سابينا ميرزا أحمدوفا، الرئيس التنفيذي لشركة Mappable

أصبحت تقنيات رسم الخرائط والجغرافيا المكانية الحديثة أمراً حاسماً في عصرنا الرقمي هذا، خاصة مع تطوّر العمليات التجارية وتوقعات المستهلكين. من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب لسوق نظم المعلومات الجغرافية في دول مجلس التعاون الخليجي 15.1% حتى عام 2028، وهو أسرع بكثير من المتوسط ​​العالمي البالغ 12.

6%. وبالتالي، تحتاج الشركات المحلّية إلى التكيف مع التحديات والبنية التحتية المتميزة الخاصة بالمنطقة. تعد حلول رسم الخرائط الدقيقة والقابلة للتخصيص ضرورية لمعالجة أي مشاكل طارئة، مثل التوصيل للعنوان الخطأ أو تأخر التوصيل، وكذلك لتلبية المتطلبات المتزايدة للتجارة الإلكترونية وغيرها من القطاعات. نستعرض معكم فيما يلي كيف تدعم حلول الخرائط نمو الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها:

1. تعزيز تجربة العملاء

لا يمتلك عملاء اليوم الصبر اللازم للتفاعل مع التطبيقات المعقّدة، مما يزيد من الطلب على حلول عملية تمكّنهم من الوصول إلى المعلومات مباشرة وبأقصى بسرعة. لتلبية هذه الحاجة، يتم تصميم تقنيات رسم الخرائط المتقدمة لتكون سهلة الاستخدام وتدمج الترميز الجغرافي Geocoding في مواقع الويب والتطبيقات ذات الصلة – مثل واجهة التطبيقات “Neurogeocoder” الخاصة بمنصة “Mappable”، مما يقلل بشكل كبير من الأخطاء ويعزز تجربة العملاء.

تفيد خدمات الترميز الجغرافي Geocoding متاجر الإنترنت والدلائل العقارية وتجار التجزئة والخدمات اللوجستية من خلال تحويل عدد كبير من العناوين بسرعة إلى إحداثيات جغرافية والعكس صحيح. تلعب هذه الميزة دوراً أساسياً في عرض المتاجر والمستودعات والمكاتب وعناوينها على الخرائط، مما يسهل على العملاء تحديد الخدمات والمنتجات.

علاوة على ذلك، تحتوي الخرائط المضمنة في تطبيق “Mappable”على ميزات استثنائية مثل تعبئة العناوين تلقائياً لتعزيز معدل تحويل العملاء للمتجر أو الشركة عند الدفع. كما يمكن للشركات أيضاً رسم الطرق المثلى لمسارات وسائل النقل والتوصيل المختلفة، مما يعزز كفاءة السائقين وموظفي التوصيل، وهو ما يعتبر أمراً هاماً بشكل خاص في قطاعات التجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل، حيث من المتوقع أن تنمو دول مجلس التعاون الخليجي إلى 50 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، تمكّن هذه الحلول الشركات من تبسيط عمليات التوصيل الخاصة بها وتحسين كفاءتها بشكل كبير، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الارتقاء بتجربة العملاء ككل.

2. تحسين الكفاءة التشغيلية

تعد الخدمات اللوجستية المرنة بمثابة العمود الفقري للعديد من القطاعات والصناعات، لهذا ينبغي التغلب على التحديات المتعلقة بتخطيط الطرق وتوصيل الطلبات في الوقت المناسب. وفقاً لتقرير “Pitney Bowes business Insights”، ترتبط 80% من بيانات أي شركة بموقعها، مما يؤكد أهمية دمج الخرائط التفاعلية في عمليات الشركات لتحسين تخصيص الموارد والتخطيط التشغيلي عبر مواقع متعددة.

تسمح حلول رسم الخرائط الحديثة للشركات بتنظيم وإدارة متاجرها ومستودعاتها ومناطق التوصيل ورؤيتها بنفس الوقت، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة وتوجيه أكثر كفاءة لعمليات التوصيل. بالإضافة إلى ذلك، يتم دمج بيانات حركة المرور والتنبؤات الجوية في هذه الأدوات مباشرة، مما يسمح للشركات بتعديل مسارات التوصيل بشكل استباقي، وتحسين استخدام أساطيلها ووقت توقف المركبات على الطريق، وبالتالي تقليل وقت وتكاليف التوصيل. من خلال الاستفادة من بيانات الموقع التفصيلية، يمكن للشركات توقع تكاليف الشحن ومواعيد التوصيل بشكل أفضل، مما يسمح بالتحكم بالنفقات ويساهم بسعادة العملاء.

3. اكتساب رؤى استراتيجية

مكّنت تقنيات رسم الخرائط الشركات من العمل بمرونة تناسب اتجاهات السوق المعقدة وفهم التركيبة السكانية للعملاء بشكل أكثر فعالية. على سبيل المثال، تسهّل تقنيات رسم الخرائط التخطيط السريع والفعال في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، والذي يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لقطاعات الصحة والاتصالات والخدمات اللوجستية. بالنسبة للتجارة الإلكترونية، يمكن تحسين تجربة العملاء من خلال ميزة ملء العناوين بسرعة، وأدوات ترشيح نقاط التقاط الطلبات، والخرائط المخصصة.كما يمكن استخدام تحسين مسار مركبات التوصيل ومناطق المستودعات لاستلام الطلبات والبيانات التحليلية الجغرافية لتحليل مواقع المنافسين.

من الأهمية بمكان الإشارة إلى أهمية البيانات الجغرافية لتحديد العملاء المحتملين الجدد، وفهم المشهد التنافسي، وبناء استراتيجيات التسويق المستهدف والعروض الترويجية القائمة على الموقع. تستخدم شركات الخدمات اللوجستية وتوصيل الميل الأخير الخرائط الرقمية المتقدمة لتحديد مواقع التوصيل التي تستحق الأولوية وتحسين تسلسل عمليات التوصيل. من خلال تسخير هذه الرؤى، تتمكّن الشركات في مختلف الصناعات من التكيف بسلاسة مع تغيرات السوق واستخدام البيانات لتعزيز عملية صنع القرار الاستهلاكي بشكل عام وتعزيز ميزتها التنافسية.

4. تخصيص تقنيات رسم الخرائط وتحقيق التكامل

تبحث الشركات باستمرار عن حلول نظم المعلومات الجغرافية المرنة والقابلة للتطوير والتخصيص والتي يمكن دمجها بسلاسة في سير أعمالها الحالية لتلبية الاحتياجات المحددة.

توفر “Mappable” خرائط تفاعلية قابلة للتخصيص ويمكن دمجها في مواقع الويب، تطبيقات الشركات، تطبيقات العملاء أو إدارة علاقات العملاء. يمكن للشركات تعديل أنماط تصميم الخرائط وضبط المناظر الطبيعية والمعالم والمباني وغيرها لتتواءم مع علامتها التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تتيح واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بالجغرافيا المكانية للشركات إمكانية تخصيص بيانات الموقع عند تلقّيها، وتصميم الاستجابات لتوفير كل شيء بدءاً من البيانات التفصيلية الضرورية للموقع لتسهيل التخطيط اللوجستي لتسريع عمليات التوصيل إلى البيانات المبسطة للتحقق السريع من العنوان. كما تتكيف واجهات برمجة التطبيقات هذه في الوقت الفعلي مع تغير البيانات مما يوفر مسارات بديلة ويضمن أمثل توجيه لموظفي التوصيل.

5. ​حلول مخصصة للمنطقة

تفتقر خدمات رسم الخرائط الدولية، التي تعتمد غالباً على صور الأقمار الصناعية، إلى الدقة في مناطق مثل الإمارات العربية المتحدة حيث يبحث العملاء غالباً عن أسماء الأبراج بدلاً من الشوارع. ينبغي للحلول الجغرافية المكانية أن تتكيف مع مثل هذه التحديات، وأن تندمج بسهولة مع مختلف القطاعات والمجالات.

يمثل تحقيق التكلفة الفعالة، مع الحفاظ على جودة البيانات وتفاصيلها، تحدّياً كبيراً للشركات في المنطقة. ونظراً لأن البنية التحتية تتغير باستمرار في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، يجب أن توفر الحلول الجغرافية المكانية بيانات موثوقة يتم تحديثها باستمرار لتجنب التعامل مع المعلومات القديمة أو غير الصحيحة.

تعمل الحلول الجغرافية المكانية مثل “Mappable” على تعزيز القدرات التشغيلية للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تواصل صناعة نظم المعلومات الجغرافية في دولة الإمارات العربية المتحدة التطور بطرق جديدة وواعدة، ونلتزم في “Mappable” بتزويد الشركات بالأدوات اللازمة للازدهار وتحقيق النجاح الآن وفي المستقبل.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سيف بن زايد يبحث سبل تعزيز التعاون مع السويد

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: الإمارات تتعامل بحزم مع كل من يحاول المساس بأمن المجتمع واستقراره الإمارات: %70 من قتلى غزة من النساء والأطفال

التقى الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، معالي غونار سترومر، وزير العدل بمملكة السويد.
جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، ومكافحة الجريمة المنظمة والجرائم الإلكترونية، إلى جانب مناقشة أهمية استخدام التقنيات المتقدمة في ظل تحديات البيئة الأمنية على المستويات الإقليمية والدولية، بما يعزز مناخ الأمن والاستقرار في المجتمعات.
حضر اللقاء اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، واللواء الشيخ محمد بن طحنون آل نهيان، مدير قطاع المهام الخاصة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، وعدد من ضباط الوزارة، وفريدريك فلورين، سفير مملكة السويد لدى الدولة، وآنا كارن سفينسون، مدير عام الشؤون الدولية في وزارة العدل، وأشرف أحمد، مدير الهيئة المركزية السويدية في وزارة العدل، وكارن هانركسون، مستشار قانوني في وزارة العدل، وعدد من المسؤولين.

مقالات مشابهة

  • الوجه الآخر لشبكة ستارلينك الفضائية:من سد الفجوة الرقمية إلى تعزيز الهيمنة العسكرية للعدو الأمريكي
  • سيف بن زايد يبحث سبل تعزيز التعاون مع السويد
  • نظرة عابر إلى الثقافة في عُمان
  • خالد بن محمد بن زايد وولي عهد البحرين يبحثان تعزيز العلاقات
  • الإمارات تبحث تعزيز التعاون الاستراتيجي مع البنك الدولي
  • الإمارات والفلبين تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري
  • وزير الاتصالات يبحث تعزيز التعاون فى التحول الرقمى وتطوير البنية التحتية الرقمية مع صربيا
  • كشف موقع "مجمع البحرين" في رأس محمد وتفسر طبيعته الجغرافية
  • كوقنا (COGNNA) تستضيف قادة قطاع تقنية المعلومات وخبراء الأمن السيبراني لبحث سبل تعزيز الحماية الرقمية ومواجهة التهديدات المستقبلية
  • وزير الزراعة يبحث تعزيز التعاون مع إحدى أكبر الشركات العالمية لإدارة الأصول في القطاع