وفاة ابتسامات محمد عبد الله أول سيدة تحمل رتبة ملازم في الجيش المصري
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
توفت السيدة ابتسامات محمد عبد الله، أول سيدة ضابط في الجيش المصري، صباح اليوم الاثنين 29 يوليو، عن عمر يناهز الـ 97 عامًا.
ابتسامات محمد عبد اللهولدت ابتسامات في عام 1927 في بني سويف، لأب مصري محمد عبد الله، وكان ضابط مفتش غفر برتبة بكباشي في مديرية أسيوط، وكان من مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، أما والدتها سودانية الجنسية، فكانت فاطمة فضل ابنة السلطان فضل نور سلطان إقليم الواو في السودان.
تكونت أسرة ابتسامات محمد عبد الله، من خمس أشقاء، وانتقلت برفقة والديها وإخوتها إلى شارع إسماعيل باشا أبوجبل في حي عابدين بالقاهرة.
تعلمت ابتسامات محمد عبد الله، في المدارس الابتدائية الفرنسية إلا أنها لم تكمل تعليمها العالي، ولكن لم تتخلى عن حلمها الخاص بالعمل التطوعي، فقررت الالتحاق بالتمريض في الهلال الأحمر عن طريق اعلان قرأته في إحدى الصحف، يطلب 75 متطوعة للقوات المسلحة في الخدمات الطبية، فتقدمت للوظيفة، وكانت أول ضابطة برتبة ملازم أول تتطوع في الجيش عام 1947.
وفاة أول سيدة ضابط في الجيشأول سيدة ضابط في الجيش المصريوتمكنت ابتسامات محمد عبد الله، من الانضمام إلى القوات المسلحة المصرية بعد إتمام دراستها في الهلال الأحمر، عندما قرأت إعلانا في جريدة المصور يفيد بحاجة القوات المسلحة إلى ممرضات متطوعات لخدمة مستشفياتها ومساعدة جرحى حرب فلسطين.
وحينها قررت الاستفادة من الفرصة وتقديم طلبها، وتم قبولها لتخضع لمقابلة شخصية في مستشفى كوبري القبة العسكري بإشراف اللواء سعيد شعير.
وتزوجت ابتسامات محمد عبد الله، من الضابط والرياضي محمد حبيب، الذي توفي قبل 6 سنوات، ولم تنجب منه أطفالاً.
وفاة أول سيدة ضابط في الجيشابتسامات محمد عبد الله أول سيدة ضابطتم اختيار ابتسامات محمد عبد الله مع 6 آخرين فقط من بين 75 متقدما بعد اجتيازها لاختبارات صعبة، وحصلت على رتبة ملازم، ونظراً لترتيب الأسماء حسب الأبجدية، كان اسمها الأول في القائمة، مما جعلها أول امرأة تحمل رتبة ملازم في الجيش المصري.
حازت ابتسامات عبد الله على بعض النياشين وشهادات التكريم ونوط الجدارة والامتياز المرصع بالذهب، وتم تكريمها أيضًا من قبل الملك فاروق الأول، الذي منحها ساعته الذهبية التي ترتديها حتى الآن.
وكرمت من قبل المجلس القومي للمرأة، حيث قدمت رئيس المجلس مايا مرسي درع المجلس وشهادة تقدير للملازمة ابتسامات تكريمًا لها على الدور الذي قامت به والتضحيات التي قدمتها خلال عملها في الجيش المصري.
اقرأ أيضاًفي ذكرى وفاة طبيب الغلابة.. أبرز المعلومات عن الدكتور محمد مشالي
وفاة أكثر من 400 شخص بسبب جدري القرود في الكونغو الديمقراطية
السعودية.. وفاة والدة الأمير بندر بن خالد بن عبد الله
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
الناظر تِرك في لا شيئيته
كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد
كلما أستمع لذلك الرجل السوداني البسيط المظهر، العفوي الكلمات، الأصيل الملامح، المألوف القسمات.. أجد نفسي سابحا في خيالات من وحي كلماته القصيرة، فأعيد كلامه مرات ومرات... ثم أحدق في الفضاء العريض منفقاً دهراً من التأمل في فحوى كلماته.. فالرجل يظهر في مقطع فيديو من بضع ثواني في ذلك المشهد الدرامي وهو يحتسي الشاي. فبعد أن يرتشف الرشفة الأولى بشفط هوائي هادر ، يُلمظ شفتاه، ويتمطق بلسانه مستطعماً نكهة الشاي. وعلى حين فجأة يلتفت، ومن بين أسنانه المثرمة تخرج الحروف من فمه مدغومة ومتشاكسة متسائلاً :(شايكو دا سويتوا براكو ولاّ جابو ليكو جيب؟؟) بهذه الكلمات المنغمسة في الاشئ يحاول الرجل أن يعبر عن إعجابه بطعم الشاي بعد أن تلذذ بالرشفة الأولى، فقد عبر بطريقته الخاصة التي تحمل على التأمل واستخلاص ما كان يريد أن يقول بتلك العفوية التي لا تحمل أي مضمون غير انك لا تملك إلا ان تعجب بمستوى البساطة المتطابقة مع احساس النشوة بالشاي حتى لتكاد تشاركه الشعور بالنشوة وهي تسري في أوصاله.... الأمر مع الناظر تِرك يطنبق بذات المستوى والنوع ولكن في إتجاه معاكس، فترك لا يترك لك شيئآ تشاركه إياه، فلا يتلمظ شيئآ، لأنه لا يكاد يتذوق بلسانه شئياً. ولا يلفظ بشفتيه شيئاً. لأنه لا يعكس من ذاته وعياً بشئ.
فهو يتحدث في شؤون السياسة بغير قليل من عدم دراية العواقب حتى يجعلك تسرح بفكرك في اللاشئ. وعلى عكس مقام ذلك الرجل الذي يدور حديثه حول نشوة مفرطة بطعم الشاي. فالزعيم القبلي ورغم أنه متسم بذات المستوى من البساطة ومنطلق من ذات قيمة السذاجة، وسابح في بحر من التسطيح العميق. إلاِّ أن الأمر معه ليس كوب شاي يُحتسى. ولكن أمر وطن يضيع.
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com