صحيفة الاتحاد:
2025-02-22@18:56:01 GMT

دعوات لمقاربة شاملة ضد التطرف في الصومال

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

عبد الله أبوضيف (القاهرة، مقديشو)

أخبار ذات صلة الجيش الجزائري يقضي على 3 إرهابيين غربي العاصمة محكمة نيجيرية تدين العشرات بتهمة الإرهاب

حذر محللون سياسيون وخبراء في الإرهاب الدولي من استمرار خطر حركة «الشباب» الإرهابية على أمن واستقرار الصومال، رغم الجهود الأمنية والعسكرية التي تبذلها الحكومة والجيش، والدعم الإقليمي والدولي.

وقد شنت الحركة في الآونة الأخيرة هجوماً استهدف مقهى في العاصمة مقديشو، أسفر عن وفيات وإصابات، وأعلن الجيش الصومالي مقتل عشرات العناصر الإرهابية في عمليات عسكرية خلال الشهر الجاري.
ويرى المحلل السياسي الصومالي، الدكتور ياسين سعيد، أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الأمنية والعسكرية الصومالية في مواجهة حركة «الشباب» الإرهابية، فإن الحركة تشكل تهديداً كبيراً لأمن واستقرار البلاد، إذ تُظهِر هجماتها المستمرة، والتي تستهدف بشكل أساس المدنيين والبنى التحتية، أنها ما تزال قادرة على إلحاق الأذى بالبلاد، وأن الهجوم الأخير في مقديشو مثّل دليلاً على أنها لم تفقد بعد كل قدراتها على تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة.
وأوضح الدكتور ياسين لـ«الاتحاد» أن الحكومة الصومالية والقوات المسلحة تبذل جهوداً مهمةً لمكافحة الإرهاب، تشمل عمليات عسكرية واسعة النطاق بتعاون دولي وإقليمي، وأن نجاح الجيش في قتل عناصر من الحركة خلال العمليات العسكرية الأخيرة يُعد إنجازاً مهماً، إلا أنه ما تزال هناك تحديات أمنية تواجه الصومال يتعين التصدي لها.
وشدد الدكتور ياسين على ضرورة أن تتبنى الحكومة الصومالية وشركاؤها الدوليون مقاربة شاملةً لمواجهة التطرف والعنف، تشمل تعزيز القدرات الاستخباراتية لتحسين إمكانيات الكشف عن المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتقليل الفقر والبطالة، والتي تُعد من الأسباب الرئيسية لتجنيد الشباب في الجماعات الإرهابية.
وتشن حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي هجمات ضد الدولة والمجتمع الصوماليين منذ 17 عاماً، ورغم طردها من العاصمة مقديشو ومحيطها منذ عام 2011، ومن مناطق أخرى، ما زالت تقوم بعمليات إرهابية من وقت لآخر.
ومن جهته، حذّر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، من أن حركة «الشباب» الإرهابية تهدد أمن الصومال وأفريقيا بأكملها، وأنها ما زالت تسيطر على بعض الأراضي الصومالية ولديها من القوة ما تستطيع به أن تنفذ عمليات إرهابية داخل البلاد، وتحصل على التمويل من الاستيلاء على بعض المناجم وفرض الجبايات. وأوضح أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن العمليات الإرهابية التي قامت بها «الشباب» مؤخراً كانت متوقعة، وأن الصومال لا يستطيع مواجهةَ الحركة بمفرده، ويحتاج إلى دعم إقليمي من الاتحاد الأفريقي من أجل مواجهة قوية لهذا التنظيم الإرهابي، وكذلك دعم السلطة السياسية وأجهزة الأمن والاستخبارات، بجانب الدعم الدولي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصومال الإرهاب الجيش الصومالي مقديشو

إقرأ أيضاً:

“العراق في مواجهة التطرف ” .

بقلم : سمير السعد ..

يواجه العراق، كغيره من دول العالم، تحديات كبيرة تتعلق بظاهرة التطرف العنيف، التي تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي والأمن الوطني. ومع إدراك خطورة هذه الظاهرة، تبنّت الحكومة العراقية نهجًا واضحًا في رفض كل أشكال العنف وخطابات التطرف الداعمة له، وذلك من خلال برامج واستراتيجيات وطنية تهدف إلى مكافحته على مختلف المستويات.
في هذا السياق، تعمل “اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب” ، التابعة لمستشارية الأمن القومي، على تطبيق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لمسببات التطرف ومعالجتها من جذورها. وتتبنى اللجنة نهجًا استباقيًا يركز على التوعية والتثقيف، بدلًا من الاقتصار على الحلول الأمنية فقط. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعتمد اللجنة على سلسلة من البرامج والندوات التوعوية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف نشر ثقافة التسامح والاعتدال، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع أبناء الوطن الواحد.
تعمل اللجنة من خلال لقاءاتها الدورية مع المثقفين والأدباء والصحفيين والشعراء والفنانين على تعزيز دورهم في نشر الوعي والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، عبر إنتاج محتوى ثقافي وإعلامي يعكس قيم التسامح والتعايش. كما تولي اهتمامًا خاصًا بالحوار مع القيادات الدينية والاجتماعية، إذ يُعتبر رجال الدين وقادة المجتمع وشيوخ العشائر شركاء أساسيين في مكافحة التطرف، نظرًا لتأثيرهم الواسع في المجتمع. ومن هذا المنطلق، تعقد اللجنة اجتماعات دورية معهم، لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى الوحدة ونبذ العنف.
إدراكًا لأهمية دور الشباب في بناء المستقبل، تسعى اللجنة أيضًا إلى استهدافهم عبر برامج تدريبية وورش عمل، تهدف إلى تحصينهم من الأفكار المتطرفة، وتمكينهم من لعب دور إيجابي في مجتمعاتهم. فرؤية اللجنة تقوم على أساس أن مواجهة التطرف لا تكون فقط عبر الوسائل الأمنية، بل تتطلب جهدًا فكريًا وتوعويًا يرسّخ قيم الحوار والتعايش السلمي. وفي هذا الإطار، تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في دعم هذه الجهود من خلال تنفيذ حملات توعوية محلية، والمشاركة في بناء استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفكر المتطرف من خلال النشاطات الثقافية والتعليمية والمبادرات الشبابية.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال أهمية التعاون الدولي في محاربة التطرف، حيث تسهم المنظمات الدولية في دعم جهود الحكومة العراقية من خلال تقديم الخبرات والاستشارات، وتمويل البرامج التوعوية، وتوفير منصات للحوار والتبادل الثقافي بين المجتمعات المختلفة. كما أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لمكافحة التطرف بطرق أكثر فاعلية، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية التي أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الأفكار المتطرفة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه مكافحة التطرف في العراق، أبرزها تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتطرفة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي قد يستغلها المتطرفون لاستقطاب الشباب. لذلك، تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، وإشراك المنظمات الدولية في تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولية تجمع بين الحلول الأمنية والبرامج الفكرية والثقافية، لضمان بناء مجتمع متماسك خالٍ من العنف والتطرف.
إن مواجهة التطرف العنيف مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع بكل مكوناته، مع إشراك المنظمات المحلية والدولية لضمان نجاح هذه الجهود. ومن خلال النهج الذي تتبناه اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف، يمكن للعراق أن يخطو خطوات مهمة نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز السلم الأهلي، ليكون نموذجًا في محاربة الفكر المتطرف، وبناء مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتعايش السلمي.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • الجيش الصومالي يقتل 5 قيادات بارزة في حركة الشباب الإرهابية
  • أول محطة في رحلة التنمية.. اتحادات طلاب الجامعات مرآة عاكسة للتحولات المجتمعية.. وزير التعليم العالي: الحكومة تسعى لتمكين الشباب
  • الجيش الصومالي يعلن القضاء على 5 من كبار قادة حركة الشباب الإرهابية
  • “العراق في مواجهة التطرف ” .
  • اختيار العروس في العراق والمعادلة الفاشنستانية.. عمليات التجميل تثير جنون الشباب
  • قصف إسرائيلي يستهدف الحدود بين سوريا ولبنان.. و«بيدرسون» يتحدّث عن تشكيل «الحكومة» المقبلة
  • مقتل 13 جندياً صومالياً جرّاء هجمات إرهابية
  • وزير الشباب يوجه بتنفيذ خطة شاملة لتطوير المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي
  • هجوم يستهدف صيادين يمنيين قبالة بونتلاند الصومالية 
  • الصومال تعلن مصرع أكثر من 130 عنصرا من حركة الشباب شرقي البلاد