لماذا أدار إيلون ماسك ظهره للديمقراطيين ودعم ترامب؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
عزت صحيفة وول ستريت جورنال إعلان الملياردير الأميركي إيلون ماسك لمرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، جزئيا إلى تجاهل إدارة الرئيس جو بايدن لمالك منصة أكس، صاحب شركة تسلا للسيارات الكهربائية.
وكان ماسك قد أعلن في مارس الماضي على منصة أكس أنه كان يصوت حصريا لصالح الديمقراطيين حتى سنين قليلة خلت.
فما الذي تغير؟
بعد تنصيب الرئيس الديمقراطي في بداية 2021، تواصل مسؤولون من شركة تسلا مع البيت الأبيض من أجل بناء علاقة بين بايدن وماسك، في وقت كانت قد بدأت الإدارة الجديدة في وضع الخطط لتنفيذ وعود حملتها الانتخابية لتعزيز المركبات الكهربائية على الطرق الأميركية، وفقا لما نقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر.
ورغم أنه في ذلك الوقت كانت تسلا هي الشركة الأميركية الوحيدة التي أنتجت ثلثي المركبات الكهربائية التي تسير على الطرق الأميركية، فضّل مسؤولو البيت الأبيض عدم إثارة غضب نقابة عمال السيارات التي ضغطت للحفاظ على مسافة بين بايدن وماسك.
فقد كانت تسلا هي الشركة المصنعة الوحيدة الكبرى للسيارات في الولايات المتحدة التي ليس لديها عمال مصانع نقابيون. وكانت بعض ممارسات العمل الخاصة بها تحت التدقيق من جانب الهيئات التنظيمية الفيدرالية.
وفي أغسطس 2021، نظم بايدن حدثًا للسيارات الكهربائية، والذي كان من المقرر أن يوقع على أمر تنفيذي بهدف جعل نصف جميع المركبات الجديدة المباعة بحلول عام 2030 خالية من الانبعاثات.
قبل الحدث مباشرة، اتصل مسؤولو البيت الأبيض بشركة تسلا لإبلاغهم بأن ماسك ليس مدعوا.
بدلا من ذلك، رحب بايدن بمسؤولين تنفيذيين من ثلاث شركات سيارات أخرى هي جنرال موتورز وفورد وشركة ستيلانتيس، والتي تخلفت جميعها عن تسلا بهامش كبير في إنتاج السيارات الكهربائية، لكنها توظف آلافا من أعضاء نقابة عمال السيارات.
وبالمقارنة، فقد سلمت تسلا 115 ألف سيارة كهربائية في الربع الرابع من عام 2021، في حين أنتجت جنرال موتورز 26 سيارة فقط في نفس الفترة.
ومنذ أن أصبح بايدن رئيسا، حققت لجنة التجارة الفيدرالية فيما إذا كان منصة “أكس” التي اشتراها ماسك قد انتهكت مرسوم الموافقة عندما سمح ماسك للصحفيين بالوصول إلى سجلات الشركة، ورفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد شركة “سبيس أكس” الفضائية التي يملكها المليارير الأميركي، زاعمة التمييز في ممارسات التوظيف، ورفضت لجنة الاتصالات الفيدرالية دعم نظام ستارلينك لنطاق عريض، وهي إجراءات اعتبرها ماسك ذات دوافع سياسية، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.
على الرغم من مظالمه مع الإدارة الأميركية الحالية، فقد ارتفعت ثروة ماسك الشخصية خلال فترة بايدن.
ففي يوم تنصيب بايدن، بلغت ثروته الصافية 184 مليار دولار، وفقا لمجلة فوربس. واليوم، تبلغ ثروته 234 مليار دولار ويحتل المرتبة الأولى كأغنى شخص في العالم.
حققت “سبيس أكس” العديد من الانتصارات الكبيرة خلال فترة بايدن، حيث حصلت على ما يقرب من 4 مليارات دولار من عقود ناسا لتطوير مركبة هبوط لنقل رواد الفضاء إلى القمر في مهام مستقبلية والعمل مع إدارة الطيران الفيدرالية لمضاعفة عدد عمليات الإطلاق المعتمدة من الوكالة بين عامي 2021 و2023.
وبالإضافة إلى “أكس” و”سبيس أكس” و”تسلا”، يمتلك ماسك ثلاث شركات أخرى هي “نيورالينك” الناشئة لصناعة رقائق الدماغ، و”بورينغ” للأنفاق، و”أكس أيه آي” للذكاء الاصطناعي.
ويقول المقربون من ماسك إنه مع ارتفاع ثروته، أصبح هدفًا أكثر للنقد، ومعظمهم من اليسار بشأن قضايا مثل الضرائب خاصة، وهذا دفعه أيضا بعيدا عن الحزب الديمقراطي، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وفي تحليله لخلفيات إعلان ماسك تأييده لترامب، ذكر موقع “أكسيوس”، أن “إمبراطورية ماسك بنيت بدعم حكومي، ولديه مصلحة راسخة في الحفاظ على ذلك”، لافتا في هذا الجانب إلى أن لسبيس أكس عقود مربحة مع ناسا.
كما أن شركة تسلا التي حصلت على قرض فيدرالي حاسم في بداياتها للبقاء، تسوق سياراتها الكهربائية على أنها مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية أميركية.
وتستفيد منصة أكس من درع قانوني في شكل المادة 230 من قانون آداب الاتصالات التي تحمي شركات وسائل التواصل الاجتماعي من المسؤولية عن محتوى المستخدم.
وأشار الموقع إلى أن دعم ماسك لترامب قد يكون مدفوعا كذلك برغبته في تخفيف الضغط الذي تفرضه عليه هيئة الأوراق المالية والبورصات بسبب تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يتحقق إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البیت الأبیض شرکة تسلا
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يقلد هتلر خلال حفل تنصيب ترامب.. شاهد
أثار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات سبيس إكس وتسلا، موجة من الجدل الواسع أمس الإثنين، بعد أن أدى تحية فاشية مرتين متتاليتين أثناء احتفالات تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.
لحظة التحية المثيرة للجدلخلال تجمع حاشد في "كابيتال وان أرينا"، في العاصمة الأمريكية، تلقى ماسك تصفيقًا حارًا من أنصار ترامب، بينما كان يخاطب الحضور، قام ماسك بلفتة أثارت العديد من التساؤلات، حيث ضرب صدره بيده اليمنى، ثم رفع ذراعه بشكل قطري إلى الأعلى، في حركة مشابهة للتحية الفاشية الشهيرة، التي تعرفها رابطة مكافحة التشهير (ADL) بأنها "رفع الذراع اليمنى مع توجيه راحة اليد إلى الأسفل".
وبينما استدار ماسك ليكرر نفس الحركة، أبدى الحشد حماسه، لكن هذا التصرف تسبب في موجة من الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره البعض تحية نازية للزعيم هتلر، بينما رآه آخرون مجرد تصرف عفوي.
ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعيانتقد العديد من الناشطين الأكاديميين والإعلاميين تصرف ماسك، حيث اعتبرت أستاذة التاريخ في جامعة نيويورك، روث بن غيات، أن التحية كانت "نازية وعدوانية للغاية". في المقابل، رد ماسك على الانتقادات بتأكيده على أنها لم تكن تحية نازية، بل مجرد لفتة حماسية. وأعاد نشر مقاطع الفيديو التي تظهر التحية، مؤكدًا أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة.
من جهة أخرى، انتقدت النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز رابطة مكافحة التشهير، مشيرة إلى أن تبريرها لتصرف ماسك يعكس تواطؤًا مع "التحية التي تم تأديتها بشكل متكرر من قبل النازيين". ورد ماسك على تعليقها بنبرة ساخرة، معتبرًا أنها "وصلت إلى مرحلة متقدمة من متلازمة اضطراب ترامب".
الجدل يتصاعد حول دعم ماسك لليمين المتطرفهذه الحادثة ليست الأولى التي يثير فيها ماسك الجدل بشأن توجهاته السياسية. ففي الأسابيع الماضية، أثار ماسك مزيدًا من الجدل عندما استضاف زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا"، أليس فايدل، وهي شخصية معروفة بمواقفها اليمينية المتطرفة، في محادثة على منصة "إكس" التي يملكها.
ورغم إصرار ماسك على أن تحيته لم تكن ذات دلالة سياسية محددة، فإن هذا التصرف ألقى بظلاله على علاقاته مع العديد من الشخصيات السياسية. وباتت تحركاته الأخيرة تثير القلق بشأن مدى تقاربه مع أيديولوجيات يمينية متطرفة.
التحية النازية: دلالات تاريخية وحساسية اليوم
التحية الفاشية التي أداها ماسك تُذكر بتحية "هتلر" الشهيرة التي كانت تستخدم بشكل واسع خلال فترة حكم النازيين في ألمانيا.
ومنذ الحرب العالمية الثانية، باتت هذه الإشارة مرادفًا للتطرف والعنصرية، وأصبحت تشكل مصدر قلق بسبب ارتباطها بنظريات تفوق العرق الأبيض، وهو ما يجعل أي تصرف مشابه مثار جدل واسع.
بينما ينفي ماسك أن يكون قد أراد تقديم تحية نازية، تبقى هذه الحادثة محط أنظار وسائل الإعلام والمراقبين، في ظل أجواء سياسية متوترة ومواقف ماسك المثيرة للجدل التي تؤكد تزايد تأثيره في الساحة العامة. وبينما تتزايد الدعوات للتسامح وفهم السياقات السياسية والتاريخية، يبقى المستقبل السياسي لمثل هذه الشخصيات غامضًا في ظل الانقسامات الحالية.