أوكرانيا تستهدف بوتين في أضعف نقاطه.. وقد تهزمه
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
بينما تتجه كل الأنظار إلى الحرب البرية في أوكرانيا، فإن الجائزة الإستراتيجية الكبرى لكييف يمكن أن تكون في البحر، وهو أمر استثنائي لدولة لا تمتلك أسطولاً بحرياً تقليدياً.
استهداف اقتصاد الحرب الروسي هو عمل مشروع للدفاع عن النفس
في غضون يومين، تعرضت سفينتان روسيتان كبيرتان لهجوم بحري بطائرات من دون طيار تعملان في محيط نوفوروسيسك، ميناء النفط الروسي الرئيسي على البحر الأسود والذي يصدر 600 ألف برميل يومياً.
ويقول الكاتب ريتشارد كمف في مقاله في صحيفة "تلغراف" إن هذه الهجمات تكشف ضعف روسيا في البحر والفرصة المحتملة لإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة بها، مشيراً خصوصاً إلى الهجوم على ناقلة النفط "سيغ"، التي يعتقد أنها كانت تبحر إلى فيدوسيا على ساحل القرم لتحميل شحنة من وقود الطائرات.. وسيكون لإتلاف أو حتى غرق السفن مثل "سيغ" و "أولينيغورسكي غورنياك" تأثير على اللوجستيات العسكرية الروسية، لكن العواقب تتجاوز ذلك بكثير.
Russia's "Olenegorsky Gornyak" - Ropucha class large landing ship Project 775 - has been damaged as a result of an uncrewed surface vessel attack near Novorossiysk pic.twitter.com/EdaQXj6v1E
— Giorgi Revishvili (@revishvilig) August 4, 2023وقبل ساعات فقط من إصابة "سيغ"، أصدر المكتب الهيدروغرافي الحكومي الأوكراني تحذيراً من أن ساحل البحر الأسود الروسي بأكمله، من تامان إلى سوتشي، أصبح الآن منطقة "حربية" لجميع السفن. وجاء ذلك بعد إعلان من وزارة الدفاع الأوكرانية في يوليو (تموز) أن جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الخاضعة للسيطرة الروسية على البحر الأسود، قد تعامل على أنها تحمل شحنات عسكرية.
ويرى الكاتب أن ذلك قد يكون بمثابة رد كلامي على تهديدات موسكو للشحن المتجه إلى الموانئ البحرية الأوكرانية، لكن مع الضربتين بطائرتين من دون طيار في غضون أيام قليلة، وربما يتبعه المزيد، قد يكون التحذير الأخير كافياً لردع العديد من سفن الشحن المدنية من الوصول إلى أي ميناء في المنطقة المحددة، ما يتسبب بصدمة شديدة للاقتصاد الروسي.
???????? "The greater strategic prize for Kyiv could well be found in the war at sea." | Richard Kemp https://t.co/7cctPrS82r
— The Telegraph (@Telegraph) August 7, 2023ولفهم حجم هذا التهديد لموسكو، يشير الكاتب إلى وجوب متابعة صادرات النفط التي صارت شريان الحياة لعائدات الحكومة الروسية.. تولد تجارة النفط، وخصوصاً مع الصين والهند، العملة الأجنبية اللازمة للحفاظ على توازن الروبل، وعلى الرغم من كل الحديث عن خطوط أنابيب روسية، لا يزال بوتين يربط موانئ البحر الأسود بشحن كميات هائلة من النفط إلى الخارج، إذ لا يمكن تعويض أي انخفاض مفاجئ في هذه السعة بخطوط أنابيب جديدة، يستغرق بناؤها سنوات أو عقوداً.
استهداف النفط الروسيوكان متوقعاً وصف موسكو هجمات الطائرات من دون طيار في البحر الأسود بأنها إرهابية، علماً أن الكاتب يعتبر أن هذا الوصف ينطبق بدقة على تهديدات روسيا، ضد صادرات الحبوب الأوكرانية والهجمات المكثفة مؤخراً ضد البنية التحتية للحبوب، والتي تهدف إلى عدم شل اقتصاد كييف فحسب، ولكن للضغط على الغرب من خلال تجويع العالم.
لكن استهداف اقتصاد الحرب الروسي هو عمل مشروع للدفاع عن النفس، طالما أن أوكرانيا تلتزم بقوانين الحرب في حملتها البحرية، ويرى الكاتب أن على كييف أن تذهب أبعد من ذلك، من خلال تصعيد الضربات وتحويل استهداف النفط الروسي إلى جبهة جديدة رئيسية في الحرب.
وخلص الكاتب إلى أنه بتحديده أهدافه الإستراتيجية المختلفة، سيتعين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن يوازن بين الرغبة الطبيعية في إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالعدو، والحاجة إلى الحفاظ على دعم حلفائه.. لكن المؤكد أنه حدد بشكل صحيح أضعف نقطة لبوتين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
سفارة أوكرانيا في لبنان تعلّق على الهجوم الروسي على أراضيها في الميلاد
علقت سفارة أوكرانيا في لبنان، على الهجوم الذي استهدف بلادها خلال عيد الميلاد، معتبرة انه "إنتهاك للقيم الأخلاقية وعدم احترام للقيم الإنسانية".
وقالت في بيان: "عيد الميلاد هو وقت يرتبط تقليديا بالسلام والمحبة. ومع ذلك، أظهرت أحداث 25 كانون الاول تجاهلا صارخا لهذه المبادئ. الهجمات الصاروخية والضربات بالطائرات المسيرة التي شنتها روسيا على أوكرانيا خلال هذا اليوم المقدس لم تكن مجرد عمل عدائي، بل كشفت أيضا عن ازدراء عميق للقيم الأخلاقية الأساسية".
واعتبرت أن الهجوم في هذا اليوم، يمثل انتهاكا متعمدا ليس فقط للقواعد الإنسانية الدولية، ولكن أيضا للمبادئ الأساسية للإنسانية. مضيفة: "أُطلقت أكثر من 70 صاروخا، بما في ذلك صواريخ باليستية، وأكثر من مئة طائرة مسيرة استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. هذه الهجمات لم تعرض حياة المدنيين للخطر فحسب، بل زادت أيضا من معاناة الناس اليومية، وتركهم دون تدفئة أو إضاءة خلال أشهر الشتاء القاسية. مثل هذه الأعمال تؤكد نية روسيا في خلق أكبر قدر ممكن من المعاناة والفوضى بين السكان المدنيين".
وتابعت: "الهجمات واسعة النطاق على أوكرانيا في 25 كانون الاول، لم تكن مجرد جريمة حرب؛ بل كانت رمزًا للتخلي الكامل عن المعايير الأخلاقية التي تلتزم بها الإنسانية الحديثة. في هذا اليوم، شهد العالم مرة أخرى كيف يمكن للإجرام والنفاق أن يحاولا طمس نور الأمل وحسن النية. ومع ذلك، يبقى صمود الشعب وإيمانه وسعيه لتحقيق العدالة أقوى من أي إرهاب".