مسقط - الرؤية

 بمناظرها الطبيعية المتنوعة وثقافتها النابضة بالحياة، تدعو ألمانيا المسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي لاختبار خمسة من أجمل المرافق السياحية التي يُنصح بزيارتها هذا الصيف، حيث تقدم هذه المعالم التي يعرضها المكتب الوطني الألماني للسياحة، مزيجاً فريداً من السحر والجمال، وتلبي جميع الاهتمامات لقضاء عطلة لا تُنسى.

ومع الرحلات الجوية المباشرة من عدة مدن على امتداد دول مجلس التعاون الخليجي، أصبح الوصول إلى المعالم السياحية في ألمانيا أسهل من أي وقت مضى، حيث تضمن خيارات السفر الجوي الفعّالة سهولة انتقال المسافرين إلى الوجهات الشهيرة مثل برلين، دوسلدورف، فرانكفورت، هامبورغ وميونيخ. وبمجرد الوصول إلى ألمانيا، سيجد المسافرون شبكة واسعة من القطارات، الحافلات والطرقات السريعة التي تجعل استكشاف البلاد مهمة مريحة وممتعة.

حديقة الغابة السوداء الوطنية: جمال الطبيعة في حالتها البِكر

سيجد الزوّار الذين يبحثون عن جمال الطبيعة الجامح في منتزه الغابة السوداء الوطني ملاذاً صيفياً مثالياً. تقع هذه المحمية الطبيعية التي تبلغ مساحتها عشرة آلاف هكتار في ولاية بادن فورتمبيرغ، وتتميز بغابات خضراء مورقة وإطلالات خلابة من الجبال التي يزيد ارتفاعها عن ألف متر. وهناك، يمكن للمغامرين الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات الهوائية أو ممارسة رياضة الرافتينغ أثناء استكشاف الموطن الطبيعي والهادئ لصقر الشاهين والبومة القزمة. ومع وجود مناطق بِكر لم تمسها يد الإنسان منذ أكثر من مئة عام، توفر الحديقة تجربة طبيعية أصيلة وغامرة بكل المقاييس.

محمية المحيط الحيوي لنهر إلبه التابعة لليونيسكو: نظام بيئي أصلي

تُعد محمية المحيط الحيوي لنهر إلبه التابعة لليونيسكو ملاذاً لأولئك المهتمين بالنظم البيئية الفريدة. تمتد هذه المحمية من ولاية ساكسونيا- أنهالت إلى شليسفيغ - هولشتاين، وتتميز بالأراضي الرطبة البِكر والشواطئ ذات الرمال البيضاء والتلال الغنية بالأشجار. ويمكن للزوار استكشاف هذه المناظر الطبيعية المتنوعة من خلال رحلات القوارب، مغامرات الزوارق وطريق إلبه للدراجات الذي يبلغ طوله 840 كيلومتراً، والذي يمر عبر وادي النهر الخلاب. كما تشكّل هذه المحمية موطناً لطيور الكركي، الإوز البري، النسور ذات الذيل الأبيض والقنادس مما يجعلها مقصداً مثالياً لعشاق الطبيعة.

أوتليت سيتي ميتسينغن: جنة المتسوقين

يشكّل أوتليت سيتي ميتسينغن جنةً للتسوق بالنسبة لعشاق الموضة، حيث يُعتبر هذا المركز مسقط رأس علامة هوغو بوس الألمانية، كما أصبح يضم الآن فندق موكسي هوتيل الجديد، الذي يضفي على الإقامات الفندقية لمسة من الشياكة الحضرية. يشتهر أوتليت سيتي ميتسينغن بتقديم العلامات التجارية العالمية بأسعار مخفضة، ومن هنا فهو يجذب أكثر من 4 ملايين زائر سنوياً. علماً أن المركز يواصل القيام بدوره الرئيسي في تحديد الاتجاهات الجديدة من خلال نهجه المبتكر، والذي يتضمن توفير تجارب تسوق رقمية بالكامل.

قلعة شلوس لايسر: عالم من الخيال

بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن مزيج من الفخامة والتاريخ، يوفر فندق شلوس لايسر الواقع في منطقة موسيل إقامة فريدة من نوعها في قلعة تاريخية تم تجديدها بشكل جميل. ومن هناك، يمكن للضيوف الاستمتاع بإطلالات خلابة على نهر موسيل ومزارع الكروم المحيطة، فضلاً عن عدد من المرافق الجميلة مثل المكتبة ومنطقة السبا والعافية. هذا ويقدم مطعم القلعة رحلة تذوق أصيلة، مما يجعله ملاذاً مثالياً للاسترخاء والاستمتاع بالأطايب.

التنقل بين جزر الشمال الألماني: اكتشفوا السحر الفريد لهذه المنطقة

يقدم شمال ألمانيا تجربة التنقل بين الجزر التي تضم وجهات جميلة مثل أمروم، فوهر، بيلورم، الشاطئ الشمالي، وسيلت. تتمتع كل جزيرة بسحرها ومعالمها السياحية المميزة، حيث تشتهر أمروم بشاطئ كنيبساند الذي يبلغ طوله 15 كيلومتراً وعرضه 1.5 كيلومتر، مما يجعلها مثالية للعائلات. ويمكن للزوار الاستمتاع بجولات الدراجات واستكشاف محمية الطيور أمروم-أود، أو زيارة المواقع التاريخية مثل منارة أمروم التي بُنيت عام 1875، والمطحنة القديمة التي بُنيت عام 1770 في نيبل.

أما فوهر، التي كانت تُعرف آنذاك باسم فريزيان كاريبيان، فهي توفر أكثر من 200 كيلومتر من مسارات الدراجات ومناطق الجذب الفريدة مثل بلانيت ترايل ومزرعة عائلة هينريشسين. بدورها تتميز جزيرة بيلورم بمسطحات طينية ساكنة وممرات مشي هادئة في بحر فادن، مما يجعلها مثالية لأولئك الذين يبحثون عن الاسترخاء. تتميز الجزيرة أيضاً بسد يبلغ ارتفاعه 8 أمتار مع مسار دائري للدراجات ومنارة بيلوورمز الشهيرة بمنصة المشاهدة التي يبلغ ارتفاعها 37 متراً.

من ناحية ثانية، يقدم الشاطئ الشمالي، المعروف باسم "القلب الأخضر لبحر فادن"، أنشطة ترفيهية متنوعة مثل ركوب العربات عبر بحر فادن إلى هاليغ زودفال، وصيد الأسماك في هولمر زيل، والمسابقات الذهنية في دكتور لوكس إسكيب روم. أما جزيرة سيلت فهي مشهورة بتحدي ميغامارش الذي يتيح للزوار استكشاف الجزيرة بأكملها خلال 24 ساعة. وتشمل المعالم البارزة محمية برادروب هيث الطبيعية وقرية كامبن نوبل وحوض رانتوم وهورنوم في الطرف الجنوبي مع فندق بادرساند ومطعم كاي 3.

وفي هذا الإطار، تسلّط يامينا صوفو، مديرة التسويق والمبيعات في المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، الضوء على مجموعة متنوعة من التجارب المتاحة، حيث تقول: "ألمانيا وجهة لديها ما يناسب الجميع، بدءاً من حدائقنا الوطنية المورقة ومحميات المحيط الحيوي البِكر، إلى وجهات التسوق النابضة بالحياة وما نوفره من إقامات في فنادق ذات طابع تاريخي فاخر، ولذلك نحن نشجع المسافرين على اختبار كل ما يمكن لبلادنا أن توفره لهم".

اكتشف كنوز الصيف في ألمانيا واصنع ذكريات لا تُنسى مع هذه المعالم الخمسة التي يجب زيارتها. سواء كنت مغامراً، أم محباً للطبيعة، أم من هواة التسوق أو شغوفاً بالتاريخ، فإن ألمانيا تعِدك بتجربة لا مثيل لها. لمزيد من المعلومات حول المعالم السياحية والتجارب التي تقدمها ألمانيا، تفضل بزيارة: https://www.germany.travel/en/home.html

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعوة حقوقية إلى التعامل بجدية مع ملف تجارب فرنسا النووية في صحراء الجزائر

دعت منظمة "شعاع" لحقوق الإنسان السلطات الفرنسية والجزائرية إلى التجاوب مع رسائل خبراء أمميين مكلفين من مجلس حقوق الإنسان، تناولت التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر بين عامي 1960 و1966، وآثارها المترتبة على حقوق الإنسان والبيئة.

وقالت منظمة "شعاع" في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21": "خلال الأسبوع الماضي، تحديدا يوم الثلاثاء 12 نوفمبر الحالي، تم رفع السرية عن رسالتين أرسلهما خبراء أمميون إلى الحكومتين الجزائرية والفرنسية يوم 13 أيلول / سبتمبر الماضي بموجب التفويضات الممنوحة لهم والمهام المكلفين بها من قبل مجلس حقوق الإنسان. الرسالتان تناولتا التجارب النووية الفرنسية في صحراء الجزائر بين عامي 1960 و1966، وآثارها المترتبة على حقوق الإنسان والبيئة. وحتى الآن، لم يتلق الخبراء أي رد من الطرفين".

وأوضحت "شعاع"، أن الرسالتين المشار إليهما، أرسلهما المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والنفايات الخطرة د. ماركوس أوريلانا، والمقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقة والعدالة والجبر وضمانات عدم التكرار البروفسور فابيان سالفيولي، والخبيرة المستقلة المعنية بحقوق كبار السن كلوديا ماهلر.

ووفق البيان فقد أعرب الخبراء الأمميون للحكومة الفرنسية عن قلقهم الشديد بشأن العواقب الجسيمة على صحة السكان المحليين، والتي تمتد آثارها إلى أجيال عديدة. كما عبروا عن قلقهم من عدم تمكن الضحايا من الوصول إلى معلومات شاملة عن التجارب النووية، التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية مثل الموقع الدقيق لمناطق الاختبار والأخرى المُلوثة التي تم العثور على نفايات مشعة فيها.

وطالب الخبراء الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما في ذلك المواقعُ المحددة للنفايات المشعة، وتوضيح ما إذا كانت هذه المعلومات قد كُشفت بالكامل وبشفافية للجزائر وأصحاب الحقوق المعنيين وأصحاب المصلحة المهتمين أم لا.

كما طالبوا بإيضاحات كافية حول كيفية إبلاغ ضحايا التجارب النووية بحقوقهم وإجراءات طلب التعويض من قبل فرنسا. وتساءل الخبراء عن مدى استعداد فرنسا لتقديم اعتذار رسمي للجزائر والأشخاص والمجتمعات المتضررة من هذه التجارب.

كما عـبرَ الخبراء عن قلقهم بشأن تقاعس الحكومة الجزائرية في مراقبة التدابير الصحية وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وكذلك في طلب المساعدة الدولية اللازمة لهذا الغرض. كما أعربوا عن قلقهم من نقص المعلومات الشاملة المقدمة من السلطات للسكان المتضررين بشأن المخاطر والعواقب المستمرة المرتبطة بالتجارب النووية.

وأشار الخبراء إلى أن غياب جمعيات مستقلة تعنى بالضحايا في الجزائر يثير تساؤلات ومخاوف كبيرة. وطالبوا الحكومة الجزائرية بتوضيح الإجراءات التي اتخذتها لإعلام السكان بشكل صحيح حول المخاطر المستمرة بسبب هذه التجارب النووية، وتحديد التدابير المتخذة لمنع وقوع ضحايا جدد. كما تساءلوا عن مدى مشاركة المجتمع المدني في الجهود المبذولة لمعالجة تداعيات الكارثة.

وأعربت منظمة شعاع عن استيائها العميق من عدم تلقي الخبراء أي رد من الطرفين. واعتبرت تجاهلَ الحكومتين لخطاب الخبراء تقاعسًا صريحًا في التعاون مع هيئات الأمم المتحدة، رغم أهمية الملف وحساسيته.

وطالبت شعاع الحكومة الفرنسية بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة في ملف تجاربها النووية بالصحراء الجزائرية، وحملتها مسؤولية معالجة "الكارثة المستمرة" الناجمة عن تلك التجارب، بما في ذلك الكشفُ عن الوثائق السرية المتعلقة بها وتعويض المتضررين. كما تدعو شعاع فرنسا للتوقيع والتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية لإظهار حسن النية في معالجة آثار تجاربها النووية في الجزائر.

كما طالبت "شعاع" الحكومة الجزائرية بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة في هذا الملف، واتخاذ التدابير اللازمة لتقديم المعلومات الشاملة للسكان المتضررين حول المخاطر والعواقب المستمرة. ودعت إلى تسهيل عمل الجمعيات البيئية والصحية وضمان حق المجتمع المدني في الوصول إلى المعلومات من أجل تعزيز الجهود الوطنية والدولية لمعالجة كارثة التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر.

كما دعت الدولة الجزائرية إلى التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية.

ولا يزال ملف "التفجيرات" النووية التي أجراها المستعمر الفرنسي في صحراء الجزائر مثيرا للجدل. وظل ملف التجارب النووية الفرنسية، موضوع مطالب جزائرية رسمية، وأهلية، من أجل الكشف عن أماكن المخلفات النووية، وتعويض الضحايا ومن تعرضوا لعاهات مستدامة، مقابل رفض فرنسي لهذه المطالب.

وبينما تقول الجزائر إن ما جرى هو "تفجيرات نووية"، تعتبر فرنسا أنها "مجرد تجارب نووية".

ووفق تقرير سابق لوكالة "الأناضول"، فإنه ما بين عامي 1960 و1966، أجرت السلطات الاستعمارية الفرنسية سلسلة تفجيرات نووية بالصحراء الجزائرية موزعة على 4 تجارب فوق الأرض و13 في باطنها، بحسب مسؤولين فرنسيين، بينما يقول مؤرخون ومسؤولون جزائريون إن العدد أكبر.

وفي 13 فبراير/شباط 1960، أجرت فرنسا أول تفجير نووي في الصحراء الجزائرية، بمنطقة "رقان" في عملية سميت "اليربوع الأزرق"، واستخدمت فيها 4 قنابل ذرية بطاقة تفجير تتراوح بين 10 و70 كيلوطن.

وجرى التفجير تحت إشراف مباشر من الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول، وبلغت شدةُ التفجير الذي أُجري على سطح الأرض 4 أضعاف التفجير الناتج عن قنبلة هيروشيما.

وحدثت بعض هذه التفجيرات النووية بعد توقيع اتفاقيات إيفيان، عام 1962، التي قادت لاستقلال الجزائر (الاستعمار استمر في الفترة من1830إلى 1962)، لكنها احتوت بنودا تسمح لفرنسا باستعمال مواقع في الصحراء حتى عام 1967.

وفي ظل عدم وجود إحصاءات دقيقة، تسببت التجارب النووية، وفق تقرير الأناضول، بمقتل 42 ألف جزائري وإحداث عاهات مستدامة؛ بسبب الإشعاعات النووية التي لا تزال تلوث المكان حتى اليوم.

وتأتي دعوة منظمة "شعاع" الحقوقية، ومقرها العاصمة البريطانية لندن، لكل من فرنسا والجزائر للتفاعل بجدية مع رسائل الخبراء الأمميين بشأن التفجيرات النووية الفرنسية في صحراء الجزائر في ستينيات القرن الماضي، في ظل توتر في العلاقات الفرنسية ـ الجزائرية بسبب دعم الرئيس الفرنسي لخيار الحكم الذاتي في الصحراء الذي يقترحه المغرب في مواجهة خيار تقرير المصير الذي تدعمه الجزائر.

إقرأ أيضا: منظمات دولية: التجارب النووية الفرنسية في الجزائر إرث سام وجب إنهاؤه

مقالات مشابهة

  • ترويجا لبطاقاته البنكية.. البنك الأهلي المصري يسلم الجوائز للفائزين في حملته الترويجية «حملة الصيف 2024»
  • ما خطة الحكومة لمواجهة الاحتياجات الإضافية للطاقة الصيف القادم؟.. مدبولي يُجيب
  • يونسكو توافق على دعم عاجل لواحدة من المعالم الحضارية والتاريخية في اليمن
  • حوارات عالمية حول الطاقات الشابة وتغيرات الحاضر
  • تستهدف الباحثين عن الترفيه العائلي.. تجارب تفاعلية في «وظيفة العجائب»
  • حريق بمحيط معابد الكرنك.. والسياحة: "المعالم الأثرية لم تتضرر"
  • دعوة حقوقية إلى التعامل بجدية مع ملف تجارب فرنسا النووية في صحراء الجزائر
  • إجبار اللاجئين في ألمانيا على العمل.. ما العوامل التي تؤثر في تنفيذ القانون؟
  • مغامرات «مكي» و«غادة».. وبدائل منى زكي.. وعودة هنيدي وهيفاء.. دفتر الحضور والغياب في دراما رمضان 2025
  • اليونسكو تمنح مواقع تراثية لبنانية حماية معززة بسبب خطر القصف