دول غربية تدعو رعاياها لمغادرة لبنان وسط تحذيرات من حرب شاملة
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
تتوالى دعوات دول غربية لرعاياها بمغادرة لبنان، وسط مخاوف من تداعيات التصعيد بين الاحتلال الإسرائيل وحزب الله اللبناني، وتحذيرات من اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة.
جاء ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن تلك الدول، تعقيبا على التهديدات الإسرائيلية بالتصعيد مع حزب الله عقب حادثة "مجدل شمس" في الجولان السوري المحتل.
وذكّرت السفارة الأميركية في بيروت، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، الأحد، رعاياها بـ "مراجعة تحذير السفر الحالي، الذي يحث بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان".
ويحث التحذير الحالي المواطنين الأميركيين بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان، وكذلك يوصيهم بالتسجيل في برنامج التسجيل (STEP) لتلقي التنبيهات وتسهيل تحديد موقعهم في حالة الطوارئ.
وأضاف البيان أن السفارة الأميركية "تلفت انتباه المواطنين إلى حقيقة مفادها أنه وسط التوتر المتزايد في المنطقة، تقوم بعض شركات الطيران بتعديل جداول رحلاتها في لبنان".
ونصحت السفارة الأميركية مواطنيها المسافرين من أو إلى لبنان بمراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، وأن يكونوا على دراية بأن مسارات الرحلات قد تتغير مع القليل من التحذير أو بدونه، وأن يضعوا خططًا بديلة.
في الأثناء، أفادت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء بأن وزير الخارجية أنطونيو تاياني حث رعايا البلاد على مغادرة لبنان.
وأكدت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، في بيان، أنها تواصل تقديم النصح لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وتشجع المقيمين في البلاد على المغادرة.
وقامت الخارجية البريطانية بتحديث تحذيرها بشأن السفر، وحثت مواطنيها على توخي الحذر الشديد، وتجنب "السفر إلى لبنان".
ونصحت وزارة الخارجية الدنماركية بدورها، رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وشجتعهم على مغادرة البلاد "ما دام ذلك ممكنًا".
وقالت السفارة النرويجية في بيروت، عبر صفحتها بفيسبوك "تصاعد الصراع بين حزب الله في لبنان وإسرائيل".
وذكرت السفارة بـ"نصائح السفر التي تشجع جميع رعاياها على مغادرة لبنان"، موضحة أنه "في حال تدهور الوضع، قد تصبح خيارات السفر خارج لبنان محدودة".
وأعاد وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، أيضا التذكير بتعليمات وزارة خارجية بلاده بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فورا، بعد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
وكتب عبر حسابه بمنصة إكس "لقد قلت ذلك عدة مرات وأقول مرة أخرى من الضروري للمواطنين السويديين مغادرة بيروت أو الامتناع عن الذهاب إليها"، مضيفا "يرجى الاستجابة لهذا".
وجددت وزارة الخارجية الفرنسية، بدورها، في بيان الأحد، دعوة رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وأعربت عن إدانتها للهجوم على قرية مجدل شمس، داعية إلى "تجنب أي تصعيد عسكري جديد".
كما دعت الوزارة الفرنسية جميع أطراف إلى بذل كافة الجهود لتجنب أي تصعيد عسكري جديد، قائلة "سنواصل العمل مع الأطراف لتحقيق هذه الغاية".
وقالت وزارة خارجية بلجيكا، في بيان "في ضوء التداعيات الأخيرة التي شهدتها بلدة مجدل شمس، نذكّر مواطنينا بالتحذير بشأن السفر إلى إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية ولبنان"، وشدد البيان على ضرورة مغادرة البلجيكيين لبنان.
وكانت هولندا والسعودية والكويت، دعت في أواخر يونيو/ حزيران الماضي الماضي، إلى مغادرة لبنان، جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
تحذيرات
ولاقت تداعيات حادث مجدل شمس تحذيرات عربية من الذهاب لحرب إقليمية بالمنطقة.
وحذرت الخارجية المصرية في بيان الأحد، من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، على خلفية أحداث قرية مجدل شمس بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".
وأكدت "أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب".
وناشدت مصر "القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
كما حذرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان مساء الأحد، من "التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة،".
وحذر الأردن في البيان ذاته من أن "التصعيد في الجنوب اللبناني قد يدفع نحو توسع الحرب إلى حرب إقليمية شاملة"، داعيا إلى "أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته"، ووقف الحرب على غزة.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية، إلى "إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل (الأممية التي تراقب الحدود) لمعرفة حقيقة الأمر"، مؤكدا أن أي "هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية".
ومساء الأحد، كلّف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد كيفية وتوقيت مهاجمة "حزب الله"، على خلفية حادثة مجدل شمس.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن الجيش قدَّم للحكومة سيناريوهات لشن هجوم محتمل على "حزب الله".
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم إن تل أبيب لا تريد خوض حرب شاملة مع لبنان، وإنما "إلحاق الضرر بحزب الله، دون الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة".
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي لبنانية في الجنوب وهضبة الجولان السورية، فضلا عن الأراضي الفلسطينية.
ويتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قصفا يوميا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء الجيش الإسرائيلي الحرب التي يشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلّفت قرابة 129 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بعدم السفر إلى لبنان وزارة الخارجیة مغادرة لبنان حرب إقلیمیة حزب الله مجدل شمس
إقرأ أيضاً:
ب أجهزة تدليك .. شكوك غربية في مخطط روسي لإشعال طائرات
سرايا - قال مسؤولون أمنيون غربيون إنهم يعتقدون أن جهازين حارقين، تم شحنهما عبر شركة "DHL"، كانا جزءًا من عملية روسية سرية تهدف إلى إشعال حرائق على متن طائرات شحن أو ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة وكندا، في إطار حملة تخريبية تقودها موسكو ضد واشنطن وحلفائها، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
واشتعلت الأجهزة في مراكز "DHL" اللوجستية في يوليو، أحدها في لايبزيغ بألمانيا، والآخر في برمنغهام بإنجلترا، مما أدى إلى بدء سباق دولي للكشف عن الجناة.
ووفقاً لمسؤولين أمنيين ومطلعين على التحقيقات، تمكنت وكالات الاستخبارات الأوروبية من معرفة كيفية صنع هذه الأجهزة حيث كانت عبارة عن أجهزة تدليك كهربائية مزودة بمادة قابلة للاشتعال تعتمد على المغنيسيوم وخلصت إلى أنها جزء من مؤامرة روسية أوسع نطاقًا.
ويقول المسؤولون إن أجهزة التدليك الكهربائية، التي أُرسلت إلى المملكة المتحدة من ليتوانيا، كانت بمثابة تجربة لاختبار إمكانية نقل مثل هذه الأجهزة الحارقة على متن طائرات متجهة إلى أميركا الشمالية.
اعتقال أشخاص
أفاد مكتب المدعي العام الوطني البولندي أنه تم اعتقال أربعة أشخاص في بولندا على خلفية الحرائق ووجهت إليهم تهم تتعلق بالتخريب أو العمليات الإرهابية لصالح وكالة استخبارات أجنبية. تعمل بولندا مع دول أخرى للعثور على اثنين آخرين على الأقل من المشتبه بهم.
وذكر المكتب أن "هدف المجموعة كان أيضًا اختبار قناة نقل لهذه الطرود، التي كانت في النهاية مرسلة إلى الولايات المتحدة وكندا"، دون الإفصاح عن هوية الجهة التي تقف وراء الجهود.
لكن رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية البولندية، باول شوتا، أشار إلى أن الجواسيس الروس هم المسؤولون، وأن هذا الهجوم، لو تم تنفيذه، كان سيمثل تصعيدًا كبيرًا في حملة موسكو ضد الغرب.
وقال شوتا: "لست متأكدًا مما إذا كان القادة السياسيون في روسيا على دراية بالعواقب إذا انفجر أحد هذه الطرود، مما تسبب في حدث جماعي مميت".
تصريحات شوتا تتماشى مع ما قاله مسؤولون آخرون في الاستخبارات الغربية، مؤكدين أن روسيا، وتحديدًا وكالة استخباراتها العسكرية المعروفة بـ GRU، هي المسؤولة.
روسيا ترد
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في رد على سؤال من صحيفة وول ستريت جورنال: "لم نسمع أي اتهامات رسمية"، مضيفًا أن "هذه تكهنات تقليدية غير مستندة من وسائل الإعلام".
اتهامات بالتخريب
تتهم السلطات الأوروبية روسيا بتوسيع حملة التخريب، بما في ذلك إشعال الحرائق في المملكة المتحدة وجمهورية التشيك، والهجمات على خطوط الأنابيب وكابلات البيانات في بحر البلطيق، والتلاعب بإمدادات المياه في السويد وفنلندا.
في وقت سابق من هذا العام، حذرت الولايات المتحدة ألمانيا من أن روسيا تخطط لاغتيال الرئيس التنفيذي لشركة Rheinmetall، عملاق الصناعات العسكرية الألمانية الذي يزود أوكرانيا.
في الأشهر التي تلت الحرائق في مراكز DHL اللوجستية، صرح رئيسا وكالتي الاستخبارات البريطانية أن روسيا تتورط في عمليات تخريبية. ففي سبتمبر، قال ريتشارد مور، رئيس جهاز MI6، إن وكالات الاستخبارات الروسية "أصبحت متطرفة في بعض تصرفاتها".
وفي الشهر التالي، حذر كين ماكولوم، رئيس MI5، من أن روسيا تنظم "أعمال حرق وتخريب وأنشطة أكثر خطورة تنفذ بتهور متزايد".
يعتبر إسقاط طائرات ركاب أو شحن تجارية تصعيداً كبيراً، وقد تساءل بعض المسؤولين في الاستخبارات الغربية عما إذا كانت مثل هذه المؤامرة قد تمت من قبل جواسيس روس دون إذن كامل من الكرملين، وفقًا لمصادر مطلعة.
لم يرد المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية في واشنطن على طلب للتعليق.
اقتربت من طائرات دي إتش إل
أفادت مصادر أن الأجهزة الحارقة التي اشتعلت في يوليو كانت قد اقتربت بشكل خطير من أن تكون على متن طائرات مستخدمة من قبل DHL.
وأشارت الشرطة الألمانية التي اختبرت نسخاً من الأجهزة إلى أنه بمجرد اشتعال المغنيسيوم، سيكون من الصعب إطفاؤه بواسطة أنظمة الإطفاء المتوفرة في معظم الطائرات، مما قد يجبر الطيارين على الهبوط الاضطراري.
وأوضح الأشخاص المطلعون على التحقيق أن الطائرات البعيدة عن اليابسة والمحلقة فوق المحيط قد تكون معرضة لخطر السقوط.
تستخدم شركة DHL، التي تتخذ من ألمانيا مقراً، طائرات شحن وطائرات ركاب لنقل الطرود. وقالت متحدثة باسم الشركة إن الأجهزة الحارقة التي اشتعلت في يوليو كانت محمولة على طائرات شحن وأن الشركة تتعاون مع السلطات.
رفضت إدارة أمن النقل الأميركية (TSA) التعليق على المؤامرة المزعومة، لكنها أشارت إلى أنها تعمل مع شركات الطيران الأميركية والأجنبية لتعزيز إجراءات الأمان على شحنات الشحن الجوي كجزء من جهود مستم