سودانايل:
2025-03-12@23:24:14 GMT

من طرف المسيد: المدارس زمان

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

بقلم عادل سيد احمد

كانت تجربتي في مدرسة الصحافة غرب ممتازة للغاية، فقد كانت
تلك المدرسة تعج بالطلاب المتفوقين والمبدعين من ذوي المواهب المختلفة والأساتذة المقتدرين الأكفاء.
وقد كانت بيئة المدرسة صالحة جدا لتنمية تلك المواهب والمهارات وكانت العلاقة بين الأساتذة والتلاميذ جيدة للغاية.
كان بالمدرسة مكتبة متنوعة فيها الكثير من كتب الأدب الإنجليزي، وكانت هنالك جمعية أدبية تقام أسبوعيا بإشراف الأساتذة، يُبدي فيها التلاميذ تفوقهم على ذواتهم ويظهرون فيها مواهبهم الكامنة ويفجرون طاقاتهم الإبداعية وبالإضافة إلى ذلك كان هناك أنشطة رياضية تدار بواسطة الأساتذة فقد كان هناك فريق لكرة القدم وفريق للكرة الطائرة ومنافسات تنس الطاولة وكانت هناك جمعية التربية الإسلامية التي تنافسها جمعية الرعاية الاجتماعية الجاذبة للطلاب ذوي الميول اليسارية.


وكانت هناك جمعيات أكاديمية مثل جمعيتي العلوم والرياضيات وغيرهما.
لقد كان الأساتذة يعملون ألف حساب حتى لا ينجرفوا إلى تجنيد الطلاب، رغم أن المدرسة كانت مجال تركيز للإخوان المسلمين، وأذكر أن الأستاذ هاشم الرفاعي، الذي جاهد في حرب الجنوب فيما بعد، كان مشرفا على جمعية التربية الإسلامية بينما أشرف على جمعية الرعاية الاجتماعية الأستاذ حسن علي الطاهر.
وكنت أنا من ضمن تلاميذ جمعية الرعاية الاجتماعية.
وفي الثانوي في مدرسة الجديدة الثانوية بالخرطوم تلاتة كان هناك أنشطة مماثلة بالإضافة لكرة السلة التي يوجد لها ساحة مخصصة في فناء المدرسة. وكنا ندرس الفنون مع الأستاذ القدير وداعة، والتربية الوطنية مع أستاذ عدلي والتربية العسكرية (الكديت) حيث كان بالمدرسة صول بالمعاش، بالإضافة للمقررات الأكاديمية.
وأذكر الأساتذة، الفطاحل، الذين كانوا يدرسوننا المواد الاكاديمية وعلى رأسهم مدير المدرسة الاستاذ عبد الحميد مدني ووكيلها استاذ عثمان وأستاذ أمين نوري في اللغة العربية وعز الدين قناوي في الرياضيات واستاذ همت في التربية الإسلامية وأستاذ إبراهيم البلك في التاريخ واستاذ كامل في اللغة الانجليزية واستاذ رزق في اللغة الفرنسية، وغيرهم كثر.
ولا زلت أذكر طعم (فول عم عبد الوهاب) المصلح بسلطة الروب اللذيذة. ولا يزال المطعم في زاويته شمال المدرسة يعمل رغم وفاة عم عبد الوهاب منذ سنوات عليه رحمة الله.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رمضان زمان على ضوء الفانوس| الوتد.. حكاية فاطمة تعلبة وسحر الريف المصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث يجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

في قلب الريف المصري، حيث العائلة هي الركيزة الأولى، والتقاليد تحكم كل شيء، جاءت دراما "الوتد" لتقدم صورة حية عن المجتمع الريفي المصري في منتصف القرن العشرين. المسلسل لم يكن مجرد حكاية عن عائلة، بل كان ملحمة اجتماعية تُبرز قيمة الترابط الأسري، والمرأة القوية، والصراع بين القديم والحديث. 

تدور الأحداث حول شخصية فاطمة تعلبة، المرأة الصعيدية القوية التي تدير عائلتها بحزم وشدة، وتحرص على وحدة أبنائها وعدم تفرقتهم مهما كلفها الأمر. فاطمة، التي جسدتها ببراعة هدى سلطان، ليست مجرد أم، بل هي الوتد الذي يثبت العائلة ويبقيها متماسكة أمام تحديات الحياة.

تؤمن فاطمة بأن التفكك الأسري هو بداية الخراب، ولذلك تفرض قوانينها الصارمة على أبنائها وزوجاتهم، ولا تسمح لأي خلاف أن يعصف بالعائلة. ورغم قوتها الظاهرة، فإنها تحمل في داخلها حبًا عظيمًا لأبنائها، ورغبة في تأمين مستقبلهم.

المسلسل يرصد علاقات الأسرة داخل الريف المصري، وتأثير العادات والتقاليد على حياة الناس، خاصة مع ظهور التغيرات الاجتماعية التي بدأت تهدد هذا النمط التقليدي من الحياة.

حقق "الوتد" نجاحًا كبيرًا عند عرضه، لأنه لامس وجدان المشاهد المصري والعربي، خاصة أنه قدم نموذجًا أصيلًا للأم المصرية، تلك المرأة التي تضع عائلتها فوق كل شيء، وتحمل على عاتقها مسئولية الحفاظ عليها.

وكان الأداء التمثيلي لنجوم العمل، خاصة هدى سلطان، أحد أهم أسباب نجاح المسلسل، حيث استطاعت أن تجعل من فاطمة تعلبة شخصية أيقونية في الدراما المصرية.

كذلك، نجح المسلسل في نقل أجواء الريف المصري الحقيقية، من خلال اللغة، العادات، الملابس، وحتى الموسيقى التصويرية، مما جعل المشاهدين يشعرون وكأنهم يعيشون داخل هذه البيئة، وتقديم رسائل اجتماعية قوية حول أهمية العائلة والترابط الأسري.

المسلسل تأليف خيري شلبي عن روايته الشهيرة "الوتد"، وإخراج أحمد النحاس، ومن بطولة هدى سلطان، يوسف شعبان، فادية عبد الغني، حنان ترك، هشام سليم، عبدالله محمود.

"الوتد" لم يكن مجرد مسلسل عن الريف، بل كان صورة مصغرة من المجتمع المصري، حيث القيم والتقاليد تصنع حصنًا يحمي العائلة من الانهيار. إنه واحد من تلك الأعمال التي تعيش طويلًا في ذاكرة المشاهدين، وتعيدهم إلى زمن كانت فيه العائلة هي السند الحقيقي في مواجهة الحياة. 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: تعدد مصادر التشريع في الإسلام يؤكِّد صلاحيته لكلِّ زمان ومكان
  • هذه قائمة الأساتذة الجامعيين الحاصلين على درجة “مُميز”
  • رمضان زمان على ضوء الفانوس| الوتد.. حكاية فاطمة تعلبة وسحر الريف المصري
  • رابطة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي انتخبت هيئتها الادارية الجديدة
  • التربية: عقوبات بحق مدير وكادر مدرسة بقي طلبة بداخلها بعد إنتهاء الدوام / تفاصيل
  • وكيل تعليم الجيزة يتفقد عددا من المدارس في 6 أكتوبر
  • «التربية» تمنح أسبوعاً إضافياً لتسجيل الطلبة المستجدين في المدارس الحكومية
  • “منهاج التّعلم التّمكينيّ.. أسس ومقاربة ومحتوى وتقييم” ورشة عمل لوزارة ‏التربية
  • لوموند: هل تستهدف فرنسا المدارس الإسلامية الخاصة؟
  • مشاركة مديري المدارس في المسابقات..وزير التربية يُوضح