سودانايل:
2024-09-08@13:35:08 GMT

الدكاترة ولادة الهناء

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

خالد البلولة

(١)
أثناء انتظاري في استقبال مستشفى ابن الهيثم فى شارع الحوادث طبيب العظام ،جاء رجل سبعينى وجلس قبالتى وقبل ان يتوهط فى الكرسى،سالنى (ات من وين؟)قلت(من الجزيرة) تعارفنا،فهو جزيرى الهوى والهوية ونثر عطر محبته وكرمه على المكان وكال المدح والثناء على طبيبه الذى اجرى الله على يديه تشخيص الداء وتحديد الدواء فاصبح يمشى على (مشاية)بعد ان ظل مدة طويلة حبيس الفراش والكرسى المتحرك ولك الحمد يا مستوجب الحمد.

ابو الجيلى هكذا سمى نفسه،روحه عامرة بالايمان التام واليقين المطلق وثقته بالله لاتحدها حدود ويري في طبيبه سمات الوقار و الصلاح قال (الدكتور ده امر عجيب)قلت مستعجبا : ماذا يفعل؟ قال :-عز الدين حسن البين-هكذا نطق اسمه- زول بركة ،جيته مشلول تب،حركة مافى،ادانى امل بان العلاج ساهل وباله طوويل ومهذب وبحترم الزول البجيه وما متقندف).
جاء د.عز الدين سلم على المنتظرين،وقف عند (ابو الجيلى) وطايبه و مازحه واستفسره عن صحته واحواله،جاء عندى تقالدنا بعد غياب،قال لي ابو الجيلي-(دحين جاك كلامى).
قلت له(كلامك صح والله زول زي الدهب المجمر ).
(٢)
تناقلت الوسائط الاجتماعية اسمه ايام هوجة التمكين،لديه تخصص نادر ،يقال هو الوحيد حتى الان فى السودان .يتخذ من الحى الراقى فى وسط الخرطوم مكانا لعيادته،لكن المراجعين لعيادته،تشيء ملامحهم ومظهرهم العام أنهم جاءوا من البيادر البعيدة وليس البنادر القريبة يتلمسون عنده الشفاء باذن الواحد الاحد.ذهبت مع اختى مرافقا وابنها لطبيب روحه عاجباه عجب شديد واخلاقه في راسه نخرته،يتعامل مع المرضى بصلف غريب.
قال ابن أختي للطبيب:-انت قلت كل الفحوصات سليمة (لكن أمي مازالت تشتكى من الالم ماعرفنا المشكلة شنو ؟) فاجاب (ماعارف؟)،قال له:(طيب ساطلب ترحال الان حتى تاتى وتسمع منها) قال الطبيب :(اطلب ترحال واذا زمنى جاء تطلب ترحال وترجعها وما تلومنى).
تحكي امراة كانت تجالسنا فى صالة الانتظار :-(جئت بطفلتى من الشمالية،الدكتور ده ،ماداير يتفاهم ،ماداير يسمع مننا طوالى يقول امشى اعمل صورة ،اعمل رنين افحص).دخلنا اليه بعد ان طلب منا الشخص الذى يعمل معه الدخول وجدناه يخلع نعليه،قبل ان يرد السلاام قال(انتو بتخشوا ساااى قلت له المطوف الشغال معاك ادن لنا بالدخول )قال :(انا داير اصلى)
كتمت غيظى وخرجت،جلسنا ننتظر انتهاءه من اداء الصلاة التى استمرت لنصف الساعة ،طلب منا الموظف الذى يعمل معه الدخول، طلب منا الطبيب ان نرجع ،الا بعد ان ياذن لنا بالدخول .واخيرا سمح لنا بالدخول طلب بقاء شخص واحد فقط مع المريض قلت :(هذه شقيقتى وداير اشرح مشكلتها شنو؟))قال:-(اذا كلامى ما عاجبكم سوقوا مريضكم وممكن ما اشوفها )خرجت منه مراعاة للمريضة وحالته النفسية.
(٣)
ذهبت بأمى ذات مرة الى طبيب جلدية وهو لديها فوبيا تجاه الاطباء والاطباء نوعان هناك،من يحسن زرع الثقة والطمانينة فى قلب مريضه وهناك من ينفر ولا يبشر، اسريت لطبيبها ان أمى محبتها عند السادة البادراب ،فسالته هى عن اسمه،فنطقه كاملا(حسين سليمان بدر) وقال:-(اااها يا حاجة نعالجك بعلاج الدكاترة ولا علاج اهلي البادراب ؟)قالت :-(البجى منك كله سمح )!!
(٤)
فى مستشفى القلب ،باركويت يرسم د. مجدى جميل صورة ذهنية زاهية فى ذاكرة مرضاه ومن ضمنهم والدتى بحسن استقباله وتعامله ولطفه، فتزول رهبتها من الطبيب وتنسى علتها فلم تعد تراجعه الا بعد شهور طويلة ،فجدار الثقة الذى شيده د.جميل بحسن تعامله ،فالمرض يبدو اساس علاجه روح معنوية و حسن تعامل وثقة والباقى ادوية و تغذية جيدة.
ترد امى الجميل وتسدى معروفا لطبيبها مجدى جميل فهى ترى انه يعاملها بطريقة مغايرة مع انه يعامل الجميع بذات الاسلوب قالت (نسيت اجيب ليك الحلو مر).فقال لها (لمن امشى الحصاحيصا لاهلى ,بغشاك واشيل (الحلو مر حقى) !!
اخيرا :-
قال صديق عزيز (بعض الاطباء عندهم احساس بالتعالى والترفع والتميز عن الاخرين الا من رحم ربى كانما يربونهم على ذلك).

khalidoof2016@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة

أن تتصدر مصر القوة الناعمة في أفريقيا، وبفارق كبير عن المركز الثاني، هو الواقع الذي نعيشه والذي تفرضه دروس الجغرافيا وحصص التاريخ.

بعد أحداث 2011 تراجعت مصر كثيراً بقواها الناعمة والصلبة، لتخرج علينا إثيوبيا بالبدء في بناء سد النهضة ولتتحول القاهرة لمرتع لكل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية. مصر الكبيرة تحولت إلى مُستقبِل للأخبار والدعاية والإعلام والفنون، ولو من جنوب شرق آسيا. المطامع كانت تفوق الخيال.. وجاءت ثورة يونيو 2013 لتبدأ مصر في استرداد قواها كاملة، وخلال 11 عاماً فقط حدثت المعجزة، استعادت مصر قوتها الصلبة بجيش وطنى قوى بين الأقوى عالمياً.. وانطلقنا نصنع ونبنى ونزرع ونستهدف 100 مليار دولار صادرات.

أما ما حدث في مجال القوة الناعمة فكان إعجازاً لا يقل عن النجاح الباهر لقوانا الصلبة.. استرددنا عرشنا الذى نستحق على رأس القوى الناعمة الأكثر تأثيراً أفريقياً وقطعاً إقليمياً.. نتيجة شارك في صياغتها كل الدول أعضاء الأمم المتحدة وفقاً لمنهجية علمية وقواعد واضحة لتمنحنا حقاً يفرضه الواقع ويراه البعيد قبل القريب.

الحقيقة أن الشركة المتحدة لعبت الدور الأهم في الوصول لهذا النجاح الكبير والمستحق.. لو بدأنا بالإعلام سنجد إعلامنا المسموع والمقروء والمرئى عاد قوياً راسخاً واصلاً للجميع والأهم مؤثراً.. قناة القاهرة الإخبارية الإقليمية احتلت مكانها في الريادة سريعاً، وقنواتنا المتعددة في كل المجالات لها جمهور لا تغفله العيون، والإذاعة عادت ترفرف على جناح النجاح بعد سنوات من التراجع بل والغياب، والصحافة الورقية، رغم ما تعانيه من أزمات على مستوى العالم، ما زالت موجودة بقوة وما زالت الأقدر على جذب الإعلانات والأكثر موثوقية لدى القراء، والمواقع الإلكترونية، يتصدرها «الوطن» و«اليوم السابع»، تصل لكل بقاع الأرض وتجذب مليارات المتابعات.. وحتى في السوشيال ميديا لدينا شباب قادر على أن يتصدر التريند في المنطقة وأن يجذب اهتمام الجميع.. القاهرة منبع الخبر وأصله والكل يسير خلفها.

أما الفنون المختلفة من السينما للمسرح للمسلسلات للأغانى والموسيقى، فما حدث كان الأصل الذى عاد بريقه.. نجحت الشركة المتحدة والفن المصرى في أن يعود للصدارة وبجدارة، فهذا المكان الذى يستحقه.. ومن يبحث عن النجاح لا يحققه إلا عندما يستعين بالمبدعين المصريين في كل المجالات.. القوة الناعمة لا منافس لها أفريقياً وإقليمياً، وهذا قدرنا.

حتى كرة القدم والرياضة فرضت نفسها بجدارة، والأهلى ببطولاته وجماهيريته والزمالك بشعبيته، ونجومنا المحترفون يتصدرهم أبوصلاح العالمى جذبوا الاهتمام وترقبهم العيون مع كل حركة وسكون.

الثقافة عادت لتتوهج، والتاريخ يحكى قصته ببراعة، والسياحة تتدفق رغم آلام المنطقة كلها حولنا.

عودتنا لصدارة الوجود والتأثير بالقوة الناعمة لم تكن مجرد حلم.. كانت منهج عمل تواصل ليل نهار رغم صعوبة المنافسة وسطوة المال، لكن الاحترافية في الإدارة والمواهب الطبيعية فرضت نفسها، فلا يصح إلا الصحيح.. بالميزانيات المتاحة تمكنت العقول اللامعة والمواهب الحقيقية أن تفرض نفسها وتعود لمكانها الطبيعى في الريادة والصدارة.

واثق أن ما تحقق من نجاح، والذى لم يكن أبداً بالصدفة بل بالعمل الجاد ليل نهار، سيتواصل بلا توقف، فقدرنا أن نكون على القمة، لكن المحافظة على مكاننا الطبيعى تتطلب جهداً لا يتوقف وعملاً مدروساً محكماً لا يمل ولا يكل.. فالمنافسة شرسة، لكن رجالنا ومواهبنا قادرون على مواصلة كتابة فصول النجاح، من القارة السمراء والإقليم إلى كل العالم.

استمرار الدكتور أشرف صبحى وزيراً للشباب والرياضة لم يكن ضربة حظ.. كان اعترافاً بما قدَّمه الرجل ويواصل تقديمه من إنجازات شبابية ورياضية.. عندما يتخيل البعض أن الوزير لا يواجه مشكلات عاتية مستعصية يفاجأون في لحظات بالدنيا تتغير والمشكلات تختفي ليحل النجاح والاستقرار مكانها.

يتحمل الرجل مهمة ثقيلة وغالية لوطن يبنى مستقبله ويضع الأولوية لبناء الإنسان.. والاهتمام بالشباب يحتل الصدارة، والرياضة مصدر للسعادة والنجاح والقوة الناعمة، يعرف الرجل الذى لا تغيب ابتسامته صعوبة المهمة، لكنه يؤمن بقيمة العمل وحده وقدرته على تحقيق النجاح والوصول للأهداف حتى لو رأى البعض أنها مستحيلة.

مقالات مشابهة

  • من غرفة العمليات.. هند رضا تتصدر التريند بفيديو ولادة طفلها
  • خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  • «النتن ياهو» يغامر بالسلام
  • تعرف على شخصية ميدو عادل في مسلسل "إنترفيو"
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر
  • حماية العقول.. من فاقديها ١-٢ (السرقات الأدبية أنموذجًا)
  • سيناريوهات ردع أثيوبيا!
  • جرائمهم تفضحهم رغم حبكتها