لبنان ٢٤:
2025-02-20@02:28:34 GMT

تشبه الحداد.. كيف يتعامل اللبنانيون مع الأزمات؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تشبه الحداد.. كيف يتعامل اللبنانيون مع الأزمات؟

أنهك التوتر الأمني المقترن مع حرب اقتصادية مستمرة منذ سنوات عقول اللبنانيين وما تبقى من نفسياتهم المحطّمة. فالتعامل مع الأزمات بشتى أنواعها، فنّ صعب جداً لا يدركه الجميع، وليس بالطريقة نفسها حتماً، كما أن تحديد الأثر النفسي لكل مأساة حدثت مؤخراً في لبنان أمر معقد للغاية. فكيف يمكن إذاً العيش بطريقة سليمة نفسياً في خضم هكذا دوامة تدور ولا تنتهي؟
التأثير الذي ينجم نتيجة أي أزمة لا يمكن تعميمه على الجميع بشكل واحد، إذ يتشكل نتيجة شخصية الفرد الخاصة والتجارب التي مرّ بها منذ طفولته، بحسب الإختصاصية في علم النفس العيادي، الأستاذة الجامعية وأمين عام الجمعية اللبنانية لعلم النفس كارول سعادة.


وشددت سعادة في حديث لـ"لبنان 24" على أن طرق التعامل مع الضغط النفسي تظهر لدى الإنسان مع بزوغ الأزمة، فإمّا يتجّه نحو الحلول والاستراتيجيات الفعالة، أو نحو الإستثمار العاطفي والانفعالي من خلال الحزن، الخوف، الغضب وسواها.
وأشارت إلى أن الأزمة تؤثر على الشخص بحسب تفاصيلها وحجمها، وبحسب آلية الشخص الدفاعية وكيف أن الكل يحاول المحافظة بطريقة دفاعية على تماسك "الأنا" بوجه الأزمات.
وفي هذا الإطار، قالت سعادة إن العديد من الأفراد يعيشون الأزمة من خلال النكران، أو يتجهون إلى تحويل الألم الى مكان آخر، ما قد يخلق نوعاً من "الإسقاط" على أشخاص محيطين.
ولفتت سعادة الى ان التجارب السابقة التي نمرّ بها في خلال حياتنا تعكس مدى قدرتنا على التحمل ، بالإضافة إلى مدى تمتّعنا بالمرونة النفسية التي من شأنها أن تمنع عنا القلق الزائد والاكتئاب الذي قد يتحوّل الى مرض مزمن مع الوقت.
وقالت إنه إذا كانت الأزمة ناجمة عن خسارة كبرى ومفاجئة أثرت على حياته العملية والشخصية اليومية، يمرّ الانسان بمراحل صعبة "تشبه الحداد" أولها الرفض والغضب والنكران وتصل في حالات كثيرة إلى الإكتئاب الذي قد يقوده الى الانتحار.
إلا أن سعادة دعت لمواجهة الاكتئاب، لافتة إلى ضرورة التعبير عن المشاعر التي يمر بها الفرد من خلال اللجوء الى اختصاصيين، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على حياة صحية جسدياً ونفسياً.

ولأن الصحة النفسية هي ركن أساسي من حياة الإنسان السليمة، كانت منظمة الصحة العالمية قد طرحت دمج الرعاية الصحية النفسية في الرعاية الصحية الأولية لأنها الطريقة الأفضل لسد الفجوات في علاج الصحة العقلية في لبنان .
ولأننا في لبنان، لا يزال تنفيذ هذه التوصية في مراحله الأولى بسبب الافتقار إلى أنظمة معلومات متماسكة للصحة العقلية، فضلاً عن  عدم القدرة على التنسيق بين خدمات الصحة العقلية ومقدميها - بما في ذلك المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. وتؤدي هذه العوائق إلى ازدواجية الجهود وفجوات في تقديم الخدمات.
وسيبقى السؤال الأبرز، متى يصبح هذا الأمر مدماكاً رئيسياً من مداميك الدولة اللبنانية الواقفة دوماً على صفيح ساخن؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن النقاط الخمس التي اختارها جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء فيها جنوب لبنان تم اختيارها بدقة متناهية، مشيرا إلى أن هذه النقاط تشكل جزءا من إستراتيجية أمنية جديدة لإسرائيل تهدف إلى حماية مستوطناتها الشمالية ومراقبة الداخل اللبناني.

جاء ذلك في تحليل للمشهد العسكري جنوب لبنان بعد انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية في جنوب لبنان، حيث أبقى قواته في 5 مناطق إستراتيجية بدعوى حماية المستوطنات القريبة من الحدود.

وأوضح حنا أن هذه النقاط الخمس تم اختيارها بعناية لتكون بمثابة منظومة أمنية متكاملة، حيث توجد في كل نقطة سرية عسكرية تضم ما بين 100 إلى 150 جنديا، مما يمنحها القدرة على حماية العمق الإسرائيلي ومراقبة التحركات داخل الأراضي اللبنانية.

وأضاف أن هذه النقاط تتيح لإسرائيل جمع المعلومات والتصرف بمرونة من دون الحاجة إلى الالتزام الكامل بالقرارات الدولية.

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الإستراتيجية تشبه إلى حد كبير ما تم تطبيقه في غزة، حيث أنشأت إسرائيل منطقة عازلة ونقاطا أمنية داخلية لضمان أمن مستوطناتها.

إعلان

تعزيز للسيطرة

وأكد أن هذه النقاط الخمس في لبنان ستكون بمثابة وجود مادي وجسدي يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، مع قدرة على التدخل السريع عند الحاجة.

ولفت حنا إلى أن البيان المشترك الصادر عن الرؤساء الثلاثة في لبنان (رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب) أكد على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الطائف، مشيرا إلى أن لبنان يسعى حاليا إلى حل دبلوماسي وقانوني للأزمة عبر التوجه إلى مجلس الأمن الدولي.

ورغم تحذير الأمم المتحدة من أن "أي تأخير" في الانسحاب الإسرائيلي سيعتبر انتهاكا للقرار 1701، أشار حنا إلى أن هذا القرار لم ينجح في تحقيق أهدافه بشكل كامل، وأن الواقع الجديد على الأرض يتطلب تعاملا مختلفا.

وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، توقع حنا أن تستمر القوات الإسرائيلية في البقاء في هذه النقاط لفترة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، مع تعزيز دفاعاتها وحماية المستوطنات القريبة.

وأكد أن التكنولوجيا الحديثة قد تعوض عن الحاجة إلى وجود عسكري مكثف، لكن إسرائيل ما زالت تعتمد على الوجود المادي لضمان أمنها.

وأشار حنا إلى أن الوضع الحالي يمثل ديناميكية جديدة في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها الأمني في جنوب لبنان، بينما يبحث لبنان عن حلول دبلوماسية وقانونية لإنهاء هذا الوجود الذي يعتبره "احتلالا".

مقالات مشابهة

  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • صحة الفيوم تختتم تدريبًا على إدارة الأزمات والمخاطر بحضور وكيل المديرية.. صور
  • خبير عسكري يوضح تأثير النقاط التي لن ينسحب منها الاحتلال جنوب لبنان
  • رسالة دكتوراه تضع استراتيجية لاستخدام الإعلام الرقمي في إدارة الأزمات
  • ما النقاط التي لن ينحسب منها الاحتلال جنوب لبنان؟
  • اللبنانيون يحبسون أنفاسهم ومغردون يشككون بانسحاب إسرائيل من الجنوب
  • عون أكد أمام لازارو ادانته للاعتداء الذي تعرض له اليونيفيل: : الامن خط احمر
  • الحمامص وبلاط الأبرز.. تعرف على التلال الخمس التي ستبقى إسرائيل بها في جنوب لبنان
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • تعرف على محمد شاهين القائد القسامي الذي اغتالته إسرائيل في لبنان