مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يفوض الحكومة بالرد على هجوم حزب الله
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
فوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الأحد الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بتحديد "طريقة وتوقيت" الرد على هجوم صاروخي على هضبة الجولان، والذي أودى بحياة 12 طفلا وفتى، وهو الهجوم الذي حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة جماعة حزب الله اللبنانية المسؤولية عنه.
ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم على قرية مجدل شمس الذي أوقع أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في الأراضي التي ضمتها إليها وذلك منذ أن أشعل هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر على إسرائيل فتيل الحرب في غزة.
وتعهدت إسرائيل بالرد على حزب الله في لبنان، وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا في جنوب لبنان خلال النهار لكن من المتوقع أن يكون هناك رد أقوى عقب الاجتماع الأمني في تل أبيب الذي دعا إليه نتنياهو بعد عودته من زيارة لواشنطن.
وبعد انتهاء الاجتماع، قال مكتب نتنياهو إن مجلس الوزراء "فوض رئيس الحكومة ووزير الدفاع بتحديد طريقة وتوقيت الرد".
واتهم البيت الأبيض حزب الله بالمسؤولية عن الهجوم على مجدل شمس. وقال في بيان "هذا الهجوم نفذه حزب الله اللبناني. إنه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها".
وقالت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية لخوض انتخابات الرئاسة من خلال مستشارها للأمن القومي إن "دعمها لأمن إسرائيل قوي".
وتقول الولايات المتحدة إن واشنطن تجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين منذ هجوم أمس السبت "المروع" وإنها تعمل على إيجاد حل دبلوماسي.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن لا تريد مزيدا من التصعيد في الصراع الذي يشهد تبادلا يوميا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود.
وعبرت بريطانيا عن قلقها إزاء تفاقم التصعيد، بينما قالت مصر إن الهجوم قد يؤدي إلى "انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".
في غضون ذلك، تجمعت آلاف العائلات لحضور جنازات قتلى الهجوم في مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.
وأحاط المشيعون، الذين كان العديد منهم يضع العمامة الدرزية التقليدية ذات اللونين الأبيض والأحمر على رأسه، بالنعوش في أثناء الجنازة.
وقال دولان أبو صالح رئيس المجلس المحلي لمجدل شمس في تصريحات بثها التلفزيون الإسرائيلي "مأساة ثقيلة، يوم أسود وقع على مجدل شمس".
وكان حزب الله قد أعلن في البداية أنه أطلق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان، لكنه نفى تورطه في الهجوم على مجدل شمس، قائلا "لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص".
إسرائيل: الصاروخ إيراني الصنعلكن إسرائيل قالت إن الصاروخ إيراني الصنع، وإنه أُطلق من منطقة تقع شمالي قرية شبعا في جنوب لبنان، واتهمت جماعة حزب الله بشن الهجوم.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الفتية والأطفال القتلى في الهجوم مواطنين إسرائيليين، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين توعدوا بالرد على الهجوم.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "الصاروخ الذي قتل أولادنا وبناتنا كان صاروخا إيرانيا وحزب الله هو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الصواريخ في ترسانته".
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن حزب الله في حالة استنفار شديد وبادر بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وسهل البقاع شرقي البلاد تحسبا لهجوم إسرائيلي.
في غضون ذلك، ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أنها أرجأت وصول بعض الرحلات من مساء اليوم الأحد إلى صباح غد الاثنين دون إبداء أسباب.
وفي مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان التي تبعد نحو 20 كيلومترا من الحدود، استمر المصطافون في الذهاب إلى الشواطئ.
وقال علي الحسيني الذي يدير متجرا على شاطئ البحر في صور "فيه تخوف من العدو الإسرائيلي إنه يعمل ردة فعل، بس الناس عايشة حياتهم طبيعية".
وتتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار منذ أشهر مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، لكن يبدو أن الجانبين يتجنبان التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، مما قد يجر قوى أخرى للصراع منها الولايات المتحدة وإيران.
لكن ضربة أمس السبت هددت بدفع المواجهة إلى مرحلة أكثر خطورة، وحث مسؤولون في الأمم المتحدة الجانبين على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرين من أن التصعيد "قد يشعل صراعا أوسع نطاقا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لرويترز إن لبنان طلب من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس. وأضاف بو حبيب أن واشنطن طلبت من حكومة بلاده نقل رسالة إلى حزب الله لإبداء ضبط النفس أيضا.
مخاوف من حرب شاملةحذرت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل الأحد من مغبة ما وصفته بأي مجازفة جديدة في لبنان.
وقالت وزارة الخارجية السورية إنها تحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة" وإن اتهامات إسرائيل لحزب الله زائفة.
وقال دبلوماسيان معنيان بالشأن اللبناني إن كل الجهود مطلوبة الآن لتجنب حرب شاملة.
وأجبر الصراع عشرات الآلاف في كل من لبنان وإسرائيل على مغادرة منازلهم. وأدت ضربات إسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني، منهم مسعفون وأطفال وصحفيون.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أمس السبت إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر، بالإضافة إلى 17 جنديا على الأقل.
وحزب الله هو الأقوى ضمن الجماعات المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط. وفتحت الجماعة جبهة ثانية للحرب على إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
وشنت جماعات عراقية وجماعة الحوثي اليمنية هجمات على إسرائيل، التي نفذت في وقت سابق من الشهر ضربة كبيرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر ردا على هجوم على تل أبيب أدى لمقتل شخص.
كما تشن حماس هجمات صاروخية على إسرائيل من لبنان، وهو ما تفعله أيضا (الجماعة الإسلامية) السنية اللبنانية.
ويعيش الدروز على جانبي الخط الفاصل بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل بالإضافة إلى هضبة الجولان وسوريا. ورغم انخراط بعضهم في الجيش الإسرائيلي وتعاطفهم مع إسرائيل، يشعر كثيرون منهم بالتهميش هناك كما يرفض بعضهم حمل الجنسية الإسرائيلية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی جنوب لبنان هضبة الجولان على إسرائیل حزب الله فی هجوم على مجدل شمس
إقرأ أيضاً:
المساعدات الغربية للجيش تتوالى.. غوتيريس: على إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان
برزت معالم جديدة مهمة وذات دلالات على المواكبة الدولية للبنان في استحقاقاته الدستورية والأمنية والعسكرية كما على الحزم الدولي في دعم الجيش لتنفيذ التزامات لبنان وفق ما تنص عليه القرارات الدولية . اذ على وقع ترددات الزيارة المميزة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان الجمعة الماضي وإعلانه بدء الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي جديد من اجل لبنان وحشد الدعم لاعادة إعمار المناطق المهدمة في الحرب الأخيرة ، برز تطور لافت امس مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية تخصيص 117 مليون دولار لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي في لبنان، في ختام اجتماع للمانحين الدوليين الخميس.
وأوضحت وزارة الخارجية الاميركية في بيان أن هذه الأموال ستساعد القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي على "ضمان سيادة لبنان على كامل البلاد". وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أنها نظمت "اجتماعا للمانحين عبر الإنترنت" الخميس "مع شركاء وحلفاء لبحث المساعدة الأمنية الأساسية التي يحتاج إليها لبنان من أجل التنفيذ الكامل لوقف الأعمال الحربية مع إسرائيل".
ويسري منذ 27 تشرين الثاني وقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تم التوصل إليه برعاية فرنسية أميركية، إثر مواجهة بينهما استمرت لعام. وتشرف لجنة على آلية تنفيذ الاتفاق، تضم في عضويتها قوة الأمم الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
كما ان قناة العربية الفضائية أفادت ان الاتحاد الأوروبي سيقر مساعدات للبنان بقيمة 60 مليون يورو تخصص لتغطية انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لمدة ثلاث سنوات . وستشرف فرنسا وإيطاليا وليتوانيا على انفاق المساعدات للجيش اللبناني.
وطالب الرئيس اللبناني جوزف عون السبت اسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 كانون الثاني وهي المهلة المحددة لتنفيذ شروط وقف إطلاق النار.
وينص اتفاق وقف اطلاق النار على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان، بحلول 26 كانون الثاني. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
تزامن ذلك مع إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في ختام زيارته للبنان أنّ "لبنان بات على حافة مستقبل أفضل"، مشيرًا إلى أنّ تشكيل الحكومة الجديدة سيمكن لبنان من "تلبية تطلعات الشعب والحفاظ على سيادته"، مؤكدًا أنّ "على إسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان وفقا للجدول المقرر".
وأوضح، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى لبنان، أنّ "وقف الأعمال العدائية في لبنان ما زال هشًا وعلى كل الجهات الالتزام بتعهداتها"، مضيفًا "هناك انتهاكات مستمرة لوقف إطلاق النار في لبنان"، و"يجب احترام سيادة لبنان ووحدة أراضية ويجب حصر السلاح في يد الجيش اللبناني في كامل البلاد وهذا هو روح القرار الدولي 1701.
وأشار غوتيريس إلى أنّ "قوات اليونيفيل سهلت عمل 39 بعثة إنسانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني"، موضحًا أنّ "القرار 1701 هو الإطار المستدام لتحقيق السلام في لبنان"، و"على المجتمع الدولي دعم الجيش اللبناني"، لافتًا إلى أنّه "من الضروري ضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل في لبنان".
وكان غوتيريس قام امس وغداة زيارته لمقر القوات الدولية في الناقورة بجولة على رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري . واكد الرئيس عون أمامه أنّ "لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي".وقال : "استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية ولاسيما لجهة تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية يناقض كلياً ما ورد في اتفاق وقف أطلاق النار ويعتبر استمراراً لانتهاك السيادة اللبنانية وإرادة المجتمع الدولي".ونوّه عون بـ"صمود أفراد "اليونيفيل" في وجه الاعتداءات التي طالت مراكزهم"، وشدد على التنسيق الكامل القائم بينها وبين الجيش اللبناني.
وبدوره اكد الرئيس المكلف نواف سلام ان: "ما أعرفه الآن هو أننا سنكون قادرين على الاعتماد على الأمين العام لحشد الدعم الديبلوماسي للتأكد من انسحاب الإسرائيليين في اليوم الذي يجب أن يكملوا فيه انسحابهم وانه سوف يحشد الأمين العام أيضاً كل الجهود من أجل المؤتمر الذي تحدث عنه الرئيس إيمانويل ماكرون أمس لإعادة الإعمار والذي سيعقد قريباً وسيكون له الدعم الدولي الأكبر. أطرح أيضاً سؤالا الآن مع تغير الوضع في سوريا، نحن بحاجة للبدء مع الأمم المتحدة في الاستعداد لعودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين في لبنان".
وبدوره الرئيس بري نوه بكل مواقف الامين العام للأمم المتحدة وجهود وتضحيات قوات اليونيفيل في الجنوب ودورها في اللجنة الخماسية، مشدداً على "وجوب إلتزام إسرائيل بالإنسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها وفقاً لبنود الإتفاق ووقف خروقاتها وتدميرها الممنهج للقرى والحقول والمساحات الزراعية والحرجية".
وجدد الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم، القول "لا تختبروا صبرنا"، داعياً الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهة الخروقات الإسرئيلية.
وفي أوّل تعليق له على اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، قال قاسم إنّ الاتفاق "دليل على ثبات المقاومة ضد إسرائيل"، معتبراً أنّ "مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة".