وزير الأوقاف اليمني: الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف أخلاقية تتعلق بدور الإنسان في المجتمع
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قال الدكتور محمد بن عيضة، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، في كلمته خلال جلسة الوفود بالمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء: «أصبح الذكاء الاصطناعي من أبرز التطورات التكنولوجية في العصر الحديث، وقد ساهم بشكل كبير في تقديم فرص جديدة وتسهيل التواصل بين المجتمعات البشرية، فضلًا عن إسهامه في تطوير المجالات الطبية والتقنية وتعزيز كفاءة الأيدي العاملة.
وأوضح الوزير أن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من فوائده العديدة، قد يهدد الحضور البشري في بعض المجالات ويؤثر سلبًا على الفئات المهمشة والمجتمعات الأقل قدرة على التكيف مع هذا التطور. كما أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن كيفية تأثير هذه التكنولوجيا على مستقبل الأجيال القادمة.
وأكد وزير الأوقاف اليمني أن الوقت قد حان لوضع رؤية واضحة وأطر قانونية مبنية على قيم الدين الإسلامي ومبادئه العادلة، تساهم في تحقيق الاستفادة القصوى من ثورة الذكاء الاصطناعي دون المساس بالقيم الإنسانية والأخلاقية. ودعا إلى أن يكون هذا المؤتمر، الذي يُعقد تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خطوة أولى في هذا الاتجاه، وأن تسهم نتائجه في حماية وتمكين المجتمعات وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأضاف أنه يتطلع للاستماع إلى آراء الخبراء المتخصصين حول أبرز الانحرافات الأخلاقية الناتجة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي، والسبل الممكنة لمعالجة هذه القضايا. وأشار إلى أن المطالب المتعلقة بوضع حدود للذكاء الاصطناعي التي تحترم الجوانب الأخلاقية والمعنوية للإنسان لا تقتصر على المجتمعات الإسلامية فقط، بل تمتد إلى مختلف الأديان والمجتمعات.
وفي هذا السياق، لفت وزير الأوقاف اليمني الانتباه إلى الجهود التي بذلها الفاتيكان في هذا المجال، مستعرضًا نداء روما الذي تم توقيعه في عام 2020، والذي دعت فيه قمة روما بداية عام 2023 إلى الالتزام بستة مبادئ أخلاقية لمصممي الذكاء الاصطناعي، وهي: جعل الأنظمة قابلة للتفسير، وشاملة، وغير متحيزة، وقابلة للتكرار، مع تحمل الإنسان المسؤولية الكاملة عن أي قرار يُسهله الذكاء الاصطناعي.
وفي ختام كلمته، شدد وزير الأوقاف اليمني على ضرورة تحديث المعايير والالتزامات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بشكل دوري، بما يعزز البعد الأخلاقي ويؤكد على احترام القيم الإنسانية وكرامة الفرد.كما أعرب الوزير عن عميق شكره وتقديره لجمهورية مصر العربية على استضافتها لهذا المؤتمر الهام، وأشاد بتنظيمه وبالجهود المبذولة في تناول قضايا الساعة التي تؤثر في العالم الإسلامي والمجتمعات البشرية بشكل عام.
اقرأ أيضاًالكلمة الكاملة لـ مفتي الجمهورية في المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء
مستشار مفتي الجمهورية يكشف أهم ملامح المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام دار الإفتاء المصرية المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع وزير الأوقاف والإرشاد اليمني وزیر الأوقاف الیمنی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف لـ صدى البلد: بناء الإنسان المصري جوهر مشروع تجديد الخطاب الديني
أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف على أن مشروع تجديد الخطاب الديني لم يكن في يوم من الأيام مجرد شعار يُرفع، أو عنوان يُردد في المؤتمرات والندوات، بل هو رؤية متكاملة ومحاور استراتيجية محددة سعت وزارة الأوقاف إلى تجسيدها على أرض الواقع بكل وعي وإرادة وتصميم، من خلال خطة شاملة بُنيت على أربعة محاور رئيسة، تعالج التحديات الفكرية والإنسانية والحضارية المعاصرة، وتسعى لبناء الإنسان المصري بناءً متوازنًا، وتفتح له آفاقًا رحبة نحو الانتماء والوعي والعمل والإنتاج.
وأضاف الأزهري في تصريح خاص لـ “صدى البلد ” أن المحور الأول المحور الأول هو مواجهة التطرف الديني، وقد كانت هذه القضية على رأس أولوياتنا، إدراكًا منا لحجم ما خلفه الفكر المتطرف من فوضى فكرية واجتماعية، وما سببه من اختطاف لتعاليم الدين السمحة وتشويه لصورة الإسلام في أذهان البعض، ومن ثمّ تحركت الوزارة بخطى ثابتة في تفكيك هذا الفكر المتشدد، من خلال نشر الوسطية، وتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
أما المحور الثاني، فهو مواجهة التطرف اللاديني، حيث لم نغفل في خضم معركتنا مع الغلو الديني، عن خطورة الاتجاه المضاد له، وهو التفريط المطلق الذي يفرغ الدين من مضمونه، ويهاجم الثوابت، ويشيع روح التمرد على القيم الدينية والمرجعيات الأخلاقية، ومن هنا جاءت برامج الوزارة الفكرية والإعلامية والثقافية لتؤكد أن الدين ليس عائقًا أمام التقدم، بل هو دافع نحوه، وأن التجديد لا يعني أبدا التفريط، بل الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وقد حملت منابرنا هذا التوازن الدقيق، وجعلنا من خطابنا أداة لبعث الوعي الحقيقي، لا الاستعراض الكلامي، حيث واجهنا حملات التشكيك، وعززنا الثقة في الثوابت الإسلامية، وبيّنا للناس أن الهجوم على الثوابت لا يمت للتجديد بصلة، بل هو تطرف من نوع آخر لا يقل خطرًا عن غلو المتشددين، وناقشنا العديد من القضايا كالإلحاد والطلاق.
ثم يأتي المحور الثالث: بناء الإنسان، وهو في الحقيقة جوهر مشروعنا كله، لأن الإنسان هو الركيزة الحقيقية لأي نهضة، ومن ثمّ كان اهتمامنا منصبًا على بناء العقل المصري بناءً مستنيرًا، وصياغة وعيه على أسس وطنية، دينية، وثقافية متزنة، وقد أطلقت الوزارة لهذا الغرض العديد من المبادرات والبرامج التي تستهدف التثقيف الديني والوطني والاجتماعي، بدءًا من البرامج التدريبية النوعية للأئمة والواعظات، مرورًا بالمشاركة في قوافل توعوية للشباب في المدارس والجامعات، ووصولًا إلى الشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات الدولة المختلفة لترسيخ مفاهيم الانتماء، واحترام القانون، وحماية النشء من الفكر المتطرف أو اللاواعي.
وأما المحور الرابع: صناعة الحضارة، فهو تتويج للمحاور السابقة، لأنه إذا تمكنا من تحرير الفكر من الغلو والتفريط، وبنينا الإنسان علمًا وخلقًا ووعيًا، استطعنا أن ننهض بالحضارة في صورتها المتكاملة، حضارة تؤمن بالقيم، وتبني بالعلم، وتحترم التراث، وتواكب العصر، وتبني جسورًا بين الدين والدولة، وبين الأصالة والتحديث.
واختتم الأزهري حديثه قائلا: ما أُنجز في هذه المحاور الأربعة خلال الفترة الماضية يُعدّ تأسيسًا قويًا لمرحلة جديدة من الوعي الديني الوطني، حيث تجاوزنا مرحلة رد الفعل، وانتقلنا إلى مرحلة التخطيط والرؤية، لنُنتج خطابًا دينيًا أصيلًا، معاصرًا، يواكب حاجات العصر، ويواجه تحديات الواقع، ويعزز من قيم التسامح والانتماء، ويضع الإنسان في قلب المعادلة الحضارية.
ومن هنا نقول فتجديد الخطاب مهمة مستمرة لا تنقضي بزمن، ويأتي في القلب منه الارتباط الوثيق بأحوال الناس ومعايشهم ومستجدات الحياة في الكون كله.