بقلم: د. عمر بادي
Badayomar@yahoo.com
المؤتمر الصحفي الذي عقده بعض وزراء الحكومة الحالية في بورتسودان قبل يومين يبدو أن الغرض منه كان دحض ما تتناقله الوكالات و المنظمات الدولية عن مثالب إفرازات الحرب الدائرة علي المواطنين و علي الوطن، و مثال لذلك حديث وزير الزراعة عن توفر محصول الذرة و تقارب الإنتاج منه مع إستهلاكه و على ذلك يبقى الحديث عن مجاعة المواطنين مجرد شائعة مغرضة!
سبق هذا المؤتمر الصحفي بيان من وزارة الخارجية السودانية قبل ثلاثة أيام أن الحكومة تلقت دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في محادثات في جنيف في منتصف شهر أغسطس القادم لوقف إطلاق النار و فتح مسارات للمساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، و أن الوزارة سوف تجري مشاورات مع الجهات الأخرى قبل الرد على هذه الدعوة.
اليوم تعقّد الأمر برفض قيادة الجيش السوداني لطلب من المبعوث الأمريكي الخاص للسودان و من مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالإلتقاء مع البرهان في مطار بورتسودان و سبب الرفض هو إصرار قيادة الجيش أن يكون اللقاء داخل المدينة في بيت الضيافة و ليس في المطار!
الأمر في غاية الوضوح و لا يخلو من المماطلة لإفشال وقف الحرب الذي لا يريده الكيزان و الفلول و من سايرهم من أصحاب المصالح الذاتية الذين لا يهمهم ما يحدث في البلاد و للعباد جراء الحرب من تدمير و نهب و نزوح و لجؤ و هلاك للزرع و الضرع و تردِ للمعيشة و جوع بسبب توقف صرف المرتبات و هبوط قيمة الجنيه و غلاء للأسعار .... وضع يجبر الحرة أن تبيع أغلى ما لديها في جسدها للجنود من أجل إطعام أبنائها، كما ورد في الصحافة العالمية.
بعد كل ذلك يأتي وزير الزراعة في مؤتمره الصحفي و يقول أن أمر المجاعة في السودان شائعة مغرضة!
لا بد من وقف هذه الحرب اللعينة، خاصة و أن موقف الجيش فيها صار لا يحسد عليه، فلتقف إن لم يكن بالجزرة فليكن بالعصا!
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً: