جعجع: من عطل التحقيقات في انفجار المرفأ يعطل الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الأطراف نفسها التي عطلت التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت تعطل انتخابات رئاسة الجمهورية"، وأوضح أن "هؤلاء الأطراف لا يريدون انتخابات رئاسية حقيقية، بل يريدون ترتيب الأمور في الغرف المظلمة لاختيار رئيس الجمهورية بشكل صوري"، وقال: "نحن نعيش في الوقت الراهن مأساة كبيرة، صحيح أن مأساة انفجار المرفأ كبيرة، إلا أننا نعيش في كل يوم مأساة من الفريق نفسه وهو فريق الممانعة، الذي (اسمه على كسمه)، هذا فريق ضد كل شيء ويمانع كل شيء إلا ما يقوم به هو لغاية في نفس يعقوب، يعقوب غير اللبناني".
وشجب "عرقلة مسار التحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت"، مشيرا إلى أن "العديد من المرجعيات السياسية تدخلت ومارست الضغط لعرقلة إصدار القرار الظني أو لاستكمال بعض الإجراءات القضائية والقانونية المعينة"، وقال:"هل يمكن بعد وقوع مأساة بهذا الحجم، وأنا لا أطلق عليها توصيف جريمة فقط لأنها جريمة ومأساة بهذا الحجم، أن يتدخل البعض لعرقلة مسار التحقيقات؟ الحقيقة أن البعض تدخلوا كي لا تستكمل التحقيقات في هذه الجريمة". وأعرب عن "أمله في أن يصدر قاضي التحقيق المولج في هذه القضية قراره الظني على الرغم من كل الضغوط"، وقال:"مهما طال الزمن، ومهما حاولوا تعطيل التحقيقات إذا ليس اليوم بعد شهر، وإذا لم يكن بعد شهر فبعد ستة أشهر وإن لم يكن بعد ستة أشهر فبعد سنة، سنستمر بالمطالبة والضغط إلى حين معرفتنا الحقيقة بما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت، وأن يتم إحقاق الحق كما يجب".
وأكد "الأهمية القصوى لتحقيق العدالة ومعرفة الحقيقة في قضية انفجار مرفأ بيروت"، وأعرب عن "التزامه الشخصي وحزبه مواصلة المطالبة بإحقاق الحق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة، مهما طال الزمن ومهما كانت الضغوط".
وتطرق جعجع إلى الوضع الحالي في الجنوب، معتبرا أنه "مشابه للوضع الذي واجهته البلاد عقب انفجار مرفأ بيروت"، وأوضح أن "الحكومة لم تتخذ قرارا بالحرب الدائرة في الجنوب، وأن هناك بعض الأطراف التي تتصرف خارج الأطر الشرعية والقانونية وبتفرد من دون مشاركة بقية اللبنانيين في اتخاذ القرارات"، وقال:"ليس هناك من أسباب لبنانية موجبة لهذه الحرب. وفي هذا الإطار لا يزايدن أحد على الآخرين، خصوصا اليوم في ظل هذا الحضور من بيروت، بالقضية الفلسطينية، فهي القضية الأولى في ما يتعلق بنا جميعا".
وقال:"القضية الفلسطينية بحاجة لتفكير أعمق وطرق أفضل، وقبل كل شيء صدق تجاه هذه القضية وليس أن تستعمل لغايات في نفس يعقوب، يعقوب غير اللبناني، ومرام أخرى مختلفة تماما عن جوهر هذه القضية"، وأكد أن "ممارسات فريق الممانعة تعيق تحقيق العدالة وتضع لبنان في موقف خطير"، وأشار إلى أن "بعض النواب تقدموا بعريضة إلى رئيس مجلس النواب من أجل دعوة لجلسة لمناقشة الحكومة بشأن ما يحدث في الجنوب، ولكن الدلائل تشير إلى أن طلبهم سيقابل بالرفض"، معتبرا أن "هذا الرفض غير قانوني، وأن المرجع الوحيد القادر على رفض عريضة نيابية موقعة من 10 نواب لعقد جلسة لمناقشة الحكومة هي الهيئة العامة لمجلس النواب فقط". وكان جعجع قد استهل كلمته بالحديث عن أهمية هذه المناسبة، مشيرا إلى أن "هناك بعض المناسبات تكمن أهميتها بالكمية وهناك مناسبات أخرى تكون أهميتها بالنوعية"، وأوضح أن "عشاء بيروت الثانية له أهمية كمية ونوعية"، وذكر أنه "في كل يوم يكون لحزب القوات اللبنانية عشاء ينظم في مكان ما، أو نشاط اجتماعي أو حزبي أو سياسي معين، إلا أن هذا النشاط له خصوصية، حيث أن بيروت لها مكانة عزيزة على قلوبهم".
أضاف: "حتى الأمس القريب كان البعض يحاول إبعادنا عن بيروت الثانية، على الرغم من أنه في نظري شخصيا ليس هناك بيروت أولى وبيروت ثانية باعتبار أن بيروت هي بيروت. بيروت واحدة بغض النظر عن أي تقسيمات إدارية فالتقسيم الإداري يبقى في نهاية المطاف تقسيما إداريا ونلجأ له لأسباب إدارية ولكن المهم هو الروح، وبالروح تبقى بيروت واحدة بغض النظر عن التقسيمات والتوزيعات الإدارية التي نلجأ لها لأسباب عملية لا أكثر ولا أقل". تابع: "بيروت هي العاصمة الوحيدة للبنان، وهي بيروت الإشعاع والحقوق والحق والحقيقة"، وشدد على أن "بيروت واحدة وأن كل محاولات تقسيمها أو تقسيم اللبنانيين لن تؤتي ثمارها، بيروت ستظل رمزا للوحدة والقوة في وجه الصعاب". وختم بتوجيه تحية فردية لكل الحاضرين، مشيدا ب"الصمود والشجاعة التي أظهرها أنصار الحزب في بيروت رغم كل الصعوبات". وقال: "أتمنى لكم أن تمضوا سهرة هادئة، وآمل من الله أنه وبجهودنا جميعا نكمل على طريق النضال للوصول إلى لبنان الذي نريد، لبنان الإزدهار والحضارة والبحبوحة. يعطيكم مية ألف عافية، ونلتقي وجها لوجه إن شاء الله عندما تسمح لنا الظروف". ثم تحدث منسق بيروت ايلي شربشي وشدد على "أهمية الإيمان بالنضال من أجل لبنان كوطن للحريات للجميع"، وأكد أن "الولاء يجب أن يكون للبنان فحسب، وأن بيروت تعتبر بالنسبة لنا ضيعتنا ومنطقتنا ومدينتنا، البيت الأول والثاني والأخير، بتعدديتها وعاداتها وتقاليدها وثقافتها"، مشيرا إلى أن "بيروت هي التي نناضل كل يوم للحفاظ عليها لكي ينمو أطفالنا فيها".
ووصف بيروت ب"أنها نبض القلب الذي يعلن أن لبنان لا يزال على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن "الشعب اللبناني يحب الحياة ويرفض الموت ولا يقبل أن يموت إلا ليعطي الحياة للبنان، وأن بيروت هي العاصمة الثقافية ومركز التفاعل الإنساني، أم الشرائع وجوهرة المتوسط الحضارية، شمس الثورة والسيادة والاستقلال منذ العام 1920 وربما من قبل، حتى ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال 2005 وصولا إلى ثورة 17 تشرين"، وذكر ب"أن بيروت هي بيروت بشارة الخوري ورياض الصلح، بشير الجميل وصائب سلام، جبران تويني وفؤاد بطرس، كامل مروة والمفتي حسن خالد، رفيق الحريري وسمير قصير ومحمد شطح. بيروت التي توحدت مع جميع شهداء ثورة 14 آذار ورفضت القمصان السود ومحور الممانعة"، وأكد أن "بيروت هي بيروت الثورة في 17 تشرين ضد الفساد والسلاح والهيمنة والتسلط، وبيروت 4 آب 2020 الساعة 6:20، بعد الانفجار الإجرامي في المرفأ".
وأشار إلى أن "بيروت، بوحدة أهلها وإرادة الصمود ومقاومة الدمار، انتصرت على الموت، ومع أهالي الضحايا والشهداء نواصل المسيرة لمنع تعطيل التحقيق لكي نصل إلى الحقيقة ويحاسب المسؤولون عن تهجير وقتل أهلنا"، ودعا الجميع الى "المشاركة يوم الاثنين 5 آب في الصلاة لراحة أنفس ضحايا وشهداء 4 آب في كنيسة اللعازارية – الأشرفية"، وأكد أن "بيروت تشبه القوات اللبنانية، بيروت السيادة والحرية والاستقلال، وأننا سنعطي أغلى ما لدينا لتبقى بيروت جميلة وحية، وأن بيروت هي بيروتية، وهذا هو النموذج من الحياة بين اللبنانيين، والحفاظ على هذه القيم الراسخة في وجدان النسيج البيروتي الأصيل"، معتبرا أن "حماية بيروت هي مسؤوليتنا مع سائر شركائنا".
وشكر رفاقه في مركز بيروت الثانية لجهودهم المستمرة، و"حفاظهم على الوزنات التي تسلموها من السابقين"، وأعرب عن "تقديره لتضحياتهم رغم مختلف الصعوبات والهموم المعيشية والاقتصادية والظروف السياسية الصعبة"، مؤكدا أنهم "رفضوا مقولة أين هي القوات في بيروت الثانية وعملوا بصمت وشجاعة وجدية والتزام مطلق، وأثبتوا حضور القوات في مختلف أحياء بيروت."
وختم مؤكدا أن "في بيروت حراسا لا يتركون مدينتهم وحدها، وأن القواتيين في بيروت سيبقون مع الناس، أحرارا سياديين لتبقى بيروت حرة سيادية لبنانية".
اما منسق بيروت الثانية ميشال بيضا فأكد "إيمانه العميق بأن لبنان لن يموت طالما هناك شعب ملتزم بقضيته وهويته"، وأشاد ب"تجمع الناس للاحتفاء بتاريخ نعتز به، وحاضر نحرص على الحفاظ عليه، ومستقبل نطمح لبنائه بما يتناسب مع هويتنا ويليق بأولادنا"، مشددا على أن "القوات اللبنانية ليست مجرد شاهد على تاريخ لبنان، بل هي من صناعه، وان الحزب يسعى اليوم أكثر من أي وقت مضى، لمد الجسور مع كل من يشبهه في الولاء للبنان الهوية والقضية، بهدف توحيد الصف والكلمة من دون إلغاء خصوصية أحد"، معتبرا أن في "خصوصية كل فرد مشهدا من تاريخ لبنان، يجب علينا التصالح معه بدلا من إنكاره".
وأشار الى أن "اتفاق الطائف كان خطوة مهمة في طي صفحة الحرب وبناء الدولة"، وأشاد ب"شجاعة القوات اللبنانية في مواجهة الوصاية السورية التي كانت تعرقل قيام الدولة"، وذكر ب"ذكرى خروج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من المعتقل، بعدما أمضى ٤١١٤ يوما في زنزانة صغيرة تحت الأرض"، معتبرا أن "هذه التضحيات كانت كفيلة بكتابة تاريخ جديد للبنان".
وأكد أن "القوات اللبنانية ملتزمة بناء الدولة والتقيد بالدستور والقوانين، وأن تجارب وزراء الحزب ونوابه تعكس هذا الالتزام"، وأوضح أن "هناك اختلافا في الأساليب بين الأطراف، لكن الهدف الواحد وهو بناء دولة قوية، وهذا ما يجسده سمير جعجع بإيمانه وتضحياته ووفائه للبنان"، واشار الى أن "الحزب مستمر في نضاله ضد الاحتلال الجديد للبنان، وضد السلاح غير الشرعي والدويلة، وكل من يتعاون معها"، مشددا على أن "القوات اللبنانية تواجه هذه التحديات بإيجابية لبناء الوطن، وأن يد الحزب ممدودة لبناء البلد، وأنه لن يتمكن من العيش إلا بسواعد أبنائه الحقيقيين، أصحاب القضية والحق".
وختم شاكرا رفاقه في مركز بيروت الثانية على "تعاونهم المستمر لإنجاح الحفل"، وأعرب عن "امتنانه لرئيس الحزب على ثقته ودعمه، مؤكدا أن "القوات اللبنانية ستظل تقول الحق حيث لم ولن يجرؤ الآخرون على قوله، وبيروت ستبقى رمزا لصمود لبنان وحريته".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انفجار مرفأ بیروت القوات اللبنانیة بیروت هی بیروت بیروت الثانیة مشیرا إلى أن فی بیروت مؤکدا أن وأوضح أن وأعرب عن وأکد أن
إقرأ أيضاً:
هل انقلب رئيس غينيا بيساو على منظمة إيكواس؟
قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إن بعثتها في غينيا بيساو قد غادرت البلاد يوم السبت الأول من مارس/آذار الجاري بعد تهديد الرئيس عمر سيسكو إمبالو بطردها.
وكانت إيكواس قد أعلنت أنها أرسلت بعثة إلى غينيا بيساو بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لإيجاد حل يجمع بين المعارضة والحكومة بعد تصاعد الخلافات بشأن توقيت الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وفي الأسابيع الماضية ارتفعت حدة التوتر السياسي في غينيا بيساو بعدما أعلن الرئيس إمبالو أن الانتخابات ستنظم في 30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أي بعد 10 أشهر من انتهاء ولايته.
وتقول المعارضة إن هذا القرار مخالف للدستور الذي ينص على أن ولاية الرئيس مدتها 5 سنوات، وقد استلم إمبالو السلطة في يوم 27 فبراير/شباط 2020 وعليه أن يغادر في نفس التاريخ من الشهر الماضي.
وبعد تصاعد الخلاف، حكمت المحكمة العليا في البلاد بتنظيم الانتخابات في يوم 4 سبتمبر/أيلول المقبل، لكن الرئيس يقول إنه يتمسك بقانون الانتخابات الذي ينص على أنه " تنظم الانتخابات التشريعية أو الرئاسية في الفترة الواقعة بين 23 أكتوبر/تشرين الأول و25 نوفمبر/تشرين الثاني".
وتزامنت مغادرة بعثة إيكواس مع رجوع الرئيس إمبالو من زيارة قام بها إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين وتباحث معه الأوضاع في البلاد والمنطقة بشكل عام، حسب ما أعلنت الصحافة الرسمية للدولة.
إعلانوفي الوقت الذي أشاد فيه إمبالو بالعلاقات الجيدة التي تربط بلاده مع موسكو، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الشركات الروسية تظهر اهتماما متزايدا بالعمل في سوق غينيا بيساو.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا شريكا أساسيا في العملية السياسية في غينيا بيساو، وهي أول من اعترف بنتائج الانتخابات التي نجح فيها الرئيس إمبالو سنة 2020، حيث كان خصومه يرفضون فوزه والقبول به رئيسا منتخبا.
وقد تدخلت إيكواس لاستعادة الأمن والنظام في غينيا بيساو 3 مرات، كان آخرها عام 2022 حيث قامت بنشر قوة لبسط الاستقرار بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة على نظام عمر سيسكو.
وسبق للرئيس إمبالو أن تولى رئاسة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في الفترة الممتدة بين يوليو/تموز 2022 إلى غاية منتصف 2023.
تأجيل الانتخاباتوخلال ولايته الحالية، قام الرئيس إمبالو بحل البرلمان في غينيا بيساو مرتين الأولى في 2021، والأخرى كانت في ديسمبر/كانون الأول 2023، وذلك بعد اشتباكات مسلحة وقعت في العاصمة قيل إنها كانت محاولة للانقلاب على الحكم، واتهم النظام شخصيات من المعارضة السياسية في البرلمان بالوقوف وراءها.
وكان الرئيس إمبالو قد وعد بتنظيم انتخابات تشريعية نهاية عام 2024، لكنه عاد وأعلن تأجيلها بسبب ما قال إنها صعوبات لوجستية ومالية.
ومع انتهاء ولايته، وقرار المحكمة العليا بتاريخ 4 سبتمبر/أيلول كآخر أجل قانوني، قرر أيضا إرجاء الانتخابات حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ولا يزال موقف إمبالو المتعلق بترشحه للانتخابات يلفه الغموض، فقد قال سابقا إنه لن يترشح لمأمورية ثانية بناء على نصيحة من زوجته، لكنه في تصريحات أخرى أكد أنه في خدمة شعبه وإذا طُلب منه شيء فقد لا يمانع.
ومنذ استقلالها عن البرتغال عام 1974 عرفت غينيا بيساو توترات سياسية كثيرة تسببت في 4 انتخابات ناجحة و11 انقلابا فاشلا.
إعلان