سواليف:
2025-01-30@19:05:59 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. لنا الموت البهي!

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

#سواليف

لنا #الموت_البهي!

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

22 / 9 / 2019

مقالات ذات صلة هل ينذر الارتفاع الكبير على حرارة مياه شرق البحر المتوسط بتشكل عواصف متوسطية تؤثر على المنطقة؟ 2024/07/29

يستطيع صاحب دولة أو معالي أو «باشاوية» أن يقيم حفل زفاف مهيب لابنه بفندق سبع نجوم، يوّزع قبله بطاقات الدعوة المزركشة، يستقبل الحضور المنتقين بأعدادهم المحصورة، ويجلسهم إلى طاولات مصنّفة مسبقاً.

. لكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يجبر آلاف البسطاء الطيبين المخلصين الفقراء أن يمشوا في جنازته أو يذرفوا دمعة واحدة سقطت حزناً على رحيله الهادئ…

**

الموت لا يحتفي أبداً ببطاقات الدعوة، ولا تعنيه كثيراً بروتوكولات الحضور، ولا المناصب التي جلس عليها المشيّع، ولا ربطات العنق التي ان وضعت في ميزان الرحيل لا تساوي طوبة مستعارة من قبر قريب وجالون ماء، هي مرقد الراحل الجديد.. الموت يُفشل كل الترتيبات المسبقة وينتصر للتراب..

**

الا تلاحظون حتى مشاعرنا صارت طبقية؟! لهم الأفراح الباذخة، ولنا الموت البهي.. يستطيعون أن يصنعوا حفلاً أسطوريا يحيه كل نجوم العالم، لكنّهم لن يستطيعوا أن يصنعوا موتاً شعبياَ تحمله أكف الأغلبية الكاسحة من الفقراء والمتعبين والكادحين والعاجزين، لا يستطيعون أن يخرجوا عجوزاً واحداً على كرسيه المتحرّك ليودع جثمان من أحب إلى مثواه الأخير.. الفقراء لا ينسون نصيرهم حتى في الموت، وبعد أن ترك حقيبته وسماعته في مكتبه المغلق، وبعد أن تجمّدت ابتسامته في النفس الأخير، وترك عيّنات الدواء المجاني على طاولته ودفتر الوصفات وشبابيك الغرفة القديمة، لم يتركوه،لقدّ زفّوا قلبه الذي طالما جبر قلوبهم المكسورة..

جنازة الدكتور «رضوان السعد» أول أمس الجمعة، كانت خير دليل على أن الشعب ينتصر لرموزه الحقيقيين، لأبنائه الأوفياء، لتقاسيم الأرض التي تشبهنا، لا لسيارات «التيسلا» ولا للهالة ولا للزغاريد المعلبّة التي تطلقها السنة معدّة مسبقاً، السلطة لا تصنع حباً في قلوب الناس، الكلمة الطيبة والموقف الأصيل والخلق النبيل ونظافة اليد والسيرة، هي من توحّد القلوب خلفها، من شيّع الدكتور رضوان السعد من ألاف الأردنيين الجمعة لا يرتجون منه منصباً ولا عطيّة ولا نظرة رضا ولا مجاملة أو نفاقاً ولا طمعاً.. هم قالوا بصمتهم وحزنهم لقد وقفت معنا عندما كنت قوياً ونحن ضعفاء على سرير العيادة.. لن نخذلك اليوم ونحن أقوياء وأنت على تابوت الرحيل..

الفقراء لا ينسون من كان يعالجهم أبداً.. فكيف لهم أن ينسوا من يوجعهم؟!

ahmedalzoubi@hotmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

بدء توزيع زكاة الحبوب لـ25 الف اسرة في ذمار

ويشمل المشروع، الذي تم تدشينه في مديرية ضوران وينفذه مكتب الهيئة العامة للزكاة تحت شعار “وآتوا حقه يوم حصاده”، توزيع 24 ألفاً و718 قدحاً من مختلف أنواع الحبوب بمبلغ 249 مليوناً و261 ألف ريال، على 24 ألفاً و718 أسرة مستفيدة من الفقراء والمساكين، في مديريات المحافظة المتحصلة للزكاة العينية.

بدوره أوضح مدير مكتب هيئة الزكاة بالمحافظة إبراهيم المتوكل، “أن مشروع توزيع الزكاة العينية الذي تنفذه الهيئة كل عام عند انتهاء الحصاد يتم صرفها على الفقراء والمساكين بما جاد به الله من خير على المزارعين الذين أخرجوا زكاة أموالهم”، مشيراً إلى أن مشاريع الزكاة مستمرة على مدار العام، وأنه سيتم تدشين حقائب مشروع التمكين الاقتصادي الأسبوع المقبل لأكثر من 500 مستفيد في أكثر من 15 برنامجاً اقتصادياً.

مقالات مشابهة

  • الدكتور أحمد عمر هاشم خطيبًا لصلاة الجمعة في افتتاح مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
  • أحمد عمر هاشم خطيبًا للجمعة في افتتاح مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم
  • بالأسماء.. الفصائل المسلحة التي «حلّت نفسها» وشاركت بـ«مؤتمر النصر» في سوريا
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. شتاء تحت الإقامة الجبرية
  • الموت يُغيب الكاتب والروائي محمد جبريل
  • معرض الكتاب 2025.. الصالون الثقافي يحتفي بمئوية الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى
  • توجه العراق نحو الليبرالية الجديدة
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … على شفير «الحرف»
  • أبرز المعلومات عن الدكتور حسين محمد أحمد عيسى عضو اللجنة الإستشارية
  • بدء توزيع زكاة الحبوب لـ25 الف اسرة في ذمار