قال الدكتور محمد جمال الشعيبي أستاذ المالية العامة والاقتصاد السياسي بجامعة عدن، إن البنك المركزي بالعاصمة عدن اتخذ في النصف الثاني من العام 2017م قرارًا إلغاء سعر الصرف الرسمي معلنا بذلك تعويم الريال وتحرير أسعار الصرف في السوق، حيث يمكن القول بأن تلك الخطوة المتخذة من قبل البنك المركزي كانت كارثية في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد.

 

وأضاف الشعيبي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، بأنه أثبت الواقع عدم جدوى تعويم أسعار الصرف، وترك آلية العرض والطلب في سوق هي التي تتحكم في أسعار صرف الريال اليمني، اذ شهدت أسعار الصرف انهيارات متتالية منذ تاريخ اتخاذ القرار حتى يومنا هذا، فعلا سبيل المثال عندما اتخذ قرار التعويم كان السعر في السوق (السوداء) خارج سيطرة البنك المركزي يبلغ نحو 370 ريال امام الدولار، واستمر الانهيار حتى وصل يومنا هذا إلى ما يقرب من 1900 ريال.

 

أسباب الانهيار الكارثي  استاذ عمليات مصرفية بجامعة عدن يكشف لـ "الفجر" أهمية قرارات البنك المركزي اليمني الأخيرة أستاذ اقتصاد سياسي بجامعة عدن لـ "الفجر": اختطاف الحوثي للسفن أربك المنطقة.. وهجماته زادت من تكاليف الشحن (حوار)

وتابع في حديثه: كما أن أسباب هذا الانهيار الكارثي عديدة إلا ان قرار تعويم أسعار الصرف كان في مقدمتها، إلى جانب ترك قوى السوق تتحكم في العرض والطلب، حيث أن غياب رقابة البنك المركزي والية ضبط السوق سمحت في زيادة الطلب بشكل مفرط في ظل انخفاض العرض، بفعل انهيار الاوضاع الاقتصادية في البلاد فقد تسببت الحرب في تراجع حجم الصادرات وهروب رؤوس الأموال إلى الخارج، إضافة إلى عزوف أخرى عن القدوم إلى البلاد، وأيضا توقف المشاريع الاستثمارية القائمة وتسريح القوى العامة وارتفاع مستويات البطالة والتضخم.

 

وأكد بأن توقف الصادرات النفطية التي كانت تعتبر المورد الاساسي في تمويل الموازنة العامة حيث كانت قيمة الصادرات النفطية تغطي أكثر من 50% من الإيرادات العامة،  كم شهدت تحويلات المغتربين هي الاخرى تراجع في ظل اتخاذ بعض دول الاغتراب قرارات هدفت إلى تشجيع العمالة المحلية حيث انعكس هذا الأمر على تضرر العمالة اليمنية في الخارج،  جميع هذا الأسباب توافقت إلى جانب التعويم في أسعار الصرف متسبب في انهيار أسعار الصرف.


وأشار بأن التعويم تسبب في ضياع أموال كانت تقدم للحكومة الشرعية على شكل ودائع أو هبات من الخارج ففي ظل التعويم وانتشار الفساد المالي والإداري في صفوف الحكومة الشرعية كانت هذه الأموال لا تحدث سواء استقرار طفيف في أسعار، والأوقات قصيرة، لا تكاد تتجاوز العام الواحد.

 

ماذا حدث عند ترك أسعار الصرف لقوى السوق؟

 

واختتم حديثه بأنه فيما يخص ترك أسعار الصرف لقوى السوق فقد تسبب ذلك في تداعيات اقتصادية كارثية في ظل غياب الضوابط واللوائح التي تحدد آلية عمل السوق إلى جانب غياب الرقابة المركزية، فقد تسبب ذلك الأمر في ظهور الكثير من شركات ومؤسسات الصرافة التي استغلت قرار التعويم لتجني الكثير من الأرباح من خلال البيع الشراء (المضاربة) والعديد منها تحوم حولها الشبهات من ممارسة عمليات غسيل أموال مستغلة الاوضاع والحرب التي تشهدها البلاد.

أكاديمي بجامعة عدن لـ "الفجر": إجراءات نقل إيرادات طيران اليمنية لـ "عدن" جاء بعد نهب الحوثي 100 مليون دولار استاذ عمليات مصرفية بجامعة عدن لـ "الفجر": صك الحوثي لعملة جديدة غير قانوني ويُعمق الأزمة الاقتصادية

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جامعة عدن الازمة اليمنية الشحات غريب اليمن الحكومة الشرعية اليمنية العملة اليمنية البنک المرکزی بجامعة عدن لـ أسعار الصرف

إقرأ أيضاً:

عدن: شلل شبه كامل في التعاملات بالعملة الأجنبية وسط قفزة تاريخية لأسعار الصرف

شمسان بوست / متابعات:

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الثلاثاء، توقفًا شبه تام لعمليات المصارفة والتعاملات بالعملات الأجنبية، في ظل قفزة كبيرة وغير مسبوقة لأسعار صرف العملات، وعلى رأسها الريال السعودي والدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني.


وقالت مصادر مصرفية مطلعة إن حالة من الجمود خيمت على سوق الصرافة، نتيجة الاضطرابات المتسارعة في أسعار الصرف، حيث تجاوز سعر صرف الريال السعودي حاجز الـ684 ريالًا يمنيًا، بينما اقترب الدولار الأمريكي من سقف 2600 ريال، ما دفع الكثير من شركات ومحال الصرافة إلى وقف تعاملاتها بشكل كامل تجنبًا للخسائر.


وأضافت المصادر أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار الصرف تسبب بحالة من القلق لدى المواطنين والتجار على حد سواء، وسط غياب أي تدخل حكومي واضح للحد من التدهور المتسارع للعملة الوطنية، والذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات الأساسية.


ويأتي هذا الانهيار الجديد للعملة المحلية في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة، نتيجة التوترات السياسية والانقسام المالي بين عدن وصنعاء، إضافة إلى انعدام الاستقرار الأمني وضعف أداء المؤسسات النقدية الرسمية.


وحذّر اقتصاديون من أن استمرار هذا التدهور دون تدخل عاجل من الجهات المعنية قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى الاقتصادية، ويضاعف معاناة المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الغلاء وتراجع القدرة الشرائية بشكل غير مسبوق.


يُذكر أن السوق المحلية في عدن تشهد منذ أسابيع تقلبات حادة في أسعار العملات الأجنبية، إلا أن ما حدث اليوم يُعد من أسوأ الانهيارات التي عرفها الريال اليمني منذ سنوات، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد الانهيار الاقتصادي الحاد الذي ضرب البلاد في سنوات سابقة دون حلول جذرية تُذكر.

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس تحرير "الفجر" يدعو الصحفيين للمشاركة الكثيفة في انتخابات التجديد النصفي والجمعية العمومية
  • أسعار الصرف مساء اليوم الخميس في كل من صنعاء وعدن
  • أستاذ بجامعة مصراتة: إصلاحات الدبيبة تبدو أقرب إلى التوبة عند خروج الروح
  • السلطات بالخرطوم تشرع في إزالة ونظافة أكبر البؤر التي كانت تستخدمها المليشيا للمسروقات والظواهر السالبة
  • أسعار الصرف مساء اليوم الأربعاء في كل من صنعاء وعدن
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • أستاذ بجامعة الأزهر: قول مليش دعوة أخطر ما يصيب المجتمعات
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • عدن: شلل شبه كامل في التعاملات بالعملة الأجنبية وسط قفزة تاريخية لأسعار الصرف
  • الدكتوراه للباحث سمير الحيدري من كلية العلوم جامعة صنعاء