دشـّـن معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أعمال مشروع: “المتحف الدولي للقرآن الكريم” وذلك في مقر الرابطة بمكة المكرمة.
وبدأت أعمال التدشين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلا ذلك الكلمة الافتتاحية لفضيلة د. محمد العيسى قال فيها: لقد تمت دراسة فكرة هذا المشروع الرائد الذي يُعَدُّ من وجهة نظرنا الأول من نوعه، وذلك بالنظر لمحتواه ومستهدفاته من قبل وكالة الرابطة لخدمة الكتاب والسنة، لينطلق في بدايته التأسيسية من داخل المقر الرئيس للرابطة بمكة المكرمة حيث مهبط الوحي والقبلة الجامعة.

مؤكداً فضيلته أن الرابطة حسنة من حسنات المملكة العربية السعودية أهدتها للعالم الإسلامي، والرابطة بحمد الله في مزيد من العمل الإسلامي على ضوء رؤيتها ورسالتها وأهدافها وقيمها، تنطلق من محضنها الكبير مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، فأجزل الله مثوبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود “يحفظهما الله” على ما قدموا ويقدمون للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.

وأوضح معاليه بأن زوار مبنى الرابطة سيتمكنون من الاطلاع على محتويات المتحف، كما سيتجول في وقت وجيز حول العالم من خلال فروعه الدولية الدائمة وليست المؤقتة، مشتملاً في كل محطة يُشَرِّفُها على ما تحتاجه من المحتوى وفق استطلاعات الرابطة من خلال توصيات مراكزها وفروعها ومنسوبيها حول العالم.
وأضاف معاليه: يستهدف المتحف في (فروعه العالمية على وجه الخصوص) التعريف بالقيم القرآنية، والأحكام الحكيمة التي تضمنتها آيات الذكر الحكيم، قال الله تعالى: “ونزَّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلِّ شيءٍ، وهدىً ورحمةً وبُشرى للمسلمين”، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “كان خُلقه القرآن”.
وأردف معاليه: سيضم المتحف مشتملات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وهي المدعومة بالحقائق العلمية المقطوع بها، مع جانب مهم آخر، وهو استعراض الاستفسارات الأكثر تداولاً عن القرآن الكريم من قبل غير المسلمين، سواءً كان ذلك بإعدادها المُسبق، أو تلقي الاستفسارات لاحقاً من قبل الزُّوار، أو عبر وسائل التواصل، ومن ثم الإجابة عليها، وستكون الإجابة على نوعين: منها ما هو في نفس اللحظة عن طريق العلماء والباحثين العاملين في كل فرع، أو عن طريق اللجان العلمية المتنوعة بحسب موضوع كل استفسار.

اقرأ أيضاًالمملكة“النقل”: إجراء 217348 عملية فحص لأنشطة النقل البري والبحري خلال يوليو 2023

وأضاف فضيلته بأن المتحف يشتمل على شهادات “موثقة” لأبرز الشخصيات العالمية غير الإسلامية، والتي عبَّرَت عن انطباعاتها حول الكتاب الكريم، وهي رموز متنوعة في اختصاصها ووازنة في صدقيتها وتأثيرها، والمسلم لا يحتاجها لكونه بحمد الله على عقيدة راسخة بكتاب ربه جل وعلا، وإنما غيرُ المسلم لتصله الشهادة في هذا من بني جنسه وبمعنى آخر ممن يُصَنِّفُهُ كشاهدٍ محايد، ليطلع عليها بحيثياتها العلمية والمنطقية.
وسيكون المتحف في غالب فروعه الدولية موجهاً لغير المسلمين، كما سيتم استخدام وسائل التقنية الحديثة في العرض، وبعدة لغات.
وتضمنت الدراسة المعدّة الحاجة الملحّـة لمثل هذا المُتحف وتحديداً في العصر الحديث؛ بوصفه حسب الدراسات الاستطلاعية سيُصبح فريداً من نوعه خاصة أن فروعه الدولية موجهة في الغالب لغير المسلمين.
وقد رصدت الرابطة عدداً من الاستفسارات العالقة التي تتوافر إجاباتها لدينا بحمد الله، وهنا نشير إلى أن عدداً من الجهلة والمغرضين وظفَّوا تلك الاستفسارات للنفخ فيها بسياقات مسيئة، جاء ذلك عبر عدة منصات، وذلك لمحاولة النيل من الإسلام، وهي إيرادات في غاية البطلان والسقوط أمام الحق والروح الهادية والجامعة والقيم العالية التي اشتملت عليها آيات الذكر الحكيم، أمام كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
كما أوضح معاليه بأن المتحف سيتضمن سرداً تاريخياً لمخطوطات المصحف الشريف، والاسهامات العالمية في خدمتها، وكذا استعراض أهم مخرجات المؤتمرات والملتقيات والمحاضرات والمؤلفات ذوات الصلة بالقران الكريم وعلومه، ويكفي أن مجموع ما تم رصده من قبل الرابطة من الرسائل الجامعية في علوم القرآن الكريم حتى تاريخ هذا التدشين يناهز الخمس عشرة ألف رسالة علمية، ولا نعلم حسب الاستقراء التام والتتبع الدقيق أن كتاباً تمت خدمته على هذا الوصف مثلما تمت خدمة القرآن الكريم ولا قريبٍ من ذلك.

وأضاف معالي الشيخ د. محمد العيسى قائلاً: شارك في إعداد مشروع هذا المتحف إدارة شؤون المجلس العالمي لشيوخ الإقراء التابع لرابطة العالم الإسلامي، مؤكداً بأنه سيكون للمتحف هيئة استشارية تضم عدداً من كبار علماء العالم الإسلامي وفي طليعتهم أعضاء الهيئة العليا لوثيقة مكة المكرمة، معقباً فضيلته بأن من مهام المتحف كذلك:
• تنظيم المؤتمرات والملتقيات والمحاضرات حول العالم، وكذلك الحوارات الهادفة والمثمرة.
• نشر البحوث والدراسات والمطويات التعريفية، ومن ذلك حصر الإجابات عن الاستفسارات وهي المشار إليها سابقاً، وموسوعة القيم في القرآن الكريم، مشتملة على الموقف من غير المسلمين، وما يثار في هذا من شبهات تَبْطُل تماماً أمام النظر الصحيح في معاني الكتاب الكريم والتي تمثلها سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سُنته المطهرة وسيرته العطرة.
• إنتاج الأعمال الفيلمية التعريفية والتعليمية.
وتابع معالي د. محمد العيسى: هداية القرآن الكريم أوضح من مُحَيَّا النهار، غير أن السياق المعاصر تطلب إبرازها في عرض يراعي تحولاته الأخيرة، نعم نعلم أن هناك معارض ومتاحف أخرى عن القرآن الكريم لكن هذا المتحف يتميز بدوليته من خلال فروعه حول العالم “هذا من جهة”، كما يتميز عن غيره بأمرين آخرين، وهما محتواه ومستهدفاته التي راعت التحولات المعاصرة وبخاصة سجالاتها الأخيرة.
حضر أعمال تدشين المشروع قيادات الرابطة والشخصيات العلمية العالمية المنضوية تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية العالم الإسلامی القرآن الکریم غیر المسلمین حول العالم من قبل

إقرأ أيضاً:

الدكتور العيسى: وثيقة مكة ترسي حقيقة الإسلام

أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، اليوم، أهمية وثيقة مكة في توحيد الصفوف الإسلامية، ودورها في إرساء حقيقة الإسلام التي تدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في ندوة حوارية تحت عنوان “وثيقة مكة”، ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024م، الذي يقام تحت شعار “الرياض تقرأ” ويستمر في رحاب جامعة الملك سعود حتى 5 أكتوبر الجاري، وأدار الحوار يوسف الغنامي.
وأوضح العيسى أن وثيقة مكة تميزت بالنوعية حيث جمعت المذاهب والطوائف الإسلامية كافة، وحضر لها 27 مذهبًا وطائفة، من أكثر من 139 دولة حول العالم، لمناقشة موضوعات مهمة جدًا في الساحة الإسلامية، وقضايا تتطلب من الأمة إجماعًا حولها، وكان لابد من الرابطة أن تقوم بمسؤوليتها في جمع كلمة الأمة الإسلامية في سياق علمائها، ولاقت الإجماع والتوفيق والتسديد، حيث كان هناك إقرار من العالم الإسلامي لهذه الوثيقة.
وبين معاليه أن الوثيقة تعدّ امتدادًا تطبيقيًا لأرض الواقع، حيث انتفع بها العالم الإسلامي سواءً في الدول الإسلامية أو دول الأقليات، لافتين النظر إلى أن ذلك تجلى في اعتمادها بعدد من المراكز في الكيانات الإسلامية، كما حصلت على حفاوة من غير المسلمين؛ كونها تدعو إلى الخير وأوضحت حقيقة الدين الإسلامي التي تلج إلى القلوب.
وسلط الضوء على عدد من مضامين الوثيقة، التي تركزت على معالجة عدد من القضايا العالمية، وتعمل على توحيد الجهود للتصدي لها، حيث لم يستطع أحد أن يواجه العلماء الإسلاميين مع هذه الوثيقة ومضامينها الشاملة، التي انطلقت إلى أهمية أن يعي الجميع أن التنوع بالمذاهب هو طبيعة الحياة، وأن الحوار المثمر هو الطريق للوصول إلى حياة هادئة؛ من أجل سلام ووئام المجتمعات العالمية.
ونوه معاليه بالوثيقة في تعزيزها للآفاق الإسلامية بالمدارس لمواجهة أفكار الاقصاء المجرد، إذ حملت الوثيقة هذه المفاهيم ودعت إلى حوار بنّاء وألفة إسلامية واستيعاب للحكمة الربانية في الاختلاف والتنوع، لافتين الانتباه إلى أن هذه الوثيقة مهدت إلى وثيقة أخرى وهي “وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” التي استبشر العالم الإسلامي خيرًا بصدور إقرار منظمة التعاون الإسلامي والإشادة بها لما تحمله من خير للأمة الإسلامية باختلاف تنوعهم المذهبي.

مقالات مشابهة

  • المملكة تفوز باستضافة مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين 2026
  • بدء تصفيات مسابقة القرآن الكريم ببركاء
  • انطلاق المشروع المستمر لتحفيظ القرآن الكريم في رأس الخيمة
  • انطلاق الدورة الـ”31″ للمشروع المستمر لتحفيظ القرآن الكريم في رأس الخيمة
  • 20 تحفة في «نوادر مخطوطات» مجمع القرآن الكريم
  • الدكتور العيسى: وثيقة مكة ترسي حقيقة الإسلام
  • المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم.. الموعد والجوائز
  • وزير الأوقاف: خدمة القرآن الكريم وأهله من أفضل الطاعات
  • «أوقاف مطروح» تكرم 200 طفل من حفظة القرآن الكريم في مدينة النجيلة (صور)
  • أدلة تفضيل سيدنا محمد على الأنبياء من القرآن الكريم