السودان.. “انفجار الأسعار” يشل المطابخ الخيرية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
بعيدا عن ميادين القتال، تخوض مجموعات متطوعة معركة حامية الوطيس لتخفيف كارثة الجوع، التي تحاصر نحو 25 مليونا من سكان السودان البالغ تعدادهم نحو 48 مليونا.
وكانت تلك المجموعات تدير أكثر من 90 مطبخا لتقديم وجبات غذائية لملايين النازحين والعالقين وسط القتال في مختلف مناطق السودان، لكن الانفجار الأخير في أسعار المواد الغذائية أوقف نحو 50 مطبخا عن العمل تماما، مما زاد من معاناة الباحثين عن وجبة واحدة في اليوم.
وقوض الانهيار المتسارع للجنيه من قدرة المجموعات الطوعية على تغطية احتياجات الوجبات اليومية، بعد ارتفاع معظم أسعار السلع والمنتجات الغذائية بنسب تراوحت ما بين 150 إلى 300 في المئة خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة توازيا مع تزايد انهيار الجنيه، حيث يجري تداول الدولار الواحد حاليا عند 2600 جنيه، مقارنة مع 600 جنيه عند اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
ومع تقليص المطابخ اليومية لعدد وجباتها اليومية، تشهد مراكز توزيع الوجبات في بعض المناطق طوابير طويلة للحصول على القليل من الطعام المكون من مواد بسيطة تكفي بالكاد لسد الرمق.
وأثارت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر تدافعا كبيرا من السكان، مخاوف كبيرة من التدهور الغذائي المريع، الذي تعيشه معظم مناطق السودان.
وتتزايد معدلات الموت بسبب الجوع أو سوء التغذية وسط الأطفال والبالغين لتتجاوز المعايير المعتمدة لتصنيف المجاعة، في حين تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أن نحو 3.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأدت الحرب إلى تشريد عشرات الآلاف من المزارعين وفشل الموسم الزراعي كليا في بعض المناطق، التي يعتمد سكانها على الزراعة في تغطية احتياجاتهم الغذائية، كما توقفت سلاسل الإمداد في الأقاليم الواقعة تحت الحرب، مما أدى إلى ندرة وارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية الرئيسية.
ويعيش نحو 10 ملايين حاليا في مناطق النزوح، في وقت فقد فيه أكثر من 60 في المئة من السكان مصدر دخلهم بسبب توقف معظم القطاعات الإنتاجية والخدمية.
"تدهور كبير"
يشير الريح عبدالقادر، أحد مؤسسي مبادرة "بليلة" لإطعام النازحين والعالقين في مناطق القتال، إلى تدهور كبير في الموقف الغذائي في كل مناطق البلاد، ويقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "عندما أطلقنا مبادرتنا في فبراير الماضي كنا نستهدف النازحين في مدن شرق البلاد وكان الوضع مأساويا لكن الآن وبعد نحو 6 أشهر من التنقل بين مناطق البلاد المختلفة فجعنا بما وصلت إليه الكارثة حيث تتزايد رقعة الجوع في البلاد بشكل مخيف".
ويوضح: "دشنت المبادرة خلال الأسابيع الماضية أعمالها في منطقة برام بجنوب دارفور، التي يعيش معظم سكانها حالة فقر غذائي غير مسبوقة".
وينبه عبدالقادر إلى وجود الكثير من المناطق المنسية في البلاد أو تلك التي يصعب الوصول إليها، حيث يموت العشرات هناك يوميا بسبب الأمراض وسوء التغذية وسط غياب تام للمساعدات الدولية.
ويؤكد أن العديد من المبادرات الوطنية كمبادرة بليلة وغيرها تسعى لتخفيف وطأة الجوع بين النازحين والعالقين في مناطق القتال، لكنها تواجه مصاعب كبيرة في ظل الاتساع المتسارع لرقعة الجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية وشحها ومحدودية التمويل إذ تعتمد تلك المبادرات على العون الذاتي والتبرعات التي يقدمها المغتربون والسودانيون في دول المهجر.
ويحذر الريح من أن يؤدي استمرار وتيرة وقوع العديد من فئات المجتمع في دائرة الجوع والعوز الغذائي إلى حدوث كارثة قد يكون من الصعب محاصرتها إذا لم يلعب المجتمع الدولي دوره في إنقاذ الضحايا والدفع نحو إيقاف الحرب.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بيدرسون يعلق على “نجاح المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا”
سوريا – أعرب المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسن عن انطباعه القوي بالإيمان المشترك بين السوريين الذين التقى بهم بأن نجاح المرحلة الانتقالية في سوريا هو أمر بالغ الأهمية ولا يتحمل الفشل.
والتقى المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن خلال زيارته الأخيرة إلى البلاد بمجموعة متنوعة من ممثلي السوريين وأفراد من جميع أنحاء البلاد ممن يشاركون في أنشطة سياسية ومجتمعية ودينية وتنظيمية.
وجاء في بيان مكتب بيدرسن يوم أمس: “التقى بيدرسون مؤخرا بالسلطات المؤقتة في سوريا وبطيف واسع من السوريين، وتابع عن كثب جميع التطورات على الأرض”.
وأعرب بيدرسن عن تقديره للحوار الجاد والبناء الذي جرى خلال اللقاءات مع الرئيس السوري أحمد الشرع في 20 يناير الماضي، ولقائين متابعة مع وزير الخارجية أسعد الشيباني، حسب البيان.
وكشف البيان عن لقاء بيدرسن بمجموعة متنوعة من ممثلي السوريين، ومجموعات وأفراد من جميع أنحاء البلاد، ممن يشاركون في أنشطة سياسية ومجتمعية ودينية وتنظيمية متنوعة. وشكرهم على مشاركتهم وجهات نظرهم في هذه المرحلة الحرجة.
وأكد أن حجر الزاوية في هذا الأمر، كما سمع بشكل متكرر من جميع السوريين الذين التقى بهم، هو ضرورة حماية جميع السوريين بشكل حقيقي، وإشراكهم الكامل في تشكيل مستقبل البلاد.
وفي هذا الصدد، رحّب بيدرسن بالتأكيدات الواضحة التي قدمها القيادة المؤقتة بشكل علني وله شخصيا، بأن سوريا الجديدة ستكون لجميع السوريين وستُبنى على أسس شاملة وموثوقة.
كما شعر بتقارب حقيقي بين تطلعات السوريين، والتزامات السلطات المؤقتة، والمبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015.
وأكد بيان مكتب بيدرسن أنه سيستمر في متابعة جميع التطورات السياسية والوضع على الأرض، وسيواصل إطلاع الأمين العام ومجلس الأمن وفقا لتفويضه.
المصدر: RT