لا تزال المعارضة تصرّ على رئيس مجلس النواب نبيه برّي لكي يدعو إلى عقد جلسة نيابيّة لمُناقشة موضوع الحرب في جنوب لبنان، في الوقت الذي ترفض فيه حضور جلسات تشريع في ظلّ الفراغ الرئاسيّ، الأمر الذي أخذته الكتل التي تدور في فلك فريق الثامن من آذار كحجة لرفض طرح نواب "القوات" و"الكتائب" و"تجدد" وبعض المستقلين.


وتنطلق المعارضة من طرحها في الذهاب إلى مجلس النواب للتحدّث عما يجري في جنوب لبنان من أساس الحوار الذي يُنادي به برّي و"حزب الله" لانتخاب رئيس للجمهوريّة. ويقول مراقبون إنّ نواب المعارضة يستغلّون مبدأ الحوار الذي يدعو رئيس مجلس النواب إلى تطبيقه، لمساءلة "الثنائيّ الشيعيّ" وخصوصاً "حزب الله". ويُشير المراقبون إلى أنّ مناقشة موضوع الحرب سيكون، بحسب المعارضة، كنوع من الحوار تحت قبة البرلمان، حيث سيُبدي الجميع رأيه بما يحدث على الحدود الجنوبيّة.
وتُؤكّد مصادر نيابيّة معارضة في هذا الإطار أنّ الأهميّة الآن هي لملف الحرب والعمل على عدم توسعتها إلى لبنان في ظلّ رغبة العدوّ الإسرائيليّ بإكمال المعارك في غزة وفي رفح حتّى النهاية، وتعريض "حزب الله" البلاد للخطر عبر إقحامه في نزاعٍ غير معنيّ به. وتُشدّد المصادر عينها على أنّ الكتل المعارضة ستُطالب نواب المجلس بتبنّي قرار يُلزم الجميع باحترام الـ1701 كمقدمة لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء والإستقرار إلى المناطق الجنوبيّة.
كما تلفت المصادر النيابيّة المعارضة إلى أنّ الجيش هو الضمانة الوحيدة لضبط الحدود مع فلسطين المحتلة، وهناك مطالبة ليس فقط داخليّة وإنّما خارجيّة لزيادة أعداد عناصره في الجنوب كيّ يضمن الأمن إلى جانب "اليونيفيل". وتعتبر المصادر النيابيّة أنّ الجلسة لو دعا إليها برّي فإنّها ستشهد نقاشاً هو بمثابة حوار بشأن مسألة مهمّة وطارئة جدّاً لا يُمكن الاستمرار بتجاهلها عبر تحكم "حزب الله" وحده بقرار الحرب والسلم. وتُضيف المصادر أنّ "المقاومة" تُشجع غيرها من الفصائل على التسلّح وعلى استباحة السيادة اللبنانيّة عبر شنّ هجمات من الأراضي الجنوبيّة لاستهداف المستوطنات والمواقع الإسرائيليّة، وهو أمر غير مقبول.
وقد يرى "حزب الله" وحلفاؤه أنّ دعوة المعارضة يُراد منها انتقاد دور "المقاومة" والمطالبة بانسحاب مقاتليها إضافة إلى تسليم سلاحها إلى الجيش عبر تطبيق القرارات الدوليّة. وتُعلّق مصادر نيابيّة من فريق الثامن من آذار على فكرة المعارضة، وتقول إنّ الهدف منها هو التصويب على إنجازات "الحزب" وشهدائه في مُساندة غزة وهو واجبٌ لوقف المجازر بحقّ الشعب الفلسطينيّ عبر الضغط على الحكومة الإسرائيليّة والتضييق عليها من جنوب لبنان.
وتُتابع المصادر أنّه لا يُمكن القبول باحتجاز العمل التشريعيّ من جهّة، وبالموافقة على حضور جلسات تزيد من الشرخ بين اللبنانيين من جهّة ثانيّة، بينما هناك شهداء يسقطون في الجنوب دفاعاً عن الجميع. وتُؤكّد المصادر النيابيّة أنّ "حزب الله" مع تطبيق القرار 1701 وإعادة الهدوء إلى المناطق الحدوديّة بشرط وقف إسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطينيّ.
وترى المصادر أنّ "حزب الله" وضع لبنان في موقع قويّ حيث أصبح العدوّ غير قادر على شنّ حربٍ ولا بتوسعة رقعة قصفه بل باحترام "قواعد الإشتباك"، وهذه العوامل يجب الاستفادة منها لتحقيق النصر في الميدان ووقف الأعمال القتاليّة في فلسطين كما في الجنوب.
وختاماً، يقول المراقبون إنّ طرح المعارضة سيكون مصيره مُشابهاً لمبادرتها الرئاسيّة، لأنّ "الثنائيّ الشيعيّ" لن يقبل بالدخول في نقاش يتعارض كليّاً مع قناعاته. ويعتبر المراقبون أنّ الجلسة المخصصة للوضع في الجنوب لن تُعقد لأنّها تُجسّد التباين الكبير بين اللبنانيين بما يتعلّق بموضوع المقاومة وسلاحها، وهذه المشكلة بحاجة إلى حوارٍ هادئ للتطرّق إلى الإستراتيجيّة الدفاعيّة والتهديدات الإسرائيليّة.


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حزب الله يشن هجومًا على قاعدتين عسكريتين في نهاريا وعكا

بيروت - صفا

أعلن حزب الله اللبناني، عن شنه هجومًا على قاعدتين عسكريتين في نهاريا وعكا، واستهدافه تجمعات لقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبي لبنان، وعددًا من المواقع العسكرية الإسرائيلية، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه.

وقال حزب الله في بلاغ عسكري، يوم الأربعاء، "شن مجاهدو المقاومة الإسلامية هجومًا جويًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال بلدة الشيخ دنون شرقي مدينة نهاريا، وأصابت أهدافها بدقّة.

وأشار إلى أن مجاهديه شنوا هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمالي مدينة عكا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقّة.

وأوضح حزب الله، أن مجاهديه استهدفوا تجمعًا لقوّات جيش الاحتلال الإسرائيلي في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخية، وتجمعًا آخر عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع بقذائف المدفعية.

كما استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة الليلة، تجمعًا لقوّات جيش الاحتلال الإسرائيلي في موقع المرج في محيط وادي هونين المقابل لبلدة مركبا، بصليةٍ صاروخيّة.

ومنذ بدء المواجهة بين حزب الله و"إسرائيل" في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد أكثر من 3544 شخصًا على الأقل في لبنان وإصابة أكثر من 15 ألفًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو 1.4 مليون نازح.

مقالات مشابهة

  • شوكي: مشروع قانون المالية 2025 ذو طابع سياسي والمعارضة تمارس التضليل
  • ممانعو التيار يتجنبون الاعلام
  • الاحتلال يشن غارات على ضاحية بيروت.. ومقتل جندي بمعارك الجنوب
  • الاحتلال يشن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.. والمعارك تحتدم في الجنوب
  • الاحتلال يشن 3 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت.. والمعارك تحتدم في الجنوب
  • كمين مثير لـحزب الله في الجنوب.. باحثٌ إسرائيلي يُقتل داخل موقع أثري!
  • حزب الله يشن هجومًا على قاعدتين عسكريتين في نهاريا وعكا
  • جنوب لبنان.. معارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الخيام وشمع
  • الجيش اللبناني يعلن سقوط شهداء ومصابين في صفوفه جراء هجوم إسرائيلي
  • إجتماعات بلا قفازات بين نواب المعارضة وحزب الله