كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور قطب سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي: من بوابة الحرمين الشريفين، أنقل إليكم تحيات حسين طه إبراهيم، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس المجمع، وتحيات علماء الأمة، ومفكريها أعضاء المجمع وخبرائه ومنسوبيه، حيث منظمة التعاون الإسلامي، من مدينة جدَّة المحروسة بالمملكة العربية السعودية.

وأضاف في كلمة ألقاها نيابةً عن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في المؤتمر الدولي التاسع لدار الإفتاء المصرية، الاثنين، بفندق الماسة بمدينة نصر، أن دار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم يقدمان خدمات مثلى، وعطاءات كبرى توجيهًا وتسديدًا وترشيدًا للموقعين عن رب العالمين، عسى الله أن يزيدهم توفيقًا ورشادًا وسدادًا، مشيرًا إلى أن المؤتمر ينعقد في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات مذهلة في الفكر والسلوك، وتغيرات متلاحقةً في المفاهيم والمنطلقات، وتقلبات متصاعدة في المواقف والموازين، وتحديات محيرة في عالم القيم والأفكار والمبادئ، وفوق كل ذلك، فإنَّه يعاني صراعًا متقدًا بين الحق والباطل، وبين النور والظلام، وبين الرحمة والقسوة، وبين العدل والجور، مما أدى إلى نشوب حروب جهنمية وصراعات دموية في أرجائه لا تفتأ تحصد أرواح الأبرياء من النساء والولدان والشيبان، وتقضي على الثمرات والممتلكات، وتطال جهارًا نهارًا القيم والمبادئ.

وتابع:"ولقد أحسنتم صنعًا في اختياركم عنوان هذا المؤتمر إبرازًا لذلك الدور المرتجى للبناء الأخلاقي في كفكفة تلك الأهوال المفجعة، ولملمة تلك الظروف المفزعة من خلال فتاوى صادقة جامعة واعية منبثقة عن تمسك شديد بالمنظومة الأخلاقية، والبناء الأخلاقي".

وقال إنَّ صمود الأمة الإسلامية اليوم شعوبًا ومجتمعات ودولًا أمام كل ما سبق ذكره أعلاه من صنوف المآسي والكوارث يكون بالتفاف أبنائها حول أمِّ القِيم، وعماد التقدم، وأساس التحضر، إنها قيمة الأخلاق، أكرم بها قيمةً، وأعظم بها أساسًا للتطور والنهضة والرقي، فهذه القيمة هي النور الذي يُستضاء به في ظلمات الظلم والقهر والجور والطغيان والبغي، وهي الشعاع الذي يستنار به في خضمِّ الفتن والمحن والابتلاءات والإكراهات، وهي البلسم الذي يستشفى به عند تكاثر الأوجاع وتعاظم الأدواء، وهي الملاذ الآمن من الإلحاد، والجحود، والتيه والهوان الحضاري، إنها فوق كل ذلك سبب الانتصارات، ومفتاح الإنجازات، وأساس الإبداعات، والاختراعات، والمنقذ من الأوهام والخرافات.

واستطرد: اسألوا التاريخ، والتاريخ خير شاهد، أن ديننا الحنيف لم ينتشر بسيف ولا برصاص بل بهذه القيمة الفذة العظيمة التي جعلت الناس في مشارق الأرض ومغاربها يدخلون في دين الله أفواجًا، اسألوا التاريخ والتاريخ خير شاهد أن الحضارة التي سعدت البشرية في ظلها ذات يوم، وانتشر التسامح والتعاون والتضامن والتآزر في أرجائها كانت حضارة انبثقت وقامت على هذه القيمة، قيمة الأخلاق. اسألوا التاريخ والتاريخ خير شاهد أن الحضارات التي قامت ثم انهارت، وظهرت ثم أفلت كان سبب ذلك كله انهيار هذه القيمة وضمورها في أرجائها، ذلك لأنها هي الروح التي تغذي الحضارات القوة والمناعة، ويؤدي انهيارها إلى فقدانها تلك القوة والمناعة.

وأكد أن هذه القيمة الجامعة المانعة باتت اليوم مهدّدة، ومطاردة أكثر من أي وقت مضى، فذكرها في المحافل والمنتديات والمؤتمرات مدعاة إلى تحامل الجائرين، وتسلط المتجبرين واشمئزاز الظالمين العابثين بالحقوق والضالعين في الاعتداء على الحرمات والمقدسات، وما أحداث افتتاحية دورة أولمبياد البارحة عنكم ببعيد..!! إن انهيار هذه القيمة في بنية النظام العالمي المعاصر هو الذي جعل العالم اليوم يتفرج بدم بارد على ما يتعرض له ليل نهار أطفال فلسطين من قتل وتقتيل وتجويع على أيدي الصهاينة... نعم إن هشاشة مكانة هذه القيمة في نفوس المتحكمين في العالم المغلوب على أمره هي التي جعلت العالم الحر يشاهد بلا إحساس ما تتعرض له حرائر فلسطين من هتك وعدوان.

وأشار إلى أن هوان هذه القيمة على المستكبرين في الأرض هو الذي جعل العالم البائس المسكين يتفرج على ما يعانيه شيوخ فلسطين من صنوف المحن والإحن والتشريد، بل إن غياب هذه القيمة في وعي الصهاينة المعتدين هو الذي جعلهم يتمادون في تفجير المشافي، ودور العبادة، والجامعات والمدارس، وتدمير البنى التحتية والفوقية نهارًا جهارًا على المرضى والعجزة والمسنين.

ولفت إلى أنَّ منظمة التعاون الإسلامي تجدِّد دعوتها الأمة الإسلامية والعالم الحر إلى المسارعة إلى وضع حدٍّ للاحتلال البغيض والظلم الغاشم الذي تتعرض له فلسطين المحتلة منذ عقود على أيدي حفنة من الصهاينة المتطرفين الذين تجردوا من كل معاني الإنسانية والرحمة والعدل كما أنها تجدد دعوتها المنظمات والمؤسسات الدولية إلى التعاون والتضامن من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها القيم والمبادئ في هذا العصر، وذلك من خلال تعزيز قيمة الأخلاق في نفوس الناشئة، وتضمين المناهج والمقررات الدراسية القيم والمثل الخالدة، وتربية الأجيال على التمسك بها وتمثلها في حياتهم.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 زيادة البنزين والسولار انحسار مياه الشواطئ نتيجة الثانوية العامة الطقس أسعار الذهب إسرائيل واليمن سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان أمين مجمع الفقه بجدة التعاون الإسلامی هذه القیمة

إقرأ أيضاً:

أزمة السودان.. رابطة العالم الإسلامي تؤكد ضرورة فتح معابر إضافيّة

ثمّنَتْ رابطة العالم الإسلامي الجهود الدؤوبة التي تواصل بذلها مجموعة "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان"، لتخفيف مُعاناة الشعب السوداني، وإنقاذِ الأرواح، وتحقيقِ وقف دائم للأعمال العدائية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأَعْرَبَ أمينها العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى عن دعم الرابطة الكامل، وتثمينِها الكبير لجهود المجموعة.جهود إنقاذ الشعب السودانيوتتكون المجموعة من: المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السويسري، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، وتعمل انطلاقًا من إعلان جدة، وتحت رعايةِ المملكة العربية السعودية.
أخبار متعلقة المملكة وعدة دول تعلن نتائج اجتماعات الـ 10 أيام في سويسرا بشأن السودانرابطة العالم الإسلامي تثمّن جهود مجموعة "تحقيق السلام في السودان""متحالفون من أجل السودان" تؤكد مواصلة جهود حماية المدنيينوأكّد "العيسى" الضرورةَ المُلحّة لاستجابة الأطراف السودانية لدعوة المجموعة بفتحِ معابر حدودية إضافيّة، مع مواجهة أكثر من 25 مليون شخص للجوع والمجاعة الحادَّين.إيصال المساعدات إلى السودانوثَمّنَت الرابطة للمجموعة التزامَها بإنقاذ الشعب السوداني، ومواصلتها العمل في إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
ويأتي هذا مع وصول المساعدات إلى نحو 300 ألف شخص في دارفور الأسبوع الماضي، ومبادرات وقف النار، وإنهاء الحرب في السودان.

مقالات مشابهة

  • منظمة التعاون الإسلامي تُدين مقتل ناشطة أمريكية تركية برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • سيتمخض عنه “إعلان الرباط”.. المغرب يحتضن اجتماع مجالس التعاون الإسلامي
  • أزمة السودان.. رابطة العالم الإسلامي تؤكد ضرورة فتح معابر إضافيّة
  • التعاون الإسلامي تدين جريمة قتل الاحتلال ناشطة أمريكية
  • الجهاد الإسلامي: قتل الناشطة الأمريكية هي جريمة حرب يرتكبها العدو أمام العالم
  • سفير مصر بالجزائر يبحث مع رئيس مجمع «سوناطراك» التعاون الثنائي بمجال الطاقة
  • «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن المواطنة الأمريكية التي قتلت برصاص الاحتلال «فيديو»
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين قصف حكومة الاحتلال الإسرائيلي على حي الزيتون جنوب مدينة غزة
  • رابطة العالم الإسلامي تدين قصف حي الزيتون جنوب غزة
  • ترامب يهدد الجامعات الأمريكية التي لا تقمع التظاهرات المتضامنة مع فلسطين