تسببت حرب غزة في انقسام كبير بين أعضاء الحزب الديمقراطي، وكذلك على مستوى قواعد الحزب، في حين كان للعرب والمسلمين الأميركيين الذين يعول عليهم في الانتخابات لحسم ولايات متأرجحة مثل ميشيغان موقفا واضحا من ترشح جو بايدن، حتى أن ممثليهم رفضوا لقاء مسؤولين في حملة بايدن في فبراير بسبب استيائهم من دعم بايدن المستمر لإسرائيل، ولأنه لم يفعل ما يكفي لوقف الحرب، وفق رأيهم.

وتحت شعار "التخلي عن بايدن"، صوت عشرات الآلاف بـ"غير ملتزم" في عدة ولايات متأرجحة أبرزها ميشيغان في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في فبراير الماضي، تعبيرا عن الغضب إزاء سياسات البيت الأبيض في ما يتعلق بالحرب في غزة.  

ومع انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأحد الماضي بعد ضغوط كبيرة من قيادات الحزب، وصعود نائبته كامالا هاريس كمرشحة محتملة، لاحظ ناشطون اختلافا في خطابها عندما تتحدث عن المآسي الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت هاريس للصحفيين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس إن "ما حدث في غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية مدمر".

وأضافت أن "صور الأطفال القتلى والأشخاص اليائسين والجوعى الذين يفرون بحثًا عن الأمان، وأحيانًا ينزحون للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي". وقالت: "لن أصمت".

هاريس التقت نتانياهو الذي كان يزور واشنطن وألقى خطابا في الكونغرس

ومع مباشرة هاريس حملتها الانتخابية، يثار السؤال: هل غير العرب الأميركيون الذين أعلنوا نيتهم مقاطعة الانتخابات في نوفمبر موقفهم؟  

"أكثر تقدمية"

الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي من ولاية ميشغان، خالد توراني، الذي كان قياديا في حركة "التخلي عن بايدن"، قال لموقع "الحرة" إن خطاب هاريس بعد لقائها بنتانياهو كان "أكثر تقدمية ووضوحا في ما يخص الدعوة لوقف إطلاق النار، وكان من الواضح أنها تخاطب فئة من المجتمع الأميركي، حانقة وغاضبة بسبب موقف الرئيس بايدن وإدارته من الحرب".

في نفس الوقت عبر توراني عن خيبة أمله من ترديد هاريس لما وصفه بـ"الأكاذيب التي تم تفنيدها سابقا مثل اغتصاب النساء"، قائلا إنها "تندرج ضمن السردية الإسرائيلية الكاذبة التي تم تفنيدها مثل قطع رؤوس الأطفال"، مضيفا "كنت آمل أن تربأ بنفسها عن ترديد هذه الأباطيل".

وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بـ"اعتداءات جنسية" و"قتل أطفال" خلال هجوم السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص بينهم مدنيون وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وقال توراني إن حديث هاريس عن وقف إطلاق النار  "مهم جدا وفيه الكثير من الإيجابية التي لا تختلف في جوهرها عن موقف بايدن، ولكنها متقدمة عنه بخطوتين أو ثلاثة". 

وأكد قوله: "الآن من المكن أن أعطي صوتي لهاريس ولكن لا زلت بحاجة لأن أسمع منها أكثر عن خطتها لوقف إطلاق النار وما هي الإجراءات العملية لتنفيذ ذلك على أرض الواقع، لأن كل ما سمعناه حتى الآن هو كلام في كلام وفي النهاية الشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة جماعية واستنزاف".

"نقطة اللا رجعة"

الناشط الاجتماعي السياسي حسين هاشم، العضو المنتخب في مجلس تعديل دستور مدينة ديربورن، قال إن قراره كان الامتناع عن التصويت لصالح بايدن في نوفمبر القادم، لكنه الآن يعتبر أن ترشيح هاريس خطوة إيجابية.  

مع ذلك يشير هاشم في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أنه وآخرين قرروا الانتظار حتى يتعمقوا في ما يخص سياسات هاريس داخليا وخارجيا "وبالذات موضوع الحرب في غزة وفلسطين وإسرائيل بشكل عام".

وتابع هاشم أن "بايدن شكك، على سبيل المثال، بأرقام الضحايا الفلسطينيين وهذا سبب جرحا كبيرا للجاليات هنا، وكم من مرة استخدم حق النقض في مجلس الأمن ضد قرارات لوقف إطلاق النار في غزة".

لكن الخبير السياسي إيريك هام يقول إن "ما رأيناه من إدارة ترامب ربما ذهب إلى أبعد من ذلك في ما يتعلق بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس".

والخميس دعا الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقائهما في واشنطن الخميس الماضي إلى التوصّل في أسرع وقت ممكن لاتّفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت البيت الأبيض في بيان إنّ "الرئيس بايدن أعرب عن الحاجة إلى سدّ الفجوات المتبقية، وإنجاز الاتفاق في أقرب وقت ممكن، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إلى نهاية مستديمة للحرب في غزة".

بالنسبة لهاريس، يقول هاشم: "حتى الآن نسمع تصريحات ولكننا في انتظار الجلوس على الطاولة معها بشكل مباشر أو مستشاريها أو حملتها بشأن الخطط والسياسات التي ستنتهجها إدارتها في حال فوزها إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي".

ويصف الناشط السياسي أسامة سبلاني انسحاب بايدن من السباق الرئاسي بأنه "خطوة جيدة"، واتهم بايدن بأنه "كان شريكا في الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لهذا "كان من سابع المستحيلات أن أصوت له.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد دعت مرارا ورعت محادثات لوقف إطلاق النار في غزة، وشددت على ضرورة إعادة الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع.

أما بالنسبة لهاريس، فيرى سبلاني أنها "لا تزال تحاول تجميع قوتها الانتخابية داخل الحزب الديمقراطي ومن زعمائه ومموليه والمؤيدين، مضيفا "نحن حتى الآن نستمع لما تقوله (هاريس) ونجمع معلومات لنعرف مواقفها وخطتها لأن القضية ليس فقط تغيير اسم، نحن نريد تغيير نهج وسياسة وإذا كانت السياسات هي ذاتها فلن نعطي صوتنا لها".

وقال سبلاني إنه ومجموعة ناشطين من الجالية العربية اجتمعوا الأربعاء الماضي مع ممثلين عن حملة ترامب ومنهم مسعد بولوس وهو لبناني الأصل وابنه متزوج من تيفاني ترامب، "كما اجتمعت معهم الجمعة أيضا، وأيضا حملة بايدن كانت على اتصال مباشر معنا، لكن هاريس لا تزال تبني في حملتها ولذلك سنعطيها وقتها ونحن في حالة ترقب".

"ننتظر الاجتماع معها"

ويشير هاشم إلى أنه بالرغم من الشكوك حول هاريس كونها جزءا من إدارة بايدن "هناك استعداد لدى أعضاء الجالية لأن يجلسوا معها ويسمعوا منها حتى يعرفوا مواقفها من عدة أمور".

وأضاف: "كان هناك اجتماع منذ يومين لقادة في الجالية العربية والمسلمة، وقيل إن هناك تواصلا مع حملة هاريس وأنه يتم العمل على عقد اجتماع معها كما حدث مع بايدن عندما أرسل البيت الأبيض كبار المستشارين إلى ميشيغان".

ويقول توراني إن "هناك نشطاء في الحزب الديمقراطيين الذين ساهموا معنا في حملة "غير ملتزم" يتواصلون معنا. وهناك اجتماع يتم التحضير له مع مسؤولين كبار في حملة هاريس وسنرى إلى أين ستصل كل هذه الجهود".

ويرى هام في حديثه مع موقع "الحرة" أنه "على عكس ما حدث مع بايدن، فإن العديد من الناخبين في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن الذين صوتوا بـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية احتجاجا على الإدارة الأميركية الحالية، مستعدون لسماع هاريس ومنحها مساحتها لتحديد نهجدها وسياساتها وما إذا ستكون هذه السياسات أكثر توازنا تجاه الفلسطينيين".

ويشير هام إلى أن الاختلاف بين الرئيس ونائبته في ما يخص الشأن الفلسطيني يكمن في أن هاريس ليس لديها علاقة طويلة الأمد بنتانياهو على عكس بايدن حيث أن علاقتهما مستمرة منذ 50 عاما.

ورأى أن هاريس على عكس بايدن كانت أكثر صرامة مع نتانياهو خلال زيارته لواشنطن، وإنها لم تدع فقط إلى وقف إطلاق النار بل إنها تحدثت عن الوضع الإنساني في قطاع غزة".

وخلال الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان، التي تضم أكبر تجمع للأميركيين العرب في البلاد، اجتذب التصويت الاحتجاجي "غير ملتزم" أكثر من 100 ألف صوت، أي نحو 13.4 في المئة من الأصوات، وفقا لبيانات ذكرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تطور لفت انتباه حملة بايدن.

وميشغان ولاية متأرجحة فاز فيها بايدن، عام 2020، بعدما صوت أغلبية ناخبيها لترامب في 2016.

واستطاعت حركة "غير ملتزم" إفساد الفوز الذي حققه الرئيس الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية في الولاية وفي ولايات أخرى انتقلت إليها أيضا الحملة، مثل مينيسوتا التي تضم عددا كبيرا من المسلمين، وأفراد الجالية الصومالية، والليبراليين الساخطين على بايدن.

وفي رود آيلاند، اختار 14.9 في المئة من الناخبين خيار "غير ملتزم "، وهو ما يمثل حوالي 3750 صوتا، وكانت النسبة 12 في المئة في ولاية كونيتيكت.

وفي ولاية ويسكونسن، المتأرجحة الحاسمة، صوت حوالي 8 في المئة على هذا الخيار، وهو ما يمثل نحو 48 ألف صوت، وهي نسبة أكبر من ضعف هامش فوز بايدن بالولاية، عام 2020.

وكان هناك اهتمام أكبر لحملة "التخلي عن بايدن" في ميشيغان مقارنة بويسكونسن، بسبب العدد الكبير من السكان العرب الأميركيين في ميشيغان، لكن منظمي الحملة عملوا على ضمان خسارة بايدن لولاية ويسكونسن أيضا ويرون أن الولاية حاسمة لحرمان بايدن من ولاية ثانية.

"فرصة قوية"

ولم تحضر هاريس خطاب نتانياهو أمام الكونغرس، الأربعاء، لكنها نددت بالمحتجين الذين أحرقوا العلم الأميركي ورسموا شعارات معادية لإسرائيل على تماثيل بالقرب من الكابيتول.

وبعد اجتماعها مع نتانياهو، قالت هاريس أيضًا إنها التقت بعائلات الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس منذ هجوم المجموعة في 7 أكتوبر. وأضافت: "أنا أقف معهم".

وفي مارس، دعت إلى "وقف إطلاق النار الفوري" في غزة وقالت إن الوضع في الجيب "كارثة إنسانية". وفي مقابلة أجريت في وقت لاحق من ذلك الشهر، أكدت هاريس معارضة إدارة بايدن للغزو الإسرائيلي لرفح، المدينة الواقعة في جنوب غزة حيث فر أكثر من مليون شخص. وقالت: "ليس هناك مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص".

ويؤكد القيادي في حملة "التخلي عن بايدن"، خالد توراني في حديثه مع موقع "الحرة" أن حصول هاريس على أصوات العرب الأميركيين سيعتمد على مدى تفاعلها وتواصلها مع الجالية العربية والمسلمة والتقدميين الأميركيين غير الراضين عن أداء الحكومة الأميركية في ما يخص الإبادة الجماعية في غزة".

ويرى توراني أن "أمام هاريس فرصة قوية جدا لأن تستعيد هذه الغالبية العظمى والمجموعة الكبيرة من الناخبين الذين صوتوا كـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية إذا استطاعت أن تتجاوز الضغط الذي يأتي من المتطرفين المؤيدين لاحتلال الأراضي الفلسطينية". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الانتخابات التمهیدیة لوقف إطلاق النار الجالیة العربیة وقف إطلاق النار التخلی عن بایدن غیر ملتزم فی ما یخص فی المئة فی حملة فی غزة

إقرأ أيضاً:

انطلاق القمة العربية الطارئة في القاهرة غدا.. وخطة إعمار غزة تتصدر المشهد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تستضيف مصر قمة عربية طارئة، غدا الثلاثاء 4 مارس بالقاهرة، وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.

نرصد أبرز المعلومات عن القمة الطارئة بالقاهرة:

أجرت مصر مشاورات مع الدول العربية بشأن القمة الطارئة بشأن فلسطين في القاهرة برئاسة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية.

مصر تستضيف قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطنية 4 مارس الجارى.

القمة التي يجري الإعداد لها تهدف إلى صياغة موقف عربي موحد رافض لفكرة تهجير الفلسطينيين من وطنهم ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

الدعوة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة بأسرع وقت بشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني مؤخرا أن بلاده تدعم عقد قمة عربية طارئة في القاهرة للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
 
أجرى الدكتور  بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب، شملت وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأردن والعراق والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان.

الاتصالات جاءت بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية.


شهدت الاتصالات تبادل الرؤي حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية، والتأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتعديًا على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

- الاتصالات عكست إجماعًا على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال المسار العملى الوحيد والذي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية

أجرى الرئيس السيسي مؤخرا اتصالًا تليفونيا، بالملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين.

وأشار المتحدث الرسمى بإسم رئاسة الجمهورية إلى أنه تم التأكيد خلال الإتصال على عمق وقوةً العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وضرورة العمل على تعزيزها في كافة المجالات، بما في ذلك في المجالين الإقتصادي والاستثماري.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الإتصال تناول أيضًا تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس الجهود المبذولة لضمان التنفيذ الكامل لإتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما في ذلك تبادل الرهائن والمحتجزين وإنفاذ المساعدات الإنسانية لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها سكان القطاع.

كما أكد الرئيس أهمية إعادة إعمار قطاع غزة وضرورة وجود موقف عربي موحد لدعم تحقيق السلام الدائم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبه، أثنى العاهل البحريني على جهود الوساطة التي أسفرت عن إتفاق وقف إطلاق النار والتي قامت فيها مصر بدور جوهري، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل للإتفاق، وعلى حتميه بدء مسار سياسي يفضي الى إتفاق سلام دائم يحقق الإستقرار المنشود في المنطقة.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الزعيمين ناقشا أيضًا تطورات الأوضاع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان، حيث أكدا على ضرورة العمل نحو تحقيق الإستقرار في هذه الدول الشقيقة وتجنب الصراعات.

كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.

وأشار المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إلى أن الاتصال تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وما يشمله من تبادل لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهالى القطاع، حيث أكد الزعيمان في هذا الصدد على ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق، وحتمية سرعة إعادة إعمار قطاع غزة.

وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الزعيمين أكدا في هذا الصدد على أهمية التوصل الى السلام الدائم في المنطقة القائم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وشددا على ضرورة الأخذ بالموقف العربي الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط بما يحقق الاستقرار والرخاء الاقتصادي المنشودين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس والعاهل الأردني قد تناولا ايضًا تطورات الوضع في سوريا، حيث شدّدا على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تقصي طرفًا، وتشمل كافة مكونات وأطياف الشعب السوري.

كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا، مؤخرا، من سكرتير عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش".

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الإتصال تناول إستعراض الجهود المصرية المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك بهدف التخفيف من  المأساة الإنسانية التي يعاني منها سكانه، كما تم التأكيد على الدور المحوري لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في هذا الصدد، وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لدعمها وتمكينها من أداء مهامها وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.


وأضاف السفير محمد الشناوي،  أن الرئيس السيسي وسكرتير عام الأمم المتحدة شدّدا خلال الإتصال على ضرورة الإسراع في بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن إستعادة الحياة الطبيعية في القطاع، حيث تم التأكيد في هذا الإطار على رفض إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم، وشددا على ضرورة بقاء الفلسطينيين من أهالي القطاع في ارضهم، وعلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد، مؤكدين على ضرورة أن يكون حل الدولتين، بإقامة دولة فلسطينية وفقًا لخطوط الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، هو نهج ومحور تحرك المجتمع الدولي في المرحلة الراهنة، بإعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والإستقرار المنشود في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الإتصال تناول أيضًا تطورات الأوضاع في لبنان، حيث تم التأكيد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار لإستعادة الإستقرار في البلاد، كما تم التطرق إلى الأوضاع في سوريا والسودان وليبيا والصومال، حيث أكد الرئيس السيسي  حرص مصر على إستقرار تلك الدول الشقيقة ووحدتها وسلامة أراضيها.

كما ناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، حيث أكدا  على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال أكد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور الثنائي وتأكيد الدولتين على استمرار التعاون في مختلف المجالات.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أنه سيطرح أولويات ثلاث رئيسية أمام مؤتمر القمة الاستثنائي لجامعة الدول العربية؛ لمناقشة إعادة إعمار غزة، والمقرر عقده بعد غد الثلاثاء أولها ضرورة استمرار اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن ورفض كل أشكال التطهير العرقي وضرورة بقاء غزة جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأهمية معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل

وقال جوتيريش: يجب على الطرفين ألا يدخرا أي جهد لتجنب انهيار هذا الاتفاق. وأحثهما على الوفاء بالتزاماتهما وتنفيذها بالكامل. ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور، ودون شروط وبطريقة تصون كرامتهم. ويجب على الطرفين ضمان المعاملة الإنسانية لجميع المحتجزين تحت سلطتيهما".

وأضاف أنه يجب الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وحمايتها وتمويلها، وتدفقها دون عوائق للوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها مشيرا إلى أن كل لحظة يصمد فيها وقف إطلاق النار تعني الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص وإنقاذ مزيد من الأرواح
 

مقالات مشابهة

  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • حماس: ندعو مصر والدول العربية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تجويع غزة
  • تعرف على أهمية القمة العربية الطارئة بالقاهرة غدا
  • انطلاق القمة العربية الطارئة في القاهرة غدا.. وخطة إعمار غزة تتصدر المشهد
  • مصر: تم الانتهاء من خطة إعمار غزة لعرضها على القمة العربية
  • مصر: خطة إعمار غزة اكتملت وستعرض على القمة العربية الطارئة الثلاثاء
  • حماس توجّه رسالة إلى القمة العربية
  • أمل الحناوي: مصر في مقدمة الدول العربية الباحثة عن حل عادل للقضية الفلسطينية
  • السفير المصرى فى اليونان يجتمع مع عدد من أعضاء الجالية
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل