صحيفة الاتحاد:
2024-09-08@11:27:31 GMT

حالات العزلة.. كيف ألهمت المبدعين؟

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
الحالات الصعبة التي تعصف بالإنسان تجعله يرى نفسه، ويقترب من ذاته، مستغلاً تلك اللحظات بطريقة إيجابية رغم سلبيتها المؤذية للنفس، والطاقة التي تستنزف في حينها.. حالات من العزلة واليأس والحزن أثرت الفكر وأضافت للإنسانية ما قدمه أصحابها من أعمال سردية، ولمسات فنية، ومؤلفات أدبية لم تزل تسكن وجدان البشرية، والحياة.

. حالات ربما تكون سلبية بعض الشيء، ولكنها حفزت «ميكانيزمات» جديدة عملت على إثارة اللاشعور لدى الفرد، وجعلته يسطر مشاعره بسيمفونية الإبداع المُلهم.
 إذا عُدنا إلى دفاتر التاريخ فسنلاحظ هناك الكثير من الأسماء التي نبشت في أحزانها ولحظاتها المؤلمة عن أسطورة الخلود، فمنهم فلاسفة وكتَّاب وفنانون وموسيقيون عالميون، مثل «بيتهوفن» و«موتسارت» و«فان جوخ»، وغيرهم الكثير من الشخصيات التي برزت أسماؤها، ولمعت مشاعرها تحت تأثير تلك اللحظات، والحالات المريرة.
العزلة أم الإبداع
وفي هذا السياق، قال الكاتب عبدالله محمد السبب: «تماماً، كما أنّ الحاجة أم الاختراع، فالعزلة أم الإبداع، لاسيما في مجال الكتابة بشتى أنواعها، فالمبدع الحقيقي هو الذي يتصالح مع غربته لصالح نفسيته المحطمة، ومع آلامه لصالح آماله، ويستثمر عزلته عن الناس بما يفجر طاقاته الإبداعية، فيقرأ كثيراً لينعكس أثر القراءة العميقة والمتنوعة تلك على قلمه بما يؤدي إلى مخرجات فكرية وأدبية وثقافية»، وذلك كما هي الحالة الأزمة التي مر بها العالم بأسره في أواخر عام 2019، واستفحل أمرها في المجتمع الدولي انطلاقاً من عام 2020، وهنا نتحدث عن جائحة «كورونا» التي انعكست إيجاباً على المشهد الإبداعي من خلال عشرات، بل مئات الإبداعات المتنوعة، (أشعار، قصص، روايات، مسرحيات، أفلام، مسلسلات، وفنون تشكيلية، وغيرها…).

روح الإيجابية
أضاف الكاتب سيف محمد المنصوري: كما تقول القاعدة «الإبداع خرج من رحم المعاناة»، فاستخلاص الاستنتاجات الإبداعية من الحالات السلبية يعود إلى المرء وما يشاهده من زاويته الخاصة الممتزجة بالإيجابية، رغم السوداوية المخيمة على المشهد بعض الشيء، فهذه الحالات تصبح قاتلة ما لم يتم استثمارها بطاقة مليئة بروح الإيجابية التي تحقق نموها المشروع والبنَّاء في الصالح الإنساني، وتبشر بأمل فكري يسعى للنهوض والتحقق مع الوقت، مبيناً: «حالات قاسية تمر أحياناً على الإنسان، ومن خلال هذه الحالات يستطيع أن يختبر مشاعره ويضعها تحت المجهر، ليرى شاعريته من كَثب، ومدى تألقها في الظروف الصعبة، وهناك الكثير من المشاعر التي تألقت وأينعت وبرزت نتيجة  الظروف المحيطة بها، ولامست شغاف الحياة بما قدمته من إبداع استحوذ على قلوب ومشاعر الآخرين».

أخبار ذات صلة الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بموروث «رحلة المقيظ» متحف الشندغة.. عين على أصالة وتراث الماضي

وأوضحت آمنة القحطاني، إعلامية وصحافية، أن هناك حالات مهمة تمر على الإنسان، وتساهم في إثارة العقل الباطن، مما يجعله يستمد طاقته الكامنة من دوافع تؤهله لأن يبدع ويقدم شيئاً مبتكراً، وإضافة نوعية مميزة، فبعض الحالات قد تشكل وعياً صريحاً، وتحفز قريحة الإبداع وتجعل ملكات الخيال حاضرة لدى الإنسان، وهذا ما يميز الشخصيات المبدعة والمُلهمة كونها تنظر إلى جل الظروف والتحديات، وتذهب بها بعيداً نحو الطريق اللامتناهي، مما يعطيها صوراً وأبعاداً مختلفة عن الشخصيات السطحية والعادية التي لا تستثمر تلك الحالات المحفزة لصالح أفكارها، لتظل في عزلة ما وراء العزلة، وفي يأس ما وراء اليأس، دون الخروج فيما وراء الحالات السلبية بإشراقة إبداعية تزيل العتمة، وتضيء النفس.

النبش في الذات
تابع الكاتب عبدالله السبب، قائلاً: إذن، بقدر ما للعزلة البشرية من آثار سلبية من خلال انقطاع الإنسان المأزوم عن المجتمع وعن مجريات الحياة، بقدر ما هي دافع للنبش في الذات البشرية، واستخلاص الدُرر الإبداعية الكامنة، موضحاً: لكن، هل ثمة من يتلقى تلك المخرجات الإبداعية، ويلتفت إليها بعين الرعاية والاهتمام لتثمر كتبا تضيف للمشهد الثقافي، وتعكس ازدهار الحركة الثقافية الإبداعية في بلد ما؟!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فان جوخ الثقافة الكتابة القصص الرواية

إقرأ أيضاً:

قسم الإسعاف الطوارئ في مستشفى الكندي .. حلم يتحقق

يعتبر قسم الاسعاف والطوارئ في مستشفى الكندي من أبرز الأقسام الطبية الحيوية كونه يهتم برعاية المرضى وتوفير الخدمات الطبية والإسعافات اللازمة لهم على مدار 24 ساعة بوجود أفضل الأطباء والممرضين ذوي الخبرات والمهارات العالية المؤهلين بالتدريب والعلم والمعرفة لإستقبال الحالات الطارئة والإسعافات الأولية لخدمة المرضى ضمن أفضل المعايير العالمية.
ويمتاز قسم الاسعاف والطوارئ بموقعة على مدخل خاص واسع ومستقل لسهولة الوصول إليه من أكثر من طريق إضافة إلى موقع مستشفى الكندي بمنطقة جبل الحسين في قلب العاصمة الحبيبة عمان لتسهيل وصول المرضى إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم بسرعة ضمن أعلى درجات الإستجابة والتعامل مع الحالات الطارئة بوتيرة عالية.
وتم إنشاء قسم الاسعاف والطوارئ وتجهيزه بجميع الأجهزة والأدوات والمعدات التي تمكن كافة الكوادر العاملة في القسم بإستقبال جميع حالات الحوادث والإصابات بالإضافة إلى جميع الحالات الطبية الإسعافية العاجلة في جميع التخصصات كتخطيط القلب والإنعاش القلبي والرئوي ، إضافة إلى وجود غرف خاصة مجهزة كغرفة تصنيف الحالات المرضية ، وغرفة العمليات الصغرى بإشراف إختصاصيي جراحة لعلاج الحالات التي تتطلب تخدير موضعي بأحدث المعدات والأدوات الطبية، وغرفة الجبائر والجبس لعلاج حوادث السقوط والحالات التي تحتاج تدخل إختصاصي العظام مع توفر جميع أنواع الجبائر والجبس حسب حاجة المريض والطبيب، وجناح طوارئ الأطفال والمجهز بكافة المعدات اللازمة بإشراف إختصاصيين في طب الأطفال من عمر حديثي الولادة وحتى 12 سنة، وطوارئ النسائية التابعة لقسم النسائية وذلك لضمان خصوصية المريضة وراحتها، وغرف إنتظار واسعة للمرضى والتي تراعي معايير الوقاية والتباعد، وغرف طوارئ الأسنان وأسنان الأطفال لجميع الحالات الطارئة وغير الطارئة، وغرف العزل المنفصلة عن باقي الغرف والتي تعمل ضمن معايير ضبط العدوى والوقاية الشخصية .
اضافة الى هذا فإنه يتم تصنيف المرضى في قسم الاسعاف والطوارئ حسب درجة مرضهم أو شدة حالتهم وجروحهم وليس من زمن وصولهم، وذلك من خلال إتباع النظام الكندي العالمي Canadian System بحيث يضمن هذا النظام تقديم الخدمة الطبية الإسعافية للمرضى فور وصولهم وتصنيفهم وفقاً للمعايير الطبية العالمية المتفق عليها، بحيث يقوم أحد ممرضي القسم بتقييم الحالة المرضية وتصنيفها حسب خطورتها ووفقاً للمعايير الصحية المحددة مسبقاً بحيث تعطى الأولوية للحالات الطبية الحرجة والعاجلة، أما الحالات الأقل خطورة فتخضع للمراقبة من قبل الطبيب لحين التمكن من تقديم الخدمة الطبية بشكل ملائم.
وينصح بالتوجه فوراً إلى قسم الطوارئ عند، الشعور بضيق أو ألم في الصدر، الشعور بضيق في التنفس، وجود آلام شديد في البطن، وجود صداع مزمن ولا يستجيب مع العلاج، أو الشعور بصداع شديد مفاجئ، الإصابة بجرح قد يحتاج إلى خياطة أو مصحوباً بكسور عظمية، الشعور بأحد الأعراض الآتية: التشويش الذهني، فقدان الوعي أو التركيز، فقدان التوازن، أعراض الحساسية المفرطة والمصحوبة بتورم اللسان أو الشفاه أو الحنجرة، خدران في احد الأطراف، عدم إنتظام نبض القلب، نوبات تشنجية، تقيؤ شديد، نزول دم مع البراز، تناول جرعة دوائية زائدة وغيرها واية مشاكل طبية طارئة اخرى .
ويشار الى ان قسم الاسعاف والطوارئ يحتوي على سيارات إسعاف حديثة مجهزة وفق أعلى المعايير بمعدات الطوارئ مثل الأكسجين والشاشات والحقن وأدوية الطوارئ مع وجود كادر من المسعفين الخبراء المدربين على تقديم العلاج اللازم في الحالات الاسعافية الطارئة .
ومن الجدير بالذكر بأن مستشفى الكندي هو مستشفى خاص يضم كافة الاختصاصات الطبية ومراكز متخصصة في جراحة السمنة وجراحة التجميل وشفط الدهون وجراحة الاوعية الدموية ومركز الاخصاب وتفتيت الحصى والاشعة التداخلية والكشف عن السرطانات ( سرطان الثدي ) وعمليات زراعة الاعضاء وعمليات القسطرة والقلب المفتوح ووحدة تنظير الجهاز الهضمي والقنوات المرارية وقسم خاص للاسعاف والطوارئ باحدث الاجهزة وسيارات اسعاف حديثة .

مقالات مشابهة

  • ورش الكتابة الإبداعية: ضد الالتزام بالكتابة وحيدا أم اتباع لوجهة المدرب وذائقته؟
  • احذر الهجرة غير الشرعية تؤدي للحبس وغرامة تصل لـ200 ألف في هذه الحالات
  • «الخدمات الطارئة» بالشرقية يقدم الخدمة لأكثر من 6 آلاف مريض خلال 5 أسابيع
  • قسم الإسعاف الطوارئ في مستشفى الكندي .. حلم يتحقق
  • آلاف حالات الاشتباه بجدري القردة في أفريقيا خلال أسبوع
  • تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 142  للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • مجتمع النفايات الفكرية «١»
  • بيحسدوني ع الفشوش.. شعر
  • مليش ف الزحمة .. شعر
  • أعلم أنه اللقاء الأخير