الدكتور اسماعيل النجار.. روائي.. تنساب الروائع من انهار إبداعه
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
الثورة / محمد القعود
هو من طبقة الكتاب المبدعين المرتبطين بواقعهم وتطلعه وآماله المنطلقة به نحو الأجمل والأبهى.
تقرأه فتجد في حروفه وسطوره وإبداعاته ما يجعلك تغوص في بحور إبداعاته بلذة ومتعة وشغف لا حدود له.
يا له من مبدع جميل..استطاع من عبر قوالبه القصصية الجذابة والشيقة ان يشدك اليها ..ويغمرك بها.
قاص مبدع كبير جاء الى عالم القصة بموهبته وإبداعه كاملة الأوصاف، جاهزة التناول والتلقي وهضمها بكل سهولة ومتعة.. لم يأت بمواصفات ومقامات أيديولوجيات ،تدفعه زفة من إياها..انما موهبته فقط هي من قدمته إلى القارئ ..قدمته بكل إبداعه الجميل الخالي من أي إضافة أو القاب عابرة للورق والمجاملات.
قدمته كقاص كبير وعظيم ومشروع يقف على ناصية مبهرة.. وعلى مذهب واقعي في الأدب.. فهو وبحق كروائي وقاص يمثل الواقعية الجميلة في ابهج مراحلها.. وهو يعد من كتاب القصة الكبار المميزين في مسار السرد اليمني ..عندما تتوغل اكثر في تقنيات السرد وفنياته.. في روعاته وسهولة انسيابيته وتلقائيته المفعمة بفن وروح ابن البلد..وحرفنة ابن مدينة(إب) الساحرة.
***
أتحدث هنا عن الدكتور اسماعيل محمد النجار، الروائي والقاص، الإنسان الرائع ، الذي يتميز بكل ما في الإنسان من طيبة وسمات غاية في الجمال والروعة.. أتحدث هنا عن الفنان المبدع الذي قدم للمكتبة وللقارئ اليمني اكثر من عشر مجموعات من القصص والروايات التي تتنفس وتشهق بنفس وضمير يماني.. ممتدة فوق ارض الوطن..
وفيها عالج وناقش وتناول نفسية الإنسان وواقعه وأحلامه والأمه الإنسانية..
***
تجد في إبداعه القصصي ما يشدك بقوة اليه بصورة ممتعة ومدهشة.. تجعلك تلتهم سطوره بوعي ومعرفة، وتسعى إلى الاستزادة منها بكل شوق ورغبة.. ففي هذا الإبداع ستجده يطوف بك قرى ومحافظات وربوع اليمن.. عبر قصص وروايات واقعية.. أبطالها شخصيات منوعة تنتمي لهذه الأرض الطيبة.. فلاحون.. مهاجرون.. عمال.. مرضى.. اصحاء.. تجار.. شخصيات بارزة.. ناجحة.. ناجحة وفاشلة.. ذكريات مفرحة ومؤلمة.. لكل شخصية مسارها ..في الحياة وفي عالمها الواقعي والخيالي..
وستجد في إبداعه الخصب قصصاً واقعية من التراث الشعبي، جاءت في قالب أدبي مشوق وبديع.. وقصصاً تشعر بأنها قريبة منك ومن محيطك ..ولكنها بأسماء مستعارة..،!!
بل ستتعرف على الوقائع التاريخية والاجتماعية لهذه الشخصيات المشهورة ذات حين.. مثل شخصية (سعيد البس) وغيرها من الشخصيات المشهورة وغير المشهورة!!
***
وعن كتابته الجميلة يقول الدكتور اسماعيل النجار:
أبطال رواياتي أو قصصي أشخاص وأماكن حقيقة، بينما المدرسة الخيالية أبطالها العفاريت أو الأرواح الشريرة ، وأماكنها مخفية، وتستحضر الغيبيات، ولا يعني التقليل من شأنها،. وجميع رواياتي وقصصي ترصد واقع الحراك الاجتماعي وتفاصيله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من أسماء وشخوص، وأزقة وشوارع وساحات عامة، وتصويرها في مشهد أو عدة مشاهد قد تختلف في المكان أو الزمان ،وتعاد للناس ليروا أنفسهم ومحيطهم في الرواية أو القصة..
وعن تميز روايته وقصصه يقول:
تمتاز رواياتي وقصصي الواقعية بالتالي:
* سهولة اللغة وابتعادها عن التكلف أو الإطالة والابتذال.
*أسلوبي الفني يكمن في وصف وتصوير عالم يشبه الواقع، رسمه وتقديمه بشكل روائي أو قصصي، وجعل القارئ يعايش الحدث وكأنه جزء منه.
*التركيز على القيم الجمالية للفكرة والمضمون والأسلوب الفني، وترك التفاصيل التي ليس لها قيمة.
*استخدمت أسلوب التحليل وسبر أعماق النفس البشرية.. مع بيان السبب والنتيجة.
*رسم النماذج الإنسانية المختلفة وتداخل الشكل الفني مع المحتوى، والاهتمام في ربط العاطفة بالنفس الإنسانية، مع الاهتمام بالتشويق والاثارة الحسية».
ويضيف :
«*ما أكتبه من روايات وقصص يقوم على التنوع المناطقي، ليشمل معظم مناطق اليمن من تميز في العادات والتقاليد، والخصوصيات المرتبطة بالجغرافيا والتراث، وإبراز السمات العامة للهوية اليمنية.
*أسلوبي في الرواية أو القصة يغلب عليه الروي في السرد اكثر من الحوار المتبع في المدرسة الكلاسيكية، ولذا تسمى مجموعاتي بالقصصية الروائية».
***
ايها الحكاء البديع.. الروائي والقصصي الجميل.. السارد المذهل والساخر والساحر المدهش.. كم نحتاج اليك والى إبداعك الرائع ..المبلسم لكل أوجاع وأتعاب الروح والجسد..
هذه سطور عجلى عن مبدع كبير.. أخطها هنا.. مع اعتذاري الشديد لتقصيري الواضح وكتابتي السريعة، ولعل حالتي الصحية تعذرني في ذلك.
تصوير/حامد فؤاد
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غالبني الوجع وأنا أتلقى نبأ استشهاد صديقي الدكتور عمر محمد علي
غالبني الوجع وأنا أتلقى نبأ استشهاد صديقي الدكتور عمر محمد علي في أبشع ما يتخيله العقل.. لواحد من أنبل الرجال الذين عرفتهم ..
منزله مجاور لمستشفى شرق النيل .. و مع ضراوة الأوضاع منذ اليوم الأول لكنه رفض مغادرته.. بعد أن أمن أسرته بعيدا في مكان آمن ..
ظل دكتور عمر وحيدا ليس في البيت بل الحي بأكمله.. آخر مرة تحدثت معه هاتفيا طويلا حكى لي تفاصيل أوضاعه.. والله وأنا أسمعه و بيننا آلاف الكيلومترات كنت ارتجف مما يقوله.. بينما يضحك هو ملء فمه ساخرا من كل شيء حوله.. فيلم رعب حقيقي..
لا طعام و لا ماء ولا تسكت البنادق وأصوات الرصاص ليل نهار ..
دخلوا بيته عدة مرات ولم يجدوا ما يسرقونه.. ففكروا ( لماذا لا نسرقه هو شخصيا ونطالب أسرته بفدية؟).
اختطفوه و اخفوه.. و مارسوا عليه تعذيبا شديدا و أطلقوا الرصاص على قدمه ونزف دما كثيرا.. و يأتي الفرج من الله..
الجيش يباغت الخاطفين في مخبأهم.. و ينقذ د عمر.. ويستشهد في العملية النقيب قائد قوة الجيش .
بعد رحلة عذاب شاقة وصل د عمر لمستشفى النو.. و لكن بعد أن نزف ما تبقى من دمه..
أكرمه الله أن اسرته وكثيرا من أحبابه كانوا حوله في اللحظات الأخيرة ورغم ما به من اصابات (رايش) تعرض له خلال عملية انقاذه و جسده الذي غادر قبل روحه.. كان يتحدث مع الجميع و كأنه هو الذي يخفف عنهم ..
آخر ما تركه د عمر.. ابتسامة ساخرة وكأنه يردد مع الفيتوري..
صدقني يا ياقوت العرش
أن الموتى ليسوا هم
هاتيك الموتى
والراحة ليست
هاتيك الراحة
عثمان ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتساب