عربي21:
2025-04-17@07:24:22 GMT

الاستعمار الصهيوني في قبرص؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

في خطابه المهم قبل بضعة أيام، توعّد زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله قبرص في حال واصلت تعاونها العسكري مع إسرائيل واستضافتها لقوات إسرائيلية للتدرب على أراضيها استعداداً لاجتياح لبنان. وقد كان كلام نصر الله واضحًا لا لبس فيه: "فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الاسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءا من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب".



في واقع الأمر، لم يصبح القبارصة مؤخرًا أصدقاء مقربين لإسرائيل فحسب، بل أصبحوا أيضًا حليفًا رئيسًا للولايات المتحدة، حيث زار وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس الولايات المتحدة قبل بضعة أيام للتنسيق مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن الدور الذي حدده الأمريكيون لقبرص فيما يخص الأوضاع القائمة في منطقتنا.

وفي رده على تصريحات نصر الله، نفى الرئيس القبرصي نيكوس كريستوليدس أي تورط لقبرص في حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على الفلسطينيين أو في حربها على لبنان. وأكدت قبرص أيضًا أنها لا تملك أية سيطرة على القاعدتين العسكريتين البريطانيتين المتواجدتين على أراضيها واللتين تتعاونان عسكريًا مع إسرائيل. على النقيض من ذلك، كان للسفير القبرصي لدى إسرائيل، كورنيليوس كورنيليو، رد فعل أكثر حدة تجاه نصر الله، حيث أعاد كورنيليو التأكيد على دفء العلاقات بين إسرائيل وقبرص، وهو الأمر الذي جعله يستنتج مشيرًا بفخر إلى أن هذه العلاقة هي ما يزعج السيد حسن نصر الله.

أما علاقة العشق هذه بين قبرص وإسرائيل فقد بدأت تتشكل منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن مدى حميمية هذه العلاقة لم ينجلِ إلا حين قام الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس، من "الحزب التقدمي للشعب العامل" أي الحزب الشيوعي القبرصي، بزيارة رسمية لإسرائيل في آذار/مارس 2011. وقد رد بنيامين نتنياهو الزيارة في شهر شباط/ فبراير 2012 ليصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي على الإطلاق يقوم بزيارة رسمية لقبرص.

علاقة العشق هذه بين قبرص وإسرائيل فقد بدأت تتشكل منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن مدى حميمية هذه العلاقة لم ينجلِ إلا حين قام الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس، من "الحزب التقدمي للشعب العامل" أي الحزب الشيوعي القبرصي، بزيارة رسمية لإسرائيل في آذار/مارس 2011.وبينما كانت المصالح المشتركة تتركز أول الأمر حول احتياطيات الغاز الواقعة ما بين قبرص والساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، فقد توسعت مجالات التعاون لتشمل تقديم إسرائيل المساعدة لقبرص في إقامة علاقة أوثق مع الولايات المتحدة.

ولم يكن الزعيم الشيوعي القبرصي العضو اليساري الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي عزز علاقات وثيقة مع إسرائيل، فقد أصبحت العلاقات الدافئة مع إسرائيل هي الوضع السائد منذ وصول اليسار إلى الحكم في اليونان في عام 2015 (وقد كان هذا التحول أحد اوجه الخلاف ما بين ائتلاف سيريزا اليساري الذي وصل إلى الحكم واليسار التقليدي ـ الشيوعي وكذلك مع شباب اليسار الراديكالي والفوضيين). وفي عام 2021، شاركت قبرص واليونان في مناورات عسكرية بحرية مع إسرائيل.

ولكن إذا كانت قبرص قد بدأت في التقرّب من إسرائيل في وقت قريب من تاريخها، إلا أنها كانت محط اهتمام رئيس عند الصهاينة المسيحيين واليهود منذ فترة أطول بكثير، حيث اعتبرت ذات موقع استراتيجي ورمزي في المنظور الاستعماري. من الجدير بالذكر في هذا الصدد أنه عندما احتل البريطانيون قبرص في عام 1878، كتبت صحيفة "جويش كرونيكل" اليهودية اللندنية أنه بما أن "قبرص كانت في العصور القديمة موقعًا لمستعمرة يهودية مزدهرة باليهود... فلماذا لا يكون الأمر كذلك مرة أخرى؟" وقد دعا المقال يهود فلسطين وسوريا الكبرى إلى الهجرة إلى الجزيرة، حيث إن قبرص "تقدّم" لهم "نفس عوامل الجذب المغرية التي قدمتها لليهود القدامى، بل أعظم. فهي على بعد إبحار يوم واحد من البر الرئيس. و

لأول مرة في تاريخ العالم، تتاح ليهود فلسطين فرصة العيش في ظل المؤسسات الخيرية والقوانين [البريطانية] الأكثر استنارة والأكثر تحررا، دون الخضوع لآلام الهجرة إلى مناخات بعيدة، والتخلي عن أسلوبهم الشرقي في العيش". وقد ضم البريطانيون قبرص في عام 1914 عندما دخل العثمانيون الحرب العالمية الأولى، وأصبحت قبرص مستعمرة تابعة للتاج البريطاني رسميًا في عام 1925.

لطالما أشار الصهاينة إلى المستعمرات العبرانية في الفترة التوراتية في قبرص (التي تعرف بالعبرية القديمة والحديثة باسم “كَفْريسيم”)، بما في ذلك مدينتي بافوس وسلاميس، كسابقة للاستعمار المستقبلي. ومن بين أكثر الجماعات حماسًا لدعم الاستيطان اليهودي في شرق المتوسط كانت جماعة "البريطانيين ـ الإسرائيليين"، وهي جماعة بروتستانتية بريطانية تأسست عام 1874. هذه الجماعة كانت من أوائل الحركات الصهيونية المسيحية التي تحمست لإرسال اليهود إلى "الأرض المقدسة."

أنشأت هذه الجماعة "صندوق الاستعمار السوري" (المعروف أيضًا باسم "جمعية إغاثة اليهود المضطهدين" في أوروبا الشرقية) الذي تلقى تبرعات في إنجلترا وتمكن من شراء أراض قريبة من فلسطين. وقد بدأت الجماعة في إرسال المهاجرين اليهود الذين أتوا إلى إنجلترا من أوروبا الشرقية إلى المستوطنات الجديدة. وفي عام 1883 أُنشئت أول مستعمرة يهودية لهم في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا، لكنها استمرت لمدة عام واحد فقط. وقد تم نقل المستوطنين اليهود من اللاذقية إضافة إلى مجموعة جديدة من اليهود القادمين من روسيا إلى قبرص لإنشاء مستعمرة يهودية هناك. وأقامت المجموعة مستوطنة جنوب غرب الجزيرة بالقرب من قرية كوكليا، أسوة بالمستوطنات العبرانية القديمة. لكن المستوطنين لم يستسيغوا العمل الزراعي هناك وقرروا مغادرة المستوطنة بحلول عام 1884.

وقد كانت قبرص أيضًا موضع اهتمام اليهودي الألماني ديفيس تريتش (1870-1935)، حيث كان تريتش في عام 1893 مهتمًا بما يجب فعله بقبرص:

"أنظروا، هنالك أرض لا يعرف الإنجليز ماذا يفعلون بها في حين يبحث اليهود في كل مكان عن مكان لاستقرار إخوانهم... وبما أن قبرص تقع في المنطقة المجاورة مباشرة لفلسطين، ولعلمي أن هناك رغبة لدى اليهود في استعمار فلسطين، لكن هذا... لم يتحقق بسبب موقف الحكومة التركية، بدا لي حينها أن الفكرة الطبيعية والجميلة المتمثلة في العودة إلى الأرض القديمة يمكن دمجها مع الاستيطان في قبرص - سواء بقيت إنجلترا هناك أم لا."

عندما اطلع تريتش على كُتَيّب ثيودور هرتزل "دولة اليهود" الصادر عام 1896، تشجع وسافر لحضور المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897. وكتب لهرتزل، مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية، بعد أسابيع قليلة من المؤتمر حول فكرته واستمر في مراسلته حول هذا الشأن. وبدعم من هرتزل، ألقى تريتش خطابًا أمام المؤتمر الصهيوني الثالث في عام 1899 حول هذه المسألة، لكن قلة من الحضور تجاوب مع طرحه. وقد ناقش في المؤتمر الصهيوني الخامس عام 1901 فكرة "فلسطين الكبرى" التي ستكون قبرص جزءًا منها، ووضّح بأن استعمار الجزيرة سيكون جزءًا من المشروع الصهيوني وليس بديلاً عنه. وهكذا أصبحت قبرص موقعًا محتملاً للاستعمار-الاستيطاني اليهودي.

وبالفعل، كانت "جمعية الاستعمار اليهودي"، التي كانت في حينها غير-صهيونية، قد أقامت في عام 1897 مستوطنة يهودية في قبرص لليهود الروس، الذين انضم إليهم مستوطنون يهود روس من فلسطين. وقد كان عدد سكان مستوطنة "مارغو-جفلك"، الواقعة على بعد أربعة عشر كيلومترًا من نيقوسيا، أقل من 200 نسمة وقد تم تفكيكها أخيرًا في عام 1927 عندما قرر مستعمروها الانتقال للاستيطان في فلسطين بدلاً من قبرص.

وبعد فترة قصيرة من اختيار هرتزل لبريطانيا باعتبارها الراعي المثالي للمشروع الصهيوني، أجرى هرتزل محادثات خاصة مع المسؤولين البريطانيين، ناقش خلالها بشكل محدد المواقع التي يجب أن يبدأ فيها الاستيطان اليهودي. وعندما التقى بوزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلين، اقترح عليه قبرص (لا سيما أنه كان هنالك بالفعل مستوطنة يهودية قائمة أصلًا كما أسلفنا)، ومدينة العريش وشبه جزيرة سيناء. كان تشامبرلين (وهو بروتستانتي صهيوني معاد للسامية كان قد عارض الهجرة اليهودية من أوروبا الشرقية إلى بريطانيا) متعاطفًا مع هرتزل لكنه أكد له بأن بريطانيا لن تقوم بطرد اليونانيين و"المسلمين" من قبرص من أجل المستوطنين اليهود. فأوضح هرتزل له خطته لإنشاء "شركة يهودية شرقية" برأس مال قدره 5 ملايين جنيه استرليني لاستعمار سيناء والعريش، وهو المال الذي من شأنه أن يجذب القبارصة: "سوف يرحل المسلمون، وسيبيع اليونانيون أراضيهم بكل سرور بسعر جيد وسيرحلون إلى أثينا أو جزيرة كريت."

نظراً لتحفظات تشامبرلين بشأن طرد القبارصة من ديارهم، أصبح البديل المصري عمليًا أكثر للمشروع الصهيوني. فسافر هرتزل وفريق من الصهاينة إلى مصر عام 1903 والتقوا بحاكمها الاستعماري البريطاني اللورد كرومر للتفاوض حول استيطان اليهود للمنطقة الواقعة بين نهر النيل وقناة السويس. لكن المشروع لم يتحقق في ظل عدم جدوى استيطان المنطقة (لأن أراضيها قاحلة ومواردها المائية شحيحة)، وهي النتيجة التي توصل إليها المبعوثون الصهاينة. وقد اختلف هرتزل وتريتش في المؤتمر الصهيوني السادس عام 1903 بسبب التخلي عن مشاريع " فلسطين الكبرى" التي ضمت قبرص وسيناء والعريش، في ضوء عرض بريطاني جديد لمنطقة أوغندا الأفريقية للاستيطان اليهودي، لأن الأخيرة لم تكن جزءًا من "فلسطين الكبرى" بحسب المخيلة الصهيونية.

إذا كان القبارصة يجدون بالفعل أن الاستعمار ـ الاستيطاني اليهودي وحروب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في مختلف أنحاء فلسطين وعدوانها المستمر على لبنان أمرًا لا يستدعي قطع العلاقات الدافئة والتعاون العسكري مع إسرائيل، فربما يمكنهم أن يعرضوا بلادهم للاستيطان اليهودي وإحياء الأحلام الصهيونية القديمة بالاستيلاء على الجزيرة..لم تتحقق خطط استيطان قبرص قط، حيث حصل الصهاينة بعد الحرب العالمية الأولى على رعاية بريطانية لمشروعهم الاستعماري في فلسطين. لكن سرعان ما استغل الصهاينة الأساليب الاستعمارية البريطانية المستخدمة في قبرص لتفريق القبارصة المسلمين والمسيحيين عن بعضهم البعض. وفي كانون الثاني/يناير 1922، ابتكر المندوب السامي الصهيوني البريطاني في فلسطين الانتدابية هربرت صموئيل مكتبًا طائفيًا جديدًا للمسلمين الفلسطينيين أطلق عليه اسم "المجلس الإسلامي الأعلى" لتقويض التضامن الوطني القائم بين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين في مواجهة الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية. وقد صاغ صموئيل فكرة المجلس على غرار السياسة الاستعمارية البريطانية تجاه مسلمي قبرص.

قبل أن يفرض الاتحاد الأوروبي سمومه المؤيدة للصهيونية على قبرص، كما فرضها على اليونان، كانت قبرص مدافعًا تاريخياً عن الفلسطينيين وعن حقوقهم وكانت أيضًا قد اعترفت بدولة فلسطين. وقد بلغ موقفها المؤيد للفلسطينيين حداً دفع إسرائيل في عام 1993 إلى اعتبار السيدة الأولى أندرولا فاسيليو، زوجة الرئيس القبرصي جورج فاسيليو، شخصاً غير مرغوب فيه في إسرائيل عندما حاول وفد كانت تقوده مقابلة ياسر عرفات، الذي كان الإسرائيليون قد وضعوه قيد الإقامة الجبرية في مكتبه في مبنى السلطة الفلسطينية في رام الله.

أما اليوم، وفي ظل قيام المزيد من الدول بقطع العلاقات مع إسرائيل وفرض العقوبات عليها، تزداد العلاقات القبرصية مع المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية دفئًا. يبدو أن عزلة البلاد وتحول إسرائيل إلى دولة منبوذة على المستوى الدولي لا تعني القبارصة بشيء. فإذا كان القبارصة يجدون بالفعل أن الاستعمار ـ الاستيطاني اليهودي وحروب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في مختلف أنحاء فلسطين وعدوانها المستمر على لبنان أمرًا لا يستدعي قطع العلاقات الدافئة والتعاون العسكري مع إسرائيل، فربما يمكنهم أن يعرضوا بلادهم للاستيطان اليهودي وإحياء الأحلام الصهيونية القديمة بالاستيلاء على الجزيرة ـ لا سيما أن سفارة قبرص في تل أبيب تحتفي على موقعها على الإنترنت بالمستعمرات العبرانية القديمة في بلادها، وإن كانت، وهذا أمر غريب، لا تذكر ولا تحتفي بالمستعمرات اليهودية الصهيونية الحديثة في "كوكليا" أو "مارغو ـ جفلك" التي قد تكون وقعت سهوًا من احتفاء السفارة. ففي ضوء هذا الترحيب القبرصي، ربما يسعى الصهاينة إلى إصدار دعوة جديدة لـ "عودة" اليهود المعاصرين إلى المستعمرات العبرية القديمة في "كفريسين"، وإلى المستعمرات الأحدث في كل من "كوكليا" و"مارغو ـ جفلك". وحينها قد تساهم مثل هذه الخطوة في تخفيف الضغط الاستعماري على الأراضي الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه قبرص إسرائيل العلاقات إسرائيل علاقات قبرص رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤتمر الصهیونی الرئیس القبرصی إسرائیل فی مع إسرائیل نصر الله قبرص فی وقد کان فی قبرص قد بدأت فی عام

إقرأ أيضاً:

المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية

في حوار صريح أجري معه بمناسبة بلوغه سن الـ80، وبعد عقود من العمل الصحفي والبحثي الذي تناول فيه محطات محورية في تاريخ إسرائيل والعلاقات مع الفلسطينيين والعرب، بما في ذلك النكبة والمحرقة والعقود الأولى لقيام الدولة، قال المؤرخ الإسرائيلي المعروف توم سيغيف إنه بات يعتقد أن المشروع الصهيوني كان خطأ منذ البداية ولم يحقق وعوده.

وفي حديثه المطول لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، كشف سيغيف عن تفاصيل شخصية صادمة في سيرته الذاتية، حيث اكتشف بعد عقود من اعتقاده بأنه "يتيم حرب" فقد والده في معارك 1948، أن والده، هاينتس شفيرين، لم يُقتل برصاص قناص كما أخبرته والدته، بل سقط من أنبوب تصريف أثناء محاولته تسلق بناية مغلقة لتوصيل القهوة للحراس، في حادث عارض. هذه الرواية لم تُكشف له إلا في وقت متأخر من حياته من قبل شقيقته الكبرى يوتا، التي كانت تبلغ السابعة من عمرها وقت الحادث، واحتفظت بالحقيقة لنصف قرن.

وولد سيغيف في القدس عام 1945 لأبوين ألمانيين فرّا من النازية. حصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة بوسطن، وعمل في الصحافة لأكثر من 50 عاما، لا سيما في صحيفة "هآرتس". من أبرز كتبه: "1967"، و"المليون السابع"، و"جنود الشر". يُعرف بمواقفه النقدية تجاه المشروع الصهيوني والسياسات الإسرائيلية، وبشجاعته في إعادة تفكيك الذاكرة القومية الإسرائيلية.

إعلان دوافع التأسيس الصهيوني

يقول سيغيف إن والدته لم تخبره بالحقيقة، وربما فعلت ذلك لتحميه أو لتبقي على صورة مثالية لوالده كـ"شهيد من شهداء الاستقلال". وأضاف: "عندما كنت صغيرا، كنت أقول بكل فخر إن والدي قُتل في حرب الاستقلال، وإنني يتيم حرب. كان ذلك جزءا من هويتي" لكن كل ذلك لم يكن حقيقيا كما يوضح في هذه الحوارية الطويلة.

حقيقة الوفاة، التي كشفها سيغيف من خلال رسائل قديمة ووثائق وزارة الدفاع، أثارت لديه أسئلة عميقة حول معنى الانتماء، و"كيف أعيش الآن بهذه القصة؟ أين أضع نفسي بين الأيتام الحقيقيين؟"، على حد تعبيره.

وينتقد سيغيف بشكل حاد دوافع التأسيس الصهيوني، مشيرا إلى أن والديه لم يكونا صهيونيين، وكانا يخططان للعودة إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وقال: "كان والدي يكتب إلى أصدقائه في ألمانيا عن رغبته في العودة، وبعد آخر رسالة كتبها بأيام، توفي".

ورغم أنه ولد في القدس وتربى فيها، فإن سيغيف لم يشعر بالارتباط العميق بالمشروع الصهيوني كما فعل كثير من أبناء جيله. بل إنه يرى أن جزءا كبيرا من الذاكرة الجماعية الإسرائيلية "مبنية على أساطير وأوهام"، ويؤكد أن مهمته كمؤرخ هي "الشك والتشكيك، وهذا تعريف آخر للحرية".

ويصف مذكراته التي نُشرت بالألمانية تحت عنوان "زاوية القدس-برلين"، بأنها محاولة لـ"الكتابة عن نفسي كمن يكتب عن شخص آخر". ويؤكد أن بعض ما حُكي له عن طفولته لم يكن دقيقا، وأن الرواية التي كان يحملها لسنوات عن والده اتضح أنها مختلقة بالكامل.

ويتابع: "ما زلت لم أزر قبر والدي في جبل الزيتون رغم أنه يمكنني رؤيته من نافذة منزلي. لا أستطيع تفسير ذلك".

يتناول سيغيف أيضا التحولات في وعيه التاريخي، ويرى أن "ذاكرتنا تخدعنا، وغالبا ما تكون القصة التي نتذكرها أكثر تشويقا من الواقع"، مضيفا أن "هذا ما يصعّب عمل المؤرخ. الناس لا يتذكرون بدقة، أو قد يختلقون الذكريات".

إعلان

وعن موقفه من الروايات الرسمية، يعرب عن تفضيله الوثائق على الشهادات الشفهية، ويستشهد بحواره الصحفي الشهير مع أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن غوريون عام 1968، حين سأله الأخير إن كان قد أصبح صهيونيا في عمر الثالثة، فشكك سيغيف الصغير حينها في هذه الدعوى، واليوم، بعد 50 عاما، ما زال متمسكا بشكّه.

وبينما يعمل اليوم على مشروع جديد حول تاريخ اليهود في غزة بعنوان "من شمشون إلى بيبي"، يقول سيغيف إن الخبرة علمته ألا يثق بأي رواية دون تحقق، مضيفا: "كتابة التاريخ تتطلب التأكد من الحقائق مهما كانت مؤلمة أو مخالفة للسرديات الشائعة".

ويشير سيغيف في حديثه إلى أن المشروع الصهيوني، الذي أقيم على فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين، قد فشل في تحقيق السلام أو الاستقرار، ويستشهد بما وصفه بـ"الجرائم المرتكبة في غزة"، قائلا إن "الصهيونية فشلت".

"والدي لم يكن شهيدا"

ويكشف المؤرخ والصحفي الإسرائيلي البارز توم سيغيف عن تفاصيل جديدة من ماضيه الشخصي والوطني، ويواصل هدم السرديات المؤسسة للحركة الصهيونية، كما يعرض رؤيته النقدية للتاريخ الإسرائيلي والذاكرة الجماعية بعد بلوغه سن الثمانين.

كان سيغيف يعتقد لسنوات طويلة أن والده هاينتس شڤيرين، الذي قتل في حرب 1948، برصاص قناص عربي خلال خدمته حارسا. لكنه اكتشف لاحقا، من خلال شهادات ورسائل، أن والده توفي نتيجة حادث سقوط عرضي أثناء تسلق أنبوب مياه، وأن الرواية "البطولية" كانت جزءا من كذبة اتفق عليها الجميع حتى تتمكن والدته من الحصول على مخصصات أرملة شهيد. "ربما كانوا على حق"، يقول سيغيف، "لقد شكلوا شبكة تضامن إنساني في مجتمع صغير كان يواجه مستقبلا مجهولا".

تاريخ مشكوك فيه

لم تكن تلك القصة الوحيدة التي شكك فيها لاحقا، فقد اكتشف أيضا أن والدته اختلقت قصة فرار والده من معسكر اعتقال نازي شهير، بينما في الواقع لم يكن ذلك ممكنا زمنيا. "كنت أراه بطلا"، يقول، "لكن القصة لم تكن حقيقية".

إعلان

يتذكر سيغيف طفولته في القدس خلال الفترة بين حرب الاستقلال وحرب 1967، ويستعيد حادثة طريفة حين اُعتقل مع صديقه من قبل الأردنيين بعد أن حاولا إعادة حمار ضائع. "كنت أحب القدس القديمة والناس الغريبين فيها، قبل أن تتحول إلى مدينة لا تُطاق".

لماذا بقيت في القدس؟ يجيب: "من النافذة أرى أسوار المدينة القديمة وجبل الزيتون والبحر الميت. هذا يكفيني".

تخرج سيغيف من مدرسة "لياده" النخبوية، وحصل على درجات متدنية في اللغة العبرية، ما وصفه أحد معلميه بـ"أداء لا يرقى إلى قدراته". وخلال خدمته العسكرية كمكتبي في كلية الأمن القومي، عُرض عليه جهاز "الموساد" فرصة دراسة اللغة الصينية في هارفارد والعمل لاحقا لصالح الجهاز. لكنه رفض: "قال لي الرجل إنني سأحصل على سيارة في أميركا، لكنني لم أرد أن أكون جاسوسا تحت عمود إنارة في هانوي… حتى إنه أخطأ حين صحح لي وقال إن هانوي ليست في الصين".

بدأ ولع سيغيف بالتاريخ مبكرا من خلال جمع تواقيع الشخصيات المهمة، فكتب إلى رؤساء دول وشخصيات سياسية، وتسلم توقيعات من ونستون تشرشل وجون كينيدي (لاحقا تبين أن توقيع كينيدي كان نسخة مطبوعة). حتى بابا الفاتيكان يوحنا الـ23 أرسل إليه توقيعا عندما كان يبلغ 12 عاما، بعد أن سلم راهبان من الوفد البابوي الظرف بيده في أحد شوارع القدس.

وفي رسالته للدكتوراه، التي تحولت لاحقا إلى كتاب بعنوان "جنود الشر"، درس سيغيف قادة معسكرات الاعتقال النازية، وقابل أقرباءهم ووثّق دوافعهم للانضمام إلى آلة القتل. كتب: "لم تكن مقابلات سهلة، لكن ماضيهم كان يطاردهم، وكانوا يبحثون عن مغفرة أو تفسير". وقال عن نظرية "تفاهة الشر" التي طرحتها الفيلسوفة حنة أرندت: "هي كانت صديقة والدتي، لكنها كانت مخطئة. آيخمان، مثلا، فعل ما فعله عن قناعة أيديولوجية عميقة، وليس لمجرد أنه موظف عادي".

إعلان "المليون السابع"

أحدث كتبه شهرة، "المليون السابع: الإسرائيليون والهولوكوست"، يسلط الضوء على كيفية تَشَكُّل الهوية الإسرائيلية من خلال علاقتها بالمحرقة. يرى أن المحرقة استُخدمت سياسيا وأيديولوجيا لتعزيز سردية قومية محصنة ضد النقد، بينما كان من الواجب -برأيه- أن تفضي إلى ترسيخ الديمقراطية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ومحاربة العنصرية. كتب: "الطلاب كانوا يُعلَّمون أن المحرقة تعني أن يبقوا في إسرائيل، لا أن يُصِروا على قيم إنسانية".

يرى سيغيف أن الهولوكوست تحولت مع مرور الوقت من ذكرى جماعية صامتة في خمسينيات القرن الماضي إلى ذاكرة شخصية عائلية تحدد مصير الأفراد ونظرتهم إلى العالم، وتُستخدم لتبرير قرارات سياسية من حرب إلى أخرى.

في كتابه، يصف إسرائيل بأنها "بلد معزول، مختلف في دينه وثقافته وقيمه، يعيش في ظل تهديد دائم، وفي حالة قلق مستمر، ويجد صعوبة في تأسيس وجود دائم ومستقر".

ويؤكد سيغيف أنه لم يعد قادرا على تبرير استمرار الكذب أو الخوف أو الأساطير القومية. ويقول: "ربما الكتابة عن نفسي هي طريقتي في طرح الأسئلة المهمة: من نحن؟ وماذا فعلنا؟ وماذا سنفعل بأنفسنا؟".

أساطير معاصرة

يرى سيغيف أن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن حركة حماس "نازيون جدد" وأن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو "أسوأ كارثة حلت باليهود منذ المحرقة" إشكالية للغاية، ويقول: "في حرب الاستقلال عام 1948، قُتل 6 آلاف إسرائيلي، ولم يُقتل عدد مماثل في هذه الحرب. ربما باتت المحرقة، كعنصر مركزي في الهوية الإسرائيلية، تدخل الآن في منافسة مع الحرب الحالية، وربما الحرب في غزة بدأت تطغى على ذكرى المحرقة".

ومن أبرز إنجازات سيغيف البحثية كتابه "1949-الإسرائيليون الأوائل"، حيث كشف ولأول مرة عن وثائق للوكالة اليهودية تُظهر سياسات تمييز ضد اليهود الشرقيين (المزراحيم) القادمين من الدول العربية وشمال أفريقيا، وتفضيل واضح لليهود القادمين من بولندا. تقول إحدى الوثائق: "من الأفضل إيواء البولنديين في فنادق، بينما يُرسَل يهود تركيا وليبيا إلى المخيمات". ويعلق سيغيف: "قادة الوكالة كانوا يتحدثون بصراحة عن إعطاء البولنديين امتيازات خاصة".

إعلان

ويوثق سيغيف في كتابه "1967" كيفية تحول انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة إلى ما يسميه "انتصارا باهظ الكلفة" فتح الباب لمزيد من الحروب بدلا من إنهائها. أما في كتابه "أرض واحدة كاملة: اليهود والعرب تحت الانتداب البريطاني"، فقد رسم صورة لعقود من التعايش الهش الذي كان لا بد أن ينتهي بمواجهة لا مفر منها.

يقول سيغيف بصراحة: "الخطأ الأكبر للصهيونية كان عدم إعادة الأراضي للعرب في اليوم السابع بعد الحرب، بما في ذلك القدس الشرقية. لا شيء من ذلك يهمنا حقا. كان ينبغي إعادتها حتى دون اتفاق سلام، كما قرر بن غوريون عدم احتلال بعض الأراضي خلال حرب الاستقلال".

في سيرته عن ديفيد بن غوريون "دولة بأي ثمن"، يكشف سيغيف صورة الزعيم المؤسس باعتباره "رجلا من لحم ودم، يعاني القلق، والانفصال عن الواقع، ويخون زوجته مرارا"، موضحا أن الزعامة لم تكن تمنع بن غوريون من الضعف البشري.

المؤرخ الذي هز الأساطير

رغم تصنيفه ضمن ما يسمى "المؤرخين الجدد"، يرفض سيغيف هذا اللقب ويقول: "لم أكن أهدف إلى تدمير الأساطير، بل ببساطة فتحت الأرشيف في الثمانينيات وقلت: هذا ليس ما علمونا إياه في المدرسة. لم يكن هناك تاريخ حقيقي، فقط أساطير وتلقين".

يقول سيغيف: "يتهمونني بأني مناهض للصهيونية، لكنني لست أيديولوجيا ولا فيلسوفا. أنا فقط أقرأ الوثائق وأدوّن ما أراه". ويضيف: "دائما أراد الصهاينة أن يظهروا مشروعهم أجمل مما هو عليه حقا".

وبسؤاله: هل ترى حلا للصراع؟ يجيب "توصلت تدريجيا إلى قناعة أن هذا الصراع لا حل له، لأنه لا يتعلق بالمنطق، بل بالهويات. كل شعب يرى أن الأرض كلها تخصه، وكل تسوية تعني التنازل عن جزء من الهوية. لا أرى كيف يمكن حله. نحتاج إلى حدث درامي ضخم يعيد تشكيل التفكير".

في لحظة مراجعة شخصية نادرة، يقول سيغيف: "أنا أبلغ الـ80، وأبدأ الآن بالتفكير أن المشروع الصهيوني ربما لم يكن صائبا من البداية. معظم الإسرائيليين لا يعيشون هنا لأنهم صهاينة بل لأنهم لاجئون، بينما غالبية الناجين من المحرقة لم يأتوا إلى إسرائيل، وكذلك الغالبية العظمى من اليهود في العالم. إذا، هل الصهيونية قصة نجاح؟ لا أعتقد. بل إنها لا توفر حتى الأمان لليهود. العيش خارج إسرائيل أكثر أمانا".

إعلان

وعن المستقبل القادم يقول: "أفكر في مستقبل يُنظر فيه إلى هذا الصراع كشيء من الماضي… لكن في الحاضر، لا شيء ينبئ بذلك. نحتاج إلى مأساة كبيرة تجعلنا نبدأ بالتفكير من جديد".

الصهيونية-لم-تكن-قصة-نجاح-كبرى">"الصهيونية لم تكن قصة نجاح كبرى"

في ختام مراجعاته العميقة والجريئة، متحدثا هذه المرة عن أثر الحرب الأخيرة على غزة، وهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على شعوره كفرد وعلى صورة إسرائيل كدولة، يؤكد مجددا أن المشروع الصهيوني برمّته لم ينجح كما رُوّج له، ولم يوفّر الأمان لليهود.

يقول سيغيف: "مثل الجميع، شعرت بالصدمة من أحداث السابع من أكتوبر، ومن مسألة الرهائن. لكن منذ بداية الحرب، شعرت بشعور غير مريح من الذنب، لا أعرف كيف أتعامل معه. ذنب تجاه عشرات آلاف القتلى، نصفهم من المدنيين، بينهم 10 آلاف طفل في غزة. المجزرة التي ارتكبتها حماس لا تبرر حالة الانتقام هذه، ونحن لا نملك أدنى فكرة عن وجهتها".

"نكبة ثانية؟"

يرى سيغيف أن ما يحدث في غزة يشبه "نكبة ثانية"، ويضيف: "من الممكن أن نتنياهو يرى فرصة لطرد جماعي للفلسطينيين من غزة، ثم يصعد أمام الكاميرات ليقول: منذ بن غوريون، لم يفعل أحد للصهيونية مثلي". ويعبر عن دهشته من مدى القبول الذي لاقته أفكار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إسرائيل، حتى أصبح "مقبولا القول إن العرب يجب أن يُطردوا".

وحين سُئل إن كان قلقا، قال: "أشعر بقلق عميق على أحفادي. لا أعلم أين يمكن أن يجدوا سعادتهم في هذا العالم".

يروي سيغيف أنه خلال تغطيته لعملية "سليمان" في إثيوبيا عام 1991، التقى صبيا عمره 11 عاما يُدعى إيتايو أبره، لفت انتباهه بابتسامته الذكية. قرر توثيق مسيرته من إثيوبي إلى إسرائيلي، وتطورت العلاقة بينهما حتى أصبح يعتبره ابنه. ويقول: "كنا نعلم أننا أصبحنا أبا وابنه. لم يكن تبنيا رسميا، لكنه كان حقيقيا من الناحية العاطفية، ومنذ ذلك الحين لم يتغير شيء". اليوم، يعمل إيتايو مهندس كهرباء في الصناعات الجوية الإسرائيلية.

إعلان المظاهرات والانقسام السياسي

يشارك سيغيف أحيانا في المظاهرات، لكنه يرى أن "الدولة ليست منقسمة كما يُروّج. هناك 200 ألف متظاهر، وهم فقط من يدافعون عن مكانتهم كنخبة قديمة منتهية الصلاحية. أغلبية الشعب تؤيد نتنياهو".

ويضيف: "لن تكون هناك حرب أهلية. لأن المتظاهرين لن يحملوا السلاح، والطرف الآخر يشكل الأغلبية. والديمقراطية الإسرائيلية لم تكن ديمقراطية حقيقية من الأساس. العرب داخل إسرائيل كانوا تحت الحكم العسكري 20 سنة، ثم جاءت حرب 1967، ومن بعدها خضع الفلسطينيون في الأراضي المحتلة للنمط نفسه من الحكم".

يقلل سيغيف من خطورة ما يسمى "الانقلاب القضائي"، ويقول: "ما يحدث اليوم يمكن التراجع عنه غدا. مررنا بفترات صعبة جدا: من فضيحة لافون إلى مجزرة صبرا وشاتيلا. كل مرة نشعر أن كل شيء ينهار، لكن بطريقة ما، تعود الحياة إلى طبيعتها".

يعترف سيغيف بأنه أخطأ في تقديرات سابقة. بعد حرب 1967، رافق رئيس قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية، متتياهو دروبلس، الذي عرض عليه خريطة للمستوطنات. يقول: "قلت إنه يحلم، وإن هذه الخطة لن تتحقق. منذ ذلك الوقت تعلمت ألا أكتب إلا ما حدث فعلا. التنبؤات دائما تخيب".

في جملة مركزة، يكرر سيغيف موقفه الحاسم: "علينا أن نتذكر أن غالبية الناجين من المحرقة لم يأتوا إلى إسرائيل، وأن غالبية يهود العالم لا يأتون. بإمكانهم المجيء، لكنهم لا يريدون. إذا، الصهيونية ليست قصة نجاح عظيمة، ولا توفّر الأمان لليهود. الحياة خارج إسرائيل أكثر أمانا".

مقالات مشابهة

  • فلسطين الشهيدة.. أقدم كتاب مصوَّر لبعض فظائع اليهود والإنجليز في حق الفلسطينيين
  • دول تركية تتخلى عن تركيا وقبرص مقابل 12 مليار دولار
  • المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية
  • نجوى كرم تحيي حفلًا غنائيًا بمدينة الأحلام في قبرص
  • 17 مايو.. نجوى كرم تحيي حفلا غنائيا في قبرص
  • نواب في هيئة الممثلين اليهود ببريطانيا يشجبون نتنياهو وحربه على غزة
  • عكرمة صبري: الأقصى يُستباح من اليهود المتطرفين
  • السوداني: انخفاض نسبة المشاريع المتلكئة إلى أقل من 850 بعدما كانت بالآلاف
  • حزب الله يدعو للعمل بفاعلية وقوة لوقف الإجرام ‏الصهيوني على فلسطين والمنطقة
  • 4 دول حليفة تصنف تركيا “قوة محتلة” في قبرص!