الاحتلال الإسرائيلي يضغط على الضفة الغربية بتقليص حصة المياه
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
رام الله- مع كل صيف تتجدد أزمة المياه في الضفة الغربية، وتقف صهاريج النقل في طوابير لتوفير الحد الأدنى من احتياجات المنازل، وبأسعار مضاعفة عن السعر الاعتيادي.
وبدأت الأزمة هذا العام مطلع يونيو/حزيران، عندما قامت شركة "مكوروت" الإسرائيلية التي تبيع السلطة الفلسطينية جزءا من احتياجاتها بتخفيض الكميات بين 40 و 50%، وبرزت المشكلة في وسط الضفة وجنوبها وما زالت مستمرة.
ورغم وفرة المياه الجوفية، فإن الاحتلال يلاحق محاولات حفر الآبار بأوامر عسكرية، ويغلقها أو يقوم بتفجيرها، وفق تقارير فلسطينية.
مصادر المياهيوضح المستشار الفني لرئيس سلطة المياه معاذ أبو سعدة -للجزيرة نت- أن فلسطينيي الضفة يعتمدون على مصدرين للمياه: مصدر محلي هو الآبار الجوفية، وتتركز بشمال الضفة ومنطقة أريحا وتوفر 42% من احتياجات السكان، والمصدر الآخر المياه المشتراة من شركة "مكوروت" الإسرائيلية، وخاصة لمحافظات وسط الضفة وجنوبها وتشكل 58% من مجمل الاحتياجات.
ويضيف المسؤول الفلسطيني أن "المشكلة تتجدد كل صيف نتيجة ثبات كميات المياه الموردة من الجانب الإسرائيلي، بل تناقص هذه الكميات" رغم زيادة عدد السكان، وما يترتب على ذلك من تأثير على برامج التوزيع بين القرى والأحياء.
ولتقريب الصورة أكثر، يقول أبو سعدة إن الشركة الإسرائيلية خفضت حصة منطقة رام الله أواخر شهر يونيو/حزيران، فبدل ضخ 33 ألف كوب في اليوم، وصل منها 25 ألف كوب، ورغم إعادة ضخ جزء من الكمية المقلصة، ما زال المواطنون يعانون آثار النقص، لافتا إلى وجود تناقص تدريجي منذ عام 2018 بدل زيادة الكمية.
وفي الخليل مثلا، كبرى مدن الضفة من حيث عدد السكان، يقول المستشار في سلطة المياه إن الجانب الإسرائيلي قلّص في نقطة تزويد واحدة كمية المياه من 34 ألف كوب في اليوم إلى 22 ألف، والمشكلة ما زالت مستمرة وتتفاقم.
بئر مياه جوفية أغلقتها سلطات الاحتلال بالإسمنت في صيف عام 2023 (الجزيرة) استهداف الآباروعن سؤال: ما المانع من استخراج المياه من الآبار الجوفية والتوقف عن الاعتماد على الشركة الإسرائيلية؟ يجيب أبو سعدة بأن اتفاق أوسلو ينص على موافقة الجانب الإسرائيلي على حفر الآبار بعد الحصول على التراخيص، "وهذه مهمة شبه مستحيلة، والاستهداف يكون للآبار التي تفتح وتغلق، وما تم حفره لا يفي بالحاجة".
ومن العوامل التي فاقمت الأزمة بشكل لافت هذا العام -حسب المسؤول الفلسطيني- الحرب على غزة وما عكسته من تخوفات لدى السكان الذين تدافعوا لتخزين المياه مع أول نقص في الكميات، فتفاقمت الأزمة أكثر، وازدادت التعديات على الخطوط الرئيسة.
لكن الخلل في النقص لا يقتصر على تقليص الكميات، وفق نقيب الموظفين في مصلحة مياه القدس سليمان مَلصة الذي أشار إلى اعتداءات متكررة للمستوطنين على آبار المياه الفلسطينية وتخريب محتوياتها، وهو ما أثر على قرى شرقي رام الله.
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن عدد المشتركين في محافظة رام الله -وهي منطقة امتياز لمصلحة مياه القدس– كان يقدر بنحو 68 ألفا قبل 6 سنوات، وكانت حصة المدينة نحو 35 ألف كوب يوميا، واليوم وصل عدد المشتركين إلى 84 ألفا، أما كمية المياه فظلت ثابتة بل تراجعت أحيانا إلى 25 ألف كوب.
ويشير ملصة إلى اللجوء لحلول طارئة من خلال صهاريج مرخصة من سلطة المياه لتزويد السكان في نقاط محددة، لكن الفارق بالسعر يتضاعف، فبمقابل نحو 4 شياكل (ما يزيد على دولار واحد بقليل) لكل كوب من مصلحة المياه مباشرة، فإن سعر الكوب قد يصل إلى 40 شيكلا (11 دولارا) من خلال الصهاريج.
وتفيد معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي من المياه يبلغ نحو 85.7 لترا، ويتضاعف هذا المعدل للمستعمرين الإسرائيليين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني".
حرب المياه
يكشف تقرير نشره معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" في الرابع من الشهر الجاري أن الأوامر العسكرية الإسرائيلية تعد الأداة الرئيسة للاحتلال للسيطرة على المياه الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى وجود 86 أمرا عسكريا منذ عام 2019 حتى شهر يونيو/حزيران الماضي.
ووفق المعهد، فإن قضية المياه تشكل أزمة خطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكن خلال العقدين الماضيين "بدأت تتخذ منحنى مختلفًا وخطيرا، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة".
ويشير إلى أن إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالت دون إمكانية تطوير الفلسطينيين لقطاع المياه، وشكلت عائقا حقيقيا أمام قدرتهم على إدارة حاجاتهم المائية، بسبب السياسات الاستيطانية والقيود الصارمة على استخدام مصادر المياه، ومنع الفلسطينيين من حفر الآبار.
وأوضح التقرير أن الأوامر العسكرية كافة تأتي تحت مظلة عدد من الأوامر السابقة، بينها الأمر رقم 92 الصادر في 15 أغسطس/آب 1967، والذي ينص على "منح كامل الصلاحية بالسيطرة على كل المسائل المتعلقة بالمياه لضابط المياه الإسرائيلي المعين من قبل المحاكم الإسرائيلية".
وتطرق إلى أمرين عسكريين آخرين صدرا عام 1967 و1968 ويقضيان بـ"بوضع جميع الآبار والينابيع ومشاريع المياه تحت السلطة المباشرة للحاكم العسكري الإسرائيلي"، وأن "جميع مصادر المياه في الأراضي الفلسطينية أصبحت ملكا للدولة وفقا للقانون الإسرائيلي".
ووفق مركز أريج، فإن الاحتلال يعزز البنية التحتية بما يخدم مصالحه، وبالأخذ بالاعتبار أن الأولوية القصوى هي للمستوطنين القاطنين في المستوطنات الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رام الله ألف کوب
إقرأ أيضاً:
توسع للأعمال الإسرائيلية في الضفة الغربية.. وهذه خطتها
اعترفت أوساط في قيادة الجيش الإسرائيلي، بأن أحد أهداف الهجمة الجديدة على جنين، ومخيم اللاجئين فيها، يرمي إلى إفساد فرحة الاحتفالات الفلسطينية بتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية في صفقة التبادل. وقد اختارت لذلك تنفيذ عمليات تدمير تجعل جنين شبيهة بغزة، من حيث الدمار.
اقرأ ايضاًفيديو.. هكذا اغتالت "إسرائيل" أحد قياديي في حماس بالضفةوبحسب رئيس بلدية جنين، محمد جرار، فقد نفذت إسرائيل فعلاً عمليات تدمير شامل، فأحرقت ما بين 70 و80 منزلاً فلسطينياً، ودمرت ما بين 30 و40 منزلاً آخر بشكل كلي، إلى جانب مئات المنازل بشكل جزئي خلال عمليتها العسكرية على مدينة جنين ومخيمها. فالقوات العاملة هناك تحضر برفقة جرافات الـ«دي 9» العملاقة، التي تتقدم القوات وهي تجرف كل ما في طريقها، من بيوت وأسوار وبنى تحتية (خطوط الكهرباء والماء والهواتف والمجاري).
وبما أن الجيش الإسرائيلي أقدم على عمليات كهذه عدة مرات في السنوات الأربع الماضية، منذ 9 مارس (آذار) 2022، فقد ثارت تساؤلات في الإعلام الإسرائيلي عن جدوى العمليات، ما دفع بالناطق بلسان الجيش إلى دعوة مجموعة صحافيين وأطلعهم على هذه العمليات. فخرجوا بالانطباع أنه تكرار للأهداف نفسها وللعمليات نفسها مع إضافة شكلية، هي: «حفر الانطباع بأن إسرائيل تنوي تكرار مشاهد الدمار في غزة هنا». وتساءلت «هآرتس» عما إذا كانت هناك حكمة من وراء هذا التشبيه، فقالت: «بالمؤكد، إنه لا توجد ضرورة لعملية تدمير كهذه».
وكان الجيش الإسرائيلي باشر في اليومين الأخيرين، نقل نموذج جنين - غزة، أيضاً إلى مدينة طولكرم ومخيم نور شمس القائم فيها. فشنّ هناك أيضاً غارات جوية، واغتال بعض الشبان، ثم أجبر عائلات فلسطينية، على النزوح من مساكنها تحت تهديد السلاح، وذكر شهود عيان أن عدداً من العائلات اضطر لمغادرة المخيم، بينما يبدو أن الجيش حولها إلى ثكنات عسكرية. وبعدها راح ينفذ عمليات تجريف للبنية التحتية وحرق عدة منازل.
اقرأ ايضاًإصابات واقتحامات بالضفة الغربية.. محاولات فاشلة لإفساد فرحة الفلسطينيين
لكن العمليات في طولكرم لم توقف العمليات في جنين، وقد دفعت قوات الاحتلال، اليوم (الثلاثاء)، بمزيد من قواتها إلى مخيم جنين. وأفادت مصادر محلية بأن آليات عسكرية مصحوبة بجرافات كبيرة اقتحمت المخيم انطلاقاً من حاجز الجلمة العسكري، وانتشرت في شوارع المخيم. ويحاصر جيش الاحتلال المخيم من كل جهاته، ويسمع بين حين وآخر أصوات انفجارات واشتباكات مسلحة في المنطقة، كما لا تغادر الطائرات المسيرة سماء المدينة.
وبحسب تقرير «هآرتس»، لم يعد هناك مسلحون في جنين تابعون لحركات «حماس» أو «الجهاد» أو «فتح»، كما يدعي الجيش؛ بل هناك عدد من تنظيمات المافيا التي أطلقت النيران كي تتمكن من الهرب. والمخيم بات خالياً من السكان تماماً. لكن الاجتياح هو نفسه الذي عرفناه في كل مرة، الشوارع نفسها والبيوت نفسها. ونقلت على لسان المقدم «أ»، الذي يحظر نشر اسمه، وفق السياسة الجديدة للجيش لتفادي ملاحقته القضائية في العالم، القول: «دائماً يوجد جديد في هذه العمليات. فالفلسطينيون يطورون أدواتهم ويوسعون صفوفهم، وعلينا أن نواكب التغيير في كل مرة».
لكن المقدم المذكور يعترف بعد إلحاح الصحافيين، بأن الأمر الأساسي هو أن القيادة السياسية في الحكومة هي التي أعطت الأوامر للعمل العسكري المكثف، ومع أن الجيش يعرف بأنه لم تعد هناك تنظيمات مسلحة فاعلة فقد كان ملزماً بالتنفيذ. وقد وجدها فرصة من جهته لكي ينزع الفرحة عن الاحتفالات بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وقال إن شدة الدمار جاءت لغرض ألا ينسى الفلسطينيون أن إسرائيل قادرة على تحويل الضفة الغربية برمتها إلى غزة أخرى.
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند توسع للأعمال الإسرائيلية في الضفة الغربية.. وهذه خطتها عبارات بعد الانتهاء من العمرة رمضان 2025: أمل عرفة تلتقي أمل الدباس في "يا أنا يا هي" دعاء قبول العمرة تشكيلة ريال مدريد المتوقعة أمام بريست في دوري أبطال أوروبا 2024-25 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter