تساؤلات مشروع لدعاة التغيير الجذري
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
تساؤلات مشروع لدعاة التغيير الجذري
زين العابدين صالح عبد الرحمن
من القضايا الإيجابية التي بدأ بها الحزب الشيوعي السوداني نشاطه بعد غياب أستمر قرابة 15 شهرا عن الساحة، إصدار جريدة الميدان عدة مرات في الإسبوع، و كل عدد يحمل تلخيصا لندوة أقامها الحزب الشيوعي في مناطق متفرقة في الكرة الأرضية، و الندوة تحاول أن تقدم رؤية الحزب في عدة موضوعات " الحرب – الاقتصاد – التحالفات السياسية – الصراع الاجتماعي – و غيرها من الموضوعات" و هي محاولة جيدة أن تفتح منافذ للحوار و أيضا تقدم عناوين للجدل السياسي و الفكري.
كان يكون مجديا للحوار؛ إذا كان التفكير متعلقا بكيفية الخروج من الحرب الدائرة، و كيفية تأسيس دولة ديمقراطية، من خلال القناعة بإن هذه الدولة لا تؤسس بتصورات حزب لوحده، أنما من خلال حوار جامع لكل التيارات السياسية في البلاد، و كل تيار يؤكد على قناعة أن الحوار لكي يصل إلي نتائج مقنعة للجميع لابد من تقديم تنازلات بهدف تأسيس الدولة و نظامها السياسي، و محاولة فرض الأراء على الآخرين، و عمليات الإقصاء، هي التي تعقد الأزمة أكثر ثم بعد التعقيد ترجع لكي تقدم تنازلات تكون بعد ذلك غير مفيدة، و هي الإشكاليات التي تأتي بالانقلابات و الحروب.. و كان المتوقع أن يتحدث الزملاء لماذا عجزت الأحزاب بما فيها الحزب الشيوعي الاستفادة من التجارب السابقة، و لماذا يصر حزبا على فرض رؤيته على الآخرين عند محاولات التأسيس. أليس الوصول للنتائج عبر الرضى أفضل؟ ..
القضية الأخرى الملاحظة في ندوات الزملاء و المنقولة؛ أنهم دائما يحملون الآخرين الأخطاء و يحاولون تبرئة أنفسهم، إذا كان حاضرا أو عندما يرجعون بالطواف على التاريخ، رغم أن الأخطاء التي أرتكبها الحزب الشيوعي كان قاتلة في ثلاث قضايا " التعليم و قانون العمل النقابي – و الاقتصاد" و هي التي يكثر فيها الزملاء الحديث نرجع للتاريخ:-
أولا – التعليم: في عام 1970م و الحزب الشيوعي كان مشاركا في حكومة جعفر نميري، قدم البروفيسور فاروق محمد إبراهيم عضو اللجنة المركزية للحزب " هذا كان قبل مؤتمر الجريف" ورقة للحزب تحمل تصوره لتغيير التعليم العام في السودان " من الإبتدائي إلي الثانوي العالي" و بروف فاروق موجود الآن بالقاهرة يمكن أن يسأل.. أجاز الحزب التصور و طلب من البروف فاروق تسليمه للدكتورة سعاد إبراهيم أحمد التي كانت رئيسة لجنة التعليم التي كونت بعد الانقلاب و قدمت الدكتورة سعاد تصور البرف لمؤتمر التعليم الذي أجاز التصور، ثم قدم لوزير التعليم الدكتور محي الدين صابر الذي طبقه.. سألت الدكتور محي الدين صابر في القاهرة عن ذلك أكده و قال كان التصور مقنعا، كان الاعتراض على تغير طفيف في المناهج، أيضا سألت البروف فاروق في القاهرة أكده لكنه قال أن التطبيق لم يكون صحيحا كما أجازه المؤتمر..( أوردت هذه ليعلم الكل أن الأيديولوجيين يتشاكسوا في التعليم و الضحية الشعب)
ثانيا – كان فاروق أبو عيسى وزيرا للعمل في ذات الحكومة، و في عهده تم تغيير لقانون العمل النقابي و بموجب هذا القانون أصبحت النقابات تابعة في المستقبل للإتحاد الاشتراكي السوداني، و كان هذا أول تسيس يدخل على قانون العمل و يجعله تحت سلطة سياسية و يفقده حريته..
ثالثا - في العيد الأول لانقلاب مايو 1971م ؛ و في احتفال جماهيري تمت التعبئة و الحشد إليه من قبل الزملاء، و كان بحضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر.. تمت أكبر ضربة للاقتصاد السوداني لم يتعاف عنها حتى اليوم، حينما تمت مصادرة العديد من الشركات الأجنبية، و تأميم العديد من البنوك، و تم التضييق على المستثمرين الأجانب، و هي القرارات التي أثرت سلبا على الاقتصاد السوداني، و كلها جاءت تحت شعارات ضد " الإمبريالية و غيرها" و هناك مأخذ عديدة على الزملاء إذا رجعنا للتاريخ..
لماذا الغرق في التاريخ و نبشه من أجل تجريم الآخرين فقط دون نقدا لأخطائكم. هل يستطيع الزملاء أن يجعلوا الحرب فاصلا بين عهدين و يفكروا من أجل المستقبل، أم عقل الزملاء قد تحنط مع العهد الاستاليني و عجزوا عن مغادرته. قال الزميل بشرى الفكي في معرض حديثه ( أن التغيير الجذري يفكك بنية الانقلابات العسكرية في السياسة و يبني و يرسخ لسلطة الشعب و خياره الديمقراطي و طموحه في بناء الدولة السودانية التي تقوم على أسس الحرية و السلام و العدالة و يعمل قطيعة مع بنية التخلف الاقتصادية و التبعية للخارج) السؤال كيف يتم إنجاز كل هذه الأشياء؟ إذا كان الرجوع مرة أخرى إلي أحمد سليمان و عمر مصطفي المكي و رهانهم على "الديمقراطيون الثوريون" الذين نفذوا انقلاب 25 مايو 1969م تصبح هذه العقدة التي لم يستطيع الحزب الشيوعي تجاوزها .. أما إذا كان من خلال العمل الديمقراطي و طرحه للجماهير.. يجب على الزملاء التفكير مع الآخرين للوصول للديمقراطية عبر الحوار الجامع بهدف تأمين النظام من خلال جمع أوسع قاعدة أجتماعية حوله.
أن تأسيس الدولة الديمقراطية، لا تؤسسها مجموعة بعينها، و بفرض تصورها على الآخرين، أنما من خلال التوافق الوطني العريض، و إذا كان الحزب الشيوعي وافق في مؤتمره الرابع على الديمقراطية الليبرالية، و الوصول للسلطة عبر صناديق الاقتراع، تصبح مصطلحات "الجذرية و الثورية و الصراع الطبقي و غيرها "من محددات الوصول للشيوعية يجب أن تغيب، و استخدامها يؤكد المراوغة. في الختام أن تلخيص الندوات التي تحمل رؤى الزملاء عن مستقبل العمل السياسي مسار جيد يقود للحوار العقلاني.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی إذا کان من خلال
إقرأ أيضاً:
545 جهة وجامعة في «واجهة التعليم» بأبوظبي
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكدت الدكتورة موزة سعيد البادي، رئيس مجلس إدارة معرض واجهة التعليم، أن النسخة الحادية عشرة من المعرض ستكون الأضخم بين دورات الحدث منذ انطلاقه، بما يضم من فعاليات مصاحبة وجلسات وحضور دولي مكثف، بمشاركة أكثر من 545 جهة وجامعة ومؤسسة محلية وإقليمية وعالمية في هذا الحدث العالمي الذي يأتي هذا العام تحت شعار «التعليم والمجتمع»، انسجاماً مع توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والمقرر انطلاقه يومي 17 و18 من الشهر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وقالت البادي في حوارها مع «الاتحاد»: إن مسيرة منصة «واجهة التعليم» ماضية في تحقيق رؤيتها ورسالتها بدعم ورعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، حيث تسهم المنصة في دعم مسيرة التعليم الذي يعد حجر الأساس في بناء مجتمع مستدام ولا يقتصر دوره على نقل المعرفة، بل يمتد ليكون قوة للتطوير وللتحديث لتسهم الأجيال في مسيرة التنمية المستدامة، من خلال تعزيز العلاقة بين التعليم والعمل المجتمعي يمكن توظيف المهارات والمعرفة لخدمة القضايا المجتمعية ودعم التنمية المستدامة، وتعزيز المسؤولية المجتمعية.
وكشفت د. موزة البادي عن وجود مبادرات ريادية مقدمة من قبل المؤسسات الوطنية الراعية للحدث من القطاعين العام والخاص، تتعلق بدعم ورعاية الطلبة والشباب الإماراتي في التعليم وإيجاد فرص العمل لهم، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في المعرض.
وأشارت إلى أن مشاركة القطاع الخاص والجهات الحكومية الراعية في توضيح الاحتياجات للتخصصات الأكثر طلباً يساهم في تمكين الطلبة بالمعرفة والمهارات العملية، مما يسهم في خلق جيل واع، قادر على مواجهة التحديات، وابتكار الحلول والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً.
وأكدت أن اختيار شعار» التعليم والمجتمع «جاء انسجاماً مع توجيهات القيادة الرشيدة، انطلاقاً من رؤية «عام المجتمع»، ووفق أهداف ورؤية ورسالة منصة واجهة التعليم التي تعنى بتمكين أفراد المجتمع، من طلبة وناشئة وأولياء الأمور، في تعزيز وربط مسارات التعليم مع القيم المؤسسية المجتمعية والتطوير الحضاري، وتعزيز القيم الاجتماعية في التطوع وبناء القدرات والمهارات.
وأضافت أن الأهداف متنوعة وتشمل تعزيز القيم المجتمعية من خلال التعليم، ومن خلال دعم المناهج والبرامج التي تركز على المسؤولية المجتمعية، والعمل التطوعي والهوية الوطنية لغرس قيم الانتماء والمواطنة الفاعلة، وإشراك أولياء الأمور والمجتمع في العملية التعليمية، عبر تمكين الأسر من المساهمة في رسم مستقبل أبنائهم التعليمي، من خلال ورش عمل وحوارات مجتمعية تناقش التحديات والفرص التعليمية.
وأشارت البادي إلى أن من أهداف منصة «واجهة التعليم» منذ انطلاقها يتجاوز المعرض السنوي، ويطمح إلى تعزيز الشراكة بين التعليم والمجتمع، من خلال تطوير مبادرات تربط بين المدارس والجامعات ومؤسسات القطاع المجتمعي وغير الربحي لدعم التعليم القائم على المهارات، وبناء منظومة تعليمية متكاملة ومتطورة، عبر توفير مسارات تعليمية مبتكرة تتماشى مع احتياجات سوق العمل المستقبلي، مع التركيز على المجالات المبتكرة الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال، والتخصصات ذات الأثر المجتمعي البعيد المدى، إلى جانب تمكين الشباب من خلال التعليم والتوجيه المهني، عبر تقديم برامج تدريبية وفرص توجيهية، بالتعاون مع مؤسسات القطاع الثالث، لتعزيز جاهزية الشباب لسوق العمل، وتشجيعهم على ريادة الأعمال والمبادرات المجتمعية.