موقع النيلين:
2024-11-15@17:31:36 GMT

الفرص الضائعة في تاريخنا الوطني ..(1)

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

بعد حرب إكنوبر بين مصر وإسرائيل 1973 وإستخدام النفط كورقة مؤثرة في الحرب ، وإرتفاع أسعار النفط التي جعلت الدول الخليجية تراكم فوائض ضخمة في إحتياطاتها النقدية ، فكرت في إستثمار هذه الفوائض لتأمين أمنها الغذائي ، وقع الإختيار علي السودان ليكون سلة غذاء العالم…

وفي عام 1975 قررت القمة العربية المنعقدة في الأردن إنشاء الهيئة العربية للإستثمار الزراعي ومقرها الخرطوم ، وكذلك المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، وفي نفس الإطار تم إنشاء شركة سكر كنانة كشراكة بين الحكومة السودانية والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت .

.

وقام الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي بوضع خطة لتطوير القطاع الزراعي في السودان تمتد من العام 1976 إلي العام 2000 وتنفذ علي مرحلتين ، والهدف منها تحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء للسودان مع إنتاج فائض للتصدير ، وكانت تقديرات حجم الإستثمار الكلي لهذا البرنامج 6 مليار دولار أمريكي …

لم يستفد السودان من هذه الفرصة نتيجة لسوء الإدارة والتشوهات في هيكل الإقتصاد ٠٠
كيف ؟؟؟

بدأ نظام مايو مسيرته بإصدار قرارات التأميم غير المدروسة التي مما أدي لهجرة رؤوس الأموال الأجنبية ، وتدمير القطاع الخاص والجهاز المصرفي ، بجانب تحميل الدولة أعباء إضافية لإدارة المؤسسات المصادرة التي تفشي فيها الفساد وسود الإدارة ..

في العام 1972 إتخذ مجلس الوزراء أخطر قرار منذ إستقلال السودان ( في رأيي الخاص ) وهو السماح للوزاء بجلب القروض الخارجية لمشروعاتهم دون الرجوع لوزارة المالية ، في ذلك الوقت ومع إرتفاع أسعار النفط وتراكم الإحتياطات كان السماسرة الدوليون يجوبون البلدان بحثا عن دول يقرضونها ، ( الوزراء وقعوا في المؤسسات الخارجية وهاك يا ديون ) لمشاريع غير مدروسة ( هل تعرف إنو في قرض جابوهو لإعادة تعمير الفندق الكبير ؟!!! ) ..

لابد من ملاحظة هامة هنا وهي أن السودان قد سيق للوقوع في شرك الوقوع فى مصيدة المؤسسات المالية الدولية ، والدخول في نادي الديون ، والتوقيت مهم جدا وهو تاريخ توجه مايو نحو المعسكر الغربي وبداية تنفيذ إتفاقية أديس أبابا للسلام ..

النتيجة أن جملة القروض النقدية فقط بلغت 2.654.9 مليون دولار أمريكي ، وهي قروض قصيرة ومتوسطة المدي ، ولأنها غير مدروسة وذهب معظمها لمشاريع إما أنها لم تنفذ مطلقا ( مشروع مصنع نسيج قدو ، مصنع بورتسودان ، سكر ملوط ) أو وظفت في مشاريع فاشلة ، حل أجلها وفشلت الحكومة في سدادها ، ومن هناك بدأ تراكم خدمة الديون التي تبلغ اليوم حوالي 60 مليار دولار أمريكي!!!!!

والنتيجة الأخري لذلك القرار الخطير هو أن البلاد لم تستطع الإستفادة من توقف الحرب بموجب إتفاقية أديس أبابا حيث إستمر عجز الميزانية منذ العام 1972 وإلي 1983 ، كما استمر إختلال الحساب الخارجي مما أدى إلى فجوة في ميزان المدفوعات ..

في عام 1977 ، تقدم وزير المالية بمذكرة لرئيس الجمهورية يعلن فيها أن الدولة علي حافة الإفلاس ، فتولي رئيس الجمهورية وزارة المالية بنفسه ، وعلي الرغم من تنفيذ مشاريع كبيرة خلال تلك الفترة إلا أن ( الكبوات الكبري) للإقتصاد السوداني بدأت جذورها عندئذ …

ونتيجة لذلك الفشل وسوء الإدارة فوت السودان فرصة توجه الدول العربية ليكون السودان سلة غذاء العالم حقيقة ، بينما بقي الشعار كلاما تلوكه الحكومات المختلفة ونتغني به في أناشيدنا المدرسية ، الله المستعان …

( إعتمدت في هذا المقال علي كتاب الدكتور عبدالوهاب عثمان ، منهجية الإصلاح الإقتصادي ، وكتاب د علي عبدالقادر من التبعية إلي التبعية ) ..

ياسر يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تدعو المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب

دعت جامعة الدول العربية، المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال الإسرائيلي على المسيرة التعليمية في فلسطين.

وأكدت على أهمية الإستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية بما يسهم في ضمان إستمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين.

وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جامعة الدول العربية السفير سعيد أبو علي، في كلمته أمام لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة في دورتها 108، والتي أختتمت أعمالها اليوم، إن اجتماعنا يأتي بعد إنقطاع ما يقارب عام ونصف بسبب الظروف البالغة الصعوبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والحرب الاسرائيلية التدميرية، كما يأتي بالتزامن مع أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة بالرياض، التي اتخذت مجموعة كبيرة من القرارات النوعية المهمة في إطار التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وتضامن دولنا العربية والإسلامية مع نضال الشعب الفلسطيني المشروع لنيل حقوقه كاملة بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق رؤية حل الدولتين، ودعم الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وكذلك التحرك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتجميد عضوية إسرائيل.

وأضاف أن القمة طالبت أيضا مجلس الأمن بإصدار بقرار ملزم لوقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة، مؤكدة أنه لا سلام مع إسرائيل قبل انسحابها من كافة الأراضي العربية المحتلة "حتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967.

وأشار إلى أن القمة أطلقت أيضا آلية التعاون الثلاثي بين كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي، لتنسيق المواقف المشتركة وسبل الدعم لمساعدة الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق تقرير المصير له.

وأوضح الأمين العام المساعد، أن هذه الدورة تعقد بعد أكثر من 400 يوم من بدء العدوان على غزة، ولا تزال مشاهد المجازر والقتل والتدمير والتجويع خاصة في شمال غزة متواصلة، فقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل وجرائم الإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023 عن تدمير واسع النطاق لكافة مقومات الحياة، أدى إلى سقوط أكثر من 180 ألف مواطن بين شهيد وجريح ومفقود، وإعتقال أكثر من 5200 مواطن، ونزوح 2 مليون داخليا، مع تدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية، حيث إرتكب جيش الإحتلال الإسرائيلي أكثر من 4000 مجزرة مروعة، واستخدام حوالي 90 ألف طن من المتفجرات، بالإضافة لما يتعرض له سكان القطاع من حرب تجويع قاتلة.

كما أشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وكارثية من حيث مواصلة الإحتلال الإسرائيلي التصعيد في تنفيذ سياساته العدوانية في مدينة القدس وكافة المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد حوالي 780 شهيد، واعتقال ما يقارب من 12 ألف مواطن مع تدمير ممنهج للبنية التحتية، في نفس الوقت الذي تواصل فيه عصابات المستوطنين المسلحة وبدعم مباشر من جيش الاحتلال ممارسة الإرهاب والاعتداءات المتواصلة في إطار سياسة الإحتلال الرسمية الممنهجة في حرق واقتلاع وتدمير للممتلكات، وفرض العزل والاغلاقات إلى تنفيذ الاعدامات الميدانية والتهويد وممارسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتهجير القسري، والتمدد الاستعماري وصولاً إلى ما أعلنه أمس رئيس وزراء الإحتلال ووزير ماليته بشأن الضم الرسمي والمعلن للضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية.

وقال أبو علي، إن القرار الإسرائيلي بقطع العلاقات مع وكالة "الأونروا" ضاربا بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني، بهدف تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة وإلغاء أنشطتها ودورها بالعنوان السياسي، مؤكدا أن مواصلة الإحتلال تقويض ولاية الأونروا لن يغير من الوضع القانوني للوكالة التي تتمتع بتفويض دولي بناء على قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وطالب الأمين العام المساعد، المجتمع الدولي بدوله وهيئاته المتعددة وخاصة مجلس الامن التدخل المباشر والفوري، وإتخاذ التدابير العملية اللازمة لتوفير نظام حماية دولي في الأرض الفلسطينية لوضع حداً لاستمرار هذا العدوان الممنهج والانتهاكات الجسيمة لقواعد وأحكام وقرارات الشرعية الدولية، فقد كان قطاع التعليم وكل مكوناته في مقدمة القطاعات التي تعرضت للاستهداف الإسرائيلي التدميري، ما أسفر عن كارثة كبيرة بحجم الخسائر البشرية والمادية التي طالت مكونات التعليم كافة كما تداول وبحث مؤتمركم، فهناك أكثر من 30 ألف طفل/ة ما بين شهيد وجريح وسط تدمير 93% من أبنية القطاع التعليمي، فيما تعرضت 70% من مدارس الأونروا الـ200 للقصف والتدمير، وتم قصف 4 مبان من كل 5 مبان مدرسية، وكذلك تدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية كما حرم أكثر من 750 ألف طالب/ة من حقهم في مواصلة تعليمهم في مدارسهم، وجامعاتهم.

وقال الأمين العام المساعد، إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، توقفت العملية التعليمية في كافة الجامعات والمدراس والمراكز التعليمية والتدريبة، وتحول عمل المدراس من أماكن تعليمية إلى مراكز إيواء يستخدمها السكان النازحين الذين هُجروا من منازلهم قسراً، ومع ذلك لم تتوان قوات الإحتلال عن استهداف هذه المدارس والمنشآت وهي مكتظة بالنازحين، لتوقع المئات من الشهداء والمصابين، حتى وإن كانت المدرسة أو المنشأة تتبع لهيأة دولية كالأمم المتحدة وترفع علمها، حيث مازال واقع حال التعليم في القدس، تحت وطأة سياسات الأسرلة والتهويد، ومحاربة المناهج الفلسطينية وتحريفها، في معركة مستمرة ومتجددة مع بداية كل عام دراسي جديد، لفرض مناهج الإحتلال الإسرائيلي، والذي يستوجب تدخل المعنيين من دول وهيئات ومنظمات رسمية وأهلية الالتفات لمدى التحريض والعنف ومستوى مضامين العنصرية بالمناهج الإسرائيلية، التي تشكل انتهاكاً جسيماً وخطيراً للمواثيق الحقوقية الدولية، وانتهاكاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، خاصة معاهدة جنيف الرابعة وما فيها من نصوص حيال الوضع التعليمي في البلاد المحتلة.

كما أكد الأمين العام المساعد، أن هذه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية شكلت حافزاً لمضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير والعملية التعليمية وحمايتها، لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.

يذكر أن الإجتماع عقد برئاسة وكيل مساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم أيوب عليان، وممثلي عن إتحاد إذاعات الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو" بالإضافة إلى وكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

مقالات مشابهة

  • المنظمة العربية للتنمية الإدارية تعقد ندوة تعريفية عن جائزة الشارقة في المالية العامة بالمملكة المغربية
  • وزير المالية: نتطلع لتعزيز الشراكة من المؤسسات الدولية في مجالات الطاقة والأمن الغذائي
  • «المنظمات الأهلية الفلسطينية»: أي حديث أمريكي لوقف الحرب لا يمكن التعويل عليه
  • وزير الخارجية: الجيش أحد أهم المؤسسات التي تحافظ على تماسك الدولة اللبنانية
  • الجامعة العربية تدعو المؤسسات الدولية لتحمل مسؤوليتها تجاه الحرب على التعليم بفلسطين
  • الجامعة العربية تدعو المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب
  • الجامعة العربية تدعو كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها إزاء الحرب التي يشنها الإحتلال على المسيرة التعليمية بفلسطين
  • الشعبية: تصريحات البيت الأبيض أكاذيب وغطاء أمريكي لحرب الإبادة والتجويع
  • نونيز يتحدث عن الفرص الضائعة ورحيله من ليفربول
  • جامعة الدول العربية تدين تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بشأن الضفة الغربية