تتوالى دعوات دول غربية لرعاياها بمغادرة لبنان، وسط مخاوف من تداعيات التصعيد بين الاحتلال الإسرائيل وحزب الله اللبناني، وتحذيرات من اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة.

جاء ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن تلك الدول، تعقيبا على التهديدات الإسرائيلية بالتصعيد مع حزب الله عقب حادثة "مجدل شمس" في الجولان السوري المحتل.

وذكّرت السفارة الأميركية في بيروت، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، الأحد، رعاياها بـ "مراجعة تحذير السفر الحالي، الذي يحث بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان".

ويحث التحذير الحالي المواطنين الأميركيين بشدة على إعادة النظر في السفر إلى لبنان، وكذلك يوصيهم بالتسجيل في برنامج التسجيل (STEP) لتلقي التنبيهات وتسهيل تحديد موقعهم في حالة الطوارئ.

وأضاف البيان أن السفارة الأميركية "تلفت انتباه المواطنين إلى حقيقة مفادها أنه وسط التوتر المتزايد في المنطقة، تقوم بعض شركات الطيران بتعديل جداول رحلاتها في لبنان".

ونصحت السفارة الأميركية مواطنيها المسافرين من أو إلى لبنان بمراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، وأن يكونوا على دراية بأن مسارات الرحلات قد تتغير مع القليل من التحذير أو بدونه، وأن يضعوا خططًا بديلة.

في الأثناء، أفادت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء بأن وزير الخارجية أنطونيو تاياني حث رعايا البلاد على مغادرة لبنان.

وأكدت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، في بيان، أنها تواصل تقديم النصح لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان، وتشجع المقيمين في البلاد على المغادرة.

وقامت الخارجية البريطانية بتحديث تحذيرها بشأن السفر، وحثت مواطنيها على توخي الحذر الشديد، وتجنب "السفر إلى لبنان".

ونصحت وزارة الخارجية الدنماركية بدورها، رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وشجتعهم على مغادرة البلاد "ما دام ذلك ممكنًا".

وقالت السفارة النرويجية في بيروت، عبر صفحتها بفيسبوك  "تصاعد الصراع بين حزب الله في لبنان وإسرائيل".

وذكرت السفارة بـ"نصائح السفر التي تشجع جميع رعاياها على مغادرة لبنان"، موضحة أنه "في حال تدهور الوضع، قد تصبح خيارات السفر خارج لبنان محدودة".

وأعاد وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، أيضا التذكير بتعليمات وزارة خارجية بلاده بعدم السفر إلى لبنان ومغادرته فورا، بعد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.

وكتب عبر حسابه بمنصة إكس "لقد قلت ذلك عدة مرات وأقول مرة أخرى من الضروري للمواطنين السويديين مغادرة بيروت أو الامتناع عن الذهاب إليها"، مضيفا "يرجى الاستجابة لهذا".

وجددت وزارة الخارجية الفرنسية، بدورها، في بيان الأحد، دعوة رعاياها بعدم السفر إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وأعربت عن إدانتها للهجوم على قرية مجدل شمس، داعية إلى "تجنب أي تصعيد عسكري جديد".

كما دعت الوزارة الفرنسية جميع أطراف إلى بذل كافة الجهود لتجنب أي تصعيد عسكري جديد، قائلة "سنواصل العمل مع الأطراف لتحقيق هذه الغاية".

وقالت وزارة خارجية بلجيكا، في بيان "في ضوء التداعيات الأخيرة التي شهدتها بلدة مجدل شمس، نذكّر مواطنينا بالتحذير بشأن السفر إلى إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية ولبنان"، وشدد البيان على ضرورة مغادرة البلجيكيين لبنان.

وكانت هولندا والسعودية والكويت، دعت في أواخر يونيو/ حزيران الماضي الماضي، إلى مغادرة لبنان، جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.

تحذيرات

ولاقت تداعيات حادث مجدل شمس تحذيرات عربية من الذهاب لحرب إقليمية بالمنطقة.

وحذرت الخارجية المصرية في بيان الأحد، من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، على خلفية أحداث قرية مجدل شمس بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".

وأكدت "أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب".

وناشدت مصر "القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".

كما حذرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان مساء الأحد، من "التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة،".

وحذر الأردن في البيان ذاته من أن "التصعيد في الجنوب اللبناني قد يدفع نحو توسع الحرب إلى حرب إقليمية شاملة"، داعيا إلى "أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته"، ووقف الحرب على غزة.

ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية، إلى "إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل (الأممية التي تراقب الحدود) لمعرفة حقيقة الأمر"، مؤكدا أن أي "هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية".

ومساء الأحد، كلّف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد كيفية وتوقيت مهاجمة "حزب الله"، على خلفية حادثة مجدل شمس.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن الجيش قدَّم للحكومة سيناريوهات لشن هجوم محتمل على "حزب الله".

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم إن تل أبيب لا تريد خوض حرب شاملة مع لبنان، وإنما "إلحاق الضرر بحزب الله، دون الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة".

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي لبنانية في الجنوب وهضبة الجولان السورية، فضلا عن الأراضي الفلسطينية.

ويتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قصفا يوميا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء الجيش الإسرائيلي الحرب التي يشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلّفت قرابة 129 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بعدم السفر إلى لبنان وزارة الخارجیة مغادرة لبنان حرب إقلیمیة حزب الله مجدل شمس

إقرأ أيضاً:

أميركا ترد على طلب زيلينسكي استخدام أسلحة غربية لضرب روسيا

رد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الجمعة، على طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، من الدول الغربية السماح لقوات بلاده باستخدام أسلحتها بعيدة المدى لضرب روسيا.
وحذّر أوستن من أنه "لا توجد قدرة واحدة" بوسعها تغيير مسار الأزمة في أوكرانيا لصالح كييف.
وفي اجتماع اعتيادي عقدته "مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا" في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، كرر زيلينسكي مناشدته للدول الغربية تزويد أوكرانيا بمزيد من الصواريخ بعيدة المدى ورفع القيود المفروضة على استخدامها لضرب أهداف مثل المطارات داخل روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني "نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا هذه القدرات بعيدة المدى ليس فقط في أوكرانيا، لكن أيضا على الأراضي الروسية، نعم، حتى تكون روسيا متحمسة للسعي إلى السلام".
لطالما ضغط زيلينسكي على الحلفاء الذين زودوا أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لكنهم طلبوا من كييف ألا تستخدمها في عمق روسيا مخافة نشوب صراع مباشر بين الغرب وروسيا.
وقال أوستن إن واشنطن وحلفاءها سيواصلون تقديم الدعم القوي لأوكرانيا في التصدي للغزو الروسي، وأعلن عن تقديم مساعدات عسكرية أميركية إضافية بقيمة 250 مليون دولار أميركي.
لكن حين سأله الصحفيون، نفى وزير الدفاع الأميركي احتمال أن يؤدي السماح بشن ضربات في عمق روسيا باستخدام أسلحة غربية إلى تغيير قواعد اللعبة.
وذكر أن روسيا نقلت بالفعل طائرات بوسعها إسقاط قنابل على أوكرانيا إلى ما يتجاوز مدى صواريخ "أتاكمز" التي تقدمها الولايات المتحدة.
وقال أوستن للصحفيين في نهاية الاجتماع "لا توجد قدرة واحدة يمكن أن تكون في حد ذاتها حاسمة في هذه الحملة".
وأضاف أن أوكرانيا لديها قدراتها الخاصة، مثل الطائرات المسيرة، التي يمكنها ضرب أهداف داخل روسيا لا تصل إليها صواريخ "أتاكمز" وصواريخ "ستورم شادو" التي تقدمها بريطانيا.
وقال أوستن "هناك أهداف كثيرة في روسيا، فهي دولة كبيرة بالطبع... أوكرانيا تتمتع بقدرات كثيرة فيما يتعلق بالطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل للتعامل مع هذه الأهداف".
وتعهدت ألمانيا بتزويد كييف بنحو 12 مدفعا إضافيا من طراز "هاوتزر"، في حين قالت كندا إنها تعتزم إرسال 80840 صاروخ جو-سطح صغير غير مسلح بالإضافة إلى 1300 رأس حربي في الأشهر المقبلة.

أخبار ذات صلة زيلينسكي يطلب مزيدا من الأسلحة والسماح بقصف عمق روسيا بوتين: مستعدون لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • الأردن يغلق جسر الملك حسين بعد عملية الكرامة.. والداخلية تفتح تحقيقا
  • الأردن يغلق جسر الملك حسين بعد عملية الكرامة.. وأجهزة الأمن تفتح تحقيقا
  • «العالم ضحك علينا».. ترامب يرفض تحذيرات الاستخبارات الأمريكية بشأن تدخل روسيا في الانتخابات
  • انخفاض إصابات الحمى النزفية في العراق ووزارة الصحة تدعو للوقاية
  • وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 3 مسعفين بضربة إسرائيلية
  • وزارة الخارجية والمغتربين تنظم فعالية خطابية بذكرى المولد النبوي الشريف
  • وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 3 مسعفين في استهداف إسرائيلي
  • "الحج والعمرة" تدعو ضيوف الرحمن إلى تجنب الزحام خلال أداء المناسك
  • أميركا ترد على طلب زيلينسكي استخدام أسلحة غربية لضرب روسيا
  • نواب: وزارة الخارجية منحة جوازات دبلوماسية لشخصيات لا تمتلك اي صفة رسمية