قالت نهال سعد، مدير تحالف الحضارات بالأمم المتحدة، إننا نعيش في عالم متسارع ومعقد وفوضوي، الفوضى العالمية الحالية لا تعمل لصالح أحد، عالمنا يواجه تحديات وجودية تشمل الصراعات العنيفة والحروب وتغير المناخ والفقر والتهديدات النووية، كما توجد جميع المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي غير المنضبط حيث يتم تجريد الحقيقة والحقائق من جميع المعاني في عصر التزييف العميق والمعلومات المضللة.

وأضافت في كلمتها التي ألقتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي التاسع للإفتاء: «المجتمعات أكثر تفرقًا وانقسامًا من أي وقت مضى بسبب عدم المساواة والتمييز وخطاب الكراهية واللغة اللاإنسانية ضد الآخر. علينا أن نعترف بأن المجتمعات المنقسمة هي مجتمعات ضعيفة، حيث يمكن أن تترسخ السرديات المتطرفة وتتصاعد التوترات بسرعة إلى العنف والتعصب الديني مما يقوض القيم الديمقراطية».

وأشارت نهال سعد إلى فقدان البوصلة الأخلاقية في العالم الحالي، وقالت: «التعاطف مفقود وكرامة البشر تتعرض للتقويض. هنا يأتي دور الحوار، فهو باني الجسور. الحوار وليس المونولوج يعزز الفهم والاحترام المتبادلين».

وأكدت السيدة نهال سعد على الدور الهام لتحالف الحضارات في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، مشيرة إلى أن التحالف يوفر منصة عالمية معترف بها لتحقيق هذا الهدف. وقالت: "على مر السنين، قدم تحالف الأمم المتحدة للحضارات منصة معترف بها للحوار بين الأديان والثقافات بهدف جسر الفجوات الثقافية وبناء مجتمعات شاملة وسلمية. نحن نفخر بأنفسنا ككيان رائد للأمم المتحدة يوفر منصة عالمية للحوار بين الثقافات والزعماء الدينيين عبر طيف الإيمان."

وشددت على ضرورة حماية كرامة الإنسان واحترام حقوقه، قائلة: «حماية كرامة الإنسان وحياته واجب أخلاقي. الطريق نحو العيش معًا بسلام كإنسانية واحدة يجب أن يكون قائمًا على العدالة واحترام حقوق الإنسان».

وأكدت على التزام تحالف الحضارات بتعزيز الحوار كأداة لمواجهة الاستقطاب والتطرف، قائلة: «تحالف الأمم المتحدة للحضارات ملتزم بتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان كأداة حيوية ضد العزلة وانعدام الثقة والمواجهة. مهمتنا مهمة بشكل خاص في معالجة الأسباب الجذرية للاستقطاب والتطرف وتوفير سرد مضاد للعنصرية وكراهية الأجانب وكراهية الإسلام وكراهية المسيحية ومعاداة السامية وأشكال الكراهية والتعصب الديني الأخرى».

كما أكدت السيدة نهال سعد على أهمية الوقوف معًا لمواجهة التحديات العالمية، وقالت: «في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها عالمنا، دعونا نغتنم الفرصة لتجديد التزامنا بالوقوف معًا كأسرة إنسانية واحدة. دعونا نذكر أنفسنا أنه كإنسانية واحدة نحن أغنياء بتنوعنا، متساوون في الكرامة والحقوق، متحدون في التضامن».

واختتمت السيدة نهال سعد كلمتها بتقدير العمل الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في مكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، وأعربت عن تطلعها لتعزيز التعاون مع التحالف بتوقيع مذكرة تفاهم مع الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في ختام فعاليات المؤتمر.

الكلمة الكاملة لـ مفتي الجمهورية في المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء

مفتي القدس: صوت الساسة ورجال الدين لا بد أن يصدح أمام استباحة المسجد الأقصى

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام دار الإفتاء المصرية المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع نهال سعد

إقرأ أيضاً:

مرصد المناخ الأوروبي: صيف 2024 الأكثر سخونة في العالم

سرايا - أعلن "مرصد كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي أن صيف عام 2024 كان الصيف الأكثر سخونة في العالم، منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وذكر المرصد في بيان له اليوم الجمعة، أن شهر أغسطس/ آب الماضي هو الأشد حرارة على مستوى العالم، إذ ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 0.71 درجة فوق المتوسط المرجعي للفترة من 1991 إلى 2020.

وأشار البيان إلى أن درجات الحرارة على مستوى العالم تجاوزت، من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب 2024، متوسط الفترة 1991-2020 بمقدار 0.69 درجة، والرقم القياسي بين يونيو/حزيران، وأغسطس/آب 2023 بمقدار 0.66 درجة.

وأضاف أن صيف 2024 كان "الصيف الأشد حرارة" في أوروبا، متجاوزا متوسط 1991-2020 بـ 1.54 درجة والرقم القياسي السابق في 2022 بـ 1.34 درجة.

وأشار المرصد في بيانه إلى أن الأشهر الثلاثة من فصل الصيف، أي الفترة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/ آب شهدت في نصف الكرة الشمالي أعلى متوسط درجة حرارة مسجل في العالم على الإطلاق، متخطيا الرقم القياسي لعام 2023.

وتسبب ارتفاع درجة الحرارة في كوارث مناخية في قارات العالم، حيث وتوفي أكثر من 1300 شخص بسبب موجة حر أثناء أدائهم مناسك الحج هذا العام، كما سجلت الحرارة في الهند أكثر من 45 درجة مئوية خلال فترات طويلة هذا الصيف.

وفي غرب الولايات المتحدة، اندلعت حرائق بعد موجات حر متعددة منذ يونيو/حزيران أدت إلى جفاف الغطاء النباتي وتسببت في وفاة أشخاص. وفي ولاية نيفادا، سجلت الحرارة في لاس فيغاس حرارة غير مسبوقة بلغت 48.9 درجة مئوية في تموز/يوليو الماضي.

وفي المغرب خلفت موجة حر شديدة في نهاية يوليو/تموز الماضي 21 قتيلا خلال 24 ساعة في وسط البلاد التي تشهد جفافا للعام السادس على التوالي.

وفي آسيا، أكدت دراسة نشرت في أغسطس/آب أن الإعصار "غايمي" الذي أودى بحياة العشرات في يوليو/تموز الماضي ودمر مناطق في الفليبين والصين، تفاقم بسبب الاحترار المناخي.

وتعرضت اليابان في أغسطس/آب الماضي لأمطار غزيرة نجمت عن إعصار شانشان.

وفي النيجر، الدولة الصحراوية في منطقة الساحل المتأثرة بتغير المناخ، خلفت فيضانات اجتاحت البلاد في يوليو/ تموز الماضي 53 قتيلا على الأقل و18 ألف متضرر.

من جانبها، قالت سامانثا بيرغيس نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس"ما لم نتخذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، فإن الأحداث غير المعهودة المرتبطة بالحرارة التي نشهدها سيكون لها عواقب أكثر ضررا على الناس والكوكب".


مقالات مشابهة

  • المصري يواجه تحديات كبيرة بعد رحيل 9 لاعبين أساسيين
  • السني: ناقشتُ مع «ديكارلو» تحديات المسار السياسي قبيل زيارتها لليبيا
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: مجلس الأمن فشل بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: نعد مشروعا بشأن عدم قانونية الاحتلال
  • بعثة لبنان بالأمم المتحدة تطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل أراضيها
  • بعثة لبنان بالأمم المتحدة: التطبيق الشامل للقرار 1701 يعني انسحاب إسرائيل
  • مرصد المناخ الأوروبي: صيف 2024 الأكثر سخونة في العالم
  • المنتخب السعودي يواجه المنتخب الأردن في «آسيوية اليد»
  • الاتحاد الأوروبي: #السودان يواجه أكبر كارثة نزوح في العالم
  • الاتحاد الأوروبي: السودان يواجه أكبر كارثة نزوح في العالم