فوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الأحد الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بتحديد "طريقة وتوقيت" الرد على هجوم صاروخي على هضبة الجولان، والذي أودى بحياة 12 طفلا وفتى، وهو الهجوم الذي حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة جماعة حزب الله اللبنانية المسؤولية عنه.

ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم على قرية مجدل شمس الذي أوقع أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في الأراضي التي ضمتها إليها وذلك منذ أن أشعل هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر على إسرائيل فتيل الحرب في غزة.

وامتد هذا الصراع إلى جبهات متعددة وهو الآن ينذر بالتحول إلى صراع أوسع في المنطقة.

وتعهدت إسرائيل بالرد على حزب الله في لبنان، وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا في جنوب لبنان خلال النهار لكن من المتوقع أن يكون هناك رد أقوى عقب الاجتماع الأمني ​​في تل أبيب الذي دعا إليه نتنياهو بعد عودته من زيارة لواشنطن.

وبعد انتهاء الاجتماع، قال مكتب نتنياهو إن مجلس الوزراء "فوض رئيس الحكومة ووزير الدفاع بتحديد طريقة وتوقيت الرد".

واتهم البيت الأبيض حزب الله بالمسؤولية عن الهجوم على مجدل شمس. وقال في بيان "هذا الهجوم نفذه حزب الله اللبناني. إنه صاروخ تابع لهم انطلق من منطقة يسيطرون عليها".

وقالت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية لخوض انتخابات الرئاسة من خلال مستشارها للأمن القومي إن "دعمها لأمن إسرائيل قوي".

وتقول الولايات المتحدة إن واشنطن تجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين ولبنانيين منذ هجوم أمس السبت "المروع" وإنها تعمل على إيجاد حل دبلوماسي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن لا تريد مزيدا من التصعيد في الصراع الذي يشهد تبادلا يوميا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود.

وعبرت بريطانيا عن قلقها إزاء تفاقم التصعيد، بينما قالت مصر إن الهجوم قد يؤدي إلى "انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".

في غضون ذلك، تجمعت آلاف العائلات لحضور جنازات قتلى الهجوم في مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.

وأحاط المشيعون، الذين كان العديد منهم يضع العمامة الدرزية التقليدية ذات اللونين الأبيض والأحمر على رأسه، بالنعوش في أثناء الجنازة.

وقال دولان أبو صالح رئيس المجلس المحلي لمجدل شمس في تصريحات بثها التلفزيون الإسرائيلي "مأساة ثقيلة، يوم أسود وقع على مجدل شمس".

وكان حزب الله قد أعلن في البداية أنه أطلق صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان، لكنه نفى تورطه في الهجوم على مجدل شمس، قائلا "لا علاقة ‏للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا ‏الخصوص".

إسرائيل: الصاروخ إيراني الصنع

لكن إسرائيل قالت إن الصاروخ إيراني الصنع، وإنه أُطلق من منطقة تقع شمالي قرية شبعا في جنوب لبنان، واتهمت جماعة حزب الله بشن الهجوم.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الفتية والأطفال القتلى في الهجوم مواطنين إسرائيليين، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين توعدوا بالرد على الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "الصاروخ الذي قتل أولادنا وبناتنا كان صاروخا إيرانيا وحزب الله هو التنظيم الإرهابي الوحيد الذي يمتلك مثل هذه الصواريخ في ترسانته".

وقال مصدران أمنيان لرويترز إن حزب الله في حالة استنفار شديد وبادر بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وسهل البقاع شرقي البلاد تحسبا لهجوم إسرائيلي.

في غضون ذلك، ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أنها أرجأت وصول بعض الرحلات من مساء اليوم الأحد إلى صباح غد الاثنين دون إبداء أسباب.

وفي مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان التي تبعد نحو 20 كيلومترا من الحدود، استمر المصطافون في الذهاب إلى الشواطئ.

وقال علي الحسيني الذي يدير متجرا على شاطئ البحر في صور "فيه تخوف من العدو الإسرائيلي إنه يعمل ردة فعل، بس الناس عايشة حياتهم طبيعية".

وتتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار منذ أشهر مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، لكن يبدو أن الجانبين يتجنبان التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، مما قد يجر قوى أخرى للصراع منها الولايات المتحدة وإيران.

لكن ضربة أمس السبت هددت بدفع المواجهة إلى مرحلة أكثر خطورة، وحث مسؤولون في الأمم المتحدة الجانبين على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرين من أن التصعيد "قد يشعل صراعا أوسع نطاقا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".

وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لرويترز إن لبنان طلب من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس. وأضاف بو حبيب أن واشنطن طلبت من حكومة بلاده نقل رسالة إلى حزب الله لإبداء ضبط النفس أيضا.

مخاوف من حرب شاملة

حذرت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل الأحد من مغبة ما وصفته بأي مجازفة جديدة في لبنان.

وقالت وزارة الخارجية السورية إنها تحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة" وإن اتهامات إسرائيل لحزب الله زائفة.

وقال دبلوماسيان معنيان بالشأن اللبناني إن كل الجهود مطلوبة الآن لتجنب حرب شاملة.

وأجبر الصراع عشرات الآلاف في كل من لبنان وإسرائيل على مغادرة منازلهم. وأدت ضربات إسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني، منهم مسعفون وأطفال وصحفيون.

وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أمس السبت إن عدد القتلى بين المدنيين الذين سقطوا في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر، بالإضافة إلى 17 جنديا على الأقل.

وحزب الله هو الأقوى ضمن الجماعات المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط. وفتحت الجماعة جبهة ثانية للحرب على إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

وشنت جماعات عراقية وجماعة الحوثي اليمنية هجمات على إسرائيل، التي نفذت في وقت سابق من الشهر ضربة كبيرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر ردا على هجوم على تل أبيب أدى لمقتل شخص.

كما تشن حماس هجمات صاروخية على إسرائيل من لبنان، وهو ما تفعله أيضا (الجماعة الإسلامية) السنية اللبنانية.

ويعيش الدروز على جانبي الخط الفاصل بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل بالإضافة إلى هضبة الجولان وسوريا. ورغم انخراط بعضهم في الجيش الإسرائيلي وتعاطفهم مع إسرائيل، يشعر كثيرون منهم بالتهميش هناك كما يرفض بعضهم حمل الجنسية الإسرائيلية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی جنوب لبنان هضبة الجولان على إسرائیل حزب الله فی هجوم على مجدل شمس

إقرأ أيضاً:

لبنان: انتشال 23 جثمانا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي

أعلن الدفاع المدني اللبناني، أنه انتشل، حتى مساء أمس الثلاثاء، 23 جثمانا في بلدات حدودية في جنوب لبنان، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منها، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن "الفرق المختصة تمكنت الثلاثاء من انتشال جثامين 14 شهيدا في بلدة ميس الجبل، وثلاثة شهداء في بلدة مركبا، وثلاثة شهداء في بلدة كفركلا، بالإضافة إلى ثلاثة شهداء في بلدة العديسة".

وبدأ لبنانيون، صباح الثلاثاء، العودة إلى قراهم الحدودية المدمرة برفقة الجيش اللبناني، بعدما سحبت "إسرائيل" قواتها من جنوب البلاد، مبقية احتلالها لخمس نقاط إستراتيجية.

وارتكبت القوات الإسرائيلي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 8 انتهاكات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار، تخللها تحليق طيران حربي وتفجير منازل.

ورصدت الوكالة الوطنية للإعلام تحليق مسيرة إسرائيلية على علو منخفض في أجواء مدينة صور، والطيران الحربي على علو متوسط فوق مدينة الهرمل والبقاع الشمالي.

وأشارت إلى تفجير القوات الإسرائيلية لمنشآت في خراج بلدة كفر شوبا، منوهة إلى أنه التفجير الثاني في أقل من 72 ساعة.

وفجر الثلاثاء، انسحب الجيش الإسرائيلي بشكل جزئي من المناطق التي أعاد احتلالها بعد الـ 7 من أكتوبر 2023 في الجنوب اللبناني، وأعلن جيش الاحتلال، أن قواته ستبقى في 5 نقاط إستراتيجية داخل لبنان.

وأعلن الجيش اللبناني، أنه استكمل الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، وأن ووحداته تُوسع انتشارها في القطاعين الشرقي والأوسط جنوبي البلاد بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي.

وقال الجيش في بيان إن وحداته العسكرية انتشرت في بلدات العباسية، والمجيدية، وكفر كلا – مرجعيون في القطاع الشرقي، والعديسة، ومركبا، وحولا، وميس الجبل، وبليدا، ومحيبيب – مرجعيون في القطاع الأوسط، ومارون الراس والجزء المتبقي من يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط.

ولفت الجيش اللبناني إلى أنه انتشر في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

وأشار إلى أن "وحداته المختصة باشرت إجراء المسح الهندسي و فتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة في هذه المناطق".

وأكد على ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، لإفساح المجال لإنهاء الأعمال المذكورة في أسرع وقت ممكن، وحفاظا على أرواحهم وسلامتهم.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس ترد على تصريحات إسرائيل بشأن مستقبل المقاومة في غزة الجيش الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية لمدينة طولكرم ومخيميها الاتحاد الأوروبي يوجه دعوة للمجتمع الدولي حول غزة والضفة الأكثر قراءة أسعار العملات في فلسطين اليوم - سعر صرف الدولار الديوان الملكي الأردني يكشف تفاصيل مباحثات الملك عبدالله مع ترامب طقس فلسطين: حالة عدم استقرار جوي وسقوط أمطار اليوم كوريا الشمالية تُعقّب على مخطط ترامب بشأن غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • فيديو لسيدة لبنانيّة: الجيش الإسرائيلي حرقلي بيتي!
  • حركتا أمل وحزب الله: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان مرفوض
  • شاهد ماذا قالت المذيعة الشهيرة تسابيح خاطر عقب الهجوم الذي تعرضت له مع زوجها من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد مشاركتهما في تشكيل الحكومة الموازية
  • بعد الهجوم على خط نفط..بوتين يتهم الغرب بالتورط في هجوم أوكرانيا
  • عون يؤكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل .. ومقتل شخص بضربة جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن شن غارة على جنوب لبنان
  • مقتل 7 على يد مسلحين جنوب غرب باكستان
  • حذر وترقب لما قد يحدث.. سكان الشمال في إسرائيل خائفون من العودة إلى بيوتهم
  • لبنان: انتشال 23 جثمانا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
  • بعد تأخر الانسحاب الإسرائيلي: هل تلوح حرب جديدة في جنوب لبنان؟