أثار أسقف غلوستر في بريطانيا، وعضو مجلس اللوردان، راشيل ترويك، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي هي دولة فصل عنصري كما كانت دولة جنوب أفريقيا في السابق، وأثارت غضب الجماعات اليهودية.

وقالت ترويك لصحيفة "تلغراف" البريطانية، إنها تريد أن تقف "بجرأة" مع أولئك الذين يقارنون معاملة إسرائيل للفلسطينيين بكيفية معاملة السود في جنوب إفريقيا.



وكان رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، وصف إسرائيل بـ "التمييز غير القانوني" و"المنهجي" ضد الفلسطينيين عندما اتصلت به صحيفة التلغراف، لكن زعيم كنيسة إنجلترا قال إنها ليست دولة فصل عنصري.



من جانبه، قال جوناثان تيرنر، الرئيس التنفيذي لمحاميي المملكة المتحدة من أجل إسرائيل: "عندما نقرأ مقال الأسقف وغيره الكثير هذه الأيام، نشعر وكأننا يهود من العصور الوسطى، متهمون بتسميم الآبار وقتل الأطفال المسيحيين لصنع خبز عيد الفصح".

وقالت ترويك عن الحرب: "في الماضي كنت حذرة من استخدام كلمة الفصل العنصري لوصف الوضع في فلسطين وإسرائيل، لكن بعد أن رأيت بشكل أكثر وضوحًا كيف أصبحت الحياة الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أود أن أقف إلى جانب أفراد ومجموعات أخرى، وليس أقلها مسيحيين، في تسمية ذلك بالفصل العنصري بجرأة".

وتابعت: "أنا متمسكة بما قلته. أريد أن أشير إلى الطريقة التي تتصرف بها الحكومة والجيش الإسرائيليان في الضفة الغربية. لكنني لست معادية لإسرائيل ولست مؤيدة لفلسطين. أعتقد أنني أقف من أجل العدالة لجميع الناس".

وأضافت: "هناك طبقات من الصدمة والظلم وأعتقد أنه في هذا الصراع بأكمله، يجد الناس ذلك صعبًا حقًا لأنهم يريدون الوقوف على جانب أو آخر. كيف نقف في مكان العدالة؟".

في وقت سابق من الشهر الجاري، شددت محكمة العدل الدولية، على أن "احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية هو ضم بحكم الأمر الواقع"، وأشارت إلى أن سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية "تنتهك القانون الدولي"، مطالبة الدول بعدم الاعتراف بالوجود غير الشرعي لـ"إسرائيل" في الأراضي المحتلة.

جاء ذلك خلال جلسة علنية لمحكمة العدل الدولية في لاهاي للكشف عن رأيها الاستشاري بشأن التداعيات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وذلك بناء على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقرأ رئيس "العدل الدولية" نواف سلام، الرأي الاستشاري، مشيرا إلى أن هذا الرأي لا يشمل الحرب التي اندلعت في غزة في تشرين الأول /أكتوبر عام 2023.



وقال سلام، إن "الرأي الاستشاري يعتمد على فرضية أن الأراضي الفلسطينية هي أراض تحت الاحتلال"، مشيرا إلى أن "إسرائيل احتفظت بممارسة سلطتها على قطاع غزة خاصة مراقبة حدوده الجوية والبحرية والبرية".

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني المعترف به بموجب معاهدة أوسلو له الحق في تقرير مصيره"، موضحا أن "ترحيل سكان الأراضي المحتلة من أراضيهم كان قسريا وهو ما يخالف التزامات إسرائيل"، وأن "مصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنحها للمستوطنين ليست مؤقتة وتخالف اتفاقية جنيف".

ولفت إلى أن "واجبات إسرائيل في الأراضي المحتلة تخضع لمعاهدة 1959 بشأن معاملة المدنيين زمن الحرب"، مؤكدا على أن دولة الاحتلال "تخلت عن التزاماتها في معاهدة مكافحة التمييز العنصري المبرمة عام 1965".

وأضاف رئيس "العدل الدولية"، أن "الأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل أراضي ذات وحدة وتواصل وسيادة يجب احترامها"، موضحا أنه "لا يمكن لسلطات الاحتلال أن تقوم بتهجير سكان المناطق المحتلة أو توطين بعض مواطنيها فيها".

وأشار إلى أن "نقل المستوطنين إلى الضفة الغربية أو القدس الشرقية يتناقض مع المادة 49 من معاهدة جنيف"، وأن "احتجاز الممتلكات الفلسطينية من قبل المستوطنين يخالف التزامات إسرائيل الدولية".

ووفقا للمحكمة، فإن ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي "بعد احتلالها لأراض فلسطينية عام 1967 انتهكت حق تقرير المصير".

ولفت رئيس "العدل الدولية"، إلى أن المحكمة ترى أن "الاحتلال هو وضع مؤقت لضرورة عسكرية"، وأن "استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية لفترة زمنية طويلة لا يغير وضعها القانوني".

وشددت العدل الدولية، على ضرورة "تعاون الدول مع الجمعية العامة ومجلس الأمن لإنهاء وجود إسرائيل غير الشرعي بالأراضي المحتلة"، ولفت إلى أن دولة الاحتلال "مطالبة بوضع حد للاحتلال وإنهاء وجودها غير الشرعي في الأراضي الفلسطينية.

وأشارت إلى أن  "المحكمة لا تعترف بأي تغيير ديموغرافي من إسرائيل في أي أرض منذ 1967 بما فيها القدس الشرقية"، مؤكدة  "حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا الاحتلال فصل عنصري غزة بريطانيا احتلال غزة فصل عنصري طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأراضی الفلسطینیة الأراضی المحتلة دولة الاحتلال العدل الدولیة فی الأراضی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشيباني: سوريا لن تمثل تهديدا لأي دولة بما فيها إسرائيل

جدد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني٬ التأكيد على أن دمشق لا تشكل تهديداً لأي دولة، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي. 

 ووصف الشيباني الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا بأنها تهديد مباشر للاستقرار، تقوّض جهود إعادة الإعمار، وتقف عقبة أمام إحلال السلام. 

وطالب مجلس الأمن بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي السورية، مجدداً التأكيد على أن سوريا لا تشكل تهديداً لأي دولة، بما في ذلك دولة الاحتلال.

في سياق آخر، قال خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي إن رفع العلم السوري الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة لم يكن سوى ثمرة لتضحيات جسام قدمها الشعب السوري في سبيل نيل حريته، معتبراً أن هذه اللحظة تجسّد انتصار إرادة الشعوب، وتُتوَّج مسيرة الثورة السورية نحو الحرية والكرامة.

وأكد الشيباني، أن حضوره في هذا المحفل الدولي يمثل سوريا الجديدة، التي تسعى إلى ترسيخ السلام وتحقيق العدالة لكل من تضرر من ممارسات النظام السابق. 

وأضاف أن الحكومة الحالية منحت للمرة الأولى المنظمات الدولية الكبرى حق الوصول إلى الأراضي السورية، وهو ما كان مرفوضاً في عهد النظام البائد.

وفي خطوة رمزية، أشار الوزير إلى أن الطائرات السورية، التي كانت في السابق تُلقي البراميل المتفجرة، باتت اليوم تُنثر الزهور، في إشارة إلى التغيير الجذري في المشهد السوري. 

كما شدد على أن الحكومة المؤقتة نجحت في التصدي لتفشي المخدرات، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، وتوحيد الفصائل العسكرية، منهية بذلك مرحلة الانقسام والتشرذم.


وكشف الشيباني عن نية الحكومة الإعلان قريباً عن تشكيل هيئتين: إحداهما للعدالة الانتقالية والأخرى للمفقودين، ضمن مساعي ترسيخ المصالحة وكشف مصير الضحايا. 

وأشار إلى عودة بعض اليهود السوريين إلى وطنهم، للمرة الأولى منذ عقود، وتفقدهم لمعابدهم، في رسالة تؤكد تنوع المجتمع السوري، ورفضه لمفاهيم التقسيم الطائفي.

وحذر الوزير من الأثر الخانق للعقوبات الاقتصادية، مؤكداً أن استمرارها يعيق دخول رؤوس الأموال والخبرات، ويدفع البلاد إلى الاعتماد على المساعدات، ويعزز ازدهار شبكات الاقتصاد غير المشروع. 

ودعا إلى رفع هذه العقوبات، باعتبارها خطوة ضرورية لتحفيز التنمية، وتحويل سوريا إلى شريك فاعل في الاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي.
 


وفي ختام تصريحاته، شدد الشيباني على أن سوريا فتحت أبوابها للتعاون الإقليمي والدولي، وقدّمت الأمل لشعبها في العودة وبناء مستقبل مستقر، إلا أن استمرار العقوبات يظل التحدي الأكبر أمام تحقيق هذه الأهداف.

وفي تصريحاته للصحافة عقب رفع العلم السوري الجديد خارج مبنى الأمم المتحدة، قال الشيباني: "أقف اليوم باسم الجمهورية العربية السورية، في لحظة تفيض بالكرامة والعزة، لأرفع علمنا الجديد في هذا الصرح الأممي للمرة الأولى، بعد أن طوينا صفحة مؤلمة من تاريخ وطننا"، مضيفاً أن هذه الخطوة ستعزّز من مكانة سوريا الجديدة داخل المؤسسات الدولية.

وقد رافق لحظة رفع العلم حضور عدد من السوريين المقيمين في نيويورك الذين هتفوا ابتهاجاً بهذه الخطوة، رافعين علم الاستقلال السوري المكون من ألوان الأخضر والأبيض والأسود وثلاث نجمات حمراء، وهو العلم الذي اعتمد لأول مرة عام 1932 خلال فترة مقاومة الاحتلال الفرنسي، وظل معتمداً حتى ما بعد الاستقلال في عام 1946.

وشارك الشيباني، بصفته الرسمية، في جلسة مجلس الأمن إلى جانب الدول الأعضاء، بالإضافة إلى حضور المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون.

في لحظة تاريخية، وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني يرفع علم الجمهورية العربية السورية في مقر #الأمم_المتحدة. pic.twitter.com/NnfItKpvuM — وزارة الخارجية والمغتربين السورية (@syrianmofaex) April 25, 2025

مقالات مشابهة

  • محكمة العدل الدولية تبدأ غدا الإثنين النظر في قرار حظر الاحتلال الإسرائيلي أنشطة “الأونروا”
  • غدا.. محكمة العدل الدولية تبدأ النظر في قرار حظر الاحتلال الإسرائيلي أنشطة “الأونروا”
  • العدل الدولية تستمع إلى التزامات إسرائيل في فلسطين المحتلة الاثنين
  • قواتنا المسلحة تنفّذ 3 عمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • سوريا تغازل أمريكا: سنبحث وضع الفصائل الفلسطينية ولن نشكل تهديدا لـإسرائيل
  • إسرائيل تعلن إعتراض صاروخا أطلق من اليمن
  • “رأس صاروخ يمني” وراء حرائق الغابات في “الأراضي المحتلة” (صور)
  • توكل كرمان تصل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بمعية وفد دولي من الحائزات على جائزة نوبل.. تفاصيل
  • الشيباني: سوريا لن تمثل تهديدا لأي دولة بما فيها إسرائيل
  • دخول مئات رجال الدين الدروز السوريين إلى الأراضي المحتلة للمرة الثانية