يحق للشعب المغربي وهو يحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش،أن يفتخر بما تحقق في عهد جلالة الملك محمد السادس من إنجازات كبرى في تجديد الملكية  وجعلها ملكية مواطنة تتحقق في ظلها العديد من الإصلاحات والمبادرات لترسيخ الوحدة الترابية للبلاد وتعزيز مسارها الديمقراطي وتحقيق تقدمها وتنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

وقد أوفى جلالة الملك بعهده في المسار الذي رسمه للمغرب في  خطابه الأول قبل 25 سنة ، بتأكيده التشبث بنظام الملكية الدستورية والتعددية الحزبية والليبرالية الاقتصادية، وسياسة الجهوية واللامركزية، وإقامة دولة الحق والقانون، وصيانة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، وصون الأمن، وترسيخ الاستقرار للجميع وتجديد الالتزام بإكمال الوحدة الترابية التي تشكل فيها قضية الأقاليم الصحراوية القضية الوطنية المركزية، مع الطموح إلى أن يسير المغرب قدماً على طريق التطور والحداثة، وينغمر في خضم الألفية الثالثة مسلحاً بنظرة تتطلع لآفاق المستقبل ، محافظاً على خصوصيته وهويته دون انكماش على الذات، في كنف أصالة متجددة، وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيم  المغرب الثابتة.

ملكية مواطنة تتجاوب مع تطلعات المواطن

وأراد جلالة الملك أن تكون الملكية المتجددة في عهده ملكية وطنية ومواطنة، عمادها التلاحم القوي والبيعة المتبادلة، بين العرش والشعب، تعمل على ترسيخ القيم الوطنية  التي توحد المجتمع المغربي وتعتمد القرب من المواطن، وتتبنى انشغالاته وتطلعاته، وتعمل على التجاوب معها  في تعزيز الخيار الديمقراطي والتنموي،  وتجسد ذلك في مقتضيات دستور 2011 و الإصلاحات والمشاريع الكبرى التي شملت القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

وفي سياق تعزيز المسار الديمقراطي للبلاد، أصبح  التداول على تدبير الشأن العام أمرا طبيعيا في الاستحقاقات الانتخابات ،التي يظل الرهان فيها هو الوصول إلى إقامة مؤسسات قوية ذات مصداقية ، تخدم تطلعات المواطنين، وتدافع عن مصالح الوطن في مواجهة التحديات  الداخلية والخارجية.

الالتزام بالنهوض بحقوق الإنسان

وتعزز التزام بلادنا بالنهوض بحقوق الإنسان ، بالسعي إلى طي صفحة ماضي الخروقات التي شابتها وتكريس هذه الحقوق في دستور 2011  وجعلها محددا رئيسيا للاختيارات الاستراتيجية للبلاد في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية  والثقافية وبحرص جلالة الملك على النهوض بوضعية المرأة، و إصدار مدونة الأسرة، واعتماد الدستور  المساواة بين المرأة والرجل، في الحقوق والواجبات، و مبدأ المناصفة، كهدف تسعى الدولة إلى تحقيقه، فضلا عن قرار إصلاح مدونة الأسرة  لتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبانت عنها تجربة تطبيقها، وأن يكون هذا الإصلاح قائما على اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح ، والتشاور والحوار وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية،بما يؤدي إلى صيانة حقوق المرأة والطفل ومصلحة الأسرة.

جعل الصناعة رافعة للتنمية الاقتصادية

وفي المجال التنموي  سجل المغرب  تنوعا في الاقتصاد ،بتحقيقه تقدما هاما في القطاع الصناعي ،الذي اعتمد مبدأ الانفتاح الاقتصادي العالمي واستند  إلى استراتيجيات طموحة أرادها جلالة الملك أن تجعل  من الصناعة رافعة محورية للتنمية الاقتصادية في المغرب، ومصدراً رئيسياً لتوفير فرص الشغل، ومحفزاً للاستثمار المنتج وللتصدير، وقاطرة للنمو والتنمية في خدمة المواطن، علما أنه  تقرر أن تكون مدعومة بشبكة من البنيات التحتية الصناعية واللوجستية والطاقية، والرفع من تكوين الكفاءات وبإصلاحات هيكلية، بهدف تحسين مناخ الأعمال.

وأصبح المغرب  بفضل هذا الخيار حاضنا لصناعة  قائمة على مهن وتخصصات ذات تقنية عالية ووجهة عالمية لقطاعات متطورة كصناعة السيارات والطيران ،معززا ،بتطويره صناعة الأسمدة موقعه فاعلا رئيسيا في مجال الأمن الغذائي العالمي، خصوصا في إفريقيا.

وفي هذا السياق قرر جلالة الملك أن يكون صندوق محمد السادس للاستثمار فاعلا    في النهوض بالاستثمار ،بتمويل مبادرات إعادة هيكلة الصناعة، والابتكار والقطاعات الواعدة، والمقاولات الصغرى والمتوسطة، والبنيات التحتية، والفلاحة والسياحة وتمويل ومواكبة المشاريع الكبرى، في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص، من أجل الرفع من قدرات الاقتصاد الوطني .

اهتمام بالتنمية الاجتماعية  وتجديد النموذج التنموي

و كانت التنمية الاجتماعية في صدارة اهتمامات جلالة الملك ، الذي دعا في إطار حرصه على ترسيخ  قيم التضامن والتماسك الاجتماعي، بين الفئات إلى تعميم التغطية الاجتماعية لجميع المغاربة، بتعميم التغطية الصحية الاجبارية وتعميم التعويضات العائلية  في نهاية السنة الماضية وتوسيع الانخراط في نظام التقاعد، للمواطنين الذين يمارسون عملا، ولا يستفيدون من معاش.

وسن جلالة الملك في عهده قواعد تقييم ومراجعة وإصلاح  الأنظمة والاستراتيجيات ، في حالة ظهور عجزها عن تحقيق الأهداف المنشودة منها وهذا ما تجلى  في مراجعة مدونة الأسرة والنموذج التنموي ،الذي تقرر تجديده ،بعدما أبان عن عدم قدرته على تلبية حاجيات فئة من المواطنين، وعلى الحد من الفوارق الاجتماعية، ومن التفاوتات المجالية وتدارك الخصاص في العالم القروي.

اعتراف العالم الخارجي بتقدم المغرب

وعلى العموم اعترف العالم الخارجي بالتقدم الذي يحرزه المغرب في مساره التنموي، بما يعزز ريادته في المنطقة   ، بل ذهبت بعض  الأوساط في أوروبا، إلى حد التحريض على عرقلة هذا التقدم ، من قبيل المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية الموجود مقره في برلين، المعتمد لدى البرلمان والحكومة في ألمانيا ،الذي أوصى قبل ثلاث سنوات  هذا الأخير بالحد من دعم البرامج التنموية ومخططات التنمية الاقتصادية المغربية لإحداث نوع من التوازن بينه وبين الجزائر وتونس ولمنع  ما زعمه « هيمنته » على المنطقة المغاربية.

واعتبر المعهد في دراسته إن المغرب « يتقدم بوتيرة أعلى من جارتيه الجزائر وتونس »، مدعيا أن ما يحدث يمثل « اختلالا في توازن المنطقة المغاربية »، غير أن بلادنا لم تتأثر ، بفضل قدراتها الذاتية  ومناعتها ،بهذه الحملات  المغرضة التي   شنتها أيضا بعض الدول والمنظمات ، مستهدفة  بها استقرارها وخيارها التنموي ومصداقيتها على الصعيدين القاري والدولي.

قيم ومفاهيم لتدبير الشأن العام

لقد وضع جلالة الملك  منهاجا لتدبير الشأن العام بقيم ومفاهيم جديدة تضع البلاد على سكة الإصلاح والتقدم ،من بينها المفهوم الجديد للسلطة  و الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة والجدية، التي قال جلالته أنها « يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات  وكلما كانت حافزنا كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات »، فضلا عن الانشغال ،بعد أزمة كوفيد 19 بقضايا السيادة وجعلها في جدول أعمالنا الوطني للعمل على تحقيقها وتحصينها ، في مختلف أبعادها ، الصحية والطاقية ، والصناعية والغذائية  وغيرها .

مكتسبات في تثبيت وحدتنا الترابية

وحققت بلادنا في عهد جلالة الملك مكتسبات كبيرة في تثبيت وحدتنا الترابية.  وبفضل  رعايته دبلوماسية مقدامة، اندحرت مؤامرات الخصوم وتوالت اعترافات الدول بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ،مقرونة بفتح مجموعة منها قنصليات عامة في العيون والداخلة، وتزايد الدعم  الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، بصفتها الحل الوحيد للنزاع المفتعل، بتمكين ساكنة المنطقة من تدبير شؤونها بمؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية في إطار السيادة الوطنية.

وواصلت بلادنا ، في إطار سياستها الخارجية بقيادة جلالة الملك دعوتها إلى إقامة علاقات بين البلدان المغاربية ،على أساس متطلبات حسن الجوار وخدمة المصالح المشتركة ،كما دافعت عن مصالح الأمة العربية وأكدت دعمها المطلق لعدالة القضية الفلسطينية، وحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق الثابتة، في إقامة دولته المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية.

الدفاع عن تقاسم ثمار التنمية في إفريقيا

وإيمانا منه بأهمية تقاسم ثمار التنمية في فضائه الإقليمي والقاري لتوطيد الاستقراروالأمن ،نسج  المغرب في عهد جلالة الملك علاقات تعاون وشراكات مع مختلف الدول ،مركزا في الوقت نفسه على العلاقات المتميزة، التي تجمعه بدول القارة الإفريقية، لخدمة المصالح المشتركة لشعوبها .وتندرج في هذا الإطار المبادرة الملكية   لإطلاق مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الاستراتيجي الرابط بين إفريقيا وأوروبا ،الذي  يخدم منطقة غرب إفريقيا كلها، البالغ عدد سكانها أكثر من 440 مليون نسمة، بما سيوفره من  فرص في مجال الأمن الطاقي، والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية لخمسة عشردولة، إضافة إلى موريتانيا والمغرب.

وتأكيدا لأهمية التعاون جنوب-جنوب، أطلق جلالة الملك  مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، كمسار لشراكة إفريقية، هدفها الأسمى تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، لتوطيد السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة.
كما أطلق جلالة الملك مبادرة على المستوى الدولي، لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي،معلنا استعداد المغرب لوضع بنياته التحتية، الطرقية والمينائية والسكك الحديدية، رهن إشارة هذه الدول الشقيقة،باعتبار أن هذه المبادرة ستشكل تحولا جوهريا في اقتصادها، وفي المنطقة كلها.

والمؤكد أن المكتسبات المحققة على مدى الخمسة والعشرين سنة الماضية، تحفزالشعب المغربي بقواه الحية على التعبئة وراء  جلالة الملك واستنهاض قدراته لمواصلة بناء المغرب الديمقراطي والمتضامن والمتقدم، القادر على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وحماية موقعه المؤثر في محيطه الإقليمي والقاري وعلاقاته مع مختلف دول العالم.

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: جلالة الملک فی إطار

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: دونالد ترامب يفتح جبهة جديدة في حربه الاقتصادية

تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية، تهديدات دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية عقابية على الشركات الأجنبية استنادا إلى سياسات حكوماتها، حيث وصف خبراء الضرائب هذه التهديدات بأنها "جنون مطلق" و"جذرية" و"صاخبة واستفزازية". 

وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه التصريحات تسلط الضوء على القلق المتزايد من الأضرار الاقتصادية العالمية التي قد تنجم عن عودة ترامب إلى البيت الأبيض والتي قد تتجاوز مجرد قضايا التجارة والتعريفات الجمركية لتشمل نزاعات ضريبية قد تكون أكثر تعقيداً.

وأشارت المجلة إلى أن القضية الجوهرية تكمن في كيفية تعامل الدول مع الشركات الأجنبية، حيث يعاني النظام الضريبي الدولي من مشكلتين مترابطتين: الأولى أن الشركات تسعى لتسجيل أرباحها في دول ذات ضرائب منخفضة، والثانية أن الحكومات تتسابق لتخفيض الضرائب لجذب الاستثمارات.

وأضافت، أنه للتصدي لهذه الظاهرة، تم التوصل إلى اتفاق في سنة 2021 بين 136 دولة تحت رعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ينص على فرض حد أدنى للضريبة بنسبة 15 بالمئة على أرباح الشركات متعددة الجنسيّات.

ترامب يهدّد بتقويض الاتفاق الضريبي العالمي: تصعيد متوقّع في النزاعات الاقتصادية
هدّدت إدارة ترامب بنسف الاتفاق الضريبي العالمي لكن لا يمكن لأمريكا الانسحاب رسمياً منه لأنه يعتمد على تشريعات وطنية لفرض ضرائب إضافية على الشركات التي تدفع أقل من 15 بالمئة، وإذا خفضت بعض الدول الضرائب، يمكن لدول أخرى المطالبة بالفارق الضريبي.

واجهت الولايات المتحدة صعوبة في تمرير هذا التشريع بسبب معارضة الجمهوريين الذين يرون أنه يتعدى على صلاحيات الكونغرس، ومع ذلك، شجعت إدارة بايدن الدول الأخرى على تطبيقه، مما قد يجبر الجميع، بما في ذلك أمريكا، على الامتثال، وإلا ستطالب الحكومات الأجنبية بحصتها من عائدات الشركات "غير الخاضعة للضريبة بشكل كافٍ".

ويسعى ترامب لتقويض الاتفاق الضريبي العالمي عبر تهديدات انتقامية قاسية. وتعتبر إدارته فرض أي دولة لضريبة إضافية على الشركات الأمريكية تجاوزاً غير مقبول.

وفي أوامر تنفيذية خلال يوم تنصيبه، هدد بمضاعفة الضرائب على مواطني وشركات الدول المخالِفة مستغلاً قانوناً لم يُستخدم منذ 90 عاماً. ورغم توقّع المعارضة الأمريكية للاتفاق فإن حدة تهديده فاجأت المراقبين.

ويرى بعض الخبراء أن الاتفاق قد ينهار خاصة أن الضرائب على الشركات في أمريكا تشكل 7 بالمئة فقط من الإيرادات الضريبية، مقارنة بـ 12 بالمئة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقد ينخفض المعدل أكثر إذا خفّض ترامب الضرائب كما فعل سابقاً. وبينما يرى معهد كاتو أن التنافس الضريبي إيجابي لأنه يقلل الضرائب المُعوِّقة ويعزز الاستثمارات فإن انهيار الحد الأدنى العالمي للضريبة قد يؤدي إلى فوضى وانتقام بدلاً من المنافسة العادلة، بحسب المجلة.

وقد تبنّت 40 دولة، من بينها بريطانيا وألمانيا واليابان، قوانين ضرائب إضافية، وإذا طبقتها ووفى ترامب بتهديداته، فقد تنشب نزاعات معقدة.

وبينت المجلة، أن تهديد مضاعفة الضرائب يبدو مبالغا فيه لكن الجمهوريين في مجلس النواب اقترحوا بديلاً أكثر واقعية برفع الضرائب على دخل المستثمرين والشركات المستهدفة بمقدار 5 نقاط مئوية سنوياً لمدة تصل إلى أربع سنوات، مما قد يضر بشريحة واسعة من الأجانب، من المصرفيين إلى المحامين.



تصاعد التوترات الضريبية: تأثير السياسات الأمريكية على العلاقات الاقتصادية الدولية
وأشارت المجلة إلى أن الدول الأخرى لن تظل صامتة إذا قررت أمريكا فرض ضرائب أعلى على مواطنيها، حيث فرضت العديد من الدول ضرائب على الخدمات الرقمية، وهو ما اعتبره المسؤولون الأمريكيون استهدافًا غير عادل لعمالقة التكنولوجيا الأمريكيين.

ورغم تعليق تنفيذ هذه الضرائب في انتظار تطبيق الاتفاق الضريبي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من المحتمل أن تستأنف الدول فرضها إذا استمر ترامب في تطبيق سياساته الضريبية العقابية، مما يفاقم التوترات خاصة في ظل تهديداته الجمركية.

ويرى إيتاي غرينبرغ، كبير المفاوضين الأمريكيين في محادثات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في إدارة بايدن، أن الشركات الأمريكية الكبرى قد تندم على دعمها لتفكيك الإطار الضريبي العالمي، مؤكداً أن زيادة طفيفة في الضرائب أقل تأثيراً من بيئة دولية مستقرة، والتي أصبحت مهددة بفعل تصاعد النزاعات الضريبية.

بدوره قال بات براون من مؤسسة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، أنه "لا يختلف النظام الضريبي الأمريكي على الشركات كثيراً عن معايير الاتفاق الدولي، بل إن إصلاحات ترامب الضريبية لسنة 2017 ألهمت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لوضع إطار عالمي، حيث قدمت أمريكا حداً أدنى عالمياً للضريبة بنسبة 10.5 بالمئة من الأرباح".

وأضاف براون، أنه رغم الفروق، مثل تطبيق الحد الأدنى الأمريكي على الأرباح المجمعة مقابل تطبيق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لكل دولة على حدة، فإن هذه التفاصيل قابلة للتفاوض.

ولحل الأزمة يمكن للدول التي أوقفت ضرائبها الرقمية الاستمرار في التعليق انتظاراً للمفاوضات. كما يتضمن الاتفاق بند "الملاذ الآمن"، الذي يؤجل الضرائب الإضافية حتى 2027 في البلدان التي تفرض ضرائب محلية على الشركات بنسبة 20 بالمئة على الأقل، وهو ما ينطبق حالياً على أمريكا، ويمكن تمديده بحسب إيكونوميست.

وتابع، أنه علاوة على ذلك، سيرتفع الحد الأدنى الأمريكي في 2026 إلى أكثر من 13 بالمئة، مما يقلص الفجوة مع بقية الدول.

ويرى ستانلي لانغبين من جامعة ميامي أن الترابط بين النزاعات التجارية والضريبية قد يدفع إدارة ترامب إلى تقديم تنازلات في بعض الجوانب إذا شعرت بأنها حققت مكاسب في أخرى.



هل يمكن تحقيق تسوية؟
وتتمثل المشكلة الرئيسية في هذه التسويات في اعتمادها على استعداد المفاوضين للجلوس معاً والعمل نحو اتفاق، وهو ما يبدو مستبعداً مع النهج المتشدد الذي يتبناه ترامب بشأن الضرائب العالمية.

وفي هذا السياق، يقول أحد الدبلوماسيين: "لن تكون الدول الأخرى مستعدة لإظهار أن سياسة التنمر قد حققت نتائجها".

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، أدرك الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون المخاطر المترتبة على التعريفات الجمركية المتبادلة، حيث قوبلت الرسوم الأمريكية بإجراءات انتقامية من دول أخرى. أما في ولايته الثانية، فيتعين عليهم الاستعداد لما يمكن أن يكون حرباً ضريبية انتقامية بالمثل.

مقالات مشابهة

  • إيكونوميست: دونالد ترامب يفتح جبهة جديدة في حربه الاقتصادية
  • أهالي حماة يحيون الذكرى السنوية الـ 43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها النظام البائد عام 1982.
  • جلالة الملك يعزي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ضحايا حادث اصطدام الطائرتين
  • أسرة جامعة عمّان الأهلية تهنئ جلالة الملك بعيد ميلاده الميمون
  • الملك عبد الله الثاني يهنئ الرئيس الشرع بتوليه رئاسة الجمهورية العربية السورية
  • «رئيس وزراء العراق»: الإصلاحات الاقتصادية في العراق مهدت الطريق أمام عمل الشركات المصرية
  • السوداني: الإصلاحات الاقتصادية فتحت الساحة لعمل الشركات المصرية بالعراق
  • مدبولي: الإصلاحات الاقتصادية ساهمت في نهضة مصر
  • «خوري» تناقش الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز حقوق الإنسان في ليبيا
  • خوري لـ«قادربوه»: الإصلاحات الاقتصادية والمالية أساسية لمكافحة الفساد