أونروا: 14% من مناطق غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
#سواليف
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي #فلسطين في الشرق الأدنى “أونروا” فيليب لازاريني، الأحد، إن 14% فقط من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء.
وأضاف لازاريني، عبر منصة “إكس”، أن “سلطات (الاحتلال) الإسرائيلي تصدر كل يومين هذه الأوامر لإجبار الناس على الفرار، مما يخلق حالة من الفوضى والذعر”.
وأشار إلى أنه في كثير من الأحيان، لا يملك الناس سوى بضع ساعات للإخلاء غالبا سيرا على الأقدام أو على عربة يجرها مزدحمة لأولئك الذين يستطيعون تحمل الكلف.
مقالات ذات صلة الاحتلال ينسف مباني سكنية في بلدة القرارة شمالي خان يونس 2024/07/29وبين أن جميع الفلسطينيين في #غزة تقريبا تأثروا بهذه الأوامر، واضطر العديد منهم إلى #النزوح بمعدل مرة واحدة في الشهر منذ بدء الحرب قبل تسعة أشهر.
وقال “لا يجلب هذا التكتيك للإخلاء سوى المزيد من البؤس والخوف والمعاناة للأشخاص الذين لا علاقة لهم بهذه الحرب. إن سكان غزة ليسوا كرات ’بينبول’ أو قطع شطرنج، إنهم بشر”.
وقلص #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مساحة ما يسميها “مناطق إنسانية” في قطاع غزة، ودعا سكان جنوبي خان يونس لإخلائها فورا.
ونزح آلاف الفلسطينيين قسرا من مخيم البريج وأطرافه وسط قطاع غزة، الأحد، بعد تحذير من جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء بعض المناطق تمهيدا لعمليات عسكرية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”
وأفاد شهود عيان، بأن آلاف الفلسطينيين بدأوا النزوح من مناطق بمخيم البريج وأطرافه، وتوجهوا لمدينة دير البلح والنصيرات.
وكان جيش الاحتلال قد دعا المتواجدين في منطقة البريج والشهداء في بلوكات 660 و 661 و2220 و2225 و2348 إلى الإخلاء فورا والتوجه “إلى المنطقة الإنسانية” المستحدثة في المواصي.
وخلال الأشهر الماضية، طالب جيش الاحتلال بترك أماكن إقامتهم والتوجه إلى هذه الأحياء والبلوكات جنوبي القطاع، بزعم أنها “إنسانية وآمنة”.
وتفتقر المنطقة التي يزعم جيش الاحتلال أنها “إنسانية” ويجبر الفلسطينيين على التوجه إليها، لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، فضلا عن اكتظاظها بالنازحين، بحسب وفا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف فلسطين غزة النزوح جيش الاحتلال جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
كيف يعيش اللبنانيون على وقع تحذيرات الإخلاء؟
البقاع- "متنا من الرعب"، هكذا وصفت عُلا الرجب حالتها عندما فرّت وأسرتها من منطقة الوزاني الحدودية إلى البقاع الغربي هربا من إنذارات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أعلن فيها نيته قصف الوزاني. وأضافت "لم يكن لدي متسع من الوقت سوى احتضان صغيري والفرار به بعيدا، لقد خرجنا بما علينا من ثياب، وما إن ابتعدنا حتى نفذ تهديده ودمر منازلنا".
وحال عُلا كحال مئات آلاف النازحين اللبنانيين الذين دفعتهم تحذيرات المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي إلى مغادرة منازلهم، أو الابتعاد مسافة 500 متر عن مبان، أو منشآت، أو مستودعات أسلحة يدعي المتحدث أنها موجودة وتابعة لحزب الله، وسيعمل على قصفها.
من جانبها، تصف حياة سلمان لحظات سماعها تحذيرات الإخلاء بالفاجعة. وتقول للجزيرة نت "تزاحمت في مخيلتي صور طفولتي، أهلي، وأصدقائي، ومدرستي. خفت كثيرا وأصابني دوار لم أستفق منه إلا في السيارة مع أهلي. لقد خسرنا كل شيء".
عُلا نازحة من قرية الوزاني فرّت بعد إنذارات إسرائيلية بقصفها (الجزيرة) أسبابمن جهته، يقول رضا الرجب (نازح من الوزاني) للجزيرة نت، إنه بعد ليل عاصف بالقصف المدفعي، تلقى مختار القرية اتصالا من جيش الاحتلال يبلغه فيه بقرار إخلاء القرية لأنه سيقصفها، وهذا ما حصل لاحقا، "ما يعني اعتماد العدو أكثر من صيغة في حربه النفسية".
لكن ما سبب هذه التحذيرات خاصة أن الجيش الإسرائيلي يقصف بشكل عشوائي ويقتل العشرات ويدمر المباني وينسف القرى من دون رادع؟
يُرجع الكاتب والمحلل السياسي يوسف مرتضى السبب المباشر إلى حجم الإدانة العالمية لما ارتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني من مجازر وتدمير وإبادة جماعية في غزة، "فخرج ببدعة التحذيرات المسبقة في حربه على لبنان لتلميع صورته على أنه يلتزم بقوانين الحروب من حيث تحييد المدنيين، وهذا مجانب للحقيقة والواقع".
وأكد مرتضى -للجزيرة نت- فشل نتنياهو في تحقيق أي هدف سياسي في حربه وفي تأليب البيئة الحاضنة لحزب الله لأن أسلوب التحذيرات لم يبدل صورته الدموية بعد مقتل نحو 3500 مدني لبناني، وجرح أكثر من 13 ألفا آخرين، وتدمير عشرات القرى ومئات الأبنية في كل البلاد.
فهل أصبح الشعب اللبناني أسير هذه التحذيرات؟
يوضح الكاتب مرتضى أن الموضوع له علاقة بخوف الناس وفزعهم في المناطق القريبة من الاستهداف مما يدفعهم إلى الهرب بعيدا طلبا للأمان، وعليه صاروا ينتظرون هذه التحذيرات. ويضيف "صحيح حصل تراجع بعدد المصابين، لكن في موازاة ذلك نشهد تدميرا ممنهجا طال أحياء ومجمعات سكنية وبنى تحتية ومنشآت عامة".
وبخصوص تصديق الشعب اللبناني لأدرعي، يؤكد المتحدث ذلك لأنه -برأيه- نفذ كل تهديداته التي تستهدف أمنهم. وأشار إلى اغتيال الاحتلال محمد عفيف مسؤول إعلام حزب الله عبر عملية تضليل بواسطة تغريدات تحذيرية لمبنى في رأس النبع، ثم نفذ اعتداءه بعيد ساعات على مبنى حزب البعث السوري في لبنان الذي يقع على مسافة بعيدة من الآخر الذي هدده، "إذن هو يستثمر موضوع التحذيرات المسبقة بأكثر من اتجاه".
ادعاء زائف
من جانبه، يرى الخبير العسكري العميد مارون خريش أن حجم الخسائر البشرية والعمرانية يفضح زيف ادعاء إسرائيل بأنها حريصة على المدنيين من خلال التحذيرات التي تسبق عمليات القصف. ويؤكد "العدو لا يهتم لسلامة المدنيين، فهو عندما يطلب منهم الابتعاد مسافة 500 متر عن الهدف الذي حدده، يكون قد وضع مربعا فارغا تماما يمكن رصده ومتابعة أي شخص يدخل أو يخرج منه".
وأضاف للجزيرة نت "يملك العدو تقنيات متطورة تمكنه من التقاط صور دقيقة حتى لرقم سيارة من ارتفاع 3 آلاف متر، أي أنه يتقصد تحديد مسافة الـ500 متر بهدف الرصد والتأكد من تدمير هدفه واصطياد أو متابعة أهداف جديدة، وبالتالي ليس لهذه المسافة علاقة بسلامة المدنيين، أصلا هو لا يسأل عنهم".
ويكشف العميد خريش عن هدف آخر وراء التحذيرات المسبقة بالإشارة إلى تشغيل الاحتلال لشبكات التجسس على الأرض باعتبارها عنصرا أساسيا لضخ المعلومات ومتابعة نتائج الغارات. ويلفت إلى خرائط المواقع المستهدفة حيث إن المسافة الفاصلة مع كل 500 متر مربع حددها الاحتلال، لا تتجاوز 100 متر، ما يعني أن "تدميرا ممنهجا يتم تنفيذه بخبث ودهاء".
وأصبح سلاح الإنذارات المسبقة علامة فارقة في حرب إسرائيل على لبنان، ووصل الأمر بأدرعي إلى تحديد مخارج الهروب الآمنة للسكان، فكيف يفسر الطب النفسي ذلك؟
تجيب أخصائية علم النفس والخبيرة المحلفة لدى المحاكم اللبنانية غادة أحمد الهواري بأن الاحتلال الإسرائيلي إذا كان يملك القدرة على تحديد مواقع الأمان، فقد يكون جزءا من إستراتيجية لإغراء الناس بالتجمع في أماكن محددة للسيطرة عليهم بسهولة، وهذا ما عبر عنه بعض الملمّين بالتكنولوجيا التي يستخدمها الاحتلال "مما يحيل على أن شخصيته سيكوباتية وخادعة وماكرة، ومبنية على استغلال الثغرات النفسية والاجتماعية لتحقيق غاياته".
تأثيرات نفسيةوحسب الأخصائية الهواري، أصبح الشعب اللبناني أسير تغريدات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لأنها صارت جزءا من حياته اليومية، وقد تثير الغارات مشاعر القلق والخوف خاصة مع اقتراب موعدها، لكن مع مرور الوقت قد يبرز ويتطور نوع من الإنهاك النفسي أو التشبع العاطفي نتيجة لتكرار التحذيرات، "فنجد أن الناس تكيفت معها نفسيا واجتماعيا"، كما تقول للجزيرة نت.
وأما ذهاب الناس إلى المبنى المستهدف والابتعاد عنه 500 متر لتصويره وهو يدمر، فله دلالات نفسية تربطها المتحدثة بتفاعل الأفراد مع الأحداث المأساوية والصادمة، وتفسرها من خلال أبعاد متعددة، منها الإنكار، وتحدي المشاعر السلبية، والحاجة للتوثيق والتأكيد على الواقع، والإحساس بالقوة والتحكم، والبحث عن الانتباه والتعاطف، والتأقلم مع الصدمة، والتفاعل مع التكنولوجيا ووسائل التواصل.
ووفقا لها، فإن التصوير في سياق الغارات يمكن أن يكون مزيجا من الإستراتيجيات النفسية المختلفة.
وحسب الهواري، اعتاد الشعب اللبناني هذه المشاهد وباتت جزءا من يومياته، وتوضح أنه مع مرور الوقت يتكيف الأفراد مع الصدمات النفسية والظروف الصعبة، لكن هذا التكيف لا يعني بالضرورة الشفاء أو عدم تأثرهم بها.
ويمكن -برأيها- تفسير هذه الظاهرة النفسية من خلال عدة عوامل، منها الصدمة، والتقليل من حجم المعاناة (الإنكار)، وفقدان الأمل، والشعور بالعجز (الاكتئاب والقلق المزمن)، وهذا قد يؤدي إلى مزيد من التبلد العاطفي حيث قد يشعر الشخص بأن أي شيء سيحدث بعد ذلك هو أمر متوقع ولا يمكن تغييره.