في زيارة تعد الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أعلنت القوات البحرية السودانية، استقبال قطع من البحرية الإرترية، الجمعة، في ساحل البحر الأحمر بشرق السودان، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وقال الجيش السوداني في بيان مقتصب على منصاته بمواقع التواصل الاجتماعي، إن الزيارة تأتي “في إطار العلاقات الممتدة بين البلدين والجيشين”.

وبدوره قال رئيس الوفد الإرتري في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية، إن زيارة القطع البحرية تهدف “لتأكيد وقوف إرتريا مع السودان في قضيته العادلة”.

وأضاف “نسعى لأن يكون هناك حلف استراتيجي قوي لمصلحة البلدين”.

ويرى المحلل السياسي، الطاهر إدريس، أن “الزيارة نوع من التضامن الإرتري مع الشعب السوداني، لكنها لا تخلو من أجندة أمنية”.

وقال إدريس، المختص في شأن شرق السودان، لموقع الحرة، إن “الأمن البحري الإرتري لا ينفصل عن الأمن البحري السوداني، ومن الطبيعي أن تكون هناك علاقات استراتيجية بين البلدين، ومن الطبيعي أن تحدث مثل هذه التحركات والزيارات العسكرية”.

وبدوره يرى الخبير الاستراتيجي، الزاكي عبد المنعم، أن “الزيارة تهدف لتوجيه رسالة إلى قوات الدعم السريع، مفادها أن أي محاولة للاقتراب من بورتسودان، فإن القوات الإرترية ستتدخل لمساندة الجيش السوداني”.

وقال عبد المنعم لموقع الحرة، إن “قوات الدعم السريع زحفت نحو مدن رئيسية في شرق السودان، بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها على ولاية الجزيرة، بوسط البلاج، وعلى أجزاء واسعة من ولاية سنار في الجنوب الشرقي.

وأضاف أن “قوات الدعم السريع اقتربت من مدن الفاو والقضارف وكسلا الشرقية، وفي حال سيطرت على تلك المدن فإن ذلك يعني أن مدينة بورتسودان التي اتخذها الجيش كعاصمة إدارية أصبحت تحت التهديد”.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن قوات الدعم السريع تخطط لنقل القتال إلى مدينة كسلا الحدودية مع إرتريا، مما يمكن أن يكون مزعجا للحكومة الإرترية.

ويعلن الرئيس الإرتري، إسياس أفورقي، مواقف داعمة للجيش السوداني، ويشدد على ضرورة ابتعاد التدخلات الخارجية عن الأزمة السودانية، مؤكدا أن “مشكلة السودان داخلية، ويجب أن تُحل في إطار البيت الداخلي”.

وسبق أن زار القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إرتريا، في سبتمر الماضي، ضمن جولة خارجية شملت عددا من الدول.

ويشير عبد المنعم إلى أن “زيارة القطع البحرية الإرترية لا تنفصل عن سياق التنافس الإرتري الإثيوبي، لافتا إلى أن “أفورقي يريد أن يكون جزءً فاعلا في الأزمة السودانية”.

وأضاف: “ربما تكون زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى السودان، قد أزعجت أفورقي، وبالتالي سعى لتطمين الجيش السوداني بأنه مستعد للقتال بجانبه، حال الحاجة إلى ذلك”.

وكان آبي أحمد زار السودان، في 9 يوليو، وأجرى مباحثات مع البرهان، مؤكدا على أن “زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني”، قائلا إن “الأصدقاء الحقيقيين يظهرون وقت الشدة”.

وكشف سياسيون سودانيون عن معسكرات تدريب في الأراضي الإرترية لتدريب عناصر من حركات سودانية مسلحة داعمة للجيش السوداني.

وقال الأمين السياسي لمجلس نظارات البجا، سيد أبو آمنة، لموقع “سودان تربيون” الإخباري، إن “تلك المعسكرات تضم مسلحين من قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داؤود، وحركة تحرير شرق السودان، بقيادة إبراهيم دنيا”.

وأشار أبو آمنة إلى المعسكرات تضم أيضا مسلحين من قوات الحركة الوطنية للعدالة والتنمية، بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاي، ومؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، مشيرا إلى أن قادة تلك الجماعات “لهم صلات بالمؤتمر الوطني المحلول، حزب الرئيس السوداني السابق، عمر البشير”.

من جانبه، يلفت إدريس إلى أن “دخول عناصر تلك الحركات إلى الأراضي الإرترية يتم بطريقة علنية، مما يدلل على وجود تفاهمات رسمية مسبقة”.

وأشار إلى أن تلك الحركات يمكن أن تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد شرق السودان، “حال لم يتم إدماج عناصرها في الجيش السوداني”، محذرا من تكرار سيناريو دارفور، إذ يعاني الإقليم الغربي من تدفق السلاح ووجود عدد من الحركات المسلحة.

وبدوره، يؤكد عبد المنعم أن “تدريب عناصر تلك الحركات المسلحة يتم بتنسيق كامل مع الحكومة الإرترية، إذ لم تتخذ أسمرا أي موقف ضد تلك الحركات”.

وأضاف “الحركات السودانية التي تتلقى تدريباتها في الأراضي الإرترية، دائما ما تعلن عن حملات تجنيد في مدن كسلا وبورتسودان، تحت سمع وبصر السلطات السودانية والجيش السوداني”.

وفي يناير 2018، تدهورت علاقة الحكومة الإرترية مع نظام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، إذ قررت الخرطوم إغلاق الحدود “على خلفية وجود تهديدات محتملة على حدودها الشرقية”.

وعقب الإطاحة بالبشير، في أبريل 2019، استعاد أفورقي علاقته مع السودان، وزار الخرطوم مرات عدة.

وسبق أن زار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، إرتريا أكثر من مرة، حينما كان يتولى منصب نائب رئيس مجلس السيادة، آخرها في مارس 2023.

وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص.

وأوضحت المنظمة أن العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية، بسبب الصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی شرق السودان تلک الحرکات عبد المنعم أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

“معتقلات الموت”….انتصارات الجيش السوداني تكشف المزيد من فظاعات مليشيا الدعم السريع

” كنا نفقد يومياً أكثر من 50 أسير، ولم نستطع أن نمارس دورنا كأطباء في علاج المرضى”، بهذه العبارات انتشر فيديو الأسير المفرج عنه من الأسر في منطقة جبل أولياء جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم دكتور عبد الباقي أحمد محمود، وهو يروي المأساة الإنسانية التي عاشها آلآف المحتجزين قسرياً في سجون مليشيا الدعم السريع بولاية الخرطوم قبل تحريرها بواسطة الجيش السوداني.

وبواصل الدكتور عبد الباقي سرده للقصة الحزينة : “كنا محرومين من أداء العبادات، كما حرمنا من العلاج ولم نستطع أن نمارس حقنا كأطباء محتجزين في إنقاذ المرضى الذين يعانون.”
وتابع: “مليشيا الدعم السريع كانوا ينتظرون وفاة عدد من المرضى ليلقوا حتفهم، وكانوا يدفنون الجثث في مجاري وفي حفر، هذه هي المعاناة التي شهدنها كنا نفقد يوميا مابين 50 إلى 60 أسيراِ.”

ويؤكد عبد الباقي بأن هدف مليشيا الدعم السريع بعد أن ضيق الجيش عليها الخناق هو “نقل الأسرى إلى دارفور لإستعبادنا وكانوا يستخدموننا كعمال لرفع الأسلحة والذخيرة الثقيلة.”

واستطرد :” للأسف هذا ماحدث والحمد لله رب العالمين بانتصار القوات المسلحة ودخولها إلى جبل أولياء انقذتنا، هذا النصر إنقاذ لكرامة السودانيين.”

وكشف عبد الباقي عن أخذ مليشيا الدعم السريع عقب هروبها عبر جسر جبل أولياء عدداِ من الضباط وعلى رأسهم ضابطين رفيعين في الحرس الجهموري و 100 ضابط أخرين إلى دارفور، مضيفا بالقول: “هناك أكثر من ألفي أسير مفقود
ومجهولي المصير ولا ندري عنهم شيئا.”

وبدأ الجيش السوداني صباح اليوم (الجمعة) في نقل عدد من المحتجزين الذين تم إطلاق سراحهم من جبل أولياء إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، ويقدر عدد المفرج عنهم بأكثر من 4 آلاف شخص.

وفي مدينة بورتسودان التقينا برئيس إتحاد ألعاب القوى السوداني وعضو اللجنة الأولمبية السودانية، المعز عباس عقب الإفراج عنه من سجون مليشيا الدعم السريع قبل فترة، وقال المعز لموقع “المحقق” الإخباري: “لا يمكن وصف مايحدث داخل معتقلات مليشيا الدعم السريع سوى أنه مأساة إنسانية، لقد كنا مئات داخل بدروم لا تتوفر فيه حتى مكان قضاء الحاجة.”

سلوك المليشيا
من جانبه قال رئيس تحالف سودان العدالة “تسع” بحر إدريس أبو قردة للمحقق: “الحالة السيئة التي ظهر بها المعتقلون من قبل الميليشيا والمختفون قسريا والأسرى، ليست سلوكاً مستغرباِ من هذه الميليشيا، فسلوك الميليشيا على مدى عقدين من الزمان هو ذاته، وقد رأيتم ما حدث في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، بدفن الناس أحياء وارتكاب جرائم إبادة جماعية في حق قبيلة المساليت بشكل كامل.”

وزاد بالقول: “ورأيتم انتهاكات الإبادة الجماعية التي حدثت في عدد من قرى ولاية الجزيرة في ود النورة والسريحة، وكل هذه المناطق، بالإضافة إلى فظائع الحاويات التي حرق فيها أعداد غير محصورة من القتلى، و وجد فيها حرق لعدد من المفقودين حتى الان غير معروفين.”

وأشار أبو قردة إلى أن المرحلة القادمة سوف تكشف فظائع كثيرة، موضحاً: “هذه الفظائع المرتكبة من هذه الميليشيا سلوك تعودنا عليه بعد ارتكابها الفظائع في دارفور قبل حوالي عشرين عاما.”

من جانبه قال الخبير القانوني والدستوري دكتور عبدالله درف للمحقق: “شاهدنا الجرائم المروعة التي ارتكبتها هذه الميليشيا في مواجهة المواطنين، والعدد الكبير من الأسرى الذين شاهدناهم بعد خروجهم معتقلات هذه الميليشيا، ونحن كمهتمين بالشأن الانساني كنا نتابع موضوع المعتقلين المدنيين بطرف هذه الميليشيا، وكانت لدينا معلومات أن هناك أكثر من 46 مقر اعتقال في ولاية الخرطوم.”

وأضاف: “استهدفت هذه الميليشيا المواطنين العزل، وارتكبت في مواجهتهم جرائم متعددة من قتل واختفاء قسري والذي يشمل الاعتقال والاحتجاز وتقييد الحرية، وهذه تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وفقاً لاتفاقية جنيف 1949، التي تنص على حماية جميع الأشخاص المدنيين في زمن الحرب، وكذلك البروتوكولات الملحقة بهذه الاتفاقية، أيضا الإتفاقية الدولية لحماية الأشخاص المدنيين من الاختفاء القسري لعام 2006، والقانون الدولي الإنساني يجرم مثل هذه الجرائم التي ترتكب في مواجهة المواطنين العزل.”
وزاد درف بالقول: “شاهدنا هؤلاء المواطنين في معتقلات الميليشيا في ظروف سيئة جدا، لا تتوفر فيها أدنى متطلبات الحياة ، من الناحية المتعلقة بالغذاء و الصحة والرعاية الصحية و البيئة التي كان يحتجز فيها هؤلاء المدنيين مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة جدا من هؤلاء المدنيين، وهذه جريمة تصنف كجريمة حرب، وجريمة ضد الانسانية.”
واستطرد: “شاهدنا هذه المعاناة والمآسي التي عاشها هؤلاء المعتقلين من المواطنين العزل وأيضا المعاناة التي كابدها ذوو هؤلاء المعتقلين، لم تكن هناك أي فرصة للتواصل مع هؤلاء المعتقلين من قبل ذويهم ولم يكونوا يعلمون عن مكان اعتقالهم شيئا، كان اختفاءً قسرياً متعمداً ويستهدف المواطنين على أساس عرقي، كانت جريمة نكراء.”

إجراءات قانونية
وأكد مولانا درف بأنهم سيعملون على ملاحقة المجرمين، مضيفا: “نحن الآن نعمل على توثيق هذه الجرائم بغرض إتخاذ الاجراءات القانونية في مواجهة هؤلاء البرابرة الجدد، نحمد الله سبحانه وتعالى على فك أسر هؤلاء المحتجزين قسريا.”
وأشار إلى أن عدد المعتقلين والمختفين قسريا يتجاوز 8 ألف في ولاية الخرطوم بخلاف من توفوا داخل أماكن الاحتجاز، وزاد بالقول : “هذه الجرائم التي ارتكبتها هذه الميليشيا في مواجهة هؤلاء المواطنين العزل لن تمر دون عقاب ولن تمر دون أن نقتص من هؤلاء المجرمين باذن الله سبحانه وتعالى.”

تدويل المأساة
من جانبه قال رئيس منظمة محامو الكرامة والعدالة د.هاني تاج السر للمحقق: “الحالة البائسة التي وجد بها الأسرى تدل على أن المليشيا لا تحترم اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة والتي حظرت المعاملة القاسية واللإنسانية والمهينة للأسرى، وكذلك تضمنته البروتوكولات الإضافية الأول والثاني ومنعت المعاملة المهينة للمحتجزين”.
وتابع :” الحالة التي وجد بها الأسرى تدل علي انتهاك صريح لاتفاقية حقوق الإنسان لسنة 1966م.والتي حظرت التعذيب والتجويع وكافة أشكال المعاملة القاسية، يجب تدويل قضية الانتهاكات الحقوقية وتكثيف الإعلام حولها حتي تعلم جميع المنظمات الحقوقية وحشية هذه المليشيا”.

هذا وعلم موقع “المحقق” الإخباري أن اللجنة الوطنية المعنية بالجرائم المرتكبة خلال الحرب، والتي يرأسها النائب العام لجمهوية السودان، شرعت في أخذ الترتيبات الخاصة بتوثيق المزيد من الجرائم المرتكبة بواسطة مليشيا الدعم السريع في المعتقلات السرية من تعذيب وسخرة وقتل على الهوية وانتهاك لكافة أشكال حقوق الإنسان.

بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم الحكومة السودانية يرسل أخطر تحذير لمناصري الدعم السريع.. الجيش في طريقه إليكم والعاقل من اتعظ بغيره 
  • الجيش السوداني يتقدم في الفاشر والدعم السريع يقصف المدينة
  • البرهان: الجيش السوداني لن يتراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يدخل سوق ليبيا غرب أم درمان.. ماذا تبقى لـالدعم السريع؟
  • “معتقلات الموت”….انتصارات الجيش السوداني تكشف المزيد من فظاعات مليشيا الدعم السريع
  • قائد في الجيش السوداني يسخر من إدعاء انسحاب الدعم السريع من الخرطوم وفق اتفاق ويكشف التفاصيل
  • الجيش السوداني يضع يده على أحدث منظومة جوي تركتها قوات الدعم السريع
  • بعد سحقه قوات الدعم السريع وسيطرته على الخرطوم.. ولي العهد السعودي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني بقصر الصفا
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة الكاملة على الخرطوم