شبكة انباء العراق:
2025-01-17@18:09:44 GMT

المثقف، والوطن.

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

بقلم : سعد الزبيدي ..

لا أبالغ أذا قلت :- أن بعض المثقفين الحقيقيين كالرسل، والأنبياء الذين يحاربون من أجل الرسالة، وبعضهم كالشياطين التي توسوس للشر، وتطبل له.
معناة المثقف الحقيقي حينما يجد نفسه كشجرة وسط الصحراء سرعان ما تخنقها أصابع الرمل، ويغاتلها الجفاف المميت، والشمس المحرقة، وهو يبحث عن سبل البقاء يحمل على كاهليه عبء وطن مزقه التخلف، والجهل، والتناحر، والغاء الآخر، وفرض الآراء، والتعصب، والانكفاء عن العلم، والثقافة في ظل مجتمع قبلي طائفية مناطق مادي برغماتي علا صوت الرصاص فيه أعلى صوت العقل، والحكمة، لا قانون يحكمه سوى قانون الغاب حيث الكبير يأكل الصغير، ولا هيبة للدولة، ولا كرامة للوطن، والمواطن.


مجتمع متهاوي، ومتآكل لا يؤمن إلا بلغة المصلحة المادية التي فوق أي اعتبار حتى باتت القيم الإنسانية السامية، والأخلاق الرفيعة ضرب من الخيال، وتراث من الماضي. في هكذا مجتمعات متهرئة يشار بالبنان للتوافه، والشواذ ، ويكونون قدوة للمجتمع يصبح المثقف مهمشا (لا حول له ولا قوة) وهو يرى أن الأمور أصبحت معكوسة وكل شيء يبدو بالمقلوب حتى تأكد أن بنات أفكاره، وابداعه تذهب سدى، فلا عين ترى ابداعاته ، ولا أذن تسمع مايدعو له ، ولا استغرب حينما أجد في أعماق التأريخ من شط بعيدا عن العقل، وتصرف بتهور فحرق نتاجه الفكري آخر عمره، ويلعن تلك السنين التي ضاعت في البحث، والقراءة، ولسان حاله يقول :- لمن اكتب؟!
حينما يشعر المثقف بالضياع ، فهو في وادي، والمجتمع في وادي آخر ، ولا سبيل للالتقاء، فهما النقيضان اللذان لا يلتقيان أبدأ ، وهو يصارع الواقع بكل ما اؤتي من قوة من أجل اثبات وجوده على أقل تقدير، فماذا عسىاه أن يفعل وهو يرى بأم عينه أن أصحاب القرار لا يستمعون إليه ويكتفون بمن حولهم من حاشية فاسدة تحيط المسؤول بجدار عازل يحيطه من كل جانب وتسفه من يمتلك فكرا نير وبيده الحلول الناجعة وتمنعه من أجل الوصول لأصحاب القرار.
مجتمع ترى المتزلفون، والمتملقون، وماسحي الأكتاف، والمطأطئين رؤوسهم، ولاعقي أحذية ساداتهم، وكبرائهم، الآفاقين يتسلقون ليصلوا أعلى الهرم وهو قابع منسي في قعر القاعدة.
يا هل ترى من لهذا الكائن الذي يعذبه عقل المتنور واحساسه المرهف بالمسؤولية وضميره الحي الذي يأبى ان ينام لبرهة ووطنيته وولاءه وهو يعيش في حيرة وانداهش مما يجري حوله ، ويرى أن إنقاذ ما يمكن إنقاذه ربما يكون على يديه، ولكن محاولته تبوء بالفشل، وبلا جدوى.
بالرغم من كل شيء لكنه يمني النفس أن الغد أفضل ولابد من أن تجد أفكاره يوما ما طريقا للتنفيذ.
هكذا يساهم المجتمع في تهجير الكفاءات وهكذا يتم الاستغناء عمن الوطن بأمس الحاجة إليه، ويجبره على الموت أما الحسرة حزنا، ونكدا، وأما الهجرة بعيدا حيث يحتضنه وطن آخر يثمن المفكرين، والعلماء، والخبرات.
اليابان والصين وأمريكا وكثير من الدول ما تطورت، ووصلت إلى ما وصلت إليه لولا اهتمامهم بالمبدعين، ووضعهم في المنزلة التي يستحقون. هؤلاء هم من وضعوا الأسس الرصينة لبناء دول على اساس متين فهم مهيئين لاستغلال مقدرات تلك الشعوب الطبيعية، والبشرية احسن استغلال، فهم استطاعوا أن يزيدون إنتاجهم بأقل تكلفة، ووقت، ولذلك أصبح المجتمع منتج فمن يقود المجتمع هم المثقفون، والمفكرين لا الاغبياء والجهلة، وأشباه الأمين، وانصاف المتعلمين الذين لا هم لهم إلا هدم ما بناه الاسبقون، وإنشاء بناء جديد، ولو انهم كانوا متأكدين بأن ما بنوه لا ينفع بل يضر، ولكنهم مصرون عليه.
لا تلوموا من يهاجر لا تقلوا عنه أنه عميل، وخائن فقد بح صوته في وسط ضجيج، وصخب لم يسمعه احد هاجر حينما رأى الوطن يتخلى عن أبناءه ويتنكر لهم، ولا يعترف بأبوته لهم غادر إلى حيث يبدع، ويتألق وينتج في مجتمعات راقية تحترم عقله، وعلمه، وفكره، وتوفر له كل شيء، وتذلل له الصعاب، فهو يا سادة كنز اضعناه، وكم من كنز أضعنا، وسنضيع؟!
أنها صرخة من مواطن أهمه ما آل إليه الوطن، ودعوة لأحتضان أهم الثروات التي هي أغلى من الألماس، والذهب، والنفط أنها العقول الجبارة يا سادة فهل من مجيب؟!

سعد الزبيدي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد: أنتم صناع الغد والأمل الذي تتطلع إليه أوطانكم

الشارقة: «الخليج»
شهد سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، صباح الخميس، حفل تخريج طلبة الدراسات العليا لفصل الخريف 2024 بجامعة الشارقة وعددهم 252 خريجاً وخريجة، في قاعة المدينة الجامعة.
وفي كلمة ألقاها سموّه خلال الحفل، أكد فيها الوقوف مع الخريجين والاحتفاء بهم وبإنجازهم الذي يفخر به الجميع. مؤكداً أن التخرج ليس محطة يُختتم به المشوار الدراسي، بل هو بابٌ يفتح آفاقاً جديدةً وتحديات مقبلة لتحقيق الأحلام التي يسعى إليها الطلبة.
وأضاف سموّه «لطالما كان النجاح حليف أصحاب العزم، والإنجاز نصيب الساعين إليه بجد واجتهاد، واليوم، أوجه كلمتي لكم ولزملائكم كافة، خريجي وخريجات جامعة الشارقة، أنتم لستم مجرد خريجين، بل أنتم صناع الغد، وأنتم الأمل الذي تتطلع إليه أوطانكم.
قد تواجهون في طريقكم صعوبات وقد يطرق الشك أبوابكم، لكن تذكروا دائماً أن العزيمة هي وقود النجاح، وأن المستحيل مجرد كلمة أمام من يؤمن بقدراته، فكونوا أولئك الذين لا يهابون التحديات، بل يتحدونها ويصنعون منها سلالم للصعود».
وشدد سموّه على أهمية مواكبة التطورات التي تطرأ على مجالات الحياة قائلاً «في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً في مختلف مجالات الحياة، لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح قوة تدفع عجلة الابتكار والتطور، ومواكبة هذا التقدم لم تعد خياراً، بل أصبحت ضرورةً لكل من يسعى للتميز والريادة. وأوصيكم بالحرص على دمج الذكاء الاصطناعي في المسيرة المهنية وضرورة تعلمه والاستفادة منه وأن يكون الفرد جزءاً من صناعته لا مجرد مستخدم له، لأن المستقبل سيكون لمن يتقن مهارة الذكاء الاصطناعي ويتكيف مع أدواته ويستثمر إمكانياته بأفضل الأشكال».
وأشار سموّه، إلى أن ما قرأه قبل قليل كُتب باستخدام الذكاء الاصطناعي. مؤكداً أهمية هذا العصر الجديد وإمكانية تسخير التكنولوجيا لتكون أداةً داعمةً للفكر والإبداع، موضحاً أنه لا بديل عن الإنسان، وهذه التطورات التكنولوجية ما هي إلا أدوات مساهمة في تحقيق الإنجاز والتقدم.
وأضاف سموّه «اليوم تودعكم الجامعة لكن العلم لا يودعكم، والتطور لا يتوقف عند شهادة تُمنح، بل يستمر مع كل خطوة تعلم، مع كل تجربة تخوضونها، ومع كل إنجاز تحققونه، أنتم اليوم تحملون راية المستقبل، راية التغيير، والإبداع، فاحملوها بعزم وسيروا بها بفخر».
واختتم سموّ رئيس جامعة الشارقة، كلمته مهنئاً جميع الحضور بتخرج دفعة خريف 2024 وتحقيقهم الإنجازات الكبيرة، موجهاً الشكر لأولياء أمور الطلبة الذين كانوا السند والداعم الأول للنجاح، سائلاً المولى عزّ وجلّ لهم التوفيق والنجاح في مسيرتهم المقبلة وخدمة أوطانهم.
وكان حفل التخريج قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ألقى عقبه الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير الجامعة، كلمة وجه فيها الشكر لسموّ رئيس جامعة الشارقة، على الحضور وتخريج كوكبة من حملة الماجستير والدبلوم العالي. مباركاً للخريجين والخريجات وذويهم هذا الإنجاز المحقق.
وقدم الدكتور النعيمي الشكر والعرفان، إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس جامعة الشارقة، الذي أتاح للجميع فرصة الاحتفاء بإنجازات الجامعة المستمرة. سائلاً الله أن يجزيه خير الجزاء، ويبارك في جهوده التي جعلت جامعة الشارقة منارةً للعلم والإبداع.


واختتم كلمته موصياً خريجي وخريجات الدراسات العليا، بأن يكونوا خير سفراء للجامعة، مسخّرين ما نهلوه من علمٍ ومعرفةٍ ومهاراتٍ لخدمة المجتمع، ومتميزين بالإبداع والابتكار في تخصصاتهم، ومتبعين المنهج العلمي السليم في كل خطوةٍ يخطونها.
وألقت الخريجة خولة المزروعي، كلمة الخريجين عبرت خلالها عن فخر الخريجين وسعادتهم. وقالت «أقف أمامكم اليوم ممثلةً لكل زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات، معبرةً بصوت واحد عن امتناننا جميعاً لكل من أسهم في تأسيس هذا الصرح العلمي العظيم وارتقائه، ووفر لنا بيئةً تعليميةً رائدةً تجمعُ بين التميزِ والإبداع. وأوجه شكري وعرفاني لسموّ رئيس جامعة الشارقة، الذي شاركنا اليوم فرحتنا، مبرزاً حرصه الدائم على دعم الشباب وتمكينهم ليكونوا رواداً في بناء المستقبل المشرق».
كما أشادت بإدارة الجامعة، والهيئة التدريسية الذين تجاوز دورهم حدود التعليم، وكانوا مصدر إلهامٍ ودعمٍ وتوجيه والعون والسند في الرحلة العلمية للطلبة. وجهدهم سيظل أثره راسخاً في الذاكرة أينما أخذتهم خطوات المستقبل.
وأوصت خولة زملاءها وزميلاتها بضرورة حمل رسالة التغيير والإبداع، والسير بخطى واثقة مستلهمين الرؤية من دعم القيادة الحكيمة. مشيرة إلى أن هذا اليوم ليس ختاماً للمسيرة، بل هو انطلاقة جديدة نحو التميز والعطاء. مشددةً على أن يكون الجميع خير سفراء لجامعة الشارقة، ومصدر فخر للوطن، وتجسيد للطموحات والأحلام.
واختتمت الخريجة خولة المزروعي كلمتها مهديةً هذا النجاح إلى أولياء أمور الخريجين، واصفةً أنهم السند الحقيقي في هذه الرحلة العلمية، مشيدةً بدعواتهم وتضحياتهم وأنها السبب لوصولهم إلى هذه اللحظة. مشيرةً إلى أنهم شركاء هذا الإنجاز والفرحة، سائلة البارئ عزّ وجلّ التوفيق والنجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدم الوطن.
قدم عقبها الطالب فهد البدري، فقرة شعرية وأبيات أهداها لجامعة الشارقة بمناسبة حفل التخريج قال فيها:
في كل يوم وكل ساعة وكل حين
مشاعري تنبض بحب الإمارات
وكل الكلام اللي معي والدواوين
ما ظنتي تكفي لملء الفراغات
سلام تسليمة وفا للمحبّين
يقولها شاعر من أرض الحضارات
للشارقة دار الشيوخ السلاطين
دارٍ لها في قمة المجد رايات
وتفضل سموّ رئيس الجامعة بتسليم الطلبة الخريجين والخريجات شهادات تخرجهم مهنئاً إياهم هذا الإنجاز والتفوق، راجياً لهم التوفيق والسداد في حياتهم المستقبلية.
وتوزع الخريجون والخريجات من طلبة الدراسات العليا على البرامج الأكاديمية لكليات الجامعة المختلفة وهي: الشريعة والدراسات الإسلامية، والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وإدارة الأعمال، والهندسة، والعلوم الصحية، والقانون، والاتصال، والطب، والصيدلة، والعلوم، والحوسبة المعلوماتية، والسياسات العامة، حيث بلغ عدد خريجي الماجستير 244 خريجاً وخريجة، و8 خريجين في دبلوم الدراسات العليا.

مقالات مشابهة

  • إعلاميون يحللون استراتيجية الإخوان الإرهابية في التلاعب بوعي المجتمع ونشر الشائعات
  • حماة الوطن يدعو المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تبلغ أهالي المختطفين بالاتفاق الذي تم التوصل إليه
  • رنا سماحة: أنا لا اتخنت ولا خنت وخلعت زوجي ولن أعود إليه.. فيديو
  • الإفراج عن أحمد حسن الزعبي: انتصار للكلمة الحرة وروح الوطن
  • اتحاد الكرة ينفي صحة الخطاب المنسوب إليه بشأن القسم الرابع
  • سلطان بن أحمد: أنتم صناع الغد والأمل الذي تتطلع إليه أوطانكم
  • محمد بن زايد يؤكد دعم الدولة للاختراعات والابتكارات التي تخدم التنمية
  • حينما تصطدم الأوهام بصلابة الواقع، تتهاوى الحركات البهلوانية وتنتصر الحقيقة
  • برعاية السيد ذي يزن «البخّارة» تحصد جائزة مهرجان المسرح العربي.. وإشادة بالعروض التي «وظفت التكنولوجيات والرقمنة»