استنفاران ميداني وديبلوماسي وبلينكن:لا نريد أن نرى تصاعد الصراع
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
تزايدت المخاوف والحسابات، من ضربة إسرائيلية من الجوّ، ضد بنك أهداف منتقاة، من مؤشراتها حجم الاجتماعات التي عقدت في اسرائيل، منذ العودة السريعة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاقتصاص من حزب الله، على خلفية ما نفاه الحزب، وتتمسك اسرائيل به لجهة القصف على بلدة مجدل شمس في الجولان حيث سقط 12 يافعاً كانوا في ملعب رياضي.
في أي حال، فان استنفاراً واسعاً طبع الواقع الميداني جنوباً وفي مناطق عدة، ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين، أن "حزب الله" كان في حالة تأهب قصوى وأخلى بعض المواقع الرئيسية في شرق وجنوب لبنان تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي. وبدأت دول بتوجيه الدعوات إلى رعاياها لتجنب السفر إلى لبنان كانت أبرزها فرنسا التي دعت مواطنيها إلى تجنّب السفر إلى لبنان وإسرائيل، كما أصدرت وزارة الخارجية النروجية بياناً دعت فيه المواطنين النروجيين إلى مغادرة لبنان. وأفيد أن السلطات الدنماركية تواصلت مع مواطنيها، مشيرة إلى أن مغادرتهم أو بقائهم سيكون على مسؤوليتهم الشخصية. كما أن شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أعلنت تأخير عودة عدد من رحلاتها من مساء أمس الى اليوم في اجراء احترازي.
وعلم في هذا السياق أن الاتصالات الأساسية لمحاولة تجنب انزلاق الوضع إلى تدهور واسع جرت بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ولكن أي معطيات مطمئنة لم تبرز عبرها.
وفي موقف لافت، قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ان وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لجلب الهدوء الدائم إلى الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان. ولكنه أكد أن "المؤشرات كلها" تدل على أن "حزب الله" أطلق الصاروخ على الجولان. وقال بلينكن: "لا يوجد مبرر للإرهاب".
وأضاف:" نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية". وقال بلينكن إنه لا يريد أن يرى تصعيداً للصراع بعد أن اتهمت إسرائيل "حزب الله" بقتل 12 طفلاً ومراهقاً في هجوم صاروخي بمرتفعات الجولان المحتلة. وأوضح أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل بشأن الحادث، وتابع: "نحن في محادثات مع إسرائيل، ولا نريد أن نرى تصاعد الصراع".
وكان الوضع الناشئ اكتسب طابعاً بالغ الخطورة إلى حدود محاولة الحكومة استدراك اشتعال الحرب، فأصدرت بياناً ليل السبت الماضي أعلنت فيه "ادانتها كل اعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها الى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات". وشددت على أن استهداف المدنيين يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى ان التحرك الرسمي الأخير بشأن التطورات التي سجلت أخيرا في مجدل شمس يتركز على الاتصالات السياسية والدبلوماسية من أجل إبعاد شبح أي ضربة إسرائيلية على لبنان، وقالت إن اقصى ما يمكن أن يصل إليه هذا الحراك هو تكثيف هذه الاتصالات وتسريع وتيرتها، مع العلم أنه لا يمكن توقع ما ترسو إليه الأمور، وأي كفة يصار إلى ترجيحها: ضربات محددة في سياق الرد أو توسيعها وخرق قواعد الإشتباك بشكل فاضح.
ورأت هذه المصادر أن ما من سيناريو آخر، في حين أن الساعات المقبلة هي محور ترقب محلي، والاتصالات التي يقودها بعض الأفرقاء قائمة بشكل كبير دون حسم ما إذا كان هناك من مجلس وزراء خاص لبحث الوضع المتوتر ولو أنه فكرة مطروحة.
ونقل عن مستشار الامن القومي لنائبة الرئيس الاميركي قوله ان الولايات المتحدة تعمل على حلّ دبلوماسي لانهاء الهجمات تماما على الجبهة بين لبنان واسرائيل.
وحسب موقع «إكسيوس» فإن مسؤولا كبيرا قال لوزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة.
واشار النائب سابق وليد جنبلاط الى ان حزب الله مقاومة لبنانية، وجزء من لبنان، معولا على دور الرئيس نبيه بري لجهة التواصل مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
وانتقد جنبلاط هوكشتاين، مذكرا اياه بأنه وسيط وليس ناقلا لتهديدات اسرائيل، عندما اشار الى ان اسرائيل ستقوم بعملية واسعة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
اتصالات لبنانية سورية لتهدئة الوضع على الحدود.. وحزب الله ينفي التدخل
أعلن الجيش اللبناني، الاثنين، أنه يجري اتصالات مع السلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، وذلك بعد تسليم جثامين ثلاثة عناصر سوريين إلى دمشق.
جاء هذا الإعلان غداة اتهام وزارة الدفاع السورية، مساء أمس الأحد، "حزب الله" باختطاف وقتل ثلاثة من عناصرها، فيما نفى الحزب اللبناني أي مسؤولية في هذا الشأن.
وقال الجيش اللبناني في بيان: "بتاريخ 16 آذار/مارس 2025، وبعد مقتل سوريين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر-الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، لكنه فارق الحياة لاحقاً".
وأضاف البيان أن "الجيش نفذ تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل الأحد حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري".
وأشار الجيش اللبناني إلى أن "قرى وبلدات لبنانية في المنطقة تعرضت للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية اللبنانية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة". كما أفاد بأنه "عزز انتشاره وضبط الوضع الأمني"، مؤكداً أن "الاتصالات بين قيادة الجيش اللبناني والسلطات السورية تستمر لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية".
اتهامات سورية ونفي حزب الله
من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع السورية، في بيان صدر مساء أمس الأحد، "حزب الله" باختطاف ثلاثة عناصر من الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن "تقودهم إلى الأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية".
وأضافت الوزارة أنها "ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله".
في المقابل، نفت العلاقات الإعلامية بـ"حزب الله" هذه الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدة عبر بيان أن "لا علاقة لحزب الله بالأحداث التي جرت اليوم على الحدود اللبنانية السورية". وشددت على أن "حزب الله لا علاقة له بأي أحداث تجري داخل الأراضي السورية".
خلفية الحدث
تسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار، بما في ذلك لبنان، وذلك في إطار جهودها لملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يتسببون في اضطرابات أمنية.
وتتميز الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، حيث تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات واضحة تفصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بستة معابر حدودية برية على طول نحو 375 كيلومتراً.
يذكر أن المعارضة السورية المسلحة بسطت سيطرتها على العاصمة دمشق ومدن أخرى في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، منهية بذلك 61 عاماً من حكم نظام البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وكان "حزب الله" قد ارتبط بعلاقات قوية مع نظام رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، الذي حكم لمدة 24 عاماً بين عامي 2000 و2024.