تقرير: حسن اسحق

يعاني اللاجئين السودانيين في معسكر قوز بيضة بدولة تشاد من نقص متواصل في الخدمات الاساسية المتمثلة، في نقص الغذاء والدواء، وتوفير مأوي انساني للسكن لهم، رغم المناشدات والتواصل المتكرر مع الجهات ذات الصلة، الا أن الاوضاع ما تزال كما هي، تقول الاغلبية أن استمرار الصراع في السودان، زاد من معاناتهم، رغم الاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق اللاجئين، الا أن المنظمات عليها بذل مجهودا اكبر في سبيل مساعدتهم، وتوفير حياة انسانية تلقي بهم في دولة تشاد التي تستضيفهم.



ونبهت مفوضية اللاجئين إلى أن الوقت يمر بسرعة، مشيرة إلى أنها تحتاج، بشكل عاجل، إلى 80 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الفورية والمتمثلة في بناء ثلاثة مواقع إضافية مزودة بالخدمات الأساسية والبنية التحتية لنقل 150,000 من الوافدين الجدد، وتزويدهم بالمأوي والغذاء والمياه النظيفة والوصول الي الخدمات، الي الصحة والتعليم في معسكرات اللجوء في تشاد.

اتفاقية الخاصة باللاجئين

اتفافية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، بدأت عملية وضع مجموعة من القوانين والاتفاقيات والمبادئ التوجيهية التى تستهدف حماية اللاجئين فى الشطر الأول من القرن العشرين فى ظل عصبة الأمم، وهى الهيئة الدولية التى سبقت الأمم المتحدة، وبلغت ذروتها يوم 25 يوليو 1951، عندما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين.

ماهي حقوق اللاجئين، كما جاء في المواثيق الدولية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مختلف الحقوق التي يتمتع بها طالبو اللجوء واللاجئون لأنهم يلتمسون صفة اللجوء أو لأنهم حصلوا على الحماية كونهم لاجئين، والتي تتحمل الدولة المضيفة مسؤولية ضمانها، هذه الحقوق منصوص عليها في اتفاقية اللاجئين ومعاهدات حقوق الإنسان.

ويعرف قانون اللجوء، هو ما يجمع القانون الدولي العرفي والصكوك الدولية التي تحدد المعايير اللازمة لحماية اللاجئين، وتعتبر اتفاقية عام 1951 وبروتوكولها لعام 1967 المتعلق بوضع اللاجئين حجر الأساس لقانون اللجوء، ويكمّل كل من القانون الدولي للجوء والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.

نداء انساني لعام 2024

وأوضحت مفوضية اللاجئين في نداءها الإنساني لعام 2024 من أجل مساعدة شرق تشاد يعاني من نقص حاد في التمويل حيث تم تأمين 10% فقط من المبلغ المطلوب حتى الآن والبالغ 214.8 مليون دولار"، وأشارت إلى أنها بحاجة ماسة إلى 80 مليون دولار لتلبية احتياجاتهم، واستيعاب 150 ألفا من الوافدين الجدد، بينما صرحت منظمة الهجرة الدولية في 25 يونيو 2024 بأن أكثر من 10 ملايين شخص قد نزحوا داخل وخارج البلاد منذ بداية الحرب.

بعد مرور ما يقرب من العام على اندلاع الحرب الأهلية في السودان، تحتاج تشاد المجاورة بشكل عاجل إلى المزيد من المساعدات الإنسانية وإلى استثمارات تنموية واسعة لتحقيق الاستقرار في البيئة الاجتماعية والاقتصادية الهشة، وخاصة في المناطق الشرقية التي تستضيف اللاجئين، والسماح للبلاد بالحفاظ على سياسة الباب المفتوح التي تتبعها بسخاء تجاه اللاجئين، يوضح اللاجئون في قوز بيضة، أن عددهم يقارب 19 ألف لاجئ.

تقول إحصائيات مفوضية اللاجئين، تم إحصاء أكثر من 553,150 لاجئاً جديداً من السودان بحلول منتصف فبراير، مما يجعل البلاد أكبر مضيف للاجئين الفارين من السودان منذ اندلاع الحرب الضارية في منتصف أبريل 2023.

وتستضيف تشاد بالمجمل الآن 1.1 مليون لاجئ، مما يجعلها أكبر مضيف في إفريقيا نسبة للفرد الواحد، وتشمل الأعداد السودانيين الذين وصلوا قبل الحرب الأخيرة، وآخرين من جمهورية إفريقيا الوسطى، ونيجيريا والكاميرون، كما يوجد في تشاد ما يقرب من نصف مليون نازح داخلياً وآخرين من العائدين.

توضح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في السنة الأولى من الأزمة الحالية، ركزت المفوضية، بالتعاون مع السلطات، على نقل اللاجئين السودانيين بعيداً عن الحدود إلى مناطق أكثر أماناً، وقد تم نقل حوالي 260,000 شخص إلى مواقع جديدة، فيما وسعت المفوضية المواقع القديمة لتشمل الوافدين الجدد.
حسب الإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تمثل النساء والأطفال نحو 90% من اللاجئين، وقد وصل ما نسبته 77 بالمائة من النساء بمفردهن إلى تشاد مع أطفالهن، وقد تعرض العديد منهم لانتهاكات جنسية، بما في ذلك الاغتصاب، ويحتاجون الي دعم شامل.

في شهر مارس الماضي من هذا العام، عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها المتزايد إزاء عبور المزيد من اللاجئين إلى تشاد من دارفور في الأسابيع المقبلة، وسط نقص حاد في الغذاء وغيره من المواد الضرورية.

وصول الخدمات إلى الأشخاص المحتاجين

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن تشاد بحاجة ماسة إلى المزيد من الدعم الدولي لمساعدتها على التعامل مع الزيادة في أعداد اللاجئين القادمين من السودان الذي تعصف به الحرب، ، اطلع غراندي على الوضع الإنساني المتردي الذي يتكشف على الأرض ودعا إلى بذل جهود دولية لتوفير للاجئين.
كشف فيليبو عن بذل الشركاء في المجال الإنساني جهوداً كبيرة لضمان وصول الأشخاص المحتاجين إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة، والمياه، والصرف الصحي، والغذاء، فإن المنطقة تستضيف الآن حوالي 400,000 لاجئ من دارفور، موضحا يشكل التدفق الجديد ضغطاً على الموارد والمجتمعات المضيفة.

أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة

كشف الناشط ابراهيم ادم ان اللاجئين السودانيين بمعسكر الجبل بولاية قوز بيضة بشرق تشاد يعانون من اوضاع انسانية في بالغة الصعوبة، في ظل شح في المعونات الخدمية في المعسكر الذي يضم الآلاف من اللاجئين، قال ابراهيم ، ان الواقع في المعسكر مرير للغاية، مؤكدا أنهم يعانون من مسألة صرف الحصص الغذائية.

يري ابراهيم أن اتفاقية 1951 تعطي اللاجئ حرية العقيدة والتنقل من مكان إلى آخر، والحق فى الحصول على التعليم، ووثائق السفر، وإتاحة الفرصة للعمل، كما أنها تشدد على أهمية التزاماته / التزاماتها تجاه الحكومة المضيفة، وينص أحد الأحكام الرئيسية فى هذه الاتفاقية على عدم جواز إعادة اللاجئين

يوضح ابراهيم أن بروتوكول عام 1967 ازال الحدود الجغرافية والزمنية الواردة في اتفاقية 1951 التي كان لا يسمح بموجبها الا للاشخاص الذين اصبحوا لاجئين نتيجة لاحداث وقعت في اوروبا قبل يناير 1951، بطلب الحصول علي صفة اللاجئ.

أوضاع مزرية للغاية بالنسبة للاجئين

بينما بين عبدالله خميس محمد داؤد الباحث الاجتماعي والناشط السياسي من محلية فوربنقا بولاية غرب دارفور ، ان عدد اللاجئين السودانيين في قوز بيضة يقدر بحوالي 19 ألف لاجئ، وقال أن اللاجئين يواجهون مشاكل في الإيواء، والمعسكر ليس به منظمات تعمل في الحقل الإنساني، هذا أدى إلى المشاكل الاجتماعية وسطهم، وناشد المجتمع الدولي بالنظر إلى الوضع المزري بمعسكر.

يوضح خميس تشمل حماية اللاجئين جميع الأنشطة التي تهدف إلى تحقيق الاحترام الكامل لحقوق اللاجئين، وتشمل الحماية توفير بيئة مواتية لاحترام البشر ومنع أو التخفيف من الآثار المباشرة لنمط معيّن من الإساءة، واستعادة ظروف الحياة الكريمة، إعادة التأهيل، اي يتمتع اللاجئون بحقوق الإنسان.

استمرار تدفق اللاجئين إلى تشاد
في ذات السياق، أوضح الناشط في مجال حقوق الإنسان، ادريس عبدالله، حسب المفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لشهر يونيو 2024، ان الصراع في السودان اجبر اكثر من 600 ألف ،غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، على الفرار إلى تشاد.

اكد ادريس وصول أكثر من 115 ألف شخص مع بداية عام 2024، مشيرا إلى أن تدفق اللاجئين لا يظهر أي علامات على التراجع، حيث عبر نحو 630 شخصا في المتوسط معبر ادري الحدودي يوميا خلال شهر مايو 2024، حسب إحصائية رسمية للأمم المتحدة.
مشيرا الى توضيح، مفوضية اللاجئين أن نداءها لعام 2024 من أجل الاستجابة الإنسانية في شرق تشاد يعاني من نقص التمويل، حيث تم الحصول على 10% فقط من المبلغ المطلوب وقدره 214.8 مليون دولار حتى الآن.

نقص أدوية المرضى
في ذات السياق، تقول الناشطة ابتهال هارون من معسكر قوز بيضة للاجئين أن اللاجئين السودانيين في حاجة إلى مساعدة عاجلة منذ شهر ديسمبر2023، هناك شبه توقف لتدفق المساعدات في المأكل و الأدوية للمرضى، اكبر فئة تتأثر بنقص الادوية، هم كبار السن، والنساء الحوامل، والأطفال حديثي الولادة، ويجب معالجة هذه الجوانب المهمة التي تساعد في إنقاذ حياتهم.

تناشد ابتهال، الأمم المتحدة، والفاو، وأطباء بلا حدود، والمفوضية السامية للاجئين، والأطراف الأخرى، أن تقوم بواجبها الإنساني تجاه هؤلاء المحتاجين، تقول ’’ أن اللاجئين في هذا المعسكر، ليس لهم أي وظائف لتوفير فاتورة شراء الدواء، في معسكر قوز بيضة.
ختاما … قلق الحكومة التشادية

بينما وقالت كيلي كليمينتس، نائبة المفوض السامي اثناء زيارتها لتشاد، لتفقد العمليات ومناقشة جهود الاستجابة مع المضيفين، أشارت بصراحة، الي المسؤولون التشاديون يشعرون بالقلق من وصول المزيد من الأسر السودانية إلى الدولة المجاورة، في السنة الأولى من الأزمة الحالية.

اوضحت كيلي ركزت المفوضية، بالتعاون مع السلطات، على نقل اللاجئين السودانيين بعيداً عن الحدود إلى مناطق أكثر أماناً، تم نقل حوالي 260,000 شخص إلى مواقع جديدة، فيما وسعت المفوضية المواقع القديمة لتشمل الوافدين الجدد، ويوجد حالياً 160,000 لاجئ بانتظار نقلهم إلى مناطق أخرى.

 

 

ishaghassan13@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: للأمم المتحدة لشؤون اللاجئین اللاجئین السودانیین المفوضیة السامیة مفوضیة اللاجئین الوافدین الجدد حقوق الإنسان ملیون دولار المزید من إلى تشاد فی معسکر عام 2024 إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير سويدي: السويد لن تمول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن

ديسمبر 20, 2024آخر تحديث: ديسمبر 20, 2024

المستقلة/- قال وزير المساعدات السويدي بنيامين دوسا لقناة تي في 4 السويدية يوم الجمعة إن السويد لن تمول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن ولكنها ستقدم بدلاً من ذلك مساعدات إنسانية إلى غزة عبر قنوات أخرى.

واتهمت إسرائيل، التي ستحظر عمليات الأونروا في البلاد اعتبارًا من أواخر يناير، الوكالة مرارًا وتكرارًا بالتورط في الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والتي أشعلت الحرب المستمرة في غزة.

وقال دوسا إن قرار السويد بإنهاء تمويل الأونروا كان ردًا على الحظر الإسرائيلي، لأنه سيجعل توجيه المساعدات إلى الفلسطينيين عبر الوكالة أكثر صعوبة.

وأضاف أن السويد تخطط لزيادة مساعداتها الإنسانية الإجمالية إلى غزة العام المقبل.

وقال الوزير “هناك العديد من المنظمات الأخرى في غزة، لقد كنت هناك للتو والتقيت بالعديد منها”، وذكر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة كأحد المستفيدين المحتملين.

أعربت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر عن دعمها للأونروا، مطالبة إسرائيل باحترام تفويض الوكالة و”تمكين عملياتها من الاستمرار دون عوائق أو قيود”.

مقالات مشابهة

  • لازاريني: قرار السويد بوقف الدعم الأساسي يعمق معاناة اللاجئين الفلسطينيين في وقت حساس
  • الأمين العام للأمم المتحدة يبدي الغضب لمقتل 3 من موظفي برنامج الأغذية العالمي في السودان ويقول: عام 2024 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لعمال الإغاثة في السودان
  • وفد أممي رفيع يزور الكفرة للاطلاع على أوضاع اللاجئين السودانيين
  • زيارة مشتركة للأمم المتحدة إلى مدينة الكفرة ومناقشة أوضاع اللاجئين السودانيين
  • السلطات الليبية تناقش مع الأمم المتحدة أوضاع اللاجئين السودانيين في الكفرة
  • الأمم المتحدة تطالب الدول الأوروبية بعدم ترحيل اللاجئين السوريين
  • السويد: لن نموّل الأونروا وسنساعد غزة عبر قنوات أخرى
  • وزير سويدي: السويد لن تمول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد الآن
  • الأمين العام للأمم المتحدة يعيّن مسؤولة أممية عن المفقودين في سوريا ويدعو إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية
  • العراق للأمم المتحدة:لن نسمح بسيطرة الجماعات الإرهابية على سوريا