دراسة : اكتمال القمر له تأثير خفي على نوم بعض البشر !!
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في الزمن السابق، كان يُعتقد بأنّ القمر المكتمل يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان. فعلى سبيل المثال، ظنّ البعض بأنه “يدفع البشر نحو سلوك أكثر عنفاً وعصبية”.
ويشير مصطلح “مجنون” Lunatic إلى ذلك النوع من الأفكار، حيث تأتي جذور هذا المصطلح من المصطلح اللاتيني Lunar، والذي يعني القمر.
وعلى الرغم من ذلك، رفض الباحثون لسنوات طويلة هذه الأفكار، خصوصاً مع تضارب النتائج التي توصلت إليها الدراسات بهذا الشأن.
وتوصلت عدة أبحاث أخيراً، بحسب ما ذكر موقع “ناشيونال جيوغرافيك” إلى أنّ الدورة القمرية “لها تأثير خفي” على بعض الأشخاص عندما يتعلق الأمر بالظواهر الدورية، مثل النوم، والدورة الشهرية عند النساء، والتقلّبات المزاجية للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب.
ففي دراسة حديثة نشرت على موقع المكتبة القومية للطب في الولايات المتحدة، قام باحثون بتتبع أنماط النوم باستخدام ساعات المعصم لدى مجموعتين مختلفتين تماماً من المشاركين. وتتكوّن المجموعة الأولى من 100 فرد من قبائل “توبا” قوم بالمناطق الريفية في الأرجنتين والتي لا يستخدم الكثير منها الكهرباء، بينما تتكون المجموعة الثانية من مئات الطلبة بجامعة واشنطن في سياتل الأميركية.
ووجد الباحثون أنّ في الليالي التي تسبق اكتمال القمر ذهب أفراد قبائل “توبا” إلى النوم متأخرين 40 دقيقة في المتوسط، كما أنهم ناموا لمدة أقلّ بشكل عام. لكّن ما لم يتوقعه الباحثون أنّ ذات الأمر تكرر لدى العديد من الطلاب الجامعيين في سياتل، وهي مدينة كبيرة يحجب الضوء الاصطناعي فيها ضوء القمر، وغالباً لا يكون لدى الطلاب هناك أي فكرة عن موعد اكتمال القمر.
وتوقع هوراسيو دي لا إغليسيا – الباحث في مجال النوم بجامعة واشنطن والمشارك في الدراسة، أنّ الأمر قد يعود إلى جاذبية القمر التي تكون أقوى لدى اكتماله بما يؤثر على أنماط النوم.
أما فيما يتعلق بالتقلّبات المزاجية، فقد أجرى باحثون في “المعهد القومي للصحة النفسية” بولاية ماريلاند الأميركية دراسة تتبّعوا خلالها مجموعة من مرضى الاكتئاب ثنائي القطب لمدة 37 عاماً. ووجد الباحثون أنّ التقلّبات المزاجية لدى المرضى ما بين الهوس والاكتئاب “تتزامن مع دورة القمر حول الأرض”.
وفي دراسة أخرى امتدت لنحو 15 عاماً، توصّل علماء إلى أنّ الدورة الشهرية لدى بعض الإناث تتطابق مع دورات القمر. وأنه مع تقدم النساء في السن، وزيادة تعرضهن للضوء الاصطناعي ليلاً، قصرت دوراتهن واختفى التطابق، وفقاً للدراسة المنشورة على موقع “ساينس” العلمي.
ورأى توماس وير، الدكتور النفسي في “المعهد الوطني للصحة النفسية” والمشارك في الدراستين، أنّ العديد من الدراسات السابقة بحثت الأمر فقط “من خلال لقطات لأشخاص مختلفين في نقاط مختلفة من الدورة القمرية، بدلاً من تتبع المرضى على مر الزمن لاكتشاف الأنماط الدورية الدقيقة”.
وأوضح وير أنّ هذا النوع من الدراسات يمكن أن يؤدي إلى فهم أعمق لصحة الإنسان قائلاً: في كثير من الحالات أعتقد أنه يمكننا الاستفادة من هذه المعرفة لمنع بعض أعراض المرض التي تعتمد بشكل كبير على مقدار النوم الذي تحصل عليه”، مضيفاً: “أعرف أنّ بعض الباحثين الآخرين يبحثون في هذا الأمر الآن وبجدية”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أطراف من "سلام جوبا" تطالب بإشراك الوساطة.. خلافات توزيع السلطة تؤجل اكتمال الحكومة
في ظل انسداد أفق التوافق بين مكونات اتفاق جوبا للسلام، دفعت أربعة من الكيانات الموقعة على الاتفاق بمذكرة رسمية إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تطالب فيها بضرورة تدخل لجنة الوساطة الجنوب سودانية لحسم ما وصفته بـ "الانحراف" في تنفيذ الاتفاق، خاصة في ما يتصل بمبدأ تقاسم السلطة المنصوص عليه في مسار القضايا القومية.
وتُعد هذه المذكرة أحدث تطور في الأزمة المتفاقمة بين أطراف السلام، ما يهدد بإرجاء إعلان التشكيل الوزاري الجديد، وسط تزايد الضغوط على القيادة السودانية للالتزام بمقتضيات اتفاق جوبا الموقع في أكتوبر 2020.
مضمون المذكرة: تنفيذ غير انتقائيوبحسب معلومات حصلت عليها صحيفة، فإن المذكرة شددت على ضرورة تنفيذ اتفاق جوبا بكافة بنوده دون انتقائية أو تعديل أحادي، لا سيما المادة الخاصة بمسار القضايا القومية، التي نصت صراحة على أن يمثل هذا المسار 25% من كل مستويات السلطة الانتقالية، بما فيها مجلسا السيادة والوزراء.
الأطراف الموقعةوقد وقعت على المذكرة أربع مجموعات مشاركة في اتفاق السلام، وهي:
كيان الشمال السوداني بقيادة محمد سيد أحمد "الجلاد"
حركة جيش تحرير السودان – المجلس القيادي بقيادة علي حامد شاكوش
حركة تحرير كوش بقيادة أسامة دهب
الجبهة الثالثة "تمازج" بقيادة عكاشة سليمان
وتتهم هذه المجموعات شركاءها من الحركات الكبيرة، وفي مقدمتها حركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان جناح مناوي، والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية)، ومجلس شركاء السلام الانتقالي، بمحاولة السيطرة على مكاسب الاتفاق وتهميش الأطراف الأخرى، ما يتعارض – حسب المذكرة – مع نصوص الاتفاق وروحه التشاركية.
حكومة إدريس.. في الانتظار
وبينما يترقّب السودانيون الإعلان الرسمي عن التشكيل الوزاري، أكدت مصادر مطلعة لـالطابية أن رئيس الوزراء كامل إدريس يتريث في المضي قُدمًا في إعلان حكومته، مفضلًا انتظار معالجة الخلاف بين موقعي جوبا.
وقالت المصادر إن إدريس قد يتجه إلى ترك بعض الحقائب شاغرة إلى حين التوافق النهائي، وهو خيارٌ قد يُرضي جميع الأطراف دون التورط في انحياز ظاهر لأي طرف.
دور الوساطة.. ومصير الاتفاقويرى مراقبون أن استدعاء الوساطة الجنوبية، بقيادة المستشار توت قلواك، سيعيد النقاش إلى منصة التفاوض الأولى، وهو ما قد يعيد ضبط بوصلة التنفيذ، خصوصًا بعد التباطؤ الذي صاحب تطبيق عدد من بنود الترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة.
ورغم ذلك، يظل السؤال المطروح: هل ستقبل الأطراف النافذة بإعادة التفاوض حول ما تعتبره "مكاسب سياسية مستحقة"؟ أم أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من الاستقطاب داخل معسكر السلام نفسه؟