عربي21:
2024-09-08@14:05:59 GMT

أفريقيا بين حبال لينين وحبال الغرب

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

يُنقل عن لينين قوله: (أمدد الحبال للغرب في أفريقيا، فهي قادرة على شنقه.)  تذكرت تلك المقولة وأنا أشاهد مقاطع سحل واستجواب وقتل قوات فاغنر في مالي على أيدي مقاتلي نصرة الإسلام، ومقاتلي الطوارق، بعد أن خال فلاديمير بوتين أن الطريق غدا ممهداً له بعد انسحاب فرنسا من أفريقيا، ولم يدرِ أن الانسحاب قد يكون فخاً أو حبلاً  فرنسياً له لشنقه، تطبيقاً لما قاله لينين، فأرسل بوتين قواته وطائراته ومرتزقته للحلول محلّ القوات الفرنسية، ولكن بدا المشهد أخيراً مرعباً للروس، فما سعوا طوال سنوات وسنوات إلى تقديم الصورة القوية، والصورة الناعمة عن روسيا تبددت أخيراً في مقاطعة أزواد التي غدت رعباً حقيقياً للروس ومثلث برمودا حقيقي، فكانت الحبال الفرنسية أقوى من الحبال الروسية التي حلم بها لينين لشنق الغرب، إذن شنقت الحبال الفرنسية بوتين ومرتزقته من قوات فاغنر.



تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم  مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.

اللافت أن جبهة نصرة الإسلام والمقاتلين المحليين من الطوارق على رغم قلة حيلتهم، وقلة إمكانياتهم تمكنوا من الفتك بالقوات الروسية والمالية الموالية لها بهذا الشكل المرعب، الذي لن تفيق روسيا وبوتين من صدمته، وهي المشغولة في جبهة أوكرانيا، وقد أسفر قتال الأيام الثلاثة المتواصلة عن قتل وجرح وأسر العشرات، فضلاً عن ضرب الصورة الذهنية للروس في أذهان الكثيريين وهي خسارة خطيرة وكبيرة أمام الرأي العام العالمي، وقد تسرب عن عرض قدمه الطوارق إلى أوكرانيا بتسليمهم الأسرى لتتم المفاوضة عليهم بينهم وبين روسيا، وهو إن صح فيُعد نقلة نوعية وخطيرة لروسيا وحربها، وتضعها أمام جبهة عالمية لقتالها ممتدة من أوكرانيا إلى مالي، وربما تمتد إلى جبهات ساخنة أخرى، وما أكثر أعداء روسيا اليوم، بعد أن أجرمت في سوريا وليبيا وغيرهما من البلدان.

تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.اقليم أزواد الشمالي المالي والذي يحاذي الحدود الجزائرية يطالب الانفصاليون فيه باستقلال ذاتي، وكان الجيش المالي قد طلب دعماً من القوات الروسية أملاً في استعادة السيطرة عليه، ولكن أتت معارك الأيام الثلاثة الأخيرة لتضرب مصداقية الجيش المالي ومعه القوات الروسية ومرتزقتها، حين تمكن الانفصاليون من إيقاع مجازر رهيبة بالقوات الروسية والمالية الموالية لها، وسيطرت القوات الانفصالية المالية على عدد من العربات والدبابات العسكرية التي كانت بحوزة المهاجمين من قوات فاغنر والجيش المالي الموالي لها، وأعلن المقاتلون الطوارق عن إسقاطهم لمروحية عسكرية تابعة للقوات المالية الحكومية، مما شكل تطوراً نوعياً في أسلوب وتكتيك قتال القوات الانفصالية.

وقد أكد الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية في مالي محمد المولود رمضان، أن "معارك تينزواتن تشكل مرحلة من مراحل الحرب، وأن هناك خطة موضوعة تشمل عمليات منظمة لاسترداد أراضي الأزوادي من منكا وجاوا و كيدال وتمبكتو وغيرها.

ويعاني الإقليم كله من أزمة أمنية خلفيتها تهميش اقتصادي واجتماعي وسياسي ممتد من مالي إلى بوركينا فاسو فالنيجر، وعام 2015 وقعت الحكومة المركزية في مالي مع الجماعات المحلية في أزواد بالشمال  بواسطة الحكومة الجزائرية المجاورة للإقليم على اتفاق يمنح  الاقليم صفة خاصة، مع حضور سياسي واجتماعي واقتصادي في الحكومة المركزية، لكن الحكومة المركزية بعد أن استدعت الدعم الروسي وقوات فاغنر قبل أعوام، تراجعت عن كل تعهداتها في يناير الماضي، وشنت هجومها لاستعادة الاقليم إلى سيطرتها المركزية، وهو ما ألهب مشاعر الانفصاليين والحركات المناهضة للروس، ومن قبلهم الفرنسيين، فكانت النتيجة الخسائر الضخمة الأخيرة.

خلال العام الماضي قويت شوكة المجلس العسكري في مالي  وذلك بعد دخول قوات فاغنر إلى مالي، وحصوله على الدعم الروسي، حيث تم  طرد القوات الفرنسية، واتهم المجلس البعثة الدولية بالتدخل في الشمال المالي حيث الانفصاليين، واستطاع  المجلس بشكل مؤقت العام الماضي وبدعم روسي السيطرة على كامل الشمال المالي وإخضاع المقاومة فيه، ولكن ذلك لم يطل حتى رأينا مشاهد الرعب الروسية الأخيرة في شمال مالي.

الرمال الأفريقية متنقلة، ولا يمكن التنبؤ بها، والكثير من القوى الاستعمارية لا تأبه للعامل الداخلي، والذي غدا مهماً وحيوياً، وما فشلت فيه فرنسا خلال العقود الماضية، بالتأكيد لن تكون روسيا ناجحة فيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا مالي الرأي أفريقيا مالي رأي الازواد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الفرنسیة القوات الروسیة نصرة الإسلام الجیش المالی قوات فاغنر ضد القوات فی مالی

إقرأ أيضاً:

دراسة علمية تكشف أسرار القوة البدنية الهائلة لبطل رفع الأثقال إيدي هول

حقق إيدي هول، الفائز بلقب أقوى رجل في العالم لعام 2017، شهرة واسعة بفضل قوته الخارقة التي تثير فضول العلماء حول ما يميزه عن غيره من البشر. وقد قام باحثون من جامعة لوفبورو بدراسة مكثفة لمعرفة العوامل التي تساهم في قوته الفريدة، بهدف تطبيق هذه المعرفة لتحسين وظائف العضلات لدى الأشخاص من مختلف الفئات.

من خلال سلسلة من الاختبارات والفحوصات، قارن الباحثون بنية عضلات وأوتار إيدي هول ببنية الرياضيين والمدربين وغير المدربين، وكشفت النتائج عن اختلافات مذهلة في تكوين عضلاته. فقد تبين أن كتلة عضلات الجزء السفلي من جسم إيدي هول أكبر بنحو مرتين من كتلة عضلات الرجال غير المدربين، وأن عضلات ربلة الساق وعضلات "حبال الرجل" الثلاثة لديه أكبر بنسبة تتراوح بين 120% و202%.

تعد عضلات "حبال الرجل"، التي تتضمن عضلات الخياط والعضلة النحيلة وعضلة نصف الوتر، ضرورية لتثبيت الحوض والفخذ. وقد ساعدت هذه العضلات إيدي هول في تحقيق الرقم القياسي العالمي في رفع الأثقال بوزن 500 كجم، ما يعادل رفع جمل. ووجد الباحثون أيضًا أن عضلات الفخذ الرباعية لدى إيدي، والتي تقع في مقدمة فخذه، أكبر بمرتين من تلك الموجودة لدى الرجال غير المدربين، مما يشير إلى أهمية هذه العضلات في مسابقات الرجل القوي التي تتطلب قوة عضلية استثنائية.

وصرح البروفيسور جوناثان فولاند من جامعة لوفبورو قائلاً: "توقعنا أن تكون العضلات الكبيرة المشاركة في تمديد الركبة والورك هي الأكثر تطوراً لدى إيدي هول. ولكننا فوجئنا بأن أعظم تطور عضلي كان في عضلات "حبال الرجل" الطويلة والرفيعة، مما يشير إلى أن هذه العضلات المستقرة قد تكون أكثر أهمية لرفع الأثقال مما كنا نعتقد سابقاً".

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: أوكرانيا لا تمتلك القدرة البشرية للتوسع في الجبهات الروسية
  • لافروف: شعب أوكرانيا يظل شقيقا للروسي
  • القوات الروسية تستهدف ورشًا لإنتاج المسيرات والأسلحة ومطارًا عسكريًا أوكرانيًا
  • تحليل: الغرب يشعر بالقلق لتزايد النفوذ الصيني في أفريقيا
  • بيسكوف: موسكو سترد بالشكل المناسب على تقييد وسائل الإعلام الروسية في الغرب
  • في حربها المستعرة مع أوكرانيا.. القوات الروسية تُحكم سيطرتها على 7 بلدات خلال أسبوع
  • الدفاع الروسية: روسيا تسيطر على منطقة زورافكا في شرق أوكراني
  • دراسة علمية تكشف أسرار القوة البدنية الهائلة لبطل رفع الأثقال إيدي هول
  • موقع بريطاني يفضح الغرب وأميركا ويكشف المستور في البحر الأحمر
  • القوات الروسية تحرر بلدة جديدة وتقضي على 370 جندياً أوكرانياً على محور كورسك