القطاع الصحي في الكويت.. نقلة نوعية لمواجهة تحديات عالمية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
المناطق_واس
“نقدم لكم النشرة الصحية لوكالة الأنباء الكويتية، ضمن ملف النشرات الصحية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)”
مع بداية القرن العشرين وضعت أولى لبنات الرعاية الصحية في الكويت عندما شهد العام 1904 بناء أول مستوصف عالج في عامه الأول 3976 مريضاً وأجريت 186 عملية جراحية منها 24 كبرى أعقبه بناء أول مستشفى عام 1912 وافتتاح أول صيدلية أهلية عام 1927.
عقب تشكيل دائرة الصحة العامة عام 1936 وافتتاح أول مستوصف حكومي عام 1939 بدأ الوضع الصحي في الكويت يشهد تطوراً ملحوظاً أعقبه صدور أول قانون تنظيمي للعمل الصحي عام 1944 تضمن 14 مادة شملت الأمور التنظيمية لدائرة الصحة الخاصة بالمجلس الصحي.
بعد تلك الحقبة كانت فكرة إنشاء مستشفى حكومي حلماً يراود أهل الكويت لمواكبة الزيادة السكانية وتم افتتاحه عام 1949 بحضور أمير البلاد -آنذاك- الشيخ أحمد الجابر الصباح، وأطلق عليه مسمى المستشفى الأميري تبعه إنجازات صحية في مختلف فروع الطب والتمريض والخدمات الطبية المساعدة.
ومع تطور الوضع الصحي اهتمت الكويت بابتعاث طلبة المؤهلات العلمية للحصول على درجات علمية في فروع الطب والصيدلة خارج البلاد، إضافة إلى التوسع في تقديم الخدمات الصحية خارج مدينة الكويت وتوفير مراكز الإسعاف والسيارات المتنقلة وإنشاء المستوصفات، وتطوير الخدمات العلاجية والتشخيصية بالمستشفيات.
وفى عام 1961 تحولت دائرة الصحة إلى وزارة الصحة العامة ثم تغير اسمها فيما بعد إلى وزارة الصحة، وتم افتتاح مستشفى الولادة القديم في العام نفسه، ثم مستشفى الصباح في عام 1962، وبعد ذلك تم البدء بنظام التسجيل الصحي والتوسع في عدد المستوصفات والمجمعات الصحية.
وفي الثمانينات افتتح أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -آنذاك- خمسة مستشفيات عامة جديدة هي مستشفى مبارك الكبير والفروانية والعدان والجهراء ومستشفى ابن سينا للجراحة التخصصية.
وافتتح أيضاً المستشفى الأميري الجديد في عام 1984 وبعدها تم إنشاء مركز الطب الإسلامي ومركز أمراض الوراثة ومركز الكويت لمكافحة السرطان ومستشفى الرازي ومركز الكويت لأمراض الحساسية ثم مركز حامد العيسى لزراعة الأعضاء.
وتتوالى الإنجازات في القطاع الصحي حتى خرجت رؤية “كويت جديدة” إلى النور كتوجه موحد نحو مستقبل مزدهر ومستدام تلزم وزارات الدولة ومؤسساتها بتنفيذ ما ورد بها من ركائز لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار.
وتأتي ركيزة (تعزيز صحة ورفاه الجميع) ضمن الركائز السبع للخطة والذي يتحقق من خلال تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية وفق أفضل المستويات العالمية وتعزيز أنماط الحياة الصحية بين جميع فئات المجتمع والتركيز على الصحة العامة وتطوير القدرات الوطنية.
ويندرج تحت هذه الركيزة 20 مشروعاً لتعزيز الصحة تشارك فيها قطاعات الدولة المختلفة بما فيها وزارة الصحة التي يناط بها نحو 14 مشروعاً منها مكافحة الأمراض المزمنة غير السارية والمشروع الوطني للمدن الصحية وجودة الخدمات الصحية وبناء المستشفيات وغيرها من المشاريع.
وتنفيذاً لرؤية كويت جديدة تحرص وزارة الصحة الكويتية على تطوير القطاع الصحي بشقيه الحكومي والأهلي من خلال إصدار العديد من القوانين المنظمة فضلاً عن إنشاء عديد من المستشفيات العامة وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية العالمية لتوفير حياة صحية للمواطنين والمقيمين.
وفي إطار تواصل تطوير القطاع الصحي وتنفيذاً لإستراتيجية الوزارة في توفير أفضل معايير الجودة وتبادل الخبرات مع المؤسسات العالمية قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور عبدالله السند لوكالة الأنباء الكويتية (كونا): “إن ما تشهده الكويت من تطور ملحوظ في مجال القطاع الصحي هو ثمرة جهود حثيثة لتقديم أفضل خدمة ورعاية صحية بخطوات مدروسة وصياغة محاور وأهداف إستراتيجية لضمان الرعاية الشاملة”.
وأضاف الدكتور السند أن الكويت حرصت على سن عديد من التشريعات الكفيلة بتحقيق مفهوم “الصحة المستدامة”، وتولي الوزارة اهتماماً بالغاً بتطوير الكفاءات الوطنية من خلال التدريب والابتعاث وإبرام الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات الصحية المحلية والعالمية كركيزة أساسية؛ لإيجاد كوادر صحية شابة قادرة على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية.
وأوضح أنه تحقيقاً لهذه الغاية تسعى الوزارة لتحقيق مفهوم الصحة المستدامة من خلال رؤيتها المتمثلة في تحقيق الأمن والرفاه الصحي لخدمة الفرد والمجتمع والعمل برسالتها للإسهام في التنمية الوطنية المحققة للرفاه الصحي على أرض دولة الكويت، وتحسين جودة الخدمة الصحية وتطوير منظومتها وتعزيز صحة الفرد والمجتمع، وتكامل نظم المعلومات الصحية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المؤشرات التي حققتها جهود الرعاية الصحية بلغت في كثير منها المستوى الذي يتمتع به المواطن في النظم الصحية المتقدمة، وذلك من خلال توفير مختلف الخدمات الصحية النوعية سواء في الجانب العلاجي أو الوقائي مع تحري أقصى درجات الجودة والكفاءة.
وأكد أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة للارتقاء بالخدمة الصحية المقدمة عبر عدة مرتكزات من أبرزها تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية المتكاملة، والتوسع في الخدمات التخصصية الإنشائية والتطويرية عبر استلام وتشغيل المشاريع الصحية الكبرى من مستشفيات ومراكز علاجية، والتوسع في العيادات التخصصية بمراكز الرعاية الصحية الأولية.
وأشار الدكتور السند إلى مواصلة الوزارة جهودها في مجال التحول الرقمي وميكنة الخدمات الصحية حرصاً وتسهيلاً على المواطنين للحصول على الخدمات الصحية بسلاسة ويسر، فضلاً عن العمل على رفع مستوى جودة وتنوع الخدمات الصحية المقدمة مع التركيز على تعزيز الوقاية من الأمراض وتحسين جودة ونمط الحياة الصحية.
وأوضح أن الوزارة تعمل على تعزيز الشراكات المحلية والإقليمية والعالمية والاستفادة من خبرات المستشفيات والجامعات والمراكز الطبية العالمية؛ لاستمرار تطوير مستوى الأداء الفني والإداري والمحافظة على المؤشرات الصحية التي تتبوأ فيها المنظومة الصحية مراكز متقدمة وفق التصنيفات العالمية.
وأكد الدكتور السند الحرص على مواكبة أحدث المستجدات العالمية ودعم قدرات القطاع الصحي تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة؛ لمجابهة التحديات التي تواجهها الرعاية الصحية وما تتطلع لتحقيقه من أهداف وغايات تتفق من الأهداف العالمية للتنمية المستدامة ذات العلاقة بالصحة.
وأشار إلى اهتمام الوزارة بالتغطية الشاملة في مجال التطعيم ضد الأمراض وبخاصة للأطفال حتى بلوغ السادسة من العمر طبقاً للجدول الزمني المدون بشهادة ميلاد كل طفل من أمراض الطفولة، خاصة شلل الأطفال والحصبة والدرن الرئوي.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أنه نظراً لأهمية الرعاية الصحية الأولية في المنظومة الصحية قامت الوزارة مؤخراً باستحداث قطاع الرعاية الصحية الأولية في الهيكلة الجديدة للوزارة؛ ليكون بوابة التطوير لهذا القطاع الحيوي الذي يعكس أهميته في الارتقاء بالمنظومة الصحية.أخبار قد تهمك دولة الكويت تُدين قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا 8 يوليو 2024 - 9:52 صباحًا أمير الكويت يأمر بتجهيز طائرات لنقل جثامين 45 عاملاً جراء الحريق إلى بلادهم 13 يونيو 2024 - 1:30 مساءً
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: القطاع الصحي في الكويت الكويت الخدمات الصحیة الرعایة الصحیة القطاع الصحی وزارة الصحة من خلال
إقرأ أيضاً:
افتتاح أقسام جديدة في المستشفى التركي بصيدا لدعم القطاع الصحي
أعلن وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض افتتاح أقسام جديدة في المستشفى التركي التخصصي للإصابات والحروق في صيدا، اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، ليشكل المستشفى دعامة إضافية للقطاع الصحي في هذه المرحلة العصيبة التي يتعرض فيها لبنان لاعتداءات اسرائيلية متمادية مما أدى إلى خروج ثماني مستشفيات عن الخدمة بشكل كامل".
وأشار الأبيض إلى ان "الأقسام التي ستبدأ بتقديم الخدمات اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، وستعمل من ضمن برنامجين أساسيين هما: علاج حروق جرحى الحرب ومتابعة مرحلة الترميم والتأهيل بعد العلاج الأولي للاصابات".
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الصحة في المستشفى التركي في صيدا، بمشاركة رئيسة مجلس ادارة المستشفى الدكتورة منى ترياقي، وحضور اعضاء مجلس الادارة وممثلين عن عدد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الداعمة للمستشفى.
استهل الابيض كلمته بـ"الرحمة للشهداء والشفاء العاجل لجميع الجرحى والأمن للوطن"، وقال: "إن الاعتداءات مستمرة على الطواقم الطبية والإسعافية والمنشآت الصحية حيث أدت في الساعات الاخيرة إلى إصابة مستشفى تبنين الحكومي بأضرار جسيمة، وكذلك لحقت أضرار بمستشفى بعلبك الحكومي، فضلا عن استهداف محيط مستشفى حيرام في منطقة صور حيث من المعلوم ان الاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى إقفال ثماني مستشفيات".
وجدد التأكيد ان "هذا الامر هو جريمة حرب تضاف إلى جرائم الحرب الأخرى التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في لبنان"، مذكرا بأن "لبنان قدم عبر وزارة الخارجية شكوى لمجلس الأمن الدولي موثقة بكل الاعتداءات".
وقال: "كان من المهم ان نحافظ على رفع جهوزية القطاع الصحي والقدرة الاستيعابية للمستشفيات، لذلك قررنا افتتاح جزء من المستشفى التركي في صيدا ليبدأ بتقديم الخدمات اعتبارا من صباح غد الثلاثاء".
أضاف: "الأقسام التي سيتم افتتاحها هي قسم الطوارىء للنظر في مختلف المراجعات، جناح جرحى الحرب والحوادث، غرفتان للعمليات وأربع غرف للعناية الفائقة بالجرحى وأربع أسرة لعلاج الحروق، إضافة إلى عيادات لمعالجة الحروق والجرحى وقسم العلاج الفيزيائي".
وذكر بأن "المستشفى كان افتتح في وقت سابق، أقساما للأشعة والعلاج الكيميائي والمختبر، وغيرها من الأقسام".
وأوضح أن "المستشفى التركي سيقدم برنامجين أساسيين هما:
- البرنامج الأول: علاج الحروق في دعامة إضافية للمنطقة بعدما افتتحت الوزارة قسما لهذا العلاج في مستشفى النبطية، الا ان الظروف الأمنية الصعبة في النبطية حتمت افتتاح قسم مواز. البرنامج المرجعي لعلاج الحروق في لبنان موجود في المستشفى اللبناني - الجعيتاوي في العاصمة بيروت.
- البرنامج الثاني: هو البرنامج الوطني لجراحات الترميم والتأهيل بعد العلاج الأولى للاصابات".
وأوضح أن "لبنان تخطى عتبة الـ 13 الف جريح يحتاج عدد كبير منهم إلى عمليات ثانوية وعدة عمليات للتأهيل ومن مهمات البرنامج متابعة كل هذه الأمور".
وأكد الأبيض أن "افتتاح الأقسام الجديدة المذكورة في المستشفى في ظل الظروف الحالية لم يكن بالأمر السهل ولكنه انجاز كبير بالنسبة للقائمين على المستشفى والشركاء، ويشكل خطوة من خطوات لاحقة حتى يتم الافتتاح التام للمستشفى بحضور كل الفاعليات".
وشكر "فاعليات مدينة صيدا وبلديتها والدولة التركية التي قدمت المشروع للبنان بكلفة عشرين مليون دولار، تحت اشراف الوكالة التركية للتنمية تيكا، إضافة إلى ما يبذله الشركاء الدوليون من جهد مشكور".
وشدد على أن "هذه الخطوة تؤكد إصرار وزارة الصحة على تحقيق صمود القطاع ليقدم الخدمات الطبية والاغاثية، وذلك في مواجهة اعتداءات العدو الاسرائيلي الهادفة إلى حرمان أهلنا منها".
وجدد مناشدة "المجتمع الدولي الذي تحصل تحت ناظريه هذه الاعتداءات على المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية، تحمل مسؤولياته بحماية المنشآت الصحية والعاملين فيها".
بعد ذلك، جال الأبيض والترياقي برفقة الإعلاميين على الأقسام التي تم افتتاحها، وقدمت الترياقي عرضا مختصرا عن الخدمات التي ستبدأ هذه الأقسام بتقديمها اعتبارا من يوم غد الثلاثاء.