أولمبياد باريس وألامن العراقي
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
بقلم : جعفر العلوجي ..
يقول المثل الانكليزي الشهير (لو كانت أوروبا منزلا لكانت روسيا هي المكتبة، وبريطانيا هي البهو، و إيطاليا هي المطبخ، وفرنسا هي المرحاض) ليس أكثر من هذا المثل بإشارته ليكون دلالة على مكانة الانحطاط الفرنسي الذي تابعناه ومعه توقفنا على ما يحصل هناك في باريس خلف كواليس الإعلام حيث يعاني سكان الضواحي الباريسية وحتى قبيل انطلاق أولمبياد 2024 من مشقة ازدحام العاصمة وصعوبة الإجراءات الأمنية فيها على خلفية انطلاق الألعاب الرياضية لأجل توفير فرصة للوافدين على التنقل والمتابعة وإن يكن على حساب إيقاف عجلة الحياة المعتادة التي عبر عنها السكان بأن الأولمبياد أقيم وبالاً عليهم وعلى ظروف حياتهم الصعبة أصلاً فهم مطالبون بتغيير طريقة تنقلاتهم المعتادة خلال فترة الألعاب الأولمبية 2024 بسبب اكتظاظ المواصلات العامة، لا سيما مترو الأنفاق الذي يستخدمه الملايين يومياً.
لكن على الرغم من الازدحام في هذا القطاع، إلا أن عدداً كبيراً من سكان الضواحي لا يملكون خياراً آخر سوى وسائل النقل العام، ولا يحتاج الحال كثيراً من الفراسة لاكتشاف مدى التذمر الذي يعانيه الناس هناك، وفيما صُمم هذا الحدث الرياضي ليكون احتفالاً شعبياً واجتماعياً، يواجه عشرات الآلاف من العمال والكسبة والطلبة أوضاعاً محفوفة بالمخاطر وهم يعيشون حالة من حظر التجوال والمنع الذي فرضته الشرطة بتعسف قل نظيره وبتعامل أقل ما يقال عنه إنه يتسم بالعنف المفرط.
وفي الأيام الأخيرة التي سبقت انطلاق الأولمبياد، طالت عمليات الطرد الممنهجة نحو 13 ألف شخص معظمهم من المهاجرين، بزيادة قدرها 38.5% مقارنة بالفترة بين 2021 و2022، وفق تقارير نشرتها عدة جمعيات استنكرت خلالها رغبة منظمي الأولمبياد في إخفاء مظاهر الفقر.
ويبدو أن اللجنة المنظمة والسلطات الفرنسية تعطي الأولوية لصورة المدينة الزاخرة بالمثلية على حساب رفاهية مواطنيها الأكثر ضعفاً، وبينما تتزايد انتقادات رواد منصات التواصل لما وصفوه بـ”ألعاب العار”، يستمر الأولمبياد في إظهار العاصمة بأبهى حلة، ولكن بأي ثمن؟.
الحقيقة وأنا أتابع عشرات التقارير التي تتناول الأوضاع الحالية في باريس وعدة مدن فرنسية لا تقوى على تحمل بضعة آلاف من الرياضيين والوافدين إليها وبحجم الإنذارات والترقب الحذر الذي لا سابق له وتعطل القطارات واطفاء الكهرباء ، كنت أقارن الحال مع ما يحصل لدينا وحصل من استيعاب ملايين الزائرين الذي يفوق العشرين مليوناً في الزيارة الأربعينية وكيف يتم احتواء الجميع بأريحية وحالة من المرونة التي توفرها قواتنا الأمنية البطلة للجميع بطيب خاطر ونكران ذات مع كل ما نعانيه من ظروف صعبة تخص الطرق والبنى التحتية، لكن الأمور تسير على خير ما يرام بأكبر توجه مليوني عرفه العالم وأكبر عمليات وخطط أمنية مدروسة تؤمن هذه الأعداد الهائلة بكل احتراف ومهنية.
أعتقد أن على منظمي الأولمبياد والمؤتمرات العالمية أن يرفعوا القبعات لأبطال العراق وآلية عملهم الرصينة التي تقدم الى العالم دروساً مجانية في علم الاحتواء والتعامل العسكري الأمني المدروس مع الأعداد الهائلة من الوافدين وهو ما يحق لنا أن نفخر به وبالإمكانات والعقليات التي تديره بكل سلاسة، وهنا يكمن سر الأصالة والحضارة والكرم والشهامة المتجذرة التي تعرف الإدارة الفطرية قبل المكتسبة وتتعامل مع الواقع باقتدار وتجربة وخبرات متراكمة للجندي ورجل الأمن العراقي الذي أضحى خلال المواسم المليونية مدرساً وطبيباً وأخاً للجميع لا تشعر بحجم ما يقدمه من أول دخولك الى المراقد والمدن المقدسة وحتى لحظة إيصالك الى مناطق سكنك بسياراتهم وآلياتهم العسكرية، يطيب لي أن أعبر عن شعوري بالفخر وأنا أسير وسط هؤلاء الأبطال وأدرك تماماً حجم تضحياتهم لأرفع لهم القبعة وأقول للغير أن يتعلموا من مدرسة العراق . جعفر العلوجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
"الإمارات للجودو" يستعد لـ"باريس جراند سلام" في النمسا
اعتمد اتحاد الإمارات للجودو، برنامج إعداد المنتخب الوطني للمرحلة المقبلة، الذي سيقام في العاصمة النمساوية فيينا، اعتباراً من 27 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
يتضمن البرنامج تدريبات مشتركة مع العديد من المنتخبات الأوروبية، استعداداً للمشاركة في بطولة باريس "جراند سلام" المقررة يومي 1 و2 فبرابر (شباط) المقبل.
ويختتم منتخب الإمارات للجودو غداً الأربعاء، معسكره في جورجيا ضمن برامج الاستعداد للبطولة، إذ تجرى القرعة عبر تقنية "الفيديو" يوم 31 يناير (كاون الثاني) المقبل بقاعة "أكور أرينا" في باريس، بإشراف الاتحاد الدولي.
وأكد رئيس اتحاد الإمارات للجودو محمد بن ثعلوب الدرعي، أن المنتخب الأول وصل إلى مرحلة مميزة من الاستعداد لبطولات موسم الاتحاد الدولي الجديد، متطلعاً لحصد المزيد من النقاط المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2028.
وأضاف أن طموحات الاتحاد كبيرة لمواصلة النجاحات الأولمبية السابقة، التي بدأت في أولمبياد بكين 2008، مروراً بأولمبياد لندن 2012، ثم ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016، وطوكيو 2020، ثم باريس 2024.