حلم بناء منزل الزوجية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
حمود بن سيف السلماني *
نستهلُّ حديثنا في هذا المقال بما سطَّرناه سابقاً في مقالنا السابق ومنذ فترة طويلة بعنوان "الأخطاء الجسيمة في البناء"، فكما هو معلوم لدى الجميع أن كل إنسان لا بد أن يكون له مكان يأويه من ظلمة الليل وحرارة النهار، وهو المستقر الذي يرجع إليه بعد مشقة العمل من أجل لقمة العيش، لهذا نجد الكثير من الناس من يُفضِّل بناء المنزل عن شرائه جاهزاً، لكنه يكون في حيرة كبيرة جداً في اختيار الشركة المناسبة للبناء (المقاول)، وفي الأخير يختار الشركة التي يعتقد أنها الأفضل، وهو (المالك) ينظر إلى منزل العمر أمامه ويحلم بأن يتم الانتهاء من العمل خلال فترة وجيزة، وقد لا تكاد تسعه فرحته وهو يدخل الى منزل العمر حتى قبل أن يوضع حجر الأساس إلا أنه ينصدم بالأمر الواقع؛ حيث التأخير في إنجاز العمل وعدم الجودة وسوء العمل بشكل فظيع جداً، قد تصل في أغلب الأحيان إلى هدم المنزل وإعادة بنائه مرة أخرى.
ولنا في المحاكم عبرة في ذلك؛ حيث كثرت الدعاوى الخاصة بالمقاولات، سواء بالتأخير في البناء أو عيوب في البناء، وقد تكون العيوب جسيمة تتمثل في ضعف شديد في قوة قواعد المنزل، أو الأعمدة، وفي أغلب الأحيان المشكلة تكمن في الأيدي العاملة التي ليس لديها الخبرة الكافية في البناء، أو حتى الأسس البسيطة لأعمال المقاولة كعملية خلط الأسمنت بالرمل وغيرها، وبعض الشركات ليس لديها عمال بناء، وإنما تتم الاستعانة بآخرين قد هربوا من كفيلهم الفعلي، ويذهبون للعمل باليومية أو لحسابهم الخاص، وهذه الفئة هي من أشد الفئات خطورة وذلك لأنهم لا يتبعون كفيلهم فعليًّا وإنما يعملون لحسابهم الخاص، في أي لحظة يغادرون الموقع وتركه بالحالة التي وصل إليها دون أي مبالاة لما قد يحدث من تأخير أو غيره لصاحب المنزل، والخوف من ذلك بأن يقوموا بأخذ بعض مواد البناء من الموقع وبيعها لحسابهم الخاص للاستفادة من أموال البيع، وبعد تركهم للموقع فإنَّ المالك لا يستطيع الوصول إلى العمال كونهم يعملون لحسابهم الخاص، فيضطر لرفع دعوى أو مطالبة الشركة التي تعود بالملك لمواطن قد لا يكون لديه أي إلمام بسيط عن المقاولة، ويتكبد بعدها الأموال لإرجاع كافة المبالغ التي صُرِفت في الموقع وقد تكون زائدة عن العمل الفعلي المنجز.
ومن الإشكاليات الكبيرة الحاصلة في الموقع كذلك هي عندما يتم تجهيز القواعد وتركيب الحديد والأخشاب تمهيداً لحضور المهندس المشرف على البناء للمعاينة، وكذلك مهندس البلدية للمعاينة، وأخذ الموافقة النهائية لصب القواعد؛ حيث إنَّ الموافقة قد تحصل في يوم معين، وصب القواعد بعدها بيومين أو ثلاثة أيام، فذلك نوع من الخطورة كذلك لصاحب العقار يتمثل في قيام مجموعة من الأشخاص بسرقة الحديد من الموقع قبل صبه، أو قيام بعضهم بسحب بعض الحديد من القواعد لاستخدامه في ذات الموقع بعد تعديله، أو في موقع آخر لتقليل التكلفة وعلى حساب مالك المنزل.
فمن وجهة نظرنا، أنه يجب التنسيق مع مهندس البلدية والمهندس المشرف على البناء بأن يتم الإشراف على القواعد وصبها في تلك اللحظة، حتى لا تحدث أية مشكلات لاحقاً أثناء صب القواعد، وحتى تكون بجودة كاملة وفق المعايير المعمول بها في أعمال المقاولة، والتي يتم الاعتماد عليها في السلطنة بقوة (30 نيوتن) بالنسبة للمنازل، وكذلك الأعمدة والأسقف، فكل هذا حماية للمالك من ضعف الخرسانات وضعف القواعد وغيرها من المشكلات التي قد تحصل للمنزل، والتي ستكلف المالك أضعافًا مضاعفة في الإصلاح والصيانة.
كما نقترح أن يتم تقييم شركات المقاولة، من حيث جودة الأعمال المُنفَّذة والسرعة في إنجازها بعيداً عن العشوائية في البناء، واستلام عدد كبير جدا من المواقع مع الأيدي العاملة التابعة للشركة؛ حيث يلاحظ أن الشركة قد يكون لديها عدد 7 عمال بناء فقط، ولديها من المشاريع أكثر من طاقتها؛ الأمر الذي يجعلها في موقف تتأخر فيه عن إنجاز العمل في المدة المتفق عليها، أو سوء الجودة في العمل بسبب الضغط الشديد الذي عليها في البناء، ويجعلها تستعين ببعض العمالة غير الموهلة وقد تكون في أغلب الأحيان مخالفة لقانون العمل من حيث المهنة التي يعمل بها، حيث إن التصريح الصادر له بمهنة حلاق أو نجار أو مزارع أو غيرها من المهن بخلاف المقاولات، ونجده يعمل في المقاولات.
وللحديث بقية...،
* محام ومستشار قانوني
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأسد يطلب من فنانة تقليل التطبيل منعا للمشاكل الزوجية
وكشف البرنامج في أحد فقراته أن الأسد طلب من فنانة شهيرة "تقليل التطبيل له" بعدما بدأت مبالغاتها في مدحه تثير شكوك زوجته أسماء وتهدد استقرار حياته الأسرية.
ولم يقتصر تناول البرنامج للملف السوري على هذا الجانب فحسب، بل امتد ليشمل كبار المسؤولين السابقين في النظام.
فقد أشار إلى مندوب سوريا السابق لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الذي طلب اللجوء في روسيا معلنا استعداده للدفاع عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالروح نفسها التي كان يدافع بها عن الأسد"، في إشارة واضحة إلى ثقافة الولاء المتحولة وفقا للظروف السياسية.
وفي سياق متصل بالتحولات في المشهد الفني السوري، أشار البرنامج إلى "فنان سوري شهير" يصل إلى مطار دمشق بصمت تام، لأول مرة منذ عقود يُسمع صوته من غير تصفيق أو تطبيل، في دلالة على تغير المناخ السياسي وتراجع ثقافة المبالغة في التمجيد.
وانتقل البرنامج من الملف السوري إلى القضية الفلسطينية، حيث سخرت الحلقة من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهد بالنظر في توقيعات 140 ألف إسرائيلي يطالبون بوقف الحرب والتوقيع على اتفاقية لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة.
وقدم البرنامج مشهدا كوميديا عن رفض نتنياهو للعريضة، حيث ظهر شخص يلعب دور المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي يحمل كتابا وصفه بأنه "سفر المعترضين" وليس "التوراة"، مؤكدا أن العريضة تحتوي على أسماء 3 رؤساء أركان سابقين، و11 قائدا عسكريا، و4 حاصلين على جائزة نوبل.
إعلان
الشتائم الحديدية
وفي سياق متصل بالملف الإسرائيلي، تطرق البرنامج إلى فشل "القبة الحديدية" في مواجهة الصواريخ اليمنية، وسخر من إسرائيل بقوله إنها تدشن "نظام الشتائم الحديدية" الذي يعتمد على توجيه شتائم نابية مركبة بصوت إلكتروني عالي الجودة نحو الصواريخ القادمة من اليمن، في إشارة ساخرة إلى تخبط الإستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية.
ولم يغفل البرنامج الإشارة إلى المواقف الغربية من القضية الفلسطينية، فتناول قضية نادي داغنهام الإنجليزي، الذي أقال سيدة من منصب مديرة التنمية والتفاعل الجماهيري "بتهمة امتلاك ضمير"، مسلطا الضوء على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية.
وبالانتقال إلى الملف العراقي، قدم البرنامج مشهدا كوميديا طويلا حول "دجاجة تشعل فتنة عشائرية في العراق"، حيث أشار إلى أن الأمن لا يستبعد أن تكون الدجاجة مدربة في الخارج على النقر في نقاط التوتر، في انتقاد ساخر للصراعات العشائرية والتدخلات الخارجية.
وامتد المشهد ليظهر شخصيات متصارعة، مما أدى إلى صراع شمل العشائر، وأسفر عن 8 بين فقيد وجريح واثنين حالتهم حرجة، بسبب خلاف بشأن تنظيف دجاجة.
كما تناول البرنامج الوضع السياسي العراقي، مشيرا إلى أن العراقيين يستعدون لانتخابات 2025 وسط وعود بالإصلاح، وبحث متواصل عن صندوق اقتراع سليم لم يفخخ بعد، في إشارة نقدية للتحديات الأمنية التي تواجه العملية الديمقراطية في البلاد.
المسجد الأقصى
وفيما يتعلق بالوضع اللبناني، أشار البرنامج إلى أن لبنان يوقف فلسطينيين ولبنانيين أطلقوا صواريخ على الاحتلال بتهم تفويت الفرصة على الحكومة للالتزام باتفاق لم يلتزم به الاحتلال لحظة منذ توقيعه.
كما سخر من إعلان لبنان عام 2025 عاما لحصر السلاح بيد الدولة، و2026 موعدا مبدئيا للبحث عن الدولة نفسها، في إشارة إلى أزمة الهوية والسيادة التي تعاني منها البلاد.
إعلانوفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المسجد الأقصى، استعرض البرنامج مقطع فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي يظهر تفجير المسجد الأقصى وبناء "الهيكل المزعوم" على أنقاضه.
ووصف مقدم البرنامج هذا الأمر بأنه "ذروة الوقاحة السياسية والانحطاط الأخلاقي"، مضيفا أن هذا الفيديو يتزامن مع اقتحامات كثيرة من قبل آلاف المستوطنين في باحات المسجد الأقصى.
وتساءل مستنكرا: "هل سنبقى نتفرج حتى يمحى الأقصى من الخريطة كما محيت رفح وغزة؟ أم ننهض ونريهم أن الأمة وإن نامت لا تموت، وأن الأقصى ينادي على صلاح الدين جديد، فهل من مستجيب؟".
الصادق البديري25/4/2025-|آخر تحديث: 25/4/202509:29 م (توقيت مكة)