى أن نزل القرآن الذي حوى التشريعات النهائية والختامية للبشر، وبعدها أوقف تعالى اتصاله بالبشرعبرالوحي، ولذلك حمى الله القرآن من عبث البشر، لأنه الأثر المادي الوحيد الباقي مرجعا تشريعيا للبشر الى يوم الدين، وبناء على إكماله الدين بالرسالة الخاتمة، جعلها هي الدين، ولا يقبل إيمان من لا يتبعه، وحدد مسمى الدين بالإسلام.
هذا الأمر لم يوافق هوى بني إسرائيل، مثلما لم يوافق هواهم من قبل أرسال عيسى عليه السلام ليصحح انحرافهم عن الدين، فكفروا به وأنكروا رسالته رغم المعجزات التي تثبت أنه رسول الله، لذلك ليس مفاجئا اصرارهم على نهجهم في تكذيب رسل الله والكيد لهم، فقد باشروا التزوير وعبادة العجل ولما يروا التوراة، فكيف بعد موسى بقرون!.
لذا كان تكذيبهم للرسالة المحمدية أشد، خاصة وأنهم يعلمون أنهم لا يملكون الى تحريفها سبيلا، فلجأوا الى تفريق الدين، والتكذيب بأسسه، فنسبوا الرسالات الى الرسول وليس الى من أرسله.
هذه التسميات لم يقل بها أي نبي، قصدوا بها جعل الدين الواحد أديانا ليبقى اتباعها متشاكسون، ولقطع الطريق على متبعي الرسالات السابقة اتباع الرسالة الخاتمة حين نزولها كما أوصاهم أنبياؤهم.
ولأن اليهود (الفئة الضالة) هم الأغلبية بين بني اسرائيل، ومتمكنون في التزوير والتضليل ومتنفذون لامتلاكهم الثروة، فقد تمكنوا من تعميم هذه المصطلحات التي لم ينزل الله بها من سلطان.
لذا فلا يجوز شرعا القول أديان سماوية، بل هو دين واحد، واسمه الإسلام.

مقالات ذات صلة اجتماعاتٌ دوليةٌ سريةٌ لمستقبل غزة بعد ذبحها وسلخها 2024/07/28

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الشرائع

إقرأ أيضاً:

لقاء توعوي لطلاب مطروح بعنوان «احترام الأديان صمام الأمان للوطن»

واصلت منطقة مطروح الأزهرية، اليوم الاثنين، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم، والكنيسة، فعاليات مبادرة «نلتقي لنرتقي»، لتعزيز الوعي الديني والأخلاقي والوطني لدي النشء والشباب.

ونظمت المنطقة ندوة توعوية لطلاب مدارس حسن الشربتلي للغات، بعنوان« «احترام الأديان صمام الأمان للوطن»، وذلك بحضور  الشيخ صابر الشرقاوي، مدير إدارة شئون القرآن الكريم، والقس كيرلس ميخائيل، راعي كنيسة الملاك، وإكرام شوقي، مديرة المدرسة، وإلهام جلال، العلاقات العامه والإعلام بمطروح الأزهرية.

هدفت الندوة إلى تعريف الطلاب بأهمية احترام الأديان المختلفة، ودور ذلك في بناء مجتمع متماسك يسوده السلام والوئام.

 تناولت الندوة مفهوم المواطنة وأهمية مشاركة جميع أفراد المجتمع في بناء الوطن بغض النظر عن الدين أو المعتقد، و أهمية احترام الأديان ودورها في بناء مجتمع متماسك، كما استعراض جهود الأزهر الشريف والكنيسة في تعزيز الحوار بين الأديان ونبذ العنف والتطرف.

وفي نهاية اللقاء تم التأكيد على ضرورة ترسيخ قيم التسامح والمحبة في نفوس الطلاب، وتعزيز روح الانتماء للوطن.

وشارك الطلاب في مناقشات وحوارات مفتوحة، عبروا خلالها عن آرائهم وأفكارهم حول أهمية احترام الأديان ودورهم في تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، معربين عن استفادتهم الكبيرة من الندوة، مؤكدين على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تساهم في بناء جيل واعٍ ومثقف، قادر على التعامل مع الآخرين باحترام وتقدير.

من ناحية اخرى نظمت وحدة تكافؤ الفرص بمنطقة مطروح الأزهرية، بالتعاون مع مديرية التضامن الإجتماعي، لقاءً توعويًا حول اليوم العالمي للمرأة وأبرز حقوقها، وذلك في إطار جهود الأزهر المستمرة لدعم قضايا المرأة وتمكينها في المجتمع.

حاضر في اللقاء  الشيخ عبد العظيم سالم، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة مطروح الأزهرية، وبحضور الدكتورة دار السلام وكيل وزارة التضامن الإجتماعي، وموظفي ورواد المديرية.

يهدف اللقاء إلي التوعية بأهمية اليوم العالمي للمرأة، وتسليط الضوء على أبرز حقوقها ودورها في المجتمع، وتمكينها في مختلف المجالات، كذلك تفعيل التعاون بين الأزهر والمؤسسات المعنية بالمرأة لدعم قضاياها.

وتناول اللقاء موضوعات متنوعة تتعلق بحقوق المرأة في الإسلام والمجتمع، ودورها في التنمية، والتحديات التي تواجهها.

كما تم تسليط الضوء على جهود الأزهر في دعم قضايا المرأة، وتوضيح رؤية الإسلام السمحة تجاه المرأة وحقوقها، والتأكيد على أهمية دور المرأة في بناء المجتمع، وضرورة تضافر الجهود لتمكينها وتذليل العقبات التي تواجهها.

وفي نهاية اللقاء أشارت الدكتورة دار السلام، وكيل وزارة التضامن الإجتماعي، إلى أهمية التعاون مع الأزهر في تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تساهم في توعية المرأة بحقوقها وتمكينها.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • لقاء توعوي لطلاب مطروح بعنوان «احترام الأديان صمام الأمان للوطن»
  • كيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من البشر في وقت واحد؟.. الإفتاء توضح
  • اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا.. شيخ الأزهر: الحوار بين الأديان لم يعد ترفاً
  • شيخ الأزهر: الحوار بين الأديان لم يعد ترفاً بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل
  • الهياكل الثلاثة(50-500)الله اكبر
  • الإمارات: الحوار بين الأديان والثقافات ضروري لمواجهة الإسلاموفوبيا
  • شيخ الأزهر: كرمٌ الله مطلق لا يشوبه نقص.. وكرم البشر محدودٌ بطبائع النفس
  • علي جمعة: الموت حقيقة متكررة.. والعاقل يبحث عن أسئلة سبب خلق الله لنا
  • محافظة دمشق: تدعوكم جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات احتفال ذكرى الثورة السورية المباركة، التي ستُقام اليوم السبت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً في ساحة الأمويين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً