ساذج نصار أول فلسطينية تخضع للاعتقال ورائدة نسائية.. مسيرة وهوية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
صحفية وناشطة سياسية ونسائية فلسطينية، من أوائل الإعلاميات في فلسطين، كانت أول امرأة فلسطينية تخضع للاعتقال في عهد الانتداب البريطاني.
ساذج نصار المولودة في مدينة حيفا بفلسطين عام 1900 والدها إيراني الأصل هو الشيخ بديع الله بهائي من مدينة عكا، وزوجها هو الصحفي الفلسطيني نجيب نصار.
درست ساذج في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وتخرجت فيها، ثم بدأت حياتها المهنية عام 1923 بكتابة المقالات في صحيفة "الكرمل" التي أسسها زوجها، شيخ الصحفيين الفلسطينيين، نجيب نصار عام 1908 في مدينة حيفا.
افتتحت ساذج نصار في عام 1926 زاوية في "الكرمل" باسم "صحيفة النساء"، وكانت تعالج موضوعات اجتماعية بأقلام رجال ونساء. وفي عام 1932 أصبح لها زاويتان في الصحيفة، إحداهما نسائية والأخرى اجتماعية.
وكتبت مقالات لتحث الأمهات الفلسطينيات على تربية أولادهن على أساس المساواة بين الولد والبنت، ودعت إلى تعليم المرأة الفلسطينية وتوفير فرص العمل أمامها، وهاجمت العيوب الاجتماعية السائدة في المجتمع، كما شجعت النساء الفلسطينيات على دخول معترك الحياة السياسية والمساهمة في مقاومة النفوذ الاستعماري البريطاني والصهيوني.
أحد أعداد صحيفة الكرمل.
شاركت في عام 1930، بالتعاون مع مريم الخليل، في تأسيس "جمعية الاتحاد النسائي العربي" في حيفا، التي لعبت دورا في الإضراب العام في عام 1936، وفي التظاهرات النسائية. كما كانت رائدة في إدراك أهمية تنظيم المرأة الريفية وإشراكها في النضال الوطني، فحاولت جاهدة تنظيم الفلاحات في منطقة بيسان وأقامت بينهن فترة من الزمن، لكنها لم تفلح في مسعاها كثيرا.
شاركت ساذج نصار في عدة مؤتمرات نسائية عربية، وكانت من ضمن وفد الحركة النسائية الفلسطينية إلى "المؤتمر النسائي الشرقي من أجل فلسطين"، الذي عقد في القاهرة عام 1938 بدعوة من رائدة النهضة النسائية العربية هدى شعراوي، وانتخبت سكرتيرة لمكتب المؤتمر الذي طالب بإنهاء الانتداب وإقامة دولة دستورية ذات سيادة في فلسطين تربطها مع بريطانيا معاهدة مثل معاهدتي بريطانيا مع كل من مصر والعراق.
كما شاركت في "المؤتمر النسائي العربي العام" الذي عقد في دار الأوبرا في القاهرة عام 1944 بدعوة من الاتحاد النسائي المصري، وألقت فيه كلمة حثت فيها العرب على التحرك من أجل إنقاذ فلسطين قبل فوات الأوان.
واعتقلت في عهد الانتداب البريطاني بسبب نشاطها الوطني في أواخر عام 1938 بتهمة إمداد الثوار الفلسطينيين بالأسلحة، بعد أن وصفتها بأنها "امرأة خطرة جدا" و"محرضة بارزة"، ودامت فترة احتجازها في معتقل في بيت لحم أحد عشر شهرا. وقد نظمت حملة واسعة محلية ودولية من أجل إطلاق سراحها. وكتب لها زوجها رسالة يقول فيها: "إنه إذا لم يدخل التاريخ بسبب صحيفة "الكرمل، فسوف يدخله بسببها".
واصلت ساذج نصار عملها التحريري والإداري في "الكرمل" حتى عام 1944، عندما قررت سلطات الانتداب البريطاني، التي عطلت هذه الصحيفة عدة مرات في الماضي، ختمها بالشمع الأحمر نهائيا تحت نظام الأحكام العرفية السائد في فلسطين.
وبعد وقوع نكبة فلسطين عام 1948، لجأت ساذج نصار إلى لبنان حيث نشرت سلسلة مقالات عن مأساة فلسطين وتدهور الأوضاع فيها في جريدة "اليوم". ثم بدأت تنشر مقالاتها، عقب انتقالها إلى سورية، في الصحف السورية كصحيفة "القبس".
وتوفيت في دمشق ودفنت فيها عام 1970.
كانت مناضلة وطنية شسجاعة، وناشطة نسائية رائدة، ومن أوائل الفلسطينيات اللواتي عملن ميدانيا في المجال السياسي والتنظيمي الوطني وفي مهنة الصحافة.
المصادر:
ـ وليد خليف، "نجيب نصار: شيخ الصحافة الفلسطينية وصاحب جريدة الكرمل دراسة فنية فكرية"، الناصرة، 1990.
ـ حنان عسلي شهابي، "المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب"، قبرص، منشورات الرمال، 2016.
ـ خيرية قاسمية، "نجيب نصار في جريدته الكرمل (1909-1914): أحد رواد مناهضة الصهيونية"، شؤون فلسطينية، العدد 23، تموز/ يوليو 1973.
ـ أسمى طوبي، "عبير ومجد"، بيروت: 1966.
ـ امتياز زعرب النحال، "فلسطينيات: وجوه نسائية فلسطينية معاصرة"، غزة: دار المقداد للطباعة، 2013.
ـ "ساذج نصار (1900 ـ 1970)"، مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير فلسطينية فلسطين مسيرة اعلامية هوية سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام
إقرأ أيضاً:
“مركز استهداف تمويل الإرهاب”.. جهودٌ فعّالة ورائدة في مكافحة جريمة الإرهاب وتمويله
الرياض – واس
يعد مركز استهداف تمويل الإرهاب الذي أُنشئ بمدينة الرياض في 21 مايو 2017 م، كيانًا متعدد الأطراف لتقوية التعاون بين سبع دول, تضم إلى جانب المملكة العربية السعودية, كلًا من (الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، والولايات المتحدة الأمريكية), لتعطيل شبكات تمويل الإرهاب والأنشطة ذات الصلة ومحل الاهتمام المشترك.
ويهدف المركز إلى تسهيل التنسيق وتبادل المعلومات وبناء القدرات, لاستهداف شبكات تمويل الإرهاب والأنشطة الأخرى ذات الاهتمام المشترك التي تهدد الأمن الوطني لدى الدول الأعضاء، والاستفادة من الخبرات المتاحة لدى الدول المشاركة لاستهداف شبكات تمويل الإرهاب، وكذلك تحديد الشركاء الإقليميين والعمل على تزويدهم بالقدرات التي يحتاجونها لمكافحة تمويل الإرهاب داخل حدودهم.
وسعيًا من المملكة العربية السعودية لزيادة مستوى التعاون والتنسيق والفهم المشترك لتعطيل تمويل الإرهاب، أُنشئ “مركز استهداف تمويل الإرهاب” استنادًا إلى مذكرة تفاهم بشأن مكافحة تمويل الإرهاب، وقّعت بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية, وقادت إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات في هذا الشأن وفقًا لمبدأ المنفعة المشتركة.
وأسهمت المملكة العربية السعودية بشكل حثيث في جهود المركز الذي دُشن مقره الرئيس في مدينة الرياض في 25 أكتوبر 2017م، حيث تأتي تلك الجهود مكمّلةً لتبادل المعلومات والتعاون العملياتي القائم بشكل ثنائي بين الدول المشاركة، وتحديد وتعقُّب وتبادل المعلومات المتعلقة بشبكات تمويل الإرهاب والأنشطة الأخرى ذات الاهتمام المشترك، بما فيها التهديدات ذات الصلة التي تصدر من المنظمات الإرهابية.
ويعمل المركز على تنسيق الإجراءات كالتحديد المشترك للعقوبات أو التدابير الأخرى ضد الإرهابيين, وتفكيك شبكات تمويلهم، وتقديم الدعم المتخصص للمشاركين الذين يحتاجون إلى المساعدة في بناء القدرات, لمواجهة تهديدات تمويل الإرهاب، بما في ذلك إقامة ورش عمل حول أفضل الممارسات بما يتفق مع معايير مجموعة العمل المالي.
وتتشارك كلٌ من المملكة العربية السعودية ممثلةً (برئاسة أمن الدولة)، والولايات المتحدة الأمريكية ممثلةً (بوزارة الخزانة الأمريكية), في رئاسة المركز، وبعضوية (دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ودولة الكويت).
وللمركز لجنة تنفيذية تعقد اجتماعاتها بشكل ربع سنوي، تعمل على تحديد التوجه الإستراتيجي لمسارات العمل الثلاثة (التصنيفات، مشاركة المعلومات، بناء القدرات)، وتسهيل وتنسيق الإجراءات المضادة المشتركة.
ومنذ تأسيس المركز قامت المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء بـ (7) جولات من التصنيفات المنسقة بينهم، اشتملت على تصنيف (97) فردًا وكيانًا مرتبطين بتنظيمات إرهابية مختلفة.
وحرصًا على بناء قدرات المركز، استضافت المملكة العربية السعودية وأسهمت بالشراكة مع الدول الأعضاء في عقد (23) ورشة عمل, بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “UNSCRs” الخاصة بمكافحة الإرهاب وتمويله، ومعايير مجموعة العمل المالي (فاتف) الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، إضافة إلى عقد (6) جلسات نقاش تناولت التهديدات الناشئة، وكذلك الإسهام والمشاركة في مبادرة برنامج المركز للمرحلة الأولى, والثانية لتدريب ذوي الخبرة المتوسطة على متطلبات وتدابير مكافحة تمويل الإرهاب.
وتعزيزًا لبرنامج “بناء القدرات” بما يحقق توسيع مستوى المعرفة بالمخاطر والمستجدات، شاركت عدة جهات من الدول الأعضاء تمثلت في: (جهات إنفاذ القانون، والجهات الإشرافية على المؤسسات المالية والمهن والأعمال غير المالية المحددة، والجهات العدلية والقضائية، والجهات المعنية بالمنظمات غير الهادفة للربح)، إضافة إلى مشاركة منظمات دولية اشتملت على: (فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع للجنة مجلس الأمن بالأمم المتحدة الخاصة بتنظيمي “داعش والقاعدة” الإرهابيين).
وقاد “مركز استهداف تمويل الإرهاب” منذ إنشائه, إلى زيادة مستوى الفهم الإقليمي في شأن مخاطر تمويل الإرهاب والمخاطر الناشئة ذات الصلة، وتعزيز مستوى الشراكة والتنسيق بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، واستهداف أسماء تابعة لتنظيمات إرهابية مدرجة من الدول الأعضاء على المستوى الوطني، وأسهم في تبادل الخبرات، ورفع مستوى التأهيل والتدريب.
يذكر أن إنشاء “مركز استهداف تمويل الإرهاب” يأتي ضمن الخطوات الحازمة والمتواصلة والجهود الفعّالة والرائدة التي تسير عليها المملكة العربية السعودية في مواجهة جريمة الإرهاب وتمويله محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
ويأتي امتدادًا لريادة المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله من خلال التزامها بقرارات مجلس الأمن، والاتفاقيات الأممية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وتمويله، وتطبيقها للمعايير الصادرة عن مجموعة العمل المالي (فاتف)، إضافة إلى المساهمة من خلال عضويتها في المنظمات والمنصات ذات الصلة في تقديم المساعدات الفنية أو بناء القدرات الفنية للدول الطالبة، وإسهاماتها الفنية والمالية في المبادرات والبرامج الدولية والإقليمية، واستضافتها العديد من المؤتمرات وورش العمل والاجتماعات ذات الصلة, واستكمالًا لدور المملكة في تعزيز مستوى التعاون الدولي وبناء الشراكات، وحرصًا على مكافحة جريمة تمويل الإرهاب.