صحيفة الاتحاد:
2024-09-08@11:22:14 GMT

دعوات لمقاربة شاملة ضد التطرف في الصومال

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

عبد الله أبوضيف (القاهرة، مقديشو)

أخبار ذات صلة الجيش الجزائري يقضي على 3 إرهابيين غربي العاصمة محكمة نيجيرية تدين العشرات بتهمة الإرهاب

حذر محللون سياسيون وخبراء في الإرهاب الدولي من استمرار خطر حركة «الشباب» الإرهابية على أمن واستقرار الصومال، رغم الجهود الأمنية والعسكرية التي تبذلها الحكومة والجيش، والدعم الإقليمي والدولي.

وقد شنت الحركة في الآونة الأخيرة هجوماً استهدف مقهى في العاصمة مقديشو، أسفر عن وفيات وإصابات، وأعلن الجيش الصومالي مقتل عشرات العناصر الإرهابية في عمليات عسكرية خلال الشهر الجاري.
ويرى المحلل السياسي الصومالي، الدكتور ياسين سعيد، أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الأمنية والعسكرية الصومالية في مواجهة حركة «الشباب» الإرهابية، فإن الحركة تشكل تهديداً كبيراً لأمن واستقرار البلاد، إذ تُظهِر هجماتها المستمرة، والتي تستهدف بشكل أساس المدنيين والبنى التحتية، أنها ما تزال قادرة على إلحاق الأذى بالبلاد، وأن الهجوم الأخير في مقديشو مثّل دليلاً على أنها لم تفقد بعد كل قدراتها على تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة.
وأوضح الدكتور ياسين لـ«الاتحاد» أن الحكومة الصومالية والقوات المسلحة تبذل جهوداً مهمةً لمكافحة الإرهاب، تشمل عمليات عسكرية واسعة النطاق بتعاون دولي وإقليمي، وأن نجاح الجيش في قتل عناصر من الحركة خلال العمليات العسكرية الأخيرة يُعد إنجازاً مهماً، إلا أنه ما تزال هناك تحديات أمنية تواجه الصومال يتعين التصدي لها.
وشدد الدكتور ياسين على ضرورة أن تتبنى الحكومة الصومالية وشركاؤها الدوليون مقاربة شاملةً لمواجهة التطرف والعنف، تشمل تعزيز القدرات الاستخباراتية لتحسين إمكانيات الكشف عن المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتقليل الفقر والبطالة، والتي تُعد من الأسباب الرئيسية لتجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية.
وتشن حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي هجمات ضد الدولة والمجتمع الصوماليين منذ 17 عاماً، ورغم طردها من العاصمة مقديشو ومحيطها منذ عام 2011، ومن مناطق أخرى، ما زالت تقوم بعمليات إرهابية من وقت لآخر.
ومن جهته، حذّر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، من أن حركة «الشباب» الإرهابية تهدد أمن الصومال وأفريقيا بأكملها، وأنها ما زالت تسيطر على بعض الأراضي الصومالية ولديها من القوة ما تستطيع به أن تنفذ عمليات إرهابية داخل البلاد، وتحصل على التمويل من الاستيلاء على بعض المناجم وفرض الجبايات. وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العمليات الإرهابية التي قامت بها «الشباب» مؤخراً كانت متوقعة، وأن الصومال لا يستطيع مواجهةَ الحركة بمفرده، ويحتاج إلى دعم إقليمي من الاتحاد الأفريقي من أجل مواجهة قوية لهذا التنظيم الإرهابي، وكذلك دعم السلطة السياسية وأجهزة الأمن والاستخبارات، بجانب الدعم الدولي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصومال الإرهاب الجيش الصومالي مقديشو

إقرأ أيضاً:

هل يشعل الصراع المصري ــ الإثيوبي القرن الأفريقي؟

فيصل محمد صالح

نقلا عن االشرق الاوسط:

أثار وصول طائرات عسكرية مصرية إلى العاصمة الصومالية، مقديشو، محملة بمعدات عسكرية، قلقاً كبيراً في المنطقة، بعد ردود الفعل العنيفة من الحكومة الإثيوبية، التي عدّت أي وجود عسكري مصري على حدودها يمثل تهديداً مباشراً لها وللأمن في المنطقة، وهددت باتخاذ إجراءات لتأمين حدودها و«حفظ الأمن في منطقة القرن الأفريقي».
ورغم أنه من المستبعد حدوث أي تصعيد عسكري مباشر، فإنه لا يمكن التقليل من خطورة التصعيدين السياسي والإعلامي، بما يستوجب تدخلات إقليمية ودولية لتهدئة التوترات.

لكن كل مَن يتابع الأوضاع في المنطقة يعلم أن مثار الغضب الإثيوبي ليس فقط إرسال معدات عسكرية، ولكنه البروتوكول الذي تم توقيعه بين مصر والصومال، وستبعث مصر بموجبه قوات عسكرية تسهم في بعثة الاتحاد الأفريقي للسلام في الصومال، بديلةً للقوات الإثيوبية، كما ستتمركز قوات مصرية في إقليم صومالي قريب من الحدود الإثيوبية. وكانت الحكومة الصومالية قد طلبت سحب القوات الإثيوبية من أراضيها، بعد التوتر الذي حدث في علاقات البلدين.

بدأت الأزمة في يناير (كانون الثاني) الماضي، حين وقّعت إثيوبيا اتفاقاً مع جمهورية أرض الصومال، وهي منطقة منفصلة عن الصومال لم يتم الاعتراف بها إقليمياً ودولياً، يتيح لها إيجار مساحة على واجهة البحر الأحمر. وفي إطار الاتفاق ستكون إثيوبيا الدولة الأولى التي تعترف بأرض الصومال دولةً مستقلةً في الوقت المناسب، حسب قول رئيسها.

ويمكّن الاتفاق إثيوبيا من استئجار واجهة بحرية على البحر الأحمر داخل أرض الصومال بطول 20 كيلومتراً، من أجل استخدامها قاعدةً عسكريةً أو لأغراض تجارية لمدة 50 عاماً، وكانت إثيوبيا تعتمد على ميناء جيبوتي بشكل أساسي. ويعدّ هذا الاتفاق امتداداً لتحركات إثيوبية كانت تهدف لتحقيق طموحات حكومة إثيوبيا في أن تمد ساقيها على سواحل البحر الأحمر، بعد أن فقدت السواحل البحرية باستقلال إريتريا عام 1993، وقد حاولت من قبل استخدام ميناء بورتسودان في السودان، وموانئ إريتريا.

أثارت الاتفاقية ردود فعل غاضبة في جمهورية الصومال التي تعدّ أرض الصومال جزءاً منها ولا تعترف بها دولةً مستقلةً، وبعد مرور أسبوع على الاتفاق وقّع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قانوناً يلغي الاتفاقية البحرية التي عدّها «غير قانونية» بين إثيوبيا وجمهورية أرض الصومال الانفصالية. وقالت الحكومة الصومالية إنها ستتصدى لهذه الاتفاقية بالوسائل القانونية كافة. ونددت بما وصفته بأنه «عدوان»، و«انتهاك صارخ لسيادتها».

ويشكل طموح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد المعلن لتأمين الوصول إلى البحر الأحمر مصدراً للتوتر بين إثيوبيا وجيرانها، ويثير مخاوف من نشوب صراع جديد في القرن الأفريقي. وقد حاول من قبل الاعتماد على موانئ إريتريا، لكن التوترات في علاقات البلدين جعلت ذلك أمراً لا يمكن توفير ضمانات له في المستقبل.

ولا يمكن قراءة هذه التطورات من دون استصحاب الأجواء المتوترة بين إثيوبيا ومصر؛ بسبب قضية سد النهضة الذي بنته إثيوبيا داخل أراضيها على مجرى النيل الأزرق المتجه للسودان ومصر، ولم تستجب لتحفظات البلدين حول التشاور قبل بناء السد، وتبادل المعلومات، ومعدل الأمان فيه. كما أن إثيوبيا صارت تطمح في عهد رئيس الوزراء آبي أحمد للعب دور إقليمي في المنطقة تقاطع في أحايين كثيرة مع الدور المصري، ودخل في منافسة معه.

وتنظر إثيوبيا للدور الذي لعبته في استتباب الأوضاع في الصومال، خلال السنوات السابقة، ومشاركتها في قوات حفظ السلام الأفريقية، ودورها في مكافحة أعمال «حركة الشباب الإسلامية» المتطرفة في الصومال، وتنتظر تقديراً من مقديشو على هذا الدور، ولا تنظر للتحدي الذي وضعته أمام الحكومة الصومالية والرأي العام في البلاد لتوقيع اتفاق يعطي شرعية لجمهورية أرض الصومال، وهو ما يعدّه الصوماليون خطيئة لا تغتفر.

من ناحية أخرى، فإن القاهرة ترى أنها وقعت بروتوكولاً مع دولة شقيقة عضو في الجامعة العربية، ولديها حكومة كاملة السيادة، وليس في هذا البروتوكول أي تعارض مع القوانين الدولية أو اتفاقيات المنظمات الإقليمية. وبالتأكيد فإن مصر تدرك أنها تحاصر النفوذ الإثيوبي في المنطقة وترد على تحركات إثيوبية سابقة باستخدام نفوذها السياسي والدبلوماسي، وقدراتها العسكرية، بوصفها عامل قوة، وليس لاستخدامها في عمل عسكري، بالضرورة.

لا يمكن الإنكار أن الأجواء متوترة، والاحتمالات مفتوحة، لكن الرهان على تعقل القيادات السياسية في المنطقة، والضغوط الدولية، لكي لا تخرج عن حدود اللعب النظيف.  

مقالات مشابهة

  • السوداني: الحكومة ماضية في عمليات الرقمنة والتحول الإلكتروني لمختلف القطاعات
  • التوتر الإثيوبي الصومالي المصري وأثره على استقرار القرن الإفريقي
  • مصر: استراتيجية الإفراط والتفريط ما قبل السقوط في الصومال
  • هل يشعل الصراع المصري- الإثيوبي القرن الأفريقي؟
  • تغييرات شاملة.. تعرف على مشروع دستور الجابون
  • المتحدة للإعلام.. رؤية وطنية لنهضة إعلامية شاملة
  • هل يشعل الصراع المصري ــ الإثيوبي القرن الأفريقي؟
  • مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة: الحوثيون يجندون عشرات الآلاف من الأطفال ويرسلونهم لجبهات الحرب وغيروا المناهج الدراسية وغرسوا التطرف فيها
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى التضامن ضد التطرف الديني
  • ماذا حققت زيارة السيسي إلى تركيا؟