عربي21:
2025-01-31@22:35:01 GMT

أفريقيا بين حبال لينين وحبال الغرب

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

يُنقل عن لينين قوله: (أمدد الحبال للغرب في أفريقيا، فهي قادرة على شنقه.)  تذكرت تلك المقولة وأنا أشاهد مقاطع سحل واستجواب وقتل قوات فاغنر في مالي على أيدي مقاتلي نصرة الإسلام، ومقاتلي الطوارق، بعد أن خال فلاديمير بوتين أن الطريق غدا ممهداً له بعد انسحاب فرنسا من أفريقيا، ولم يدرِ أن الانسحاب قد يكون فخاً أو حبلاً  فرنسياً له لشنقه، تطبيقاً لما قاله لينين، فأرسل بوتين قواته وطائراته ومرتزقته للحلول محلّ القوات الفرنسية، ولكن بدا المشهد أخيراً مرعباً للروس، فما سعوا طوال سنوات وسنوات إلى تقديم الصورة القوية، والصورة الناعمة عن روسيا تبددت أخيراً في مقاطعة أزواد التي غدت رعباً حقيقياً للروس ومثلث برمودا حقيقي، فكانت الحبال الفرنسية أقوى من الحبال الروسية التي حلم بها لينين لشنق الغرب، إذن شنقت الحبال الفرنسية بوتين ومرتزقته من قوات فاغنر.



تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم  مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.

اللافت أن جبهة نصرة الإسلام والمقاتلين المحليين من الطوارق على رغم قلة حيلتهم، وقلة إمكانياتهم تمكنوا من الفتك بالقوات الروسية والمالية الموالية لها بهذا الشكل المرعب، الذي لن تفيق روسيا وبوتين من صدمته، وهي المشغولة في جبهة أوكرانيا، وقد أسفر قتال الأيام الثلاثة المتواصلة عن قتل وجرح وأسر العشرات، فضلاً عن ضرب الصورة الذهنية للروس في أذهان الكثيريين وهي خسارة خطيرة وكبيرة أمام الرأي العام العالمي، وقد تسرب عن عرض قدمه الطوارق إلى أوكرانيا بتسليمهم الأسرى لتتم المفاوضة عليهم بينهم وبين روسيا، وهو إن صح فيُعد نقلة نوعية وخطيرة لروسيا وحربها، وتضعها أمام جبهة عالمية لقتالها ممتدة من أوكرانيا إلى مالي، وربما تمتد إلى جبهات ساخنة أخرى، وما أكثر أعداء روسيا اليوم، بعد أن أجرمت في سوريا وليبيا وغيرهما من البلدان.

تتولى جبهة نصرة الإسلام في إقليم أزاد بكيدال شمالي مالي مهمة القتال ضد القوات الروسية وتحديداً مرتزقة فاغنر، ومعها بالطبع قوات محلية وقبلية، وحتى تنظيم الدولة، وكانت نصرة الإسلام قد قاتلت سابقاً ضد القوات الفرنسية، وقد تعهد في مقطع فيديو عام 2015 قائد الجبهة عبد الرحمن ظاظا بقتال الفرنسيين، وقد أرغمهم مع آخرين لاحقاً على الانسحاب، لتأتي القوات الروسية ومرتزقتها لدعم الجيش المالي الذي بدا متخوفاً من الجماعات الإسلامية المسلحة وقبائل الطوارق.اقليم أزواد الشمالي المالي والذي يحاذي الحدود الجزائرية يطالب الانفصاليون فيه باستقلال ذاتي، وكان الجيش المالي قد طلب دعماً من القوات الروسية أملاً في استعادة السيطرة عليه، ولكن أتت معارك الأيام الثلاثة الأخيرة لتضرب مصداقية الجيش المالي ومعه القوات الروسية ومرتزقتها، حين تمكن الانفصاليون من إيقاع مجازر رهيبة بالقوات الروسية والمالية الموالية لها، وسيطرت القوات الانفصالية المالية على عدد من العربات والدبابات العسكرية التي كانت بحوزة المهاجمين من قوات فاغنر والجيش المالي الموالي لها، وأعلن المقاتلون الطوارق عن إسقاطهم لمروحية عسكرية تابعة للقوات المالية الحكومية، مما شكل تطوراً نوعياً في أسلوب وتكتيك قتال القوات الانفصالية.

وقد أكد الناطق الرسمي باسم تنسيقية الحركات الأزوادية في مالي محمد المولود رمضان، أن "معارك تينزواتن تشكل مرحلة من مراحل الحرب، وأن هناك خطة موضوعة تشمل عمليات منظمة لاسترداد أراضي الأزوادي من منكا وجاوا و كيدال وتمبكتو وغيرها.

ويعاني الإقليم كله من أزمة أمنية خلفيتها تهميش اقتصادي واجتماعي وسياسي ممتد من مالي إلى بوركينا فاسو فالنيجر، وعام 2015 وقعت الحكومة المركزية في مالي مع الجماعات المحلية في أزواد بالشمال  بواسطة الحكومة الجزائرية المجاورة للإقليم على اتفاق يمنح  الاقليم صفة خاصة، مع حضور سياسي واجتماعي واقتصادي في الحكومة المركزية، لكن الحكومة المركزية بعد أن استدعت الدعم الروسي وقوات فاغنر قبل أعوام، تراجعت عن كل تعهداتها في يناير الماضي، وشنت هجومها لاستعادة الاقليم إلى سيطرتها المركزية، وهو ما ألهب مشاعر الانفصاليين والحركات المناهضة للروس، ومن قبلهم الفرنسيين، فكانت النتيجة الخسائر الضخمة الأخيرة.

خلال العام الماضي قويت شوكة المجلس العسكري في مالي  وذلك بعد دخول قوات فاغنر إلى مالي، وحصوله على الدعم الروسي، حيث تم  طرد القوات الفرنسية، واتهم المجلس البعثة الدولية بالتدخل في الشمال المالي حيث الانفصاليين، واستطاع  المجلس بشكل مؤقت العام الماضي وبدعم روسي السيطرة على كامل الشمال المالي وإخضاع المقاومة فيه، ولكن ذلك لم يطل حتى رأينا مشاهد الرعب الروسية الأخيرة في شمال مالي.

الرمال الأفريقية متنقلة، ولا يمكن التنبؤ بها، والكثير من القوى الاستعمارية لا تأبه للعامل الداخلي، والذي غدا مهماً وحيوياً، وما فشلت فيه فرنسا خلال العقود الماضية، بالتأكيد لن تكون روسيا ناجحة فيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أفريقيا مالي الرأي أفريقيا مالي رأي الازواد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الفرنسیة القوات الروسیة نصرة الإسلام الجیش المالی قوات فاغنر ضد القوات فی مالی

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تحسن تموضعها على عدد من محاور العملية العسكرية الخاصة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أن قواتها حسنت من تموضعها التكتيكي على عدد من محاور العملية العسكرية الخاصة.

وذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، إن وحدات من قوات مجموعة "الغرب" الروسية قامت بتحسين الوضع على طول خط المواجهة، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من مقاطعة خاركوف، وفقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 320 عسكريًا، وعددًا من المدافع، و3 مدرعات قتالية، وتم تدمير مستودع للذخيرة.

وأضاف البيان: واصلت وحدات من قوات مجموعة "الشرق" الروسية، التقدم في أعماق دفاعات الجيش الأوكراني، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من جمهورية دونيتسك الشعبية، وفي مقاطعة زابوروجيا، وفقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 125 عسكريًا، وعددا من المدافع، ومركبة قتالية مدرعة.

وتابع: واصلت وحدات من قوات مجموعة "المركز" الروسية، عملياتها الهجومية، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من جمهورية دونيتسك الشعبية، وفقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 550عسكريًا، وعددا من المدافع، ومركبتين قتاليتين مدرعتين.

وأردف البيان: سيطرت وحدات من قوات مجموعة "الجنوب" الروسية، على خطوط ومواقع أكثر فائدة، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من جمهورية دونيتسك الشعبية، وبلغت خسائر العدو ما يصل إلى 175 عسكريًا ومركبتين، وعددا من المدافع الميدانية، وتم تدمير مستودع للذخيرة.

وبحسب البيان، فإن الطيران العملياتي التكتيكي والطائرات الهجومية المسيرة والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية، استهدفت البنية التحتية للمطارات العسكرية ومستودعات للتخزين، وورش الإنتاج ومرافق تخزين الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى تحشدات القوى العاملة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة الأوكرانية، في 142 منطقة.

وأشار البيان إلى، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت قنبلتين جويتين موجهتين من طراز (هامر)، و4 صواريخ من طراز (هيمارس) و61 طائرة مسيرة.

اقرأ أيضاًالدفاع الروسي يسقط مقاتلة «ميج-29» أوكرانية ويستهدف مخازن للقوارب المسيرة

وزير الدفاع الروسي يعلن السيطرة الكاملة على مدينة أفدييفكا

الدفاع الروسي يواصل بدك القوات الأوكرانية في 4 محاور خلال الـ24 ساعة الماضية

مقالات مشابهة

  • الدفاع الروسية: خسائر أوكرانية على محور كورسك
  • الخارجية الروسية: سنحاسب المتورطين بإطلاق النار على المدنيين في مقاطعة كورسك
  • القوات الروسية تسيطر على عدة بلدات في دونيتسك
  • القوات الروسية تحسن تموضعها على عدد من محاور العملية العسكرية الخاصة
  • الدفاع الروسية: هروب 100 ألف جندي أوكراني من وحداتهم العسكرية
  • سفير بالخارجية الروسية: القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 30 قذيفة على لوجانسك
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • وزارة الدفاع الروسية تكشف حجم خسائر القوات الأوكرانية
  • إسقاط طائرات مسيرة في مقاطعة سمولينسك الروسية فجر اليوم