صحيفة أمريكية: قوات صنعاء حطمت سمعة الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
قالت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية إن الضربة غير المسبوقة التي شنتها اليمن بطائرة بدون طيار على القوة الاقتصادية الإسرائيلية أدت إلى تحطيم سمعة دولة الاحتلال.. حيث أن في 19 يوليو/تموز ، اخترقت طائرة بدون طيار منخفضة الارتفاع المجال الجوي فوق تل أبيب من البحر وانفجرت، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين.
وأكدت أن الحادثة أثارت موجة من الصدمة في دولة الاحتلال، حيث أصيب السكان بالذعر وسادت حالة من الحيرة بين صناع القرار الذين كانوا يتصارعون مع ” الفشل الذريع ” للجيش الإسرائيلي في اعتراض طائرة بدون طيار واحدة وسط عدوان مطول ضد غزة وتوترات متصاعدة مع حزب الله في لبنان.. في حين تضاعف تأثير الهجوم بسبب ضربته المباشرة لتل أبيب، قلب القوة الحكومية والاقتصادية لإسرائيل، مما كشف بشكل صارخ عن أوجه القصور في استراتيجياتها الدفاعية وأثار المزيد من القلق بين السكان الذين يشككون منذ أشهر في فعالية استعداداتها العسكرية.
وأفادت أن الطائرات بدون طيار الانتحارية، تعد سلاحًا حديثًا نسبيًا، وتمثل تحديات كبيرة حتى بالنسبة للدول المتقدمة تكنولوجيًا مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.. وتختلف هذه الطائرات بدون طيار في مداها وحجم رأسها الحربي وسرعتها وأساليب توجيهها..وكشف تحليل الحطام أن طائرة بدون طيار من طراز ” يافا “، وهي نسخة محسنة من طائرات “صماد” اليمنية، استخدمت في العملية.. والاسم رمزي للغاية لأنه يشير إلى مدينة يافا الساحلية القديمة ، والمعروفة أيضًا باسم يافا باللغة العربية، والتي تشكل الآن جزءًا من تل أبيب الحديثة.
وأفادت أن هذه الطائرة تتميز بشكلها المستطيلي لجناحها وذيلها على شكل حرف في، ولكن ما يميزها بشكل خاص هو محركها الأقوى بقوة 275 سم مكعب “16 كيلو وات”.. وهذا المحرك يمكن الطائرة بدون طيار من قطع مسافات تتجاوز 2000 كيلومتر – وهي مسافة كافية للوصول إلى تل أبيب من اليمن.. وعلى النقيض من الصواريخ الباليستية، تكمن صعوبة تعقب الطائرات بدون طيار في قدرتها على اتخاذ مسارات غير تقليدية، والمناورة عبر طرق متعرجة، والاختباء وراء ملامح التضاريس، مما يجعل من الصعب اكتشافها بواسطة أنظمة الرادار.
وبالتالي، يمكن أن تخطئ أنظمة الرادار في اعتبار الطائرات بدون طيار طيورًا . وقد حدث هذا الارتباك بانتظام في شمال فلسطين المحتلة منذ بداية الحرب، حيث تم رصد نظام الدفاع الإسرائيلي “القبة الحديدية” وهو ينفق إمداداته المحدودة من المقذوفات التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار في إطلاق النار على الطيور خلال هذا الصراع..ومن المرجح أن تكون الطائرة الانتحارية قد سلكت مسارًا غير تقليدي لتجنب اكتشافها.
وأوردت أن في 20 يوليو/تموز، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على ميناء الحديدة اليمني المحاصر ، مستهدفة على وجه التحديد المناطق المخصصة لتخزين الوقود والنفط، فضلاً عن تدمير الرافعات المستخدمة في تحميل وتفريغ البضائع ومحطة كهرباء..لكن هذه الأهداف كانت مدنية في بلد يعاني بالفعل من آثار الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية، والذي تسبب في نقص حاد في الوقود والموارد الأساسية اللازمة لتوليد الطاقة والنقل.
الصحيفة رأت أن الرد الإسرائيلي على الأهداف المدنية يكشف أيضاً أن تل أبيب تعاني من نقص المعلومات الاستخباراتية عن الأهداف العسكرية اليمنية المحتملة.. ومن الواضح أيضاً أن الأهداف المختارة هي تلك التي امتنعت السعودية والولايات المتحدة عن ضربها بسبب المخاوف من الانتقام اليمني، الذي قد يضرب الموانئ التجارية السعودية أو صادرات النفط في أحد أكثر ممرات الطاقة حيوية في العالم.
والواقع أن الرياض سارعت إلى نفي أي تورط لها في الهجوم، خوفاً من أعمال انتقامية من صنعاء، على الرغم من أن التقارير التي تفيد بأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي السعودي لشن هذا الهجوم.
عبد الله مطهر
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسباني يُنفذ مناورات عسكرية قرب سواحل المغرب "لكنها ليست موجهة ضده"
يشارك حوالي 500 عسكري هذا الأسبوع في مناورات « عين النسر 25-01 » التي تُنفّذها القوات المسلحة الإسبانية منذ يوم الاثنين في بحر البوران وجنوب شرق إسبانيا. تهدف هذه التدريبات إلى دمج قدرات القوات الجوية والبرية والبحرية في نظام الدفاع الجوي الوطني، بالتعاون مع حوالي 3,000 فرد يراقبون المجال الجوي الإسباني بشكل يومي.
يؤكد الكابتن غونزالو ليرا، من قيادة العمليات (MOPS)، أن هذه التدريبات تهدف إلى تحسين الوعي بالبيئة المحيطة والاستعداد لمواجهة أي أزمة محتملة. وأضاف في تصريح لصحيفة « 20minutos »: « نقوم بعمليات مراقبة وردع تساعدنا في فهم بيئتنا بشكل أفضل والتفاعل بسرعة عند ظهور أي تهديد. هذه مناورات دورية نُجريها في مناطق مختلفة من سيادتنا الوطنية لضمان تغطية كاملة للمجال الجوي، وهذه المرة نركز على جنوب شرق البلاد. »
رغم تأكيد الجيش الإسباني أن هذه المناورات لا ترتبط بالوضع الجيوسياسي الحالي والتوترات الدولية، فإن النسخة الحالية من « عين النسر » تبدو أكثر طموحًا من سابقتها. ويشير القائد ليرا إلى أنه تم توسيع نطاق العمليات ضمن ما يُعرف باسم « التواجد المعزز ليفانتي 25-1″، مستغلين تزامنها مع أنشطة عملياتية أخرى.
على أي حال، عند الإشارة إلى الجنوب، حرصت وزارة الدفاع على التأكيد بأن هذه التدريبات « لا تستهدف المغرب أو أي جهة معينة ». ووفقًا للتصريحات المذكورة، فإن هذه المناورات تهدف بشكل أساسي إلى « تعزيز الدفاع الجوي لإسبانيا في مواجهة هجوم محتمل من الجناح الجنوبي ».
وهذا يعني أنها تهدف إلى التصدي، على سبيل المثال، لهجوم محتمل من قبل مجموعة إرهابية قد تتمكن في لحظة معينة من إطلاق سرب من الطائرات المسيرة ضد الأراضي الإسبانية، أو لمواجهة وجود مجموعات مسلحة شبه عسكرية.
كما تم التطرق في التصريحات إلى إمكانية اندلاع حرب بين المغرب والجزائر، وهو سيناريو قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
ويشمل الانتشار الموسع وحدات إضافية من الجيش والبحرية، منها المجموعة التكتيكية في سبتة ومليلية، إضافة إلى مجموعة القتال « ديدالو »، وهي قوة بحرية كانت في طريقها إلى قاعدة روتا البحرية بعد انتشارها في شرق البحر المتوسط. وبما أنها كانت تُبحر عبر بحر البوران، فقد انضمت إلى جهود المراقبة والردع.
تضم مجموعة القتال « ديدالو »: حاملة الطائرات خوان كارلوس الأول؛ الفرقاطة « بلاس دي ليزو » (F100)؛ الفرقاطة « فيكتوريا » (من فئة سانتا ماريا)؛ والفرقاطة « خوان دي بوربون » التي تقوم بمراقبة الطائرات المقاتلة المشاركة في التدريبات
وتشارك في مناورات « عين النسر » مقاتلات من طراز هارير (Bravo) من على متن حاملة الطائرات خوان كارلوس الأول، حيث تنفذ عمليات دفاع جوي وإنزال برمائي بالقرب من جزيرة البوران.
كما قامت البحرية الإسبانية بنشر الفرقاطة « كناريس »، والغواصة « غاليرنا »، وذلك ضمن مهمة « حارس البحر » التابعة لحلف الناتو، لمواصلة عمليات المراقبة البحرية تحت إشراف قيادة العمليات من قاعدة قرطاجنة.
من جانبه، نشر سلاح الجو الإسباني طائرات مقاتلة من طراز يوروفايتر C16 التابعة للسرب 11 في قاعدة مورون دي لا فرونتيرا (إشبيلية)، والتي تمركزت في قاعدة سان خافيير (مورسيا) للمشاركة في التدريبات. « نقوم بتدريبات على أنظمة الإنذار السريع (Quick Rapid Alert)، بحيث تكون الطائرات المقاتلة في الجو خلال أقل من 15 دقيقة لمواجهة أي اختراق جوي أو تصرف غير تعاوني، بهدف اعتراض أي تهديد محتمل في أسرع وقت ممكن ».
وعلى الرغم من أن المقاتلات تُحلّق مسلحة، وأن الجيش البري ينشر أنظمة دفاع جوي مثل HAWK، Patriot وMistral، فإن القائد ليرا يؤكد أن هذه المناورات لا تتضمن إطلاق ذخيرة حية، بل تركز على تحسين التنسيق والتكامل بين فروع الجيش الثلاثة.
رغم عدم رصد أي تهديدات مباشرة للمجال الجوي الإسباني، يشير مسؤول قيادة العمليات إلى ضرورة الاستعداد لأي طارئ يتطلب تفعيلًا سريعًا للقوات المسلحة. « يمكن أن تظهر الأزمات ضمن ما يُعرف بـ المنطقة الرمادية، حيث تُنفَّذ أنشطة عدائية غير تقليدية دون الوصول إلى مستوى الصراع العسكري المباشر. تشمل هذه التهديدات التضليل الإعلامي، الهجمات السيبرانية، أو محاولات تخريب البنية التحتية للاتصالات ».
وأضاف أن القيادة العملياتية، بما في ذلك قيادة الفضاء الإلكتروني، تعمل باستمرار على رصد أي تهديدات من هذا النوع، والتي قد تشمل هجمات من قراصنة إلكترونيين أو جهات مدنية يصعب تحديد مصدرها أو تصنيفها كعمل عدائي رسمي.
كلمات دلالية أسلحة إسبانيا المغرب تسلح جيوش صراعات