أسعار النفط والذهب تتراجع.. والدولار يعزز مكاسبه في انتظار بيانات التضخم
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تراجعت أسعار النفط والذهب -اليوم الثلاثاء- مع استعادة الدولار لبعض الاستقرار، وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية، حيث يكافح المتعاملون لمواكبة توقعات النمو المتباينة لأكبر اقتصادين في العالم، إلا أنهم لم يكترثوا كثيرًا بمجموعة جديدة مخيبة للآمال من بيانات التجارة الصينية.
وانخفضت أسعار النفط بعدما أظهرت بيانات أن واردات وصادرات الصين تراجعت بقدر أكبر مما كان متوقعًا في يوليو/تموز الماضي، في مؤشر آخر على ضعف النمو في أكبر مستورد للنفط في العالم، لكن الخسائر كانت محدودة بسبب شح الإمدادات المتوقع.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 0.34% إلى 85.05 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:41 بالتوقيت العالمي، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.31% إلى 81.69 دولارًا للبرميل.
وأظهرت بيانات -اليوم الثلاثاء- انخفاض واردات الصين من النفط الخام 18.8%على أساس شهري في يوليو/تموز الماضي مسجلة أدنى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2023.
وحسب البيانات الصينية، فإن إجمالي شحنات النفط الخام الواردة إلى الصين بلغ 43.69 مليون طن في يوليو/تموز 2023 بما يعادل 10.29 ملايين برميل يوميًا.
وعلى صعيد الإمدادات، قالت السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- إنها ستمدد خفضًا طوعيًا لإنتاج النفط بمليون برميل يوميًا لشهر آخر ليشمل سبتمبر/أيلول المقبل، مضيفة أنها قد تمدد الخفض إلى ما بعد ذلك، أو إجراء خفض أكبر للإنتاج بعد سبتمبر/أيلول 2023.
وقالت روسيا -أيضًا- إنها ستخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
الذهب يفقد بريقهوتراجعت أسعار الذهب -اليوم الثلاثاء- مع استعادة الدولار لبعض الاستقرار، وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية المقرر صدورها هذا الأسبوع، للحصول على صورة أوضح حول احتمالات رفع أسعار الفائدة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2%إلى 1933.24 دولار للأوقية بحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.1% إلى 1967.90 دولارًا.
وارتفع الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسة الأخرى، مما يجعل المعدن النفيس أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين حائزي العملات الأخرى.
وفي حالة الإعلان عن ارتفاع أكبر من المتوقع في أسعار المستهلكين في البيانات المقرر صدورها يوم الخميس المقبل؛ فمن الممكن أن يزيد ذلك احتمالية رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، عندما يجتمع مسؤولو مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) في سبتمبر/أيلول المقبل.
ومن شأن رفع أسعار الفائدة زيادة عائدات السندات، مما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدرّ عائدًا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 23.15 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاتين 0.4% إلى 916.47 دولارًا، وانخفض البلاديوم -أيضًا- 0.2% إلى 1237.38 دولارًا.
عزّز الدولار مكاسبه -اليوم الثلاثاء- وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية.
وزاد تدهور اليوان الصيني والدولارين الأسترالي والنيوزيلندي في بادئ الأمر بعد صدور البيانات، لكن العملات الثلاث عوّضت بعض الخسائر لاحقًا، بفضل رهانات على أن تعزّز البيانات الضعيفة الحاجة لمزيد من إجراءات التحفيز من بكين.
وتراجع اليوان في المعاملات الخارجية مسجّلًا أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين عند 7.2334 للدولار، وكذلك تراجع في السوق الداخلية إلى أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين عند 7.2223 للدولار.
وانخفض الدولار الأسترالي إلى 0.6549 دولار، في حين تراجع الدولار النيوزيلندي إلى 0.60735 دولار.
وارتفع الدولار الأميركي على نطاق واسع وزاد 0.6 مقابل الين الياباني، وسجّل في أحدث التعاملات 143.26 ينًا.
ومع أن تحركات العملات كانت طفيفة في مستهلّ التعاملات الآسيوية؛ فقد عزّز الدولار الأميركي مكاسبه خلال الجلسة مع هشاشة الإقبال على المخاطرة، وإخفاق الأسهم الآسيوية في أن تلحق بركب مكاسب "وول ستريت".
وهبط الجنيه الإسترليني 0.25% إلى 1.2753 دولار، في حين انخفض اليورو 0.09% إلى 1.0991 دولار.
وارتفع مؤشر الدولار 0.18% إلى 102.26، مبتعدًا عن أدنى مستوى في أسبوع الذي سجّله يوم الجمعة الماضي، عقب صدور تقرير متباين حول الوظائف بالولايات المتحدة، إذ أشار إلى تراجع في قوة سوق العمل مع استمرار متانتها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انتهاء الازمة الروسية الأوكرانية وتأثيره الاقتصادي على العراق
كتب بلال الخليفة
ان الازمة الأوكرانية قد انعشت الإيرادات النفطية للدول المنتجة للنفط ومنها العراق وخصوصا ان الإيرادات النفطية تصل بحدود 90 % من اجمالي الإيرادات العامة للعراق، حيث ان الازمة رفعت أسعار النفط حتى وصل الى 120 دولار في الأسابيع الأولى من الازمة وذلك خوفا من احتمال حدوث نقص في امداد النفط.
حتى توقع بعض البنوك والمراكز البحثية ان في حالة انقطاع امداد النفط نهائيا قد يصل بسعر النفط الى 300 دولار.
ولكن بعد ذلك استقر سوق النفط بحدود 80 دولار بعد ان وجدت روسيا منافذ لبيع النفط باقل من السعر العالمي وخصوصا بيعها للصين .
ان الازمة اثرت بالاقتصادات العالمية باتجاهين، الأول ارتفاع أسعار النفط يعني زيادة الإيرادات للدول المنتجة وفي نفس الوقت ازداد العبء على الدول المستهلكة والاتجاه الثاني ان ارتفاع النفط أدى الى ارتفاع أسعار الطاقة المزودة لكل المصانع وارتفاع نقل السلع وبالتالي ان أسعار السلع والمواد ارتفعت وفي إحصائية ان الازمة أدت الى ارتفاع التضخم بحدود 8 % عالميا.
ان الرئيس ترامب وفي ايام حملته الانتخابية وعد بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وكذلك صرح بعد الفوز ان الحرب يجب ان تنتهي وخصوصا انه ارسل العديد من الرسائل الإيجابية لروسيا ولان أمريكا ترامب تتبع استراتيجية مختلفة تماما عن الذين سبقوه وهي استمالة روسيا اليها بدل استعدائها، وخلاصة الامر ان الحرب ستنتهي قريبا .
ونتيجة لذلك ستنخفض اكثر أسعار النفط نتيجة لزوال التوتر والخوف من النقص من امداد الطاقة .
ويوجد سبب اخر يهدد أسعار النفط بالانخفاض وهو ان الرئيس ترامب في وعودة الانتخابية وكذلك في منهاجه الحكومي تضمن العمل على خفض أسعار النفط.
والخلاصة ان النفط حتما ستنخفض أسعاره.
ان منظمة أوبك بلس عادة ما تأخذ قرارات كي تحافظ على أسعار النفط بالمستوى الملائم لها بحدود 80 دولار وبالتالي من المتوقع ان تخفض حجم التصدير كي تحافظ على أسعار النفط ولكن توجد عقبة في هذا القرار وهو وجود الرئيس ترامب الذي يهدد بتشريع قرار نوبك لمعاقبة الدول المنتجة للنفط في حال ان أسعار النفط تضر الدول المستهلكة.
خلاصة الامر ان أسعار النفط ستنخفض بحدود 60 دولار نتيجة الأمور التي تم ذكرها أعلاه.
ان العراق وكما ذكرنا ان اقتصاده ريعي معتمد كليا (90%) على الإيرادات النفطية وان الازمة كانت في مصلحته وان انتهاء الازمة ستزيد من الصعوبات الاقتصادية على العراق لان موازنة العراق مبنية على سعر برميل النفط 75 ، مع العراص رغم ذلك ان العجز في الموازنة العامة الاتحادية هو بحدود 60 تريليون دينار، وان انخفض سعر النفط دون ذلك يعني زيادة في العجز وبالتالي ان الحكومة ستتخذ عدة قرارات لتجنب عدم المقدرة بدفع الرواتب ، حيث توجد عدة احتمالات ومنها:-
1 – تخفض قيمة الدينار العراقي.
2 – الاستدانة الخارجية والداخلية عن طريق السندات
3 – تخفيض الموازنة الاستثمارية الى اقل ما يمكن.
4 – الزيادة في فرض الرسوم والضرائب والجبايات