ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

تطوَّرت التقنية بشكل مذهل؛ مما أدى لظهور الذكاء الاصطناعي وانعكاسه إيجابيًّا على الحياة البشرية بكافة تفاصيلها، وفي المقابل تم استغلال ذلك من قبل البعض بشكل عكسي من خلال تطوير أساليب احتيال إلكتروني باستخدام البرمجيات المتطورة، لاسيما تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وتشير إحدى المجلات البحثية المتخصصة إلى أنه "يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات الحديثة التي تسهم بشكل ملحوظ في التطور التقني السريع وزيادة فرص الابتكار والنمو في مختلف المجالات، ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً مهمًّا في رفع الجودة وزيادة الإمكانات وكفاءة الأعمال وتحسين الإنتاجية، ومع الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وكثرة الحديث عن قدراتها، إلا أنها ما زالت محفوفة بالغموض ويُمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تسهم في تنامي عمليات الاحتيال الالكتروني، وذلك مع التطور الواسع الذي تشهده تلك التطبيقات".

ولا شك أنَّ هناك جانبًا مظلمًا للذكاء الاصطناعي حينما أصبح سلاحا ذا حدين من خلال استخدامه بطرق غير أخلاقية ودخل الاحتيال والنصب عالمًا جديدًا عبر بوابة الذكاء الاصطناعي بتنوع وتطور أساليب عمليات الاحتيال، بل إن الأمر قد تطور وتعدي الطرق الاعتيادية حينما وصل إلى درجة تزييف البيانات والهويات بشكل لا ينكره العقل، ووصل الحال عبر التزييف العميق من خلال تزييف أصوات الأفراد باستخدام الذكاء الاصطناعي، واستخدامها في طلب أموال عاجلة من أقاربهم ومعارفهم.

وبعد جائحة كورونا، ازداد الاعتماد على الإنترنت في العمليات التجارية والتسوق الإلكتروني بشكل ملحوظ للغاية؛ مما أدى لازدياد نسبة الجرائم الإلكترونية عن نظيرتها الجرائم التقليدية، وبات من المستحيل توقع الطرق الجديدة للاحتيال والنصب الالكتروني؛ حيث أصبحت هذه الجرائم هاجساً مؤرقا للحكومات والأنظمة الدولية الكبرى.

ونتيجة لتصاعد نسبة الجرائم الإلكترونية، اتجهت العديد من الدول لسن قوانينها لمواجهة هذه الظاهرة، حيث فرضت عقوبات قاسية على من تثبت إدانته بها، كما استخدمت مؤسساتها السيبرانية في محاولة لمحاربة تلك الجرائم وعمليات الاحتيال.

وما دعاني لكتابة هذا المقال هو الحادثة التي وصلتني منذ عدة أيام عن شخص تعرَّض للاحتيال الإلكتروني بعدما أراد تقديم شكوى لإحدى الجهات الحكومية، وعوضا عن استخدامه التطبيق أو الموقع الخاص بالجهة ذهب للمسار غير الآمن إطلاقا وهو منصة جوجل؛ حيث يرمي المحتالون شباكهم للاحتيال بكل حرفنة وبعد أن عبَّأ الاستمارة ودوَّن بياناته والتي كانت عبر موقع وهمي وهو لا علم لديه، تم التواصل معه عبر تطبيق الواتس آب، وطُلبت منه البيانات البنكية، ولأننا للأسف مجتمع يتعامل بحُسن نية مع الغريب قبل القريب، أعطاهم بياناته وكانت الكارثة، حينما تفاجأ بسحب مبلغ كبير، وبعد أن وقع الفأس في الرأس اكتشف أنه تعرَّض لعملية احتيال إلكتروني، وهذا نموذج فقط من عدة نماذج تعرضت للاحتيال وبنفس الطريقة رغم التنبيهات والإعلانات التوعوية التي تبث مرارا وتكرارا.

شرطة عمان السلطانية والجهات الحكومية الأخرى تُحذِّر وبشكل مستمر من الوقوع في براثن الاحتيال الإلكتروني بأشكاله المختلفة من خلال تنبيهات بعدم مشاركة البيانات المصرفية أو المعلومات الشخصية مع أي شخص مجهول الهوية، وعدم الإجابة عن الأرقام المجهولة أو معاودة الاتصال بها، وأيضا من خلال إعلانات مصورة توضِّح الفرق بين الموقع الحكومي والموقع المزيف الذي يتخذه المحتالون نافذة لهم للاحتيال.

على المتصفح للشبكة العنكبوتية أن يكون على حذر، ومن الضروري أن يثقف نفسه لفهم تقنيات هذه الممارسات الاحتيالية لحمايته بفاعلية من الأضرار المحتملة؛ وعليه ألا يقدم معلومات شخصية أو بيانات بنكية وأن يتجه للمواقع الموثوقة الأمانة عبر مواقعها الرسمية ومنصاتها الإلكترونية، كما على الجهات المختصة بمكافحة الجرائم الإلكترونية تكثيف التنبيه والتوعية والتحذير من مخاطر الاحتيال الإلكتروني في كافة القنوات الإعلامية المتاحة.

عزيزي القارئ الكريم: "استخدم التقنية وكن على حذر".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي

تمكن العلماء في الصين من تحقيق إنجاز علمي بارز في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، حيث قاموا بتطوير جهاز ذكي قابل للارتداء يساعد المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بحرية واستقلالية تامة.

ويعتمد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من التنقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.

ويعمل الجهاز، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة حديثة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence، باستخدام مزيج من الفيديو، الاهتزازات، والإشارات الصوتية لتوفير إرشادات لحظية للمستخدم، مما يساعده على التعرف على محيطه واتخاذ القرارات بشكل فوري أثناء التنقل.

ويعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبت بين حاجبي المستخدم، حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط صور حية لبيئة المستخدم المحيطة، ثم يحلل المعالج الذكي هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي ليرسل أوامر صوتية قصيرة وواضحة عبر سماعات توصيل عظمي.

وتتمثل ميزة هذه السماعات في أنها لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة، مما يتيح له الاستماع إلى محيطه بشكل طبيعي أثناء تلقي الإرشادات الصوتية.


ولزيادة مستوى الأمان، تم تزويد الجهاز بحساسات دقيقة تُرتدى على المعصمين، وهذه الحساسات تهتز تلقائيًا في حال اقتراب المستخدم من جسم أو حاجز، مما يعطي إشارة لتنبيه المستخدم بتغيير اتجاهه لتفادي الاصطدام.

وتم تطوير هذا الجهاز من خلال تعاون بين عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية بارزة، من بينها جامعة شنغهاي جياو تونغ، مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، جامعة شرق الصين للمعلمين، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، والمختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي في جامعة فودان.

وما يميز الجهاز أيضاً هو خفة وزنه وتصميمه المدمج الذي يراعي راحة المستخدمين أثناء تنقلهم طوال اليوم. حيث يسمح للمستخدمين بالتنقل بحرية دون إجهاد، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.


وخضع النظام لاختبارات أولية في الصين شملت 20 متطوعاً من ضعاف البصر، وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين تمكنوا من استخدام الجهاز بكفاءة بعد تدريب بسيط استغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط.

وفي نسخته الحالية، يتمكن الجهاز من التعرف على 21 عنصراً شائعاً في البيئة المحيطة مثل الكراسي والطاولات والمغاسل وأجهزة التلفزيون والأسِرّة وبعض أنواع الطعام. ومع تطور الأبحاث، يطمح الفريق البحثي إلى توسيع قدرات الجهاز ليشمل التعرف على المزيد من العناصر في المستقبل.

ويعد الجهاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية التامة للمكفوفين في تنقلاتهم اليومية، ويعد نموذجًا للتطورات المستقبلية التي قد تحدث في مجال التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لهذه الفئة من المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • بحضور نهيان بن مبارك.. “بولينوم” و “أبوظبي للإدارة” تطلقان أكاديمية الذكاء الاصطناعي
  • محمد جبران: الذكاء الاصطناعي دخل سوق العمل .. وبعض الوظائف ستندثر
  • محامٍ يوضح الهدف من إنشاء غرفة عمليات لتلقي بلاغات الاحتيال المالي.. فيديو
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • أمنكس و Hyperfusion تعقدان شراكة لتقديم الجيل الجديد من حلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء
  • التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية
  • المحللون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لرسم صورة نفسية للاعبي كرة القدم