تصريحات اتّهامية: كركوك في المرمى التركي و الخنجر يحرّك الخيوط
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
29 يوليو، 2024
بغداد/المسلة: منذ نهاية العام الماضي، تعيش كركوك حالة من الجمود السياسي نتيجة تعثر انتخاب محافظ جديد للمدينة.
وهذه الأزمة تتفاقم مع انقسام الشيعة والسنة إلى جبهتين متعارضتين في المحافظة، مما يعطل عملية حسم المناصب ويفاقم من مشكلات المدينة.
هدايت طاهر، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، يعبر عن استيائه من الوضع الراهن، قائلاً: “يد تركيا موجودة في كركوك، وهي تستخدم المدينة للضغط على بغداد لتمرير شروط ومطالب معينة”.
وطاهر يتهم خميس الخنجر، الذي يدعم المحافظ السابق راكان الجبوري لنيل المنصب مجدداً، وبعض الأطراف التركمانية في كركوك بالتعاون مع أنقرة، مما يزيد من تعقيد الأمور.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، لم تنجح القوى الفائزة في الانتخابات المحلية الأخيرة في التوصل إلى اتفاق بشأن منصب المحافظ. الانتخابات، التي جرت لأول مرة في كركوك منذ 18 سنة، أسفرت عن حصول الكرد على 7 مقاعد مقسمة بين الاتحاد الوطني الكردستاني (5 مقاعد) والحزب الديمقراطي الكردستاني (مقعدين)، بالإضافة إلى مقعد المسيحيين (بابليون)، ليصبح مجموع المقاعد الكردية 8. في المقابل، حصل العرب على 6 مقاعد موزعة بين التحالف العربي (3 مقاعد)، تحالف القيادة (مقعدين)، وتحالف العروبة (مقعد واحد)، بينما حصلت جبهة تركمان العراق الموحد على مقعدين. هذا التوزيع المتساوي للمقاعد أدى إلى صعوبة عقد جلسات المجلس وحسم المناصب بسبب عدم حصول أي من الطرفين على الأغلبية.
مصادر مطلعة تشير إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني هدد بتعيين محافظ لكركوك بالوكالة إذا فشلت مفاوضات الأحزاب. ويُتوقع أن يكون المحافظ الذي قد يكلفه السوداني هو خالد شواني، وزير العدل الحالي والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني.
منذ يومين، يعقد السوداني جلسات منفردة مع المجموعة التركمانية وأخرى مع العربية في كركوك، بعد جلسات جماعية سابقة لم تصل إلى نتيجة واضحة. السوداني يحاول التوصل إلى توافق يمكن من خلاله تجاوز الأزمة، إلا أن التعقيدات السياسية والمصالح المتشابكة تزيد من صعوبة الموقف.
مواطنو كركوك يشعرون بالإحباط والقلق من استمرار الأزمة السياسية.
أحمد، أحد سكان المدينة، يقول: “نحن نعيش في حالة من الشلل، المشاريع متوقفة والخدمات متردية. نريد حلاً سريعاً لهذه الأزمة”. فيما تعبر أميرة، ربة منزل، عن استيائها بقولها: “السياسيون يتصارعون على المناصب ونحن ندفع الثمن. نريد قيادة تهتم بمصالحنا وليس بمصالحها الشخصية”.
السؤال الكبير الذي يظل يطرح نفسه هو: هل يستطيع السوداني كسر الجمود السياسي في كركوك وتعيين محافظ قادر على إدارة شؤون المدينة؟ أم ستظل كركوك رهينة للصراعات السياسية والمصالح الخارجية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل المدينة ومستوى الاستقرار فيها في الأشهر القادمة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی کرکوک
إقرأ أيضاً:
أردوغان يطالب بالقضاء على داعش وحزب العمال الكردستاني في سوريا
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إلى "القضاء" على تنظيم داعش الإرهابي، وأيضاً حزب العمال الكردستاني.
وقال أردوغان في تصريحات إعلامية أدلى بها لدى عودته من قمّة في القاهرة، إنه "ينبغي القضاء على داعش وحزب العمال الكردستاني وشركائهم الذين يهدّدون وجود سوريا"، مشدداً على أن "الوقت قد حان لتحييد المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا".وأشار الرئيس التركي، الخميس، إلى إمكانية تدخل تركيا في شمال سوريا للقضاء على ما وصفها بتهديدات لأمنها من جانب الجماعات الكردية السورية. صراع النفوذ الدولي يحتدم في سوريا - موقع 24قال أمين صيقل، الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الجامعة الوطنية الأسترالية، إن انهيار نظام بشار الأسد في سوريا كتب فصلاً جديداً من التنافس الجيوسياسي في الشرق الأوسط. وتأتي تصريحاته إلى مجموعة من الصحافيين، وسط تقارير عن قتال بين مقاتلين تدعمهم تركيا والقوة التي يقودها الأكراد والتي تدعمها الولايات المتحدة، في شمال سوريا، بالقرب من بلدة كوباني (عين العرب) الحدودية وسد تشرين على نهر الفرات.
وقال أردوغان "سنظهر أن الوقت قد حان لتحييد المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا. سنفعل ذلك لمنع أي تهديدات أخرى من جنوب حدودنا".
يشار إلى أن تركيا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تدعمها أمريكا، منظمة إرهابية لأن مكونها الرئيسي هو مجموعة لها صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت قوات سوريا الديمقراطية أن جهود الوساطة التي تقودها أمريكا، فشلت في التوصل إلى هدنة دائمة، في شمال سوريا، وأضاف "نهاية الطريق للمنظمات الإرهابية قريبة".