التفكير خارج الصندوق.. حزام نباتي يطوّق المدن لتقليص الحرارة
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
التفكير خارج الصندوق قد يعطينا نتائج غير متوقعة، وهذا ما فعله تماما علماء صينيون لدى البحث عن حلول لمعالجة مشاكل الاحترار العالمي وارتفاع درجات الحرارة في داخل المدن على وجه التحديد، فوجدوا أن الخطوة الأولى تكمن خارج المدينة وذلك بتطويقها بجدار نباتي شبه كامل.
ففي الدراسة التي نُشِرت في دورية "نيتشر سيتيز"، ابتكر الباحثون نهجا حديثا لمكافحة ظاهرة الارتفاع في درجة الحرارة داخل المدن بالاستفادة من المناطق الريفية المحيطة، وتستند الدراسة في نتائجها إلى بيانات جُمِعت على مدار عقدين من الزمن من 30 مدينة صينية.
شكّل نمو المدن المتزايد أزمة عصرية باتت تُعرف بظاهرة "الجزر الحرارية الحضرية"، وهو مصطلح يُطلق على المدن الكبيرة التي تكون أكثر دفئا من المناطق الريفية المحيطة بها بسبب الأنشطة البشرية المتمركزة فيها. وتفرز هذه الظاهرة مخاطر جمّة على صحة الإنسان واستقرار النظام البيئي وحتى الرفاه الاقتصادي، وقد أكدت موجات الحر العالمية هذا العام الحاجة الملحّة إلى إيجاد حلول فعالة للتخفيف من آثار هذه الظاهرة التي باتت منتشرة في أغلب مدن العالم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاثنين 22 يوليو/تموز أحر يوم في التاريخ الحديثlist 2 of 2هكذا يقاوم أهل مراكش قيظ الصيف بذكاء معماريend of listوبدلا من إستراتيجيات التقليص الاحتراري التقليدية لظاهرة الجزر الحرارية الحضرية التي تعتمد على الأسطح الخضراء والحدائق والمسطحات المائية داخل المدن، فإن الدراسة الجديدة تقترح أن يُصب الاهتمام على الأراضي الريفية المجاورة لأنها غير محكومة بمساحة محددة وتسهم إسهاما واضحا وفعالا في تقليص درجات الحرارة كما تشير البيانات.
وركزت الدراسة على جانبين في استخلاص النتائج هما: الحيّز والمدى المكاني للأراضي الريفية؛ فقد وجدوا أن الأراضي الخارجية الممتدة إلى ما يقارب نصف قطر المدينة كان لها التأثير الأوضح في أنماط الغطاء النباتي، وأن الأراضي الأكبر حجما والمتصلة وذات الأشكال المعقدة لها تأثير كبير يصل إلى 0.5 درجة مئوية في تقليص درجة الحرارة.
وتوضح الدراسة أن الهواء الساخن عندما يرتفع في المدينة فإنه يخلق منطقة منخفضة الضغط تجذب الهواء البارد من الأراضي الريفية المحيطة، وتتأثر عملية التبريد هذه تأثرا كبيرا بحجم المدينة ونوع الغطاء الأرضي الريفي.
وتسهم الدراسة في إرشاد المسؤولين والإداريين إلى تفاصيل تتعلق بأنماط لاستخدام الأراضي بأكثر فعالية ممكنة وفقا للتضاريس المحيطة بالمدينة، كما تعزز الدراسة مفهوم التعاون بين المناطق الحضرية والريفية بالطرق المثلى وكذلك الإسهام في النمو الحضري المستدام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات طقس وحرارة
إقرأ أيضاً:
كتاب رحلة الذكاء الاصطناعي من الخيال إلى الواقع.. يحاكي عملية التفكير عند الإنسان
دمشق-سانا
يلعب الذكاء الاصطناعي في زمننا دوراً متعاظم الأثر في حل المشكلات المعقدة وجمع البيانات.
ويكشف كتاب “الذَّكاء الاصطناعي- مقدمة قصيرة جداً”، الصادر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب، أن هذه التقنية الحاسوبية المتطورة لم تكن وليدة السنوات الأخيرة، بل إن إرهاصاتها الأولى كانت مع ليوناردو دافنشي الذي كان أول من أنشأ الروبوتات منذ قرون، وفي عام 1834 مع البريطانيين “الدا لوفيس” و”تشارلز باباج” اللذين صمما، وابتكرا جهازاً للسرعات مع العجلات المسننة، مخصصاً للحبر والأرقام، في ابتكار معادل لحاسوب رقمي متعدد الاستخدامات.
ويتناول الكتاب الذي ألفته الباحثة في الذكاء الاصطناعي مارجريت بودين وترجمته للعربية تانيا حرب في سبعة فصول متنوعة تعريف هذه التقنية فائقة التطور، ومجالاتها، وحضور الإبداع والعاطفة فيها وغيرها.